| Title | : | محاكمة طه حسين |
| Author | : | |
| Rating | : | |
| ISBN | : | - |
| Language | : | Arabic |
| Format Type | : | Hardcover |
| Number of Pages | : | 102 |
| Publication | : | First published January 1, 1994 |
محاكمة طه حسين Reviews
-
في هذا العصر
وبعد مرور أكثر من ثمانين عاما
على محاكمة طه حسين
ذلك لأنه "تجرأ" وفكر
فإن ما آسف له كثيرا
أننا لازلنا بحاجة لهذا الكتاب
بل نحن نحتاجه الآن أكثر
في عصر تبدو العقول مترنحة من سم الجهل المستشري
وهوس الرعب الساكن القلوب
صرتم تخافون الفكر أكثر
صارت الكلمة تهزكم أكثر
صرتم أكثر شراسة ودموية وتبجحا
اتخذتم من أنفسكم موقف المدافع عن الله
والله منكم براء
صارت تهم الإلحاد والفسق والكفر جاهزة على طرف ألسنتكم
تتهمون بها من تتهمون
وتحكمون على الناس بمنطقكم الفاسد
وتتخذون من كتب عفى على أفكارها الزمن مرجعا وكأنها أنزلت من عند الله
سنظل أمة جاهلة مكبلة بالرجعية
طالما يدخل المفكرون المحاكم
ويحقق معهم كالمجرمين
ويهددون بالقتل والجلد والتعذيب
اقرأوا الكتاب
اطلعوا على تحقيق النيابة
وترحموا على طه حسين
وهذا النادر الوجود الذي خلد في التاريخ باستنارته
محمد نور -
للأسف يا سيد خيري فقد انهزمت الثقافة في معركة نصر أبوزيد و اضطر الدكتور أن يهاجر هو و زوجته لينجو برأيه و حريته من طيور الظلام ال>ين تكاثروا على كل المستويات الدينية و القومية.
و كانت محنة طه حسين قد بدأت ببلاغ للنائب العام من أحد أعضاء البرلمان. و من الواضح أنه كان يخطط لتدمير طه حسين. ليس لعداء شخصي بينهما و إنما لأنه طه حسين. رمز التنوير و النهضة و الثقافة العلمية التي كانت الجامعة أحد مفارخها. و من الواضح أيضا أن مجموعة البلاغات التي تلت بلاغه إنما كان هو الواقف وراءها. و اتفقت البلاغات كلها لذلك في التركيز على تكفير طه حسين و حساسية موقفه كأستاذ جامعي له على طلابه سيطرة سحرية خرافية. أي أنه لابد من إبعاده عن هذا الموقع بالتحديد. ثم تجريده من جميع الشهادات العلمية التي حصل عليها. و لو كانت السيدة سوزان طه حسين مصرية مسلمة لرفعوا ضده الأمر إلى المحكمة مطالبين بتطليقها منه كما يحدث الأن بالنسبة للدكتور نصر حامد أبو زيد.
لكن الثقافة في زمن طه حسين قد انتصرت. و خرجت من المعركة سالمة. و حسم القضاء المعركة لصالح حرية البحث العلمي و حرية الرأي.
ترى هل تنتصر الثقافة اليوم في بلادنا. في هذه المعركة الشرسة الدامية التي لم يحدث لها مثيل من قبل؟و بعد فها هو قرار النيابة في أهم قضية أدبية ثارت في بداية نهضتنا الثقافية و كان لها دوي هائل في كل الأوساط. أضعه كاملا و بكل حذافيره بين يدي القارئ لا بهدف إثارة القضية من جديد و لكن بهدف إبراز ما لمثل هذه القضية من دلالات واضحة. أبرزها أن حرية الفكر تؤدي إلى نتائج عظيمة و تثري الحياة بكل المضامين. و يهمنا أن نؤكد بأن أهم ما أسفرت عنه معركة الشعر الجاهلي هو انتصار الأسلوب العلمي و سيادته في الدراسات الأدبية عموما. و سيادة مبدأ عدم التسليم بالحقائق الثابتة على علاتها. فكل شيء يجب أن يخضع لإعادة التقييم انطلاقا من نقطة الشك في صدق الأحكام السابقة أو حتى في وجود الشيء ذاته. ساد مبدأ الانفتاح على الحياة و الحرية في التفكير و عدم خضوع الباحث لغير روح التحليل و منهج البحث. و مهما يكن من أمر فإن هذه الخطوة الرائدة في مجال الدراسات قد خلقت الأن هذه الحركة العريضة من الدراسات الأدبية العلمية. و ربما كان طه حسين بحق هو إمام الدراسات الأدبية التي تقول شيئا آخر غير التفسير اللغوي و البلاغي للنصوص.
