لم يصلّ عليهم أحد by Khaled Khalifa


لم يصلّ عليهم أحد
Title : لم يصلّ عليهم أحد
Author :
Rating :
ISBN : 6144694366
ISBN-10 : 9786144694367
Language : Arabic
Format Type : Paperback
Number of Pages : 424
Publication : First published April 25, 2019
Awards : National Book Award Translated Literature (2023), International Prize for Arabic Fiction | الجائزة العالمية للرواية العربية (2020)

رواية تحفر في سرديّات المنطقة، وتقترح سرديّة جديدة ومختلفة لمدينة حلب في القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين، عبر قصص متشابكة عن الحبّ الموؤود، والموت المحقّق عبر المجازر والطاعون والزلازل والكوليرا، ومفهوم الهويّة والانتماء وأسئلتهما.
إنّها ليست مجرّد رواية عن طفل مسيحي ناجٍ من مجزرة في ماردين، تربّيه عائلة مسلمة في حلب، بل ملحمة إنسانيّة حقيقيّة عن الطوفان والقلق البشري، عن وهم النجاة من هذا الطوفان والأوبئة، وعن ورطة الحياة بحدّ ذاتها.
مصائر صغيرة تقودنا إلى مصير أكبر لمدينة حلب التي شهدت عبر تاريخها الطويل تحوّلات اجتماعيّة وسياسيّة ودينيّة عميقة، يرصدها خليفة بتقنيّات جديدة، في هذه الملحمة المسكونة بثنائيّة الحبّ والموت.


لم يصلّ عليهم أحد Reviews


  • فايز غازي Fayez Ghazi

    - "لم يصل عليهم أحد"، ملحمة سورية بالشكل انسانية بالمضمون، عزف خالد خليفة الحانها على اوتار الحزن والتيه ودندن قصص العشق على قدود حلبية اتشحت بالسواد والقتامة حيناً، والحب والوله حيناً آخر، والموت والتيه في أحيان اخرى، ساكباً هذا اللحن السرمدي في قلب القارئ وروحه بأسلوب فذ وعاطفة جياشة.


    أنا كخط المعماري المائل الآن، ضائع، ومعلّق في الفضاء، أتأرجح كبندول ساعة قدیمة، كقطعة قماش لا تنفع فیھا كل الأصباغ

    - ملحمة تمتد على ستة عقود ونيّف، تروي قصة مجموعة من الأصدقاء عاشوا الطفولة سوياً ونشأوا معاً، أحدهم (حنّا) يصل بعض نجاته من مجزرة ماردين ليعيش في كنف عائلة مسلمة ويكبر مع "زكريا" و "سعاد". يبني الكاتب روايته على هذا الثلاثي لكنه يزيد شخصيات اخرى كان لها اثرها ودورها الأساسي في أحداث الرواية.

    لا یحق لمن لم یجع الحدیث عن آلام الجوعى

    - استعمل الكاتب تقنية الخلط الزمني، فبدأ روايته بحدثٍ، ثم اخذ بسرد ما قبل وعاد لاحقاً ليسرد ما بعد، مدخلاً قصص الشخصيات ببعضها، مبيناً ابعادها ونفسياتها والروابط التي تجمع فيما بينها وكيفية تطور العلاقة او اضمحلالها. اللغة شاعرية في اماكن تقريرية في البعض الآخر أدبية في البعض الآخر، وازن الكاتب ما بين السرد والوصف مع إدخال الحوار واستعمال الرسائل. هذه التقنية ممزوجة باللغة الساحرة لخالد خليفة انتجت هذا العمل الجبار.

    ما أقسى أن یقضي رجل نصف حیاته دون أن یتشمّم رائحة نوم امرأة یحبّھا.

    - الرواية مثقلة بالإرث التاريخي لحلب، وهناك الكثير من الرموز التي تركها خالد للقارئ كي يبحث عنها، مثل الكنائس المدمرة المطمورة، أبو الهدى الصيادي، الوضع الإقتصادي – الإجتماعي في بداية القرن العشرين، يهود حلب الذين هُجّروا بمعظمهم، العائلات التي غيّرت اديانها وبقيت روابط الدم قوية وغيرها الكثير.. اما في الرواية فإن الرمز المميز كان للقلعة، القلعة التي تحمل ابعاداً عمرانية وتاريخية وحياتية ودفاعية، كما انها قد تكون المنزل الأكبر اي الوطن الذي اراد حنا وزكريا بناءه، وبأيديهم!

    لماذا لم أكن زهرة رمان على غصنك، أنتِ الشجرة التي أحب!

    - التناقضات: خلال الرواية قام خالد بإقامة نوع من التضاد، فشاهدنا من جهة المسلم المتسامح والمسيحي المتسامح ومن جهة اخرى المتعصب من كلا الدييانتين، شاهدنا السكير وشاهدنا القديس، شاهدنا المحب الوفي وشاهدنا الأناني الخائن، شاهدنا الحب المندفع وشاهدنا الحب المستكين، شاهدنا الحب بأشكاله العديدة وشاهدنا البغض والكره، شاهدنا المجازر وشاهدنا الحماية منها ... واستعمال كلمة "شاهدنا" دقيق لأن الكاتب يرسم ويؤثث المشهد بشكل يتعدى قراء سطر الى بناء عالم.

    - مآخذان على الروابة في البناء الروائي:
    1- سبب تسلّط "ماريانا" على حنّا ودخولها في حياته بهذا الشكل الحاد، لم اقتنع بهذا الدخول والسلطة التي اكتسبتها.
    2- شخصية زكريا بعد إنكسار حنا، فإنكسار حنّا كان مفهوماً وطبيعياً اما انكسار زكريا ولامبالاته بأولاده وحياته ومحاكاته لحياة حنّا فقد شابها غياب الدافع والتحطّم المفاجئ الذي لم اجد له سبباً.

    - أخيراً، يا ليت كتب خالد هذه الرواية على شكل ثلاثية او رباعية او حتى سداسية، فالمادة الروائية موجودة وكثيفة وكان ليكون العمل، برأيي، أفضل وأقوى وأتمّ. لكن بجميع الأحوال فالرواية الملحمية هذه ممتازة، مؤلمة، وتستحق القراءة دون ادنى شك. ولا بأس اذا لم يصل عليهم أحد، فالعشق بحد ذاته صلاة!

    - أنهي المراجعة بإقتباس من رسالة حنّا لسعاد:

    في طريقي الى التلاشي أترك لك خطواتي الممحوة، أنفاسي وندمي الذي لن يفيد، سامحيني كنت أضعف من الكائن الذي رسمت صورته في ذهنك، طوال عمري كنت الطيف الذي غمرني بالحب، لم تتوقفي عن منحه لي بكرم الأخت والأم التي فقدت، والصديقة التي ضاعت بين الصفات الأخرى والحبيبة التي لم اعرف سوى التسلل الى دمها والإختباء.



    ملاحظة: استضفنا الكاتب في نادي القراءة وناقشناها معه، خالد انسان محترم، يتقبل النقد، يتعاطى بكل حب مع الآراء المختلفة ولا يفرض رؤيته لما كتب بدليل انه ناقش معظم الرواية كقارئ لا ككاتب وهذا يحسب له

    Instagram:

    https://www.instagram.com/invites/con...

  • Amani Abusoboh

    هذا ليس العمل الأول الذي أقرأه لخالد خليفة.. قرأت له من قبل مديح الكراهية، دفاتر القرباط، الموت عمل شاق، ولا سكاكين في مطابخ هذه المدينة.

    هذه رواية علي أن أضيف لمقولة" لا تحكم على كتاب من غلافه" بلا تحكم على كتاب من قراءة الفصل الأول فيه.. عند بداية قراءتي لهذه الرواية كنت متحمسة جداً، كون خالد خليفة من الكتاب الذين أحب القراءة لهم. لكن عندما بدأت بقراءة الفصل الأول، أصبت بحالة من الضجر والضياع؛ كان هناك إسهاب في الشرح وتفاصيل كان من الممكن تجاوزها دون أن يفقد العمل أناقته أو أن يؤثر على نسيج الحبكة..

    ربما لأن العمل مليء بالشخصيات والأحداث والحقب التاريخية، ساهم ذلك في أن يبدو في أوله محشوًا، لكنني أرى أنه كان بالإمكان أن يكون أقل تفصيلًا في الفصل الأول وكان سيبقى العمل مشوقًا ومتناسقًا. (وهذا مأخذي الوحيد على العمل). لست من النوع الذي يلقي بالكتاب جانبًا إذا لم ترقني بدايته، أو لم تشدني كما يجب، فقد كان لدي حس داخلي بأن خالد سيفاجئني بعد ذلك، وهذا ما حصل.

    بعد الفصل الأول، بدأت خيوط الرواية والحبكة تتضح أكثر، وشعرت أنني قادرة على الإمساك بكافة هذه الخيوط رغم أن كثافة الوصف والتفاصيل ظلت حاضرة، إلا أنها أصبحت ضرورة لتفتح الأبواب للقارىء على كل ما يود خالد طرحه في هذا العمل.. حيث كنت أشعر بالمتعة في كل فصل بعد ذلك وأنا أتلقى هذا التدفق الجميل للغة وللتفاصيل المتعلقة بأحداث الرواية.

    أميل جدا للأعمال الأدبية التي تتناول التاريخ بسياق روائي جميل ومشوق.. في بعض الأحيان قد تكون قراءة الكتب التاريخية مملة، لكن أن تقرأ التاريخ بإطار روائي أنيق، هذا أجده طريقة مشوقة وذكية وترسخ العمل في ذهن القارىء أكثر..

    علي الإقرار بأن الكاتب إلياس خوري أيضاً يمتلك زمام هذه الطريقة وملكة الكتابة من هذا النوع. فمن خلال أعماله تعلمت عن تاريخ فلسطين وتاريخ التطهير العرقي من مجازر وعمليات الترحيل والتهجير القسري الذي جرى للفلسطينيين ما لم أتعلمه في مناهجنا الدراسية..
    والآن أجد أن خالد خليفة لديه هذه المَلكة أيضاً؛ فقد عرض تاريخ حلب العريق بحقب مختلفة بأسلوب روائي جذاب وأنيق. فيتعرض خالد لجملة من المصائر التي تقع ضمن مصيرٍ أكبر لمدينة حلب التي شهدت فيضانات ومجاعات، المجازر التي ارتكبها العثمانيون بحق الأرمن والسريان، كما واستوعبت المدينة جملة من التحوّلات الاجتماعية والسياسية والدينية العميقة. فجاء هذا العمل بثنائية الحب والموت.

    السرد كان سلساً جداً، وقد أظهر القوة والحنكة التي يكتب بها خالد؛ هو يدرك أنه عمل مليء بالتفاصيل، فجاء السرد سلسًا ليأخذ بيد القارىء نحو سراديب الرواية وتشعباتها..
    كان هناك تنوع في أساليب السرد؛ ففي بعض الفصول يكون خالد الحكّاء الذي يروي تفاصيل العمل، وفِي فصول أخرى تتولى شخصياته الحديث عّن نفسها وعن أحداث الرواية.. كما أن هناك تنوع في أزمنة السرد. قد يكون هذا الجانب مربكًا للقارىء في بدايتها، لكن ما أن يُمسك خيوط الرواية، حتى يكون ممتعاً ويضفي حيوية للنص تخرجه من الرتابة أو من الطابع الكلاسيكي للسرد حيث يتولى الكاتب سرد كل العمل. أحب جداً أن أقرأ لكاتب ذكي يفهم ما ينتاب القارىء من حالات شعورية عند قراءة أعماله، وكان خالد من هذا النوع من الكتّاب.

    بقدر أهمية مجريات الأحداث للعمل الأدبي، وكيف تتطور الشخصيات، أولي اهتمامًا كبيراً بالنهايات .. وفي هذا الصدد، كان خالد يمسك فأسًا يجتث شخصيات عمله من صدر القارىء.. ولا أقصد هنا اجتثاث الأثر والحضور في وعي القارىء وكيانه، إنما موت الشخصية أو النهاية التي وضعها لها.. لقد كانت نهايات فاجعة وكانت فأسه حادة؛ فنهاية كل شخصية كانت من القسوة ما تركت حفراً في صدري في كل مرة كان خالد يقتلع إحدى شخصياته من العمل. لكن هذه الأعمال هي التي تحفر نفسها في قلب القارىء وذهنه، ولا تنمحي.

    وكما قال كافكا:" “إذا كان الكتاب الذي نقرأه لا يوقظنا بخبطة على جمجمتنا، فلماذا نقرأ الكتاب إذن؟ كي يجعلنا سعداء كما كتبت؟ يا إلهي، كنا سنصبح سعداء حتى لو لم تكن عندنا كتب، والكتب التي تجعلنا سعداء يمكن عند الحاجة أن نكتبها، إننا نحتاج إلى تلك الكتب التي تنزل علينا كالصاعقة التي تؤلمنا، كموت من نحبه أكثر مما نحب أنفسنا، التي تجعلنا نشعر وكأننا قد طردنا إلى الغابات بعيداً عن الناس، مثل الانتحار. على الكتاب أن يكون كالفأس التي تحطم البحر المتجمد في داخلنا، هذا ما أظنه."
    وهذا ما أظنه أيضاً، وما ظنه خالد فجاء عمله بهذا الحضور والقسوة! تلك القسوة التي ستُغتفر له لأنه سيزرع هذا العمل في قلبي مطولًا.

    وقد مُنحت لي الفرصة لأن أكون ضمن مجموعة من القراء حيث تم استضافة خالد خليفة ومناقشة العمل معه. كانت هذه المرة الأولى لي التي أُناقش فيها عملاً أدبياً لخالد وبحضوره الجميل ومع نخبة من القراء الجميلين. كان لقاء ثرياً أضاف لي الكثير. وعلي القول أن خالد خليفة كاتب لبق ومنفتح للنقاش والنقد. كما وتعرض في خلال النقاش للظروف التي كتب بها الرواية وتفاصيل تاريخية أخرى لزمن ومكان الرواية، الأمر الذي أثرى معرفتي جداً.

  • Ahmed


    رواية جميلة ومؤلمة، كعادة خالد خليفة في توصيفه للألم، وهنا ينسج معزوفة غاية الرقة والعذوبة، مع صدمات كتابية.
    ارتباط خليفة بمدينة حلب، ملهم ومؤثر وصادق لأقصى درجة.

  • Ramzy Alhg

    لم يعد شئ كما كان ، بعد ما فاض النهر في حلب ، جرف معه الحياة من على الضفتين ، ومن بقوا تغيرت مصائرهم الى الأبد.

    يأخذك خالد خليفة الى حكايات متشابكة ، لحيوات من نجى ومصائرهم ، حتى نهاياتهم التي غالباً ماتكون مأساوية.

    القصة متخيّلة ، تبدء من بدايات القرن التاسع عشر حتى بدايات القرن ��لعشرين ، تتخذ مقرها من مدينة حلب ، التي تجمع كافة ابناء الديانات والشرائع السماوية ، مسلمون ونصارى واتراك ويهود واكراد وأرمن ، في حالة من التعايش ، استوعبت كافة التحوّلات الاجتماعية والسياسية والعقائدية.

    هي ليست قصة طفل مسيحي نجى من مجزرة، لتربيه عائلة مسلمة في حلب ، ولا قصة عشق عائشة المفتي المسلمة التي عشقت وليم عيسى المسيحي ، بل قصة السلام والإطمئنان التي شكلتها حلب ، لكل هذه الإثنيات والمعتقدات.

    الرواية فلسفيّة وجوديّة بثيمة الحياة والموت ، تذم الدولة العثمانية التي تضهد الأديان وتسرق الخيرات.