-
حسنا...
لم يكن الفقير إلى الله يوما من المعجبين أو المرددين لتوصيفات من نوع:الزمن الجميل
سواء أكان ف الفن أو الفكر أوحتى كرة القدم
فلكل حقبة أو مرحلة زمانية أوجه جمال وقبح
يتردد الناس بين اﻹقرار ببعضها،وإنكار البعض اﻵخر
وينحو البعض للإقرار بالجميع،أو إنكاره على الجملة...
لكن وبقليل من المرونة فى القياس
والدقة فى التوصيف
قد تصلح تسمية حقبة زمانية أو عصر بمفردات من نوع اﻹستنارة،التقدم،التحرر الخ
ولو جاز لى اﻹستعانة بمفردة تنطبق على العقود اﻷربعة اﻷولى من القرن المنصرم،،،
ﻷحببت الإستعانة بالمفردة اﻷولى
فعلى ماكان عموم المصريين يعانونه من شظف العيش وضيق الحال
إلا أن أجواء الحياة الثقافية واﻷكاديمية كانت تتمتع بحراك مشهود
وصراعات فكرية ومذهبية معتبرة بين تيارات فكرية متباينة المنابع،ومتنوعة المقاصد،،،
اﻷمر الذى أثمر بحثا ونقدا رفيعي المستوى،راقيى المضمون
البحث المشار إليه هو كتاب"فى الشعر الجاهلى"للدكتور طه حسين
والنقد تمثل فى قرار النيابة الممهور بتوقيع رئيس نيابة مصر آنذاك المستشار محمد نور
رحمهما الله وجزاهما عما قدما خير الجزاء...
***************
لن أتعرض فى تقييمى هنا سوى لعناوين رئيسية دون إسهاب
لكن التوصية واجبة لمن لم يقرأ كتاب العميد أن يقرأه أولا
كيلا يستبق بحث اﻷسباب باﻹطلاع على النتائج وهو تسرع غير محمود ولا مطلوب...
ف عام 1926 نشر طه حسين المدرس بالجامعة المصرية كتابه المذكور
فسارع أحد الطلاب اﻷزاهرة،فشيخ الجامع اﻷزهر
فأحد نواب مجلس اﻷمة بتقديم بلاغات للنائب العام المصرى يتهمون فيها الكاتب بأربع تهم هى على الترتيب وبإيجاز:-
إنكار ما جاء ف القرآن الكريم بشأن نبى الله إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام
وذلك بالتشكيك فى حقيقة وجودهما تاريخيا، وبالتبعية كل ما يتصل بنشأة من سموا بالعرب المستعربة
ولغتهم العربية العدنانية التى يفترض أن القرآن الكريم نزل بها...
المسألة الثانية إنكار المؤلف أن القراءات السبع للقرآن الكريم المروية على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم
منزلة من عند الخالق جل وعلا وإدعاؤه بأنها محض نتاج ﻹختلاف ألسنة القبائل القارئة للقرآن وتنوع طرائقها ف القراءة...
الاتهام الثالث ويتعلق بشرف النسب النبوى بدءا من بنى هاشم وصولا إلى مضر البطن الرئيسة التى ينحدرون منها
وإدعاؤه أن التزيد في اﻹحتفاء أو لنقل في إصطناع الإحتفاء بالنسب النبوى
لهو مما درج عليه العرب عموما والقرشيين خصوصا من التفاخر بالأنساب و الأولاد
ﻷسباب تتعلق بطبيعة التشأة والبيئة الخ...
الإتهام الأخير ويتصل بإنكار المؤلف على العرب المسلمين تمسكهم بفكرة أولية اﻹسلام
بمعنى أنه من اﻷصل دين نبى الله إبراهيم الداعى للوحدانية
والذى ضل عنه العرب بعدما اتبعوا ضلالاتهم وأصنامهم وأوثانهم
فكأن الإسلام كان موجودا من قديم ولم يظهر للوجود ببعثة محمد النبى عليه الصلاة والسلام...
************
ذكرنا الإتهامات وآن آوان الرد
وهنا معقد الامر كله فلو قيض لقارىء من زماننا الإطلاع على قرار النيابة دون معرفة هوية صاحبه
لقطع بأنه مفكر متضلع أو ناقد أريب
فالفكر المعارض لما كتبه طه حسين
والأسلوب الذى صيغ به النقد والمعارضة يستحقان منا ومن كل قارىء منصف كل إحترام وإعجاب وتقدير
و..تحسر ف الأخير على ما آل إليه حال كتابنا وقضاتن�� "الشوامخ!!!" فى هذا الزمان العجيب،،،
انتقد محمد نور طرح طه حسين ف جملته وبتفصيل يستحب لمن يود الإطلاع عليه أن يرجع لمتن الكتاب
إلا أنه أقر ف الأخير بحقه ف الكتابة والبحث والتعبير دون ترهيب ولا زج ف السجون والمعتقلات،،،
ناقش رجل القانون رجل الفكر بمنطقه وأدواته
فنال إستحسان المؤيدين له،وتقدير المعارضين والمختلفين
ووضع من حيث يدرى أو لا يدرى، لبنة من لبنات البناء الحضارى والعقلى الشامخ
الذى ساهم فى تطور الحياة العقلية المصرية والعربية لعقود،،،
مشاركا بذلك ولو قدر جهده واستطاعته رجالات فى قامة الأستاذ الإمام محمد عبده
والشيخ على عبد الرازق،وقاسم امين، وأحمد امين ،وطه حسبن والعقاد والرافعى واخرين،،،
ممن أناروا لنا الدرب ومهدوا قدرما استطاعوا،،،
فما رعينا إرثهم حق رعايته، بل وشرعنا ف نقضه وتخريبه عامدين أو متغافلين،،،
************
كم نحن بحاجة ماسة اليوم لأمثال عميد الأدب العربى
وفى حاجة اشد لقامات على مقاعد النيابة ومنصات القضاء من أمثال الراحل الكريم محمد نور،،،
غفر الله لهم لقاء ما قدموا،وغغر لنا لقاء ما قصرنا والحمد لله رب العالمين...
... -
يبرز اسم طه حسين على الغلاف بالخط العريض، واسفله اسم خيري شلبي، ولم يكن لهذين الاسمين إلا دور فرعي في هذا الكتاب الذي يضٌم وثيقة كتبها محمد نور وكيل النيابة الذي حقق مع طه حسين في محاكمته الشهيرة.
في هذا الكتاب يعرض محمد نور الاتهامات التي اُتّهم فيها طه حسين بسبب كتابه "في الشعر الجاهلي"، ثم يُفنّدها بعقل نقدي ومُثقف يعي ما يفعل، هو تارة ينتقد طه حسين وأخرى ينتقد مقدمين البلاغات وجمودهم الفكري، ثم عرض في النهاية نص القانون وفنّده، وكان الحكم في النهاية لصالح طه حسين لأنه لم يقصد مهاجمة الإسلام ولكن أراد أن يبحث الأمر بشكل علمي لا يتقيد بشيء.
إذن إن صح أن ننسب هذا الكتاب لأحد فسوف يكون لوكيل النيابة الفلتة محمد نور. -
لم اقرأ كتاب (في الأدب الجاهلي أو في الشعر الجاهلي) لطه حسين ولكني قرأت حوله العديد من المقالات والآراء، وكنت أعتقد أن هناك تجني عليه من قبل المحافظين وشيوخ الأزهر لأن له وجهة نظر مختلفة عن السائد، حتى وقع بين يدي هذا الكتاب لخيري شلبي والذي ينقل فيه وقائع محاكمة طه حسين من قبل وكيل النيابة المستشار محمد نور، والذي قام مشكورًا بتصحيح معلوماتي حول الكتاب
فما فعله طه حسين هو استخدام المنهج الديكارتي في بحثه وهو القائم على الرحلة من الشك إلى اليقين، والذي أدى به إلى الشك في قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل والتشكيك في نسب النبي محمد عليه السلام وفي نزول القرآن على سبعة أحرف والتشكيك في أن اللغة القحطانية لم تكن فرع من فروع اللغة العربية
وهذا ما فنده ورد عليه بالأدلة والبراهين المستشار محمد نور في مرافعته والذي عجز طه حسين عن الرد عليه والدفاع عن كتابه كما هو واضح من ردوده على الاتهامات التي وجهت له، وما أنجى طه حسين من العقاب هو اعترافه بالنهاية أنه مسلم ولا يطعن في الدين وإنما كان هدفه فقط البحث العلمي والاجتهاد في ذلك ليس أقل ولا أكثر.
ولذلك وبهذا الاعتراف تم حفظ التحقيق إداريًا وليس كما يظن البعض أن طه حسين قد تغلب على معارضيه في الرأي.
مازلت من المعجبين بقلم وأدب طه حسين وإن بدأ الشك يساورني بخصوص نظرته نحو الدين الإسلامي ومحاولاته للنيل منه للأسف دون وجه حق أو دليل دامغ.