  • Mohamed ندا)

    لم يصل عليهم أحد، ما بين إرث التعايش، وورطة الحياة، وثنائية العشق والموت…

    استمتعت مؤخرًا بالعيش بين دفتي ملحمة روائية فريدة، متقنة، طيلة أسبوعين كاملين، استغرقتني الأحداث الكثيفة، المتشابكة، وكثرة الشخوص، استحوذت عليّ الحكايات التي راحت تتناسل الواحدة تلو الأخرى، كل مروية حبلى بأخبار وقصص أخرى، ووثبات الحكي تقذف القارئ بين أزمنة متباينة، ومشاهد مختلفة لأبطال الملحمة في عيون مختلفة، عبر زمن سردي يتجاوز السبعة عقود، عبرتها لاهثًا رغم ضخامة الحكاية، ووفرة تفاصيلها، وفيض أحداثها، حتى وقفتُ على آخر عتباتها، مأخوذًا، لاهثًا، وشرود يدهمني حال استعادتي للبدايات، محاولا وصل أول الخيوط بآخرها…

    هي قطع من البازل، حكايات صغيرة تتجمع وتلتم حتى يكتمل المشهد، لوحة ممزقة يعكف القارئ على تجميعها، حكاية من زمان قديم، عرف فيه الإنسان فضيلة التعايش والقبول بالآخر، وبدأت فيه ممارسات الاضط��اد العرقي والديني، وما بين الطوفان في بداية القرن الماضي، والمذابح التركية ضد الأرمن، واضطهاد العثمانيين للمسيحيين واليهود، وانتهاءً ببداية تكون دولة إسرائيل، نعيش مع حنا وزكريا قصتهما، وقصة عائلتيهما وحكايات أصدقائهما، ندفن جثث الغرقى، ونصلي صلاة خاصة على أولئك الذين لم يصل عليهم أحد وقد صعب التعرف على دينهم بعدما استحالوا جثثًا منتفخة يقذفها النهر، نهرب مع ميشيل عيسى وعائشة المفتي عبر دروب تسيجها قصة حب مستحيل، وندفنهما دون أن يصلي عليهما أحدًا، نبكي كل قصص الغرام غير المباح، ونتحسس وتر العشق المقطوع بين حنا وسعاد، ووليم وعائشة، وزكريا وشاها، وحنا وجوزفين، وشمس الصباح، ووليم البيازيدي ومريم، وعائشة البيازيدي ويوسف، كل الغرام تقاطعه الأعراف وتحرمه، أو يبتر جسوره موت مباغت.

    نتابع مصير جموح زكريا، الذي اكتسب سجية الجياد التي يربيها، فحاول الانطلاق خلف أحلامه، بيد أن صداقته بحنا تلجمه، وتضعفه، ونراقب عبثية حنا الشاب، ومحاولاته المستديمة للهروب من عشق حقيقي أوحد، ثم بحثه عن الله في المسافة بين قلعة الملذات ودير زهر الرمان، وما يسوقه من أسئلة وجودية تستقصي الهدف من الحياة برمتها، نراقب تحولاتهم في رحلات بحث مختلفة المقاصد، وكأن الحياة برمتها ورطة، فخ لا يقدر المرء على مراوغة شراكه، نشاركهما أسئلتهما، ما بين البحث عن الحرية، والبحث عن الله، عن الحب، وعن الموت، كل ذلك يدور، بينما الخلفية الهادئة ترصد تغيرات سوسيولوجية وأيدولوجية تغير من النسيج المجتمعي لمدينة حلب تدريجيًا، ما بين مد الليبرالية وعلو نبرة التعصب الديني، ما بين الاحتلال العثماني، فالفرنسي، ونهاية بالاستقلال.

    مع آخر صفحات الرواية، طالعت الغلاف الخلفي مرة أخرى، طالما آمنت بأن العمل الإبداعي الصادق، يشغل عقل القارئ فيما يعقب كلمة “تمت”، لا فقط خلال القراءة، وهذا هو حالي مع هذه الملحمة الروائية، أسترجع تاريخ الشخوص، منذ مائة عام، وأتفكر، كان لدى أجدادنا قدرة سلسة على التعايش، مع كل الأطياف والديانات، كانت الحياة وكأنها بوتقة واحدة تنصهر فيها كل الأيدولوجيات والانتماءات الفكرية والعقائدية، كانت صداقة حنا وزكريا وسعاد ووليم وعارف وعازار، قادرة على الصمود أمام الطوفان، أمام المجاعة، أمام الحروب، وأمام الطاعون نفسه، تبدلت الأحوال وآلت الأمور من سيء لأسوء، وظلت أواصر الصداقة متينة كحبل سري يربط الشخوص في رحم واحد، لا ينقطع الحبل، ولا يلفظ الرحم أي منهم مهما ضاقت بهم شعاب الحياة وأضاعوا مسالكها.

    ورغم مأساوية النهايات، وارتباط العشق بالموت في فصول الرواية، وركض قطار الزمن بسرعة لم يتحملها أغلب الشخوص، لتنفق الجياد ويلتحف المهزومون بالثرى، تظل الصداقة على حالها، نقطة مضيئة تستجلب الشجون، وتستحضر الكثير من التساؤلات؛ ما الذي جرى؟ أين نحن اليوم من هذا النموذج من التعايش والقبول بالآخر والتآخي؟ ألا تكفي هذه الحالة الإنسانية لدحر كل خلافات اليوم، ووأد الحرب وتمزيق طبولها؟

    ضحايا العشق لا يصلي عليهم أحد، تمامًا كضحايا الطوفان والطاعون، والقوائم تتسع لتشمل كل ضحايا الغدر في حرب وقودها أرواح الأبرياء، الأطراف المتناحرة منشغلة بصلوات أخرى، تُذكر فيها حسابات الغنائم وتعداد القتلى وعدد الأمتار المكتسبة ما بين طرف وآخر، والمبالغ المحولة بين الحسابات البنكية لممولي الدمار، إلا أن خالد خليفة، يدعونا لتذكر أولئك المنسيين، الذين طمس زمان الفتنة تاريخهم أو كاد، يفتح لنا فرجة في جدار الزمن، لنطالع ما جرى، ونقارن الحواضر بالتاريخ المنسي، علنا نستخلص المصل من صحف الماضي، فنقضي على وباء الحرب، ونصلي صلاة الغائب على كل الضحايا، وكل الجثامين المغدورة، التي لم يصل عليها أحد…

  • Sylvie Bali

    Masterpiece, I feel lucky to have a brilliant writer like Khaled write about my beloved city Aleppo. I find it difficult to explain to foreigners how my city embraces different religions and ethnicities and that we live together in true peace and harmony .. grateful for this beautiful book that is portraying the essence of tolerance in Aleppo

  • BooksByCC

    What a book.

    We are introduced to a young Syria from a new to me author
    Khaled Khalifa. We are now friends Sir. Syria was at her beginning. She started introducing Construction, Art, Fashion, History, Culture but not religion. Religion has been the very cement on which she is built.

    I spent a great amount of time with our protagonists Hanna and Zakariyah as they ventured through life.

    This book takes us on an epic tale through all that and more. We get a glimpse into the unrest, the rebuild, the struggles, the famine, the poverty, the deaths and the growth of an Arabic country.

    I think I am going to sit at the temples for a while.

    Love Cece xx

  • Selim Batti

    لأوّل مرّة في حياتي أعجز عن كتابة مراجعة لكتاب أحببته!

  • Hachette-Antoine

    خالد خليفة يحكي ملحمة إنسانيّة ومصائر كبيرة في «لم يُصلِّ عليهم أحد»

    تدور احداث رواية «لم يصلِّ عليهم أحد» للروائي والسيناريست السوري خالد خليفة، على تخوم مدينة حلب حيث فاض العام 1907 نهرٌ جرف عمراً من الحياة الهانئة على ضفتيه..

    وأضر بالسكان، ومنهم زوجة حنا وطفله، ابن زكريا، وكثيرون غيرهم. ونجد في العمل أن حب الفرح والترفيه هو ما أنقذ حنا وزكريا. إذ كانا في قلعة لصديق ثالث هو عازار.
    السيل ابتلع من ماتوا، لكنه أيضاً سلب من بقوا حيواتهم... لم يعد شيئاً كما كان. من كان يهرب من قيود الدنيا وقع سجينة الآخرة.

    من تلك القلعة إلى دير الرهبان، ومن سطوة التعلق بالمرح إلى سطوة بشرٍ تواقين لصنع الأسطورة، العبودية واحدة. فعاشق الدنيا لجمته ضروب الحياة وأخذ يحاول لملمة ما تبقى ومن تبقى له. وشمس الصباح ذبلت بانتظار لمسةٍ لم تدنّسها إلا بعد فوات الأوان، والعمة أمينة الحنونة أصبحت تحلم بتطبيق الحدّ والشريعة.

    هذه ليست سوى مصائر صغيرة ضمن مصيرٍ أكبر لمدينة عاشت فيضانات وزلازل ومجاعات، واستوعبت تحوّلات اجتماعية وسياسية ودينية عميقة، يرصدها خليفة في رواية ملحمية، مسكونة بثنائية الحب والموت.

    الرواية التي تقع في 348 صفحة من الحجم المتوسط تحفر في سرديّات المنطقة، وتقترح سرديّة جديدة ومختلفة لمدينة حلب في القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين، عبر قصص متشابكة عن الحبّ الموؤود، والموت المحقّق عبر المجازر والطاعون والزلازل والكوليرا، ومفهوم الهويّة والانتماء وأسئلتهما.