. -
عم خيري كان بيعشق اقتناء الكتب والدعبسة في دكاكين سور الأزبكية والكتب المفروشة على الأرصفة. بيحكي في مقدمة كتابه أنه اقتنى عدد كبير جدا من الكتب بسبب العشق ده.
كان منهم بالصدفة كتاب نشره رئيس نيابة مصر اللي حقق مع طه حسين بعد بلاغات ضده بسبب افكاره المنشورة في كتاب "في الشعر الجاهلي".
مقدمة عم خيري كانت عظيمة جدا. شرح تفاصيل الموضوع ورأيه الشخصي في الأفكار، وقارن بين حال النقد والأدب بين العصرين (قارن بين هذه القضية وقضية د.نصر حامد أبو زيد مثلا)..
حضَّر القارئ للاستمتاع بفصاحة وثقافة النائب محمد نور في حيثيات حكمه.
الجزء الثاني كان حيثيات الحكم. وفعلا أسئلة ونقد النائب للأفكار وردوده على طه حسين كانت عظيمة.
شغلني مدى ثقافة واطلاع رجال هذا العصر وطريقة اختلافهم ونقاشاتهم الراقية واللي عادة كانت بتبقى بالمقالات.
كنت متخوفة من قراءة الكتاب محل الأزمة لكن اعتقد أن خيري شلبي مهد لي الطريق. -
نص قرار النيابة فى قضية كتاب "فى الشعر الجاهلى"
-
لم أعجب بدفاع الكاتب المستميت عن طه حسين، وإتهامه لمن قدموا بلاغات ضده بالسعى الى تدميره والقضاء عليه، ونسب كل الامر الى الصراع بين الجهل والثقافة وكأن طه حسين لم يخطىء على الاطلاق؟ ألم يشكك طه حسين فى كتابه (فى العصر الجاهلى) فى وجود سيدنا إبراهيم وإسماعيل حين قال أن ذكرهما فى القرآن لايثبت وجودهما التاريخى! ألم يطلق على بناء إبراهيم للكعبة محض أسطورة! ما الثقافة فى ذلك؟ وما هو التبرير لذلك التجاوز والتعدى الواضح ليس على معتقدات وأسس راسخة كما زعم خيرى شلبى بل تعدي على الدين بالاساءة للقرآن بهذا الشكل! ويبرر خيرى شلبى ذلك بالمبدأ الديكارتي، ومع كل الاحترام للمبدأ الديكارتي إلا إنه فى النهاية مجرد مبدأ بشرى، وليس شيئَا مقدسًا كي نعامله بكل هذا الإجلال لدرجة التشكيك في أسس العقيدة نفسها! نحن نسمح بنقد أي عصر وأي شخص إلا ما يمس الدين والعقيدة فهنا خط أحمر. أما بالنسبة لقرار النيابة الرائع فلا غبار عليه، وأتفق معه أشد الإتفاق.
-
حقيقة ده نقد رائع لكتاب في الشعر الجاهلي مش تقرير رئيس نيابة مصر في عام ١٩٢٧. تاريخنا رغم كل الروث اللي فيه، برضه فيه نقط مضيئة جدا.
و ده بيخلينا نتساءل عن ثقافة رجال النيابة في مصر الآن مقارنة بزملاءهم من 90 سنة تقريبا. -
خاتمة الكتاب
بينما كان خيري شلبي يستشكف الكتب القديمة في أحد المكتبات وجد كتابا كتبه رئيس النيابة مصر سنة 1927 يوثق فيه ما أجراه من تحقيق مع طه حسين حول كتابه "في الشعر الجاهلي" و الذي قدمت فيه بلاغات من جهات عدة.. فقام خيري شلبي بنشر هذا الكتاب مع مقدمة له عن طريق احدى دور النشر اللبنانية
في كتاب "في الشعر الجاهلي" ذهب طه حسين إلى أن الشعر المنسوب إلى العرب في الجاهلية هو شعر تم انتحاله في العصور الإسلامية ثم نسبه إلى العرب الجاهليين.. تلك النظرية المثيرة حاول طه حسين إثبتاها.. و في الكتاب الذي بين أيدينا "محاكمة طه حسين" لهو نقد وتفنيد أدبي أكثر منه تحقيق نيابي.. و ستجد أن رئيس النيابة على درجة عجيبة من الثقافة تجعله يتصدى لمفكر كبير مثل طه حسين ليبين ما في نظريته من خلل و تزييف كثيرين
لتستمتع بهذا الكتاب عليك قراءة كتاب "في الشعر الجاهلي لطه حسين" لكي تتفهم نظريته كما يشرحها و تتعجب من بعض أجزاءئها و تستنكر بعضها و تستحسن أخرى.. ثم اقرأ هذا الكتاب : محاكمة طه حسين -
.خلاصة رأيى فى الكتاب :.. انه نوع من الترهيب للناس والدفاع عن طه حسين بغير حق ..طه حسين يوم ان كتب " فى الشعر الجاهلى " كان لصاً = حرامى ليس أكثر ... ...يسطو على ابحاث المستشرقين ويترجمها وينسبها الى نفسه...