    إنّها ليست مجرّد رواية عن طفل مسيحي ناجٍ من مجزرة في ماردين، تربّيه عائلة مسلمة في حلب، بل ملحمة إنسانيّة حقيقيّة عن الغرق والقلق البشري، وعن وهم النجاة من هذا الطوفان والأوبئة، وعن ورطة العيش في مثل هذه الظروف.

    مصائر صغيرة تقودنا إلى مصير أكبر لمدينة حلب التي شهدت عبر تاريخها الطويل تحوّلات اجتماعيّة وسياسيّة ودينيّة عميقة، يرصدها خليفة بتقنيّات جديدة، في هذه الملحمة المسكونة بثنائيّة الحبّ والموت.
    ويقول خليفة: «الرواية متخيلة من الألف إلى الياء، وهي تختلف كلياً عن رواياتي السابقة وكتبتها بروح وأسلوب مختلفين».

    ويضيف: «الرواية لا تقارب الحالة السورية الآن نهائياً سوى في السؤال الدائم المتمثل بفكرة سؤال الهوية». وقد عاد خليفة إلى القرن التاسع عشر «للكتابة عن المسكوت عنه رغم مرور أكثر من قرن ونصف على تاريخ المدينة، والمتمثل بفكرة العيش في ظل الحكم العثماني واضطهاده للأديان الأخرى».

    Source:
    https://www.albayan.ae/five-senses/ea...

  • Ayman yassin



    رواية تحفر في سرديّات المنطقة، وتقترح سرديّة جديدة ومختلفة لمدينة حلب في القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين، عبر قصص متشابكة عن الحبّ الموؤود، والموت المحقّق عبر المجازر والطاعون والزلازل والكوليرا، ومفهوم الهويّة والانتماء وأسئلتهما.
    إنّها ليست مجرّد رواية عن طفل مسيحي ناجٍ من مجزرة في ماردين، تربّيه عائلة مسلمة في حلب، بل ملحمة إنسانيّة حقيقيّة عن الطوفان والقلق البشري، عن وهم النجاة من هذا الطوفان والأوبئة، وعن ورطة الحياة بحدّ ذاتها.
    مصائر صغيرة تقودنا إلى مصير أكبر لمدينة حلب التي شهدت عبر تاريخها الطويل تحوّلات اجتماعيّة وسياسيّة ودينيّة عميقة، يرصدها خليفة بتقنيّات جديدة، في هذه الملحمة المسكونة بثنائيّة الحبّ والموت

  • Lisa

    I have liked two or three of his previous novels but not this one at all. This was too dense and tangential, filled with a zillion minor characters. I liked the ode to Syria and the collaboration among friends who were Jewish, Muslim, and Christian. But the big picture got lost in a muck of detail. His work always flips across timelines and points of view but this was too much with too little reward for me.

  • Fouad maghamez

    أفضل قراءات هذه السنة، لابدّ من الإشارة بدايةً إلى كم كوننا نحن الحلبيون محظوظون بتواجد قلم خالد خليفة بيننا ، هذا القلم المجتهد المبدع في تغليف ذاكرة المدينة ضمن روايات أصيلة تليق بإرث المدينة الفخم ، كل الشكر للكاتب على اتخاذه دور الفتيل المتسبب بإشعال قنديل فضولنا تجاه تاريخنا المحلي.
    هذه الرواية لاتصنّف كعمل سهل، رواية أقرب إلى ملحمة تنبسط على مدار أكثر من قرن تتخذ من مدينة حلب وقرية العنابية مسرحين رئيسين إلى جانب مناطق أخرى كماردين واستنبول والبندقية، رغم مركزية بعض الشخصيات ضمن السرد، أنصف الكاتب معظم من مرّوا ضمن الأحداث باستفاضة كافية لتكوين هوية مستقلة لكل فرد منهم، حنا وزكريا وسعاد شكلوا الأقطاب الأكثر الأهمية، لم يكونوا الجيل الأول ضمن الرواية ولا هم الأخير ، لكنهم كانوا بالتأكيد الأقرب لقلب الرواية والقارئ على حد سواء.
    رغم اعجابي الشديد بالعمل ككل، مازلت أفضلّ اختيار اسم آخر لهذه الرواية، شيء مثل "سباق التلاشي" أو "سرير القديس اللّين" كما عنون الكاتب الفصل الأخير .

  • ألاء شمس الدين

    مملة

  • Basel

    بين أيدينا نصٌ روائيٌّ للكاتب خالد خليفة، نسج فيه شبكة من العلاقات التي نشأت بين أحداثٍ قدمت الواقع بتفاصيليه، منفتحةً عليه ضمن نطاقٍ سرديّ استوجب نمط الحكاية المفتوحة، التي غالباً ما نراها في النمط الملحمي الذي بدا كقلعة انتظم سردها بأحجارالخطاب الروائي الدرامي، الذي طغى على الجو العام للرواية، منساباً مع زمن المتن الحكائي كالنهر الذي بدأ خليفة روايته بمشهد طوفانه.
    فاضت الرواية بالتواتر السردي الذي فرضه خليفة؛ ليصول ويجول في أزمنة السرد، وكأنّه آخيل في ميادين ملاحمه، يوجّه الشخصيات تارةً، وينتقل بالزمن تارةً أخرى، وربما في آحايين متباعدةٍ، يترك كلّ شخصية تسرد بنطاقها اللغوي الذي يحدده لها، إذ بدأ روايته بحبكةٍ كانت بطوفانٍ لم يبقِ على حجر، ولا بشر، ولا شجر، لنهرعفرين في مدينة حلب في آواخرالقرن التاسع عشر، ثم قام بنكوص سردي؛ ليروي لنا حكاية حنّا وزكريا وسعاد.
    عندما وقف حنّا أمام صور الجثث، ومنها صورة زوجته وابنه؛ أعادت هذه الصور ذكريات القهر والخوف في الطفولة؛ لترتسم أمامه من جديد مع الاختلاف في مسببات القهر، فالقهر في الطفولة كان وجوده زمن مجزرة ماردين 1876 على يد العثمانيين، وموت كلّ أفراد أسرته ونجاته منها، أما القهر اليوم؛ هو عالمٌ من العنف المفروض من الطبيعة «الطوفان».
    والحال أنّ العنف جعله يعيش حقيقةً في عالم الضرورة؛ لأنه فقد بشكلٍ متفاوتٍ السيطرة على مصيره، فهو يجابه اعتباط الطبيعة عندما تقسو، بدون أن يجد وسيلةً لحماية مَنْ يحبّ، فلا سلاح لديه لمواجهة الأخطار، وبالقَدْر نفسه، تنتظم لديه مشاعر القلق والخوف، وهنا مكمن الحبكة والعقدة في الرواية؛ حيث اللامتوقع في تبدّل شخصية حنّا اللاهي الماجن، إلى شخصيةٍ مليئةٍ بالعجز والاستسلام للقدرية؛ رضوخها الأول: كان بسبب سكون الموت الجاثم بعد الطوفان؛ لم تقطعه سوى فقاعات صور الجثث والأبناء والزوجات، مكدّسةً في رأسٍ أحبّ الحياة واللهو والمجون، أمّا رضوخها الثاني: فكان لماريا، وتركه «حوش حنّا»، ورحلة حجّه إلى «بيت لحم» برفقتها، ولكن سرعان ما نفضت الشخصية عنها أسبال ذلك الاستسلام والتبعية، مخالفة المألوف النفسي في تحليل العقل اللاواعي للإنسان المقهور، بتحررها من قيود التبعية؛ لتعود مرّة أخرى إلى نقطة بداية زمان الحكاية «الطوفان» ومكانها «حوش حنّا» لتنتهي الرواية ببعض شخصياتها، ومنها حنّا وزكريا وسعاد، وفي ذواتها ندبةٌ مثّلت أكثر من عقدة في مراحل الحدث وأزمنته.
    والواقع أنّ شخصيات الرواية كان لها حيزان أحدهما واع والثاني لاواع: الواعي ما تمّ سرده بوضوحٍ، وعلاقته الجدلية بالواقع الموضوعي للشخصية نفسها، حتى إن كانت متخيلة، إلا أنّ مصائرها مع سير الأحداث حقيقية، من خلال ذكر (الطوفان والطاعون والمجاعة، ومذبحة ماردين وزمن السلطان عبد الحميد).
    واللاواعي: قدّم نفسه من خلال إفصاح الشخصية عن الوجه الخفي لتجربتها الوجودية؛ حيث ظهر في حركات الشخصية وردود أفعالها، فساق لها خليفة مثلاً في تلك العلاقة الدمجية مع الأم، التي وضُحت بعلاقة حنّا بشمس الصباح، فتاة القلعة التي رأى فيها أمه، بذكرياته البعيدة عنها حيث فقدها في المجزرة المذكورة آنفاً. «يفكر في لحظاتٍ ماذا لو كانت شمس الصباح تشبه أيّ امرأةٍ، بعد عدّة ليالٍ اعترف بينه وبين نفسه؛ بأنّ رائحتها تشبه رائحة أمّه، وبدأت تتحول من فتاة لذّةٍ إلى أمّ يشتاق إليها حنّا، ويغفو في حضنها كطفلٍ صغيرٍ ويحدّثها لساعاتٍ طويلةٍ عن سعاد».