_______________________________كان طه يزعم أنه وأمثاله هم الوحيدون الذين يفهمون الحقيقة الدينية . أليس هذا هو بعينه ما يأخذه على خصومه؟ ألا يضع نفسه بهذه الطريقة موضع المتحدث باسم الله؟ من الواضح الذى لا يمكن أن تخطئه العين أنه يحلل لنفسه ما يحرّمه على الآخرين. والسبب مفهوم طبعا،
وهنا نسمع بعض القوم يقولون لمن ينبرى للرد على ما يراه مسيئا للدين أو مخالفا له فى كلام طه حسين : وهل خَوَّلك أحد للحديث باسم الله؟ وطبعا لم يخَوِّل أحد أحدا، بل دفعه ضميره واستفزته غيرته على دينه مثلما تستفز الغيرةُ كلَّ مؤمن بعقيدة أو مذهب إلى وقوف هذا الموقف حين يستدعى الأمر ذلك، فلا يجد من يقول له: ومن الذى خَوّلك الحديث باسم الشيوعية أو اللينينية أو التروتسكية أو النازية أو الوجودية أو اللاأدرية أو الوضعية المنطقية أو الرأسمالية أو الليبرالية أو الناصرية أو التكعيبية أو التبقيعية أو البن��وية أو التفكيكية... إلخ؟ ولا يوجد عاقل يزعم أو يعتقد أنه عند قيامه بالدفاع عن الإسلام إنما يتحدث باسم الله، إذ لا يعدو الأمر أن يكون اجتهادا من المدافع يعبر فيه عن رأيه هو وفكره هو وفهمه هو، ويتحدث فيه عن نفسه هو لا عن الله ولا عن الرسول. وقد يكون اجتهاده مصيبا، وقد يكون مخطئا. ويستطيع الآخرون أن يناقشونا فيما نقول، فنقوم نحن بتوضيح رأينا ونرد عليهم، فيردون هم بدورهم، ونستطيع نحن بدورنا أن نرد على رد الرد... وهكذا دواليك إلى أن نصل إلى شىء نتفق عليه أو نصل إلى طريق مسدود فيتمترس كل منا وراء فكرته لا يريد عنها حِوَلا، وهذا حقه. ولا أحد منا معصوم، بل كل ما يمكننا قوله هو أننا نبغى إصابة الحقيقة. وقد نكون كذابين فى هذا الادعاء، وقد نكون صادقين. بل نحن لا ندرى ماذا يفعل الله بنا مهما كثرت صلاتنا وصيامنا وزكاتنا وحجنا وحرصنا على التقوى وعمل الصالحات. أما الإجلاب وإحداث الصخب والضجيج بعبارات من مثل: "من خَوّلك التحدث باسم الله؟" فهو الخبث بعينه، إذ معناه أنك تحرّم على المسلم الدفاع عن دينه أو توضيحه أو مناقشة أحد فيما يقول بشأنه، ومن ثم يترك الساحة لكل من هب ودب ليقولوا ما عندهم من سخف دون تعقيب أو تصويب. وأين العاقل المنصف الذى يقول بهذا؟. -
لم اقرا كتاب الشعر الجاهلي لطه حسين لكن ردود المنطقية والعقلانيه لدكتور طه حسين وفن الرد الي فيه بلاغه في كتاب ده تخليك عايز تعرف ايه تفاصيل الي بتحصل في المحاكمة الي اجيال كتير متعرفش عنها حاجه
الكتاب بيثبت قد ايه افكارك التنويريه ممكن تكون خطيرة جدا لأي حد مش عايز يفكر او منتفع من جهل الي حولية -
هذا الكتاب يُعتبر أحب كتب خيري شلبي إلى نفسه كما قال، فرغم أنها طُبع مرة واحدة في بيروت عام 1972 وكانت محدودة جدًا إلا أن شهرته قد طبقت الآفاق بالفعل، وما كاد الكتاب ينتشر حتى نفذت النسخ، خاصة أن ما جاء منها إلى مصر كان قليلًا، ولكن رغم هذه الشهرة هذا الانتشار الواسع الذي حظي به الكتاب، وانتشار الآراء والنقد عن الكتاب في الصحف والمجلات في مقالات من أشخاص معروفين، إلا أنه على حد تعبير عم خيري تمنى لو أنه اهتم بكتابته على نحو أفضل، وتمنى لو أنه حقق القضية تاريخيًا وأدبيًا بأن يقدم قراءة عميقة وشاملة للعصر كله بكل تياراته الأدبية والفكرية والعلمية، وكانت له العديد من التمنيات الأخرى المبالغ فيه من رأيي.
أتاح عم خيري لقرّاء طه حسين ودارسيه وعشاقه قراءة هذه الوثيقة المهمة التي لم تكن لتخطر على بال أحد الدارسين والمحققين، إضافة إلى عرضه قرار النيابة في قضية كتاب "في الشعر الجاهلي" لمؤلفه الدكتور طه حسين التي شغلت الرأي العام زمنًا طويلًا، وأحدثت دويًا هائلًا في جميع أنحاء البلاد، واهتز لها البرلمان ومجلس الوزراء وجميع الأوساط العلمية والسياسية كأنها قضية العصر؛ فكيف جرى التحقيق مع طه حسين في النيابة العامة؟ ما نوع الأسئلة التي وجهها إليه النائب العام؟ وكيف أجاب طه حسين؟ هل هذه النيابة العامة جزء من ذلك المجتمع العجيب الذي هب يطلب محاكمة مفكر على فكره بل يطالب برأسه لمجرد أنه اجتهد في البحث في موضوع حساس وحرج؟ أم أنها نيابة على درجة من الثقافة والتحضر وامتناع الأفق تؤمن بالديموقراطية وحرية الرأي وحرية البحث العلمي؟ إضافة إلى العديد من الأسئلة والتساؤلات المهمة التي تتبادر إلى ذهن القارئ فيعرضها عم خيري عرضًا ممتازًا في هذا الكتاب.
ورغم نقد عم خيري الشديد لهذا الكتاب وتمنياته العديدة لو أنه حسّن الكتاب في موضع كذا وموضع كذا، ولو أنه تمكن من قراءة ذاك المصدر والإلمام بالقضية على نطاق معرفي أوسع، إلا أنني أرى أن الكتاب في صورته المثلى وطريقته الأفضل في العرض، ولا أنكر أن الكتاب كان ناقصًا في بعض الجوانب ومحتاجًا لبعض التعديلات في ترتيب الموضوع، ولكن هذه تعديلات بسيطة ليس تعديلات عميقة ولا ي��طلب الكتاب هذا الكم من التمني الذي عرضه عم خيري في مقدمته للطبعة الثانية.
أما عن أسلوب عم خيري في هذا الكتاب فهو -كما قلت في مراجعتي لكتابه الآخر "مؤرخو مصر الإسلامية"- يمتاز بالبساطة والسلاسة وسهولة العرض وحسن انتقاء الألفاظ البسيطة التي تيسر على القارئ الفهم والإلمام بالجانب الذي يتحدث عنه المؤلف، ورغم نقد عم خيري لسطحية كتابته في هذا الموضوع إلا أنني أرى أن هذه السطحية مناسبة لأسلوبه البسيط والسهل والمتناسق الإيقاع، فقد عرض عم خيري هذا الموضوع عرضًا شيقًا غير مصيب بالملل بتاتًا، إضافة إلى عرضه أهم الجوانب في القضية وإجابته على أهم التساؤلات كذلك، وسطحية عرضه كما وصفها هو ما أراها إلا ابتعادًا عن الفرضيات والأمور غير المؤكدة مما يؤدي إلى الثقة فيما نقله إلى القارئ، وعدم الخوض في موضوع القال والقيل وما إلى ذلك، والذي بدوره يؤدي إلى الاقتراب الشديد م�� الحقيقة حول هذا الموضوع، وعدم الخوض في تفصيلات شائكة ولا قيمة لها، وقد قلتها في مختلف مراجعاتي لكتب وروايات عم خيري وسأقولها هنا أيضًا إن القراءة لهذا الرجل والأديب والكاتب العظيم عالم آخر مختلف عن أي نوع من القراءة؛ فعالمه جذّاب وممتع ويبتعد بالقارئ عن الأجواء المعقدة ويقترب به إلى سحر البساطة وسهولة التعبير، والتقييم هو: 6 من 10.