    فاضت الرواية بالتواتر السردي الذي فرضه خليفة؛ ليصول ويجول في أزمنة السرد، وكأنّه آخيل في ميادين ملاحمه، يوجّه الشخصيات تارةً، وينتقل بالزمن تارةً أخرى، وربما في آحايين متباعدةٍ، يترك كلّ شخصية تسرد بنطاقها اللغوي

    برز النمط الملحمي للرواية في الأحداث والأزمنة التاريخية والاجتماعية، وحتى الحكائية، فالتاريخية: وثّقت الأحداث في مدينة حلب (الزلزال الطوفان وباء الطاعون المجاعة مجزرة ماردين). والاجتماعية: برز�� في التنوع الوفير في الشخصيات (رجل الدين الراهب، الحاخام، الفلاح، التاجر، المثقف، العاشقان: المسيحي وليم عيسى، والمسلمة عائشة، الخادم، موظف البنك، موظف السلطنة وغيرهم). أمّا الحكائية: فهي مُلكيّة خليفة؛ لأنه روى عن حكايات الأجداد والآباء، وصولاً إلى الأبناء؛ لذلك كان السرد لديه يحوي الكثير من مشاهد الوصف وأفعال الحكي، وشخصياته اتّضحت أمامنا من خلال الجمل والأساليب اللفظية، ولكن خليفة بفرادة الكاتب والسينارست حمّل تلك الجمل والأساليب صدىً لتواتراتٍ، وانفعالاتٍ داخليةٍ تتم تفاعلاتها في عمق المعنى الكامن بينها، فلم يعد الأمر السابق ذكره بنيوياً، بل تعدى ذلك إلى جمالية فنية نسج فيها الكاتب المتن الحكائي والخطابي كمادة درامية بتقطيعه السرد، وتحليله حسب الواقع النفسي، فأحال الرواية الحكاية معمارأً درامياً؛ سرده أفعالٌ حركيةٌ، ومشاهده بصريةٌ وسمعيةٌ محققاً بذلك مقولة «بارت»: إن النصوص ليست جميعاً قابلة لإعادة الكتابة، فهناك نوعٌ قابلٌ لإعادة كتابته، وآخرُ قابلٌ للقراءة، وهدف العمل الأدبي؛ هو أن يجعل القارئ منتجاً للنص، لا مجرّد مستهلكٍ» فإذا به ؛ القارئ الذي يُعيد إنتاج وكتابة النص (سينارست)، والكـــــاتب الذي يروي الحكاية بشكلٍ غير منتظم بسرديات عديدة يتنقّل بقصّها بشكلٍ متفاوتٍ ضمن أزمنة متقطعة؛ ما أعطاه حرية التقدّم في الرواية، وهو بدوره منح الشخصيات الإذن بالسرد عن نفسها وتحديد مسارح الحكاية (حلب، وحوش حنا والقلعة إيطاليا ودرعا ولبنان) بلغة سردٍ كانت مكثفةً تقتات على الشخصيات، فكلما تفرع السرد في المبنى الخطابي تآكل جزءٌ من جسد الشخصية وحيويتها، حيث استطاع تمكين ذلك لشخصية سعاد وأخيها زكريا وحنّا في نهاية الرواية، فهناك تكثيفٌ في الأحداث واختصارٌ متوقّعٌ لنهاياتها، ولو أنّ خليفة أطلق الأحداث؛ لأعطى الرواية الملحمة نطاقها الزمني، ومجالها الحَدَثي الموازي لكل شخصية، تاركاً لها الحرية في ردود أفعالها لتؤثر في إطلاق الأحداث.
    «حنّا الذي اختفى في الأعماق التي سار إليها قبل الفجر بقليلٍ غاص في أعماق النهر، هناك كان ابنه كابرييل، وجوزفين، وابن زكريا والخوري، وخطيب إيفون، وأبوه صاحب المطحنة، وباقي الغرقى ينهضون من موتهم فرحين، اصطحبوه إلى ملكوتهم، حيث الحياة هناك طريّةٌ، الأسماك لا تموت».
    بدت الرواية أشبه بحكايةٍ؛ الحكواتي فيها الكاتب، إن جاز لنا التعبير، إذ أُوكلت إليه مهمة السرد، فنتج عن ذلك خطاباً كشف الحكاية الحقيقية للرواية من خلال تمازج الواقع المادي، والنفسي للحدث الروائي، والواقعة الأساسية للرواية «الطوفان»، لذلك كان الانتقال في فضاءات السرد ضمن تقنيات الاسترجاع الزمني وفقاً للشخصية، وبعدها النفسي والجغرافي في الحدث الروائي، هذا أفضى بنا إلى الوقوع في الشرك المجازي للسرد، الذي نصبه خليفة؛ حقيقته الظاهرة روايةٌ تمرّ بأزمنةٍ متعددة بوجود شخصياتٍ تَرافقَ ظهورها، مساندةَ الشخصيات الأساسية في كشف خباياها من؛ مسلمةٍ ومسيحيةٍ، ويهوديةٍ (حنا سعاد زكريا عازار)، أمّا المجاز المكنون في سطور الحكاية هو: الرفض لوجودٍ عثماني في الماضي، الذي امتدّ إلى وجوده الحالي في الشمال السوري، ربما أوحت الرواية بذلك، أو ربما الهوية التي بحث عنها خليفة، فقد قدّم في أحداث الرواية تنوّع الأديان والقوميات، لشخصياتٍ تجمعها شبكة علاقاتٍ إنسانية راسخةٍ جامعة، فهل كانت الهوية التي أرادها؛ هي هوية الإنسان السوري البعيد عن التعصب الديني والقومي الذي ساد، وسيطر مؤخراً على النسيج السوري؟ أم أنه اغترابٌ ممضٌّ داخل الهوية، أفرز تشوهاتٍ في الانتماء عند الإنسان السوري، أو كليهما معاً. هل نلمح توظّيف خليفة الدلالات والإيحاءات بتوغله؛ أولاً في الماضي المفتوح الأزمنة الُممهَّد له لتعرية الحاضر المُختلَط بأنواع الاحتلالات، ومنها العثماني على أرض سوريا. لم يصلِّ عليهم أحد صلاة الغائب الحاضر؛ دلالاتٌ مثخنةٌ بعذابات الناس المجهولة النهاية، التائهة الهوية.
    22/10/2020

  • Ward Khobiah

    "لا شيء يجدي الموت حقيقتنا الوحيدة"

    ربما لا يليق لهكذا روايات ملحمية أن تنتهي سوى بهكذا وقت استثنائي مهلهل.
    يكتب خالد مرة ثانية ليفجعنا عما نسيناه عنا وعن أرواحنا الهائمة في هذه المعمورة، قد لا يبحث شخصياتنا ولكن ما البشر سوى مجموعة استعارات حرفيًا.

    بت أعرف وانتظر دائمًا من خالد الفجيعة؛ الفجيعة المقترنة بنشوة الشجن الأدبي الحق، حيث كل أبطال خالد معذبون كما أبطال هذه الرواية.

    ناجون من طوفان عرفوا أن نجاتهم كانت بداية التورط والضياع، آخرون نجوا من مذابح وحارق الأرمن ولكن الحياة كانت محرقة على طريقتها، وآخرون استعرت بهم الأصولية الكريهة وأصبحوا سودًا وماتوا بكراهيتم.

    هذه رواية تاريخية لا تقبل النفس السريع، هذه الأصولية ونزاع الهوية وسطوة الحياة وقسوة العواطف وجبروت الزمن ونعومة بعض النسمات الآتية من نهر جارٍ يطل عليه أحدهم على أطلال مدينة منكوبة.

    والذين لم يصل عليهم أحد كانوا كثر جدًا، فالص��اة هي النجاة ولم ينجُ أحد!.


    ملاحظتين:

    - فقدت الكتاب فترة من الزمن ثم استعدته.
    - قمنا بنقاش هذه الرواية بحضور الكاتب وبعد أن كنت مأخوذًا بخالد الكاتب، تعرفت وأُخذت بخالد الشخصية الطيبة.

  • حسين قاطرجي

    ◾ قراءة وتحليل في رواية: لم يصلّ عليهم أحد، للروائي: خالد خليفة 🇸🇾. بقلم: حسين قاطرجي

    💢 في رواية "لم يصلّ عليهم أحد" سقط خالد خليفة و"لم يسمّ عليه أحد".
    قدّم الكاتب بناءً روائياً جميلاً، متداخلاً ومعقّداً، تتداخل فيه الشخصيات والصراعات والآراء وتتبدّل الأزمنة والأمكنة بسرعةٍ وخفة، لكنّه لم يكن قادراً على الإمتاع والإقناع والتأثير.
    إنّ من يرغب في العثور على الجانب القوي في الرواية لن يحتاج وقتاً طويلاً ليصل إلى نتائج جيدة، أمّا من يريد العثور على الجانب الضعيف فلن يحتاج للبحث أصلاً..

    تطرح الرواية رؤية أوليّة مفادها قدرة قهر الطبيعة على اجتثاث الإنسان وتحطيمه واخضاعه تحت جبروتها القوي، وإذا تريّث القارئ ودقّق في مطاوي رسالة الرواية سيجد أن أثر الحروب وعداء الإنسان وكيده لأخيه؛ له آثارٌ أشدّ قساوةً، وندوبها في النفس أعمق وأبعد غوراً لدرجة أنها ترافقه حتى أيامه الأخيرة.

    💢 يفتتح الكاتب روايته بعودة الصديقين حنا وزكريا إلى قريتهما (حوش حنا) ذات مساء فيجدانها وقد أصيبت بلعنةٍ جحيميّةٍ غاشمة؛ طوفانٌ هادر أتى على القرية وأهلها، فقضى بجملة من قضى على ابن زكريا وابن حنا وزوجته.
    تصير ذكرى الطوفان كابوساً ينخر أرواح من تبقى من أهالي القرية الذين ينتقلون إلى قرىً أخرى بعد دمار بيوتهم، كما ينتقل زكريا وزوجته شاها مع صديقه حنّا إلى بيتهم في حلب لعلهم يتعللون بعد هذا الاغتراب المرير الناجم عن فرقة الأحباب.
    عند هذه النقطة يبدأ الكاتب بعلاج الزمن الروائي في العمل فيعود إلى ذكرى الآباء وحديث بداية الصحبة بينهم (أحمد البيازيدي أبو زكريا وسعاد، مع كابرييل كريكورس أبو حنا الذي يقرر إقامة قرية على اسم ابنه الذي بقي حيّاً بعد مجزرة ماردين 1876)، ثم يعود الكاتب إلى الوراء جيلاً آخر فيقف على قصة نشوء الصحبة بين الجدّين نجيب البيازيدي (جد زكريا) والطفل حاييم استانبولي، والذي سينجب لاحقاً ابناً يسميه عازار الذي سيدرس الهندسة ويبني قلعةً لللذّة والمجون تقطنها بناتٌ صفر اليدين من العفاف، تشرف عليهم قوّادة خبيرة اسمها شمس الصباح! ثم تمضي بنا الرواية في فصولها الأخيرة إلى أبناء الأحفاد حتى نستقر أخيراً على حياة أربعة أجيالٍ متعاقبة.

    💢 في الرواية تفاصيلٌ وقصصٌ شتى:
    - حكاية اتفاق الأصدقاء (حنا وزكريا وعيسى وعازار) على بناء قلعةٍ للقمار والمجون.
    - حكاية عارف شيخ موسى (أخو شاها زوجة زكريا) وهوسه بصفقة شراء قطار يقطع الأقطار، وتورطه مع عزوز الدرعوزي بصفقةٍ خاسرة تُفلسه تماماً.
    - حكاية الحب الناشب بين حنّا وسعاد وإهدائه قميصاً من حرير مع طلبها بألا يلبسه بحضور العاهرات التي يُدمن على مجالستهن (بل أكثر من مجالستهن)، لكنها ستكتشف أنّه خان العهد معها وأهان مشاعرها ففقدت ثقتها واحترامها للرجال جملةً واحدة، ثم قصة زواجها متأخّرةً من حسن المصابني.
    - ثم حكاية مريم الأرمنية التي تزوّجت من أورهان المسلم وأنجبت منه أطفالاً مسلمين بحكم العادة، والتي بقيت تضمر مسيحيتها إلى أن بلغت آخر عمرها فخرجت لتنتصر لقوميتها ودينها الموءودين سنواتٍ طويلة في صدرها. وحكاياتٍ أخرى كثيرة يزيد عددها عن ثلاثين حكاية، معظمها حكاياتٌ ثانوية لاترتبط بالمحور العام للرواية.

    أجمل فصول الرواية فصلين لو اكتفى الكاتب بهما وتوسّع في تفصيلهما لبلغت الرواية رتبة الكمال:
    الأول: فصل انتقال حنّا إلى الزهد بعد أن تمرّغ سنيناً في الخسّة والدناءة، ورحلة الحج التي قام بها مع ماريانا التي سعت إلى ضرب عزلةٍ عليه وتعليمه أصول حرفة القداسة وفنّ التعامل مع سواد النّاس من المؤمنين بعصمته وانتظار موته وهو على هذا الحال كي لاتفقد (ماريانا) دعم الفاتيكان للدير والخيرات التي يغدقها الناس عليهم كل شهر.
    الفصل الجميل الآخر: حكاية صالح العزيزي الذي كان مرسالاً بين عائشة وحبيبها، فأحبّ صالح عائشة من خلال رسائلها، ثمّ معاناته من آلام الصبوة، ووشايته بها لزوجها الضابط العصبي الأحمق ليخلوَ الجو له..ثمّ انخراطه مع الدراويش والمتصوّفين ليقرأ عليهم رسائل حبها والناس يظنّون أنها أشعارٌ في الحب الصوفي ثم انتحاره متدلّياً من مئذنة الجامع الكبير.

    إذا أنعمنا النظر في هذا النص الروائي وموقع الراوي منه نكتشف أن الكاتب لم يبتدع بناءً جديداً، لكنّه أجاد في مزج الأشكال المعروفة؛ فمرةً كان راوياً منحازاً، ومرةً كان حيادياً، ومرةً تعددت الأصوات في الراوية (تكنيك اللاموقع)، وسنجد بدرجةٍ أقل نجوى الحوار الداخلي بين الشخصية وذاتها، وقد أحسن الكاتب الانتقال اليسير بين هذه النماذج وتوظيفها في مصلحة متن العمل، دون أن يُرهق القارئ بربط السرديّة بصاحبها.

    💢 يؤخذ على الكاتب أشياءً كثيرة أوجزها لكم في النقاط الآتية:

    - اعتنى الكاتب بزمن الرواية دون أن يعتني بالزمن ��لنفسي للشخصيات، فالتغيرات السريعة في حياة الناس والمدينة والتي فرضتها الحروب والكوارث ودوران عجلة الأيام، لم نلقَ -خلال الزمن نفسه- تغيّراً مفهوماً في أمزجة الشخصيات الرئيسية والثانوية، ولايمكن للكاتب أن يفترض أنّ القارئ سيكتشف ذلك بنفسه دون أن يذكره الكاتب أو يلمّح إليه.
    (على سبيل المثال: نتفهّم انتقال حنّا من حياة المجون إلى الزهد والتنسّك، واقتداء زكريا به والسير على منواله بعد التفجّع بخسارة الأبناء في كارثة الطوفان، لكنّه في آخر حياته وبعد أن وصل ليُطَوَّبَ قدّيساً شكّك بوجود الله واعتبر المسيح مجرّد فكرة، كيف حصل كل هذا التغيير؟! مثال آخر: الحاجة أمينة (عمّة سعاد) المتحفّظة والتي صارت قياديةً في حركة المجاهدين لدرجة أنّها تأمر فتُطاع، بل أكثر من ذلك تقضي وتحكم بالحرق والموت والإعدام، وحولها رجالٌ ملتحون "على حدّ تعبير الكاتب" ينفّذون أوامرها بطاعةٍ عمياء وعقلٍ مُغيّب. من أين أتتها كل هذه السلطة؟!.
    عملياً لم يورد الكاتب ولم يفسّر لنا معنى هذا التغيير، أو الدافع الذي عزّز لدى الشخصيات هذا الانتقال والتطور غير المفهوم!).