اقتباسات من كتاب محاكمة طه حسين:
• إن الحال التي نمر بها اليوم لهي أسوأ بكثير جدًا بل بما لا يقاس من تلك التي كنا عليها زمن طه حسين ومحاكمته، أيامها كان صوت العقل هو الأعلى والأكثر سيادة، وصوت التخلف والجمود يثير الضجيج؛ قلة قليلة من ذوي النفوذ في المجتمع شعروا بأن النهضة الثقافية الناضجة العارمة لن تكون أبدًا في صالحهم، لأنهم لا ثراء ولا سيادة لهم إلا في محيط من الجهل والفقر يمتطونه إلى الأبد. وعن طريق ممثليهم في البرلمان وفي الجامعة وفي القصر وفي كل مكان دأبوا على إثارة القلاقل وافتعال الخصومات والفتن لتعطيل نيران الثقافة عن مواصلة اشتعالها. صنوف من العسف والطغيان لقيها العلماء والمفكرون والأدباء والشعراء والفنانون، من زبانية الجحيم الذين يتذرعون بالدين ويقحمون اسم الله في كل صغيرة وكبيرة كأنهم المفوضون من الله سبحانه وتعالى حراسًا على الدين بتوكيل رسمي.
• إن هذا الخطاب (الديني) في الواقع هو أساس المحنة، لأنه بجهالته وتخلفه وجموده وقيامه على خرافات وأضاليل وحقائق مغلوطة يوقع الناس في بلبلة، ويكرس لمزيد من التخلف، ويحجب لآلئ الدين الثمينة عن العيون. إن الخطاب الديني السائد الآن هو الذي ينشر الفهم الخاطئ للدين، ويؤدي بالضرورة إلى أن تجف الينابيع الفكرية والحضارية للدين، ويقع الانفصال التام بينها وبين الناس. -
أول عمل غير روائي أقرأه لعمنا خيري و لم يخيب ظني كما في كل رواياته.
في هذا الكتاب يحكي الكاتب عن تفاصيل محاكمة شهيرة لم يعاصرها معظم جيلنا عندما كان طه حسين ينقد التراث الثقافي العربي الذي عشنا عليه مئات السنين و خاض في هذا المعترك العديد من المعارك الأدبية الشهيرة و قتها و كانت أشهرهم على الاطلاق المعركة الدائرة حول كتابه "في الأدب الجاهلي" و الذي أتهمه البعض بالالحاد لأجله.
ليس من المستغرب ان تجد التكفيريين الجاهزين بنفس التهمة في كل زمان و مكان لمن يريد التدقيق و التمحيص في النظر. لكن من شد انتباهي لأبعد حد هو محمد نور رئيس نيابات مصر في ذلك الوقت و الذي تصدى للتحقيق النقدي لهذه القضية. نعم أنت لم تخطئ عندما قرأت التحقيق النقدي. لأن القانوني المحترم لكي يحقق في هذه القضية على الوجه الأمثل قرأ و راجع في المراجع العلمية ذات الصلة بنفسه و قرأ ما كتبه طه حسين بنفسه و عقد مقارنة بأفضل ما يكون لتبيان الحقائق في التهم الموجهة في الدعوى ذات الصلة.
للأسف الرجل تركني في حيرة عظيمة. هل لو حصلت نفس المعركة الأدبية مرة أخرى في زمننا الحالي, هل نجد رجل قانون محقق يتصدي بهذه الدرجة من الرفعة و الرقي؟؟
Merged review:
أول عمل غير روائي أقرأه لعمنا خيري و لم يخيب ظني كما في كل رواياته.
في هذا الكتاب يحكي الكاتب عن تفاصيل محاكمة شهيرة لم يعاصرها معظم جيلنا عندما كان طه حسين ينقد التراث الثقافي العربي الذي عشنا عليه مئات السنين و خاض في هذا المعترك العديد من المعارك الأدبية الشهيرة و قتها و كانت أشهرهم على الاطلاق المعركة الدائرة حول كتابه "في الأدب الجاهلي" و الذي أتهمه البعض بالالحاد لأجله.
ليس من المستغرب ان تجد التكفيريين الجاهزين بنفس التهمة في كل زمان و مكان لمن يريد التدقيق و التمحيص في النظر. لكن من شد انتباهي لأبعد حد هو محمد نور رئيس نيابات مصر في ذلك الوقت و الذي تصدى للتحقيق النقدي لهذه القضية. نعم أنت لم تخطئ عندما قرأت التحقيق النقدي. لأن القانوني المحترم لكي يحقق في هذه القضية على الوجه الأمثل قرأ و راجع في المراجع العلمية ذات الصلة بنفسه و قرأ ما كتبه طه حسين بنفسه و عقد مقارنة بأفضل ما يكون لتبيان الحقائق في التهم الموجهة في الدعوى ذات الصلة.
للأسف الرجل تركني في حيرة عظيمة. هل لو حصلت نفس المعركة الأدبية مرة أخرى في زمننا الحالي, هل نجد رجل قانون محقق يتصدي بهذه الدرجة من الرفعة و الرقي؟ -
خيري شلبي يكتب و كأنه حكواتي..!