    - لم تتصف الأحداث الروائية بالمعقولية، خاصةً لمن يعرف مدينة حلب وشعبها، فنجد تطاول الكاتب على المدينة وتاريخها بشكلٍ فظ. فمدينة حلب لم تشهد يوماً ميلشياتٍ مسلحة تحرق بيوت الناس ومسارحهم وقلاعهم؛ فمن أين أتى الكاتب بهم ليجعلهم حقيقةً يعاني منها أكابر المدينة من اليهود والنصارى؟!! وأبعدُ من هذا: مشاهد حرق القلعة التي تقطنها المومسات التائبات والتي هجم عليها "الملتحون" هنا سنقرأ مشاهد فظّة وتثير الريبة عمّا يريد الكاتب إيهام القارئ به، فالمومساتُ تائباتٍ، وكل شخصٍ سيتعاطف معهم ويرأف بحالهم، بمن في ذلك المتعصّبون لدينهم، فلمَ جعل الكاتب (هؤلاء الملتحين) بكل هذا القدر من الوحشية وانعدام العقل والضمير؟! ولِمَ يحرص دائماً على استخدام هذا التعبير (ملتحون)؟!. عطفاً على لامعقولية الأحداث تضحكني فكرة اكتشاف الناس رفات ديناصور ثم نقل عظامه إلى (إعزاز) ووضعه في غرفةٍ في منزلٍ مهجور وكأنّه متحفٌ للتاريخ الطبيعي!!. وشيءٌ آخر: كيف يرضى المهندس عازار بن حاييم أن يبني في القلعة منصّةً للانتحار؟؟ ألا يتنافى هذا مع السبب الذي لأجله بُنيت القلعة!! فإذا كان زكريا وحنا ووليم ميشيل عيسى أقاموا القلعة لمجونهم وعبثهم ومقامرتهم مع أصحابهم، وتفسّقهم مع كوكبةٍ من الخليعات الفاجرات، وقد تعاهدوا بالدم على الأخوة والصداقة فيما بينهم، لماذا يرضى حنا ببناء منصّة لينتحر عليها من يشاء من ضيوف القلعة؟ دعكم من أنّ أحداً لم يستخدمها، ولكن أليس من الأقوم في السياق أن يقف باني القلعة إلى جانب أصحابه بدل من أن يسهّل لهم سبيل الموت والفناء؟!! ووليم الذي افتتح استديو تصوير حيث تقاطرت عليه جميلات حلب لتخليدهنّ في لقطاتٍ ساحرة وإنشاء ألبوماتٍ تضمّ صورهنّ العارية وشبه العارية. أقول: لايستقيم في عقل القارئ السويّ قبول هذه الفكرة وهنّ سليلات عائلاتٍ محافظة وملتزمة. وغير ذلك من الأحداث والمواقف المدهشة الغرائبية التي تتنافى وتاريخ المدينة وأهلها، وسأعود إلى هذه النقطة لاحقاً.

    - رغم أنّ الرواية تمرّ على مدار أربعة أجيال متعاقبة إلا أنّنا لا نجد مفهوم الأسرة حاضراً فيها، على العكس، سنجد أن التصدّع والتفرّق ينهش بنيان الأسرة في الرواية بشكلٍ كامل، فالتخلّي عن الأبناء حاضرٌ، وهروب الأبناء وسفرهم حاضرٌ أيضاً، ثم شيءٌ كثيرٌ من الشرود مع العشيق، والأب المغيّب، وتخلي الأم عن أبناءها!! كنت أتمنى لو تمرّ بي أسرةٌ مثاليةٌ واحدة. الأعجب أنّ المدقق في ظروف هذه العائلات لن يجد للحروب وكوارث الطبيعة اليد الطولى في أسباب هذا التفكك بل هو أمزجة النّاس المضطربة، والتحلّل الاخلاقي، والسعي نحو الحرية، والتبرّؤ من حمل مسؤولية الأبناء.
    وبالتدقيق في كلّ شخصيةٍ على حدة سنجد أنّ كل شخصيات الرواية خائنة، أزواجاً وزوجاتٍ.. قلوبهم محبّةٌ نعم، لكنّ أجسامهم متخمةٌ بالشبق، ومُشرعةٌ لطالبي المُتعة السريعة. أسأل الكاتب: هل هذا ما نصح به خبيره النفسي الذي شكره آخر الرواية ؟؟

    - قلتُ في مقدمة قراءتي أنّ الكاتب (وقع)، أقصد بها وقوعه في الفخّ نفسه الذي وقع به في رواياته السابقة كلها وهو الفخ الذي عانى منه القرّاء من محبي أعمال (خالد خليفة) وهو حشد الرواية بشخصياتٍ كثيرة وتفاصيل فرعية كان العمل بغنى عنها، فمثلاً في الثلث الأخير من هذه الرواية ترك الكاتب أبطال روايته وانتقل ليحكي لنا كيف تمضي (فطيم وهيلين ومريم) حياتهنّ بصحبة أزواجٍ غير راضياتٍ عنهم دون أن يهيّئ الكاتب قرّاءه للحديث عن هذه الشخصيات، فمن الطبيعي إذن أن يشعر القارئ بالغربة هنا، ولسان حاله يقول: لاتعنيني حياة هؤلاء.. احكِ لي ماذا حلّ بحنّا وزكريا وسعاد.

    - يتفاصح الكاتب فيذكر شيئاً مُختلقاً ويدّعي أنّه جزءٌ من تاريخِ المدينة وسياسة تعامل أبناءها فيما بينهم فيقول حرفيّاً: "حين كان المسيحيّون يعيشون كمواطنين من الدرجة الثانية، لايحق لهم السير على الرصيف، ويجب أن يهبطوا من الرصيف إذا قابلوا رجلاً مسلماً، وعليهم ارتداء ألبسة خاصة تميّزهم عن المسلمين، والأهم يجب دفع الجزية عن كلّ رأسٍ مسيحي يريد الاحتفاظ بديانته. كان كابرييل كريكورس يدفع الجزية عن العائلات الفقيرة التي لاتملك مالاً، ويتبرّع سرّاً للمحتاجين." (ص 102).
    أتساءل متى كانت حلب بكل هذا الحقد الظالم غير المتسامح!! الحقيقة أنّني وجدت مبرّر هذه الضغينة في آخر صفحتين من الكتاب عندما وجّه الكاتب عرفانه بالجميل لجامعاتٍ قدّمت له منحاً ليكتب (في أحضانها) فصولاً من الرواية. يذكّرني هذا بمواقف مرّت معي خلال رحلتي مع التدوين عندما عرضت عليّ جهاتٌ أدبيةٌ (من أوروبا الشرقية تحديداً) كتابة قصصٍ قصيرة تدور حول الأقليات في المشرق ومعاناتهم مع الغالبية المسلمة!! وبالطبع تنزّهت عن تلويث قلمي بمثل هذه الترّهات. والحقيقة أنّني لاأغمز من قناة الكاتب، إذ أحسب أنّه لايزال نظيف اليد، لكنّ تهجّمه الدائم على مدينة حلب وأهاليها لا مسوّغ له، ولمن يريد التأكد فليقرأ أعمال الكاتب كلها فسيجد منه العجب! وقد فَنِيَ منّي كلّ رجاء أن يصطلح هذا الرجل مع مدينته؛ فليكتب إذاً مايشاء.

    - هذا بعضٌ من كثير إذ أنّ غايتي من هذه المراجعة الانتقاء لا الاستقصاء، وهدفي إبراز مواطن الجمال والقوة، ومكامن الضعف والترهّل في هذا النسيج الأدبي، وكلّه من وجهة نظر قارئٍ محبٍّ للأدب لايدّعي لنفسه مقاماً في النقد. وأحسب أن للكاتب روحاً طيّبة وعقلاً متفتّحاً يتقبّل كلّ الآراء ويُسعد بها.

    - صدرت الرواية عام 2019، عن نوفل/الناشر هاشيت أنطوان، وتقع في 348 صفحة من القطع الكبير. وبالمجمل هي رواية جيدة، ناضجة، مُرهقة لقارئها، أعتبرها أفضل ما تفتّق عنه ذهن كاتبنا النجيب.

  • Nadia

    رواية عن الموت و الحياة ، عن الحب و الصداقة .
    سيمفونية تبتدأ بطوفان يغرق قرية حلبية تاركا صديقين مكلومين بفق أحبائهما: زكريا المسلم و حنا المسيحي و معهما ندخل ف ملحمة أسرية ممتدة زمنيا حيث المصائر تتغير و حيث الاخلام تتبدل .
    استطاع خالد خليفة بلغته ان ينقل الألم و اللذة ، الفرح و الحزن و ان يرسم أحاسيس الشخصيات التي عانت الفقد و الضياع و عرفت سر الحب و الكراهية .
    الرواية شهادة عن الحياة الحلبية و السورية من أواخر القرن 19 إلى منتصف القرن 20.

  • Salam Khatib


    من الواضح أن خالد قد بذل جهداً كبيراً في كتابة هذه الرواية، في محاولة لوضع نص ينتمي للأدب الرفيع، وقد نجح في ذلك في الفصل الرابع (الحب المستحيل)، ولكنّ ذلك الجهد الحثيث في وضع رواية استثنائية الحزن أفقدها الكثير من البريق والعفوية..

  • I. A.Charaf

    تأسرك قراءه خالد خليفه من اول كلماته .. من اجمل ما قرات

  • Karoline Kamel

    الراوية مشوقة وممتعة.. لكن لو كانت أقل حوالي ١٥٠ صفحة كانت هتكون ممتعة اكتر بالنسبة لي.. لأني حسيت أن في اسهاب وتكرار لوصف زيادة عن اللزوم خاصة مع وضوح الفكرة المكرر شرحها

  • Wael Gamal

    رواية بديعة

  • Shams

    اسلوب سردي مبدع لكن الافكار المطروحه و الاحداث مزعجه

  • Hazel

    This story, and its cast of characters, embodies the pain that is Syria (in fact, more of Aleppo in the time when Syria was not a country and the city states of Aleppo, Damascus were the power centers) and its neighbours. The story stretches from the late 1800s to the present. It takes in all the political turmoil, religious turmoil, cultural and personal grief with few moments of true joy. Without being dogmatic, Khaled Khalifa has told the history of the fall, and the fallout, of the Ottoman Empire and the effects on the lives of people.

  • charlotte,

    Rep: Syrian cast & setting

    Galley provided by publisher

    No One Prayed Over Their Graves was an it’s not you it’s me book and, as such, this review is probably going to be very short. I don’t have a whole lot to say. My main issue (if you can call it that?) was with the writing, and it’s hard to tell if that was an authorial choice or a translator’s choice. The story is a bit like a family saga, although its focus for the most part is on Hanna — later to become the patriarch and actually not related to any one of the characters who also get POVs. So maybe the family part of “family saga” isn’t quite accurate, but still. They are a kind of family. Anyway, the precipitating event is a flood, which kills almost everyone in a village in Syria. From here, we flip back and forth between past and ongoing present. It’s an interesting enough story, and really I think, as I said, my main problem was not getting along with the writing style. It just felt a little dry and, on occasion, removed from everything. That’s not to say, though, that this book wouldn’t suit other people. I’m sure it will. It just didn’t suit me, sadly.

  • Wafa

    This is the story of two childhood friends, Hanna and Zakaria, who grew up together near Aleppo. In the early 1900s, a flood wipes out their village, killing almost everyone they know. The event changes the trajectory of the two young men's lives. The book tells their stories from childhood to old age, but also those of some of their friends and relatives. It also describes the dynamics within the families and between the different social groups  that constituted the late 19th / early 20th century Syria.


    It was interesting to know more about life in the region, even though the protagonists were far from being the typical muslim and christian young men of that time. 

    The storyline in itself is really really interesting, BUT ...


    - The nonlinear structure of the story was confusing. I was honestly wondering if the chapters weren’t mixed up or something.

    - The character overload was also confusing, there were so many of them ! Some even had the same names ! Combine that with the fractured structure ... A recipe for disaster.

    - As a woman living in the 21st century, I was disgusted by how women in this book were systematically objectified and sexualized by male characters. I'll quote the author here, because he described it very well "Women for them were a collection of holes to be filled with their holy water". To be honest, I prefer that to some embellished version of the reality, but it still wasn’t enjoyable.

    - I found it very hard to root for Hanna and Zakaria (scratch that : I simply did NOT root for them and actively hated them), they were priviledged, perverted and weak losers with delusions of grandeur, who didn't think about anyone but themsleves (and horses, for Zakaria) and their own pleasure or misery.

    - Let's talk about misery. I like stories of forbidden / doomed love and tragic fates as much as the next person, but too much tragedy kills the tragedy ? William and Aisha's story was interesting, it was in fact the only part of this book that I enjoyed, but did the author have to make everyone miserable ? To me, the readers just become desensitized at some point and stop caring about the characters.


    🎧 Audiobook recording : 3/5 I wish the narrator's tone was a bit more lively to make up for the general dullness of the book. 


    Thank you NetGalley and RB Media for giving me access to this audiobook for review consideration. All opinions are my own.

  • Rahafhelmi

    بعد مجاهدة طوييلة مع النفس لإنهاء الكتاب ومحاولة الإستمتاع بقراءته.. لم أستطع!

    الكتاب يتحدث عن ملحمة سورية بلغة بلاغية وأدبية مما يوضح جهد الكاتب في الكتاب، ولكن اللغة والتشبيهات البلاغية جعلت القراءة متعبة ومملة جداً بالنسبة لي.

    الرواية مقسمة إلى عشرة فصول مسماة. يتراوح عدد صفحات الفصول من ٣٠-٨٠ صفحة، وكل فصل يتكلم عن فترة زمنية مختلفة في حياة أبطال الرواية.

    من الأشياء التي جعلت القراءة صعبة، متعبة ومملة قليلاً هو خلوها من الترتيب وتسلسل الأحداث، كثرة التنقلات الزمنية ولكثرة أبطال الرواية فيها دون تعريف مسبق بهم.
    الفقرات غير مترابطة وكثيرة التنقلات عبر الزمن وبين ابطال الرواية بحيث يكون الكاتب يتحدث عن أحد أبطال الرواية في الحاضر، ثم الفقرة التي بعدها يتحدث عن نفس البطل في الماضي ثم ينتقل الي شخص آخر لم يذكر من قبل ويحكي لنا عنه وبعدها يحكي عن ماضي وتاريخ الشخص كاملاً .

  • Christine Hallak

    منذ زمن لم أقرأ رواية بهذه اللهفة.
    رواية تدور أحداثها في حلب ستكون حتماً الأقرب إلى قلبي و لا أتوقع عموماً غير ذلك.
    عشت مع أغلب شخصيات الرواية حياة كاملة، مرحلة الطفولة، المراهقة، الشباب و الكهولة بكل ما فيها من تغيرات بين أماكن أعرفها تماماً و أماكن مألوفة بالنسبة لي. حازوا على قسم كبير من تفكيري بين كل جلسة قراءة و أخرى.
    سعادتي في كل جلسة قراءة أشبه بلهفة لقاء أصدقاء قدامى تجمعنا ذكريات كثيرة قديمة. سعاد المميزة، حنا الرحّال، زكريا عاشق الأحصنة، عائشة و وليم المتمردين، يوسف و قضيته ، عارف شيخ موسى و قطاراته، أحمد البيازيدي أب الجميع.

    لو كان عدد صفحات الكتاب ضعف ما هو عليه ، ما كنت لأشعر بالملل.

  • Michel

    وصلت إلى الصفحة ٢٢٠ وقررت اني لن أكمل،، من النادر جدا الا اكمل كتابا لكن هذه الرواية اتعبتني،، كمية جهل وسذاجة مرعبتين،، حتى الآن لم افهم مثلا لماذا يعتقد الناس حنا قديسا؟ لأنه تنبأ بمكان كنيسة قديمة مدفونة تحت الارض؟؟ وهذا الإصرار على خلق مجموعة أصدقاء خيالية فيها العربي المسلم والمسيحي السرياني واليهودي والكردي،، اعتقد اني لن اقرأ مجددا لمصطفى خليفة

  • Brian Leakway

    ★½

    I really enjoyed Death Is Hard Work. This was disappointing.