__________________
كتاب ممتع و مهم جدا ، يوثق الجدل الذي حدث حول كتاب "في الشعر الجاهلي" لـطه حسـين -
في سنة ١٩٢٦ نشر الأديب طه حسين كتابه الغني عن التعريف «في الأدب الجاهلي». بعدها بفترة بدأت البلاغات تتبعت من طلبة الأزهر وعلمائه للنائب العام، تقول له إن طه حسين تعدَّى في كتابه على ثوابت الدين الإسلامي زي مثلًا:
إنكاره الصريح وجود شخصية سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل تاريخيًا.
تكذيبه لنسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم والحديث عنه بأسلوب غير لائق.
وحاجات تانية كتير.
هنا نركِّز شوية. بعد ما البلاغات اتبعتت والدنيا اتقلبت والقضية بقت قضية «أدبية اجتماعية سياسية» على حد تعبير خيري شلبي، كان لازم الحكومة تتدخل.
بدأت التحقيقات مع الأديب طه حسين، وكان المسئول عن التحقيق في الوقت ده النائب محمد نور، الي أظن التاريخ هيخلد اسمه بسبب تحقيقه ده.
أنت عارف يعني إيه فرد من الحكومة بيحقق مع أديب كبير في حجم طه حسين؟
ظاهريًا هنتوقع إن الموضوع «هيتكلفت» والنائب هيكون غشيم وهيصدر قرار مش في صالح طه حسين، الي هو كان تيار التحرر الفكري وقتها، لسبب بسيط وكلنا عارفينه وهو الجمود الفكري الشديد، الي بنعاني منه، والضغط عليه بسبب موقف علماء الأزهر.
لكن الحقيقي إن النائب محمد نور، في نقاط بسيطة أثبت لطه حسين إنه أخطأ أخطاء شديدة، وإن كتابه ليس له قيمة وغير ملتزم بأساليب البحث العلمي السليمة (الي طه حسين نفسه كان بينادي بيها).
وفي كل الأسئلة الي اتوجهت من محمد نور إلى طه حسين مقدرش طه حسين يجاوب إجابة لها قيمة.
تقريبًا مجاش ولا هييجي زي النائب محمد نور رحمة الله عليه وعلى الأديب طه حسين وعم خيري.
شوية ملحوظات:
١-خيري شلبي معملش حاجة غير نشر المخطوطة الي وجدها بالصدفة عند بائع الكتب، وكان محمد نور كتبها بنفسه إحقاقًا للحق ولأن الموقف كان يستدعي إن كل حاجة تكون معلنة واضحة لمتابعي القضية، الي كانت قضية كبيرة وقتها.
عشان كدة مستغرب إزاي الكتاب مفيش على غلافه من برة اسم النائب محمد نور، مع إنه أهم شخص في الموضوع كله؟
٢-الأزهر (أو رجال الدين بشكل عام) مردّش حد فيهم على طه حسين لما أصدر الكتاب سوى باتهامه بالإلحاد والكفر والزندقة والتنصُّر، واللجوء إلى القانون، وكل الي قلبك يحبه من أساليب الحرب، محدش فنِّد كلامه الي اتضح بنقد محمد نور إنه غاية في الهشاشة، والمفترض إنهم كرجال دين على علم يقدروا ينقدوه برضه.
٣-خيري شلبي أخطأ -في رأيي- خطأ فادح في مقدمة الكتاب وهو بيحاول بكل شكل ممكن يحسن صورة د.طه ويبرر إن كل منتجه الفكري كان غرضه التحرر، مع إن باين جدًا تهافت كلام د.طه وإنه مش مبني على حاجة، وخصوصًا لما شبه موقفه في النضال والتجديد بموقف بنصر حامد أبو زيد.
يلا ما علينا 😂
يا ترى، هل في مصر كلها دلوقتي في ٢٠٢٠ يعني بعد مرور ٩٠ سنة بحالهم، نائب مصري مثقف زي محمد نور؟
وهل لو حصلت نفس المحاكمة هنشوف السِّجال الفكري الجميل ده بيتكرر بين قامات فكرية محترمة؟
مظنش. -
هذا الكتاب أنا أعتبره من أهم الكتب التي قرأتها في حياتي و هذا لعدة أسباب منها
أن طه حسين ليس هو البطل الذي يجذب الأنظار إليه في هذا الكتاب بل الذي يدقق يدرك أن النائب العام محمد نور الذي تولي التحقيق مع عميد الأدب العربي هو البطل لا أحد غيره .. فالرجل يجلس ويسأل طه حسين وكأن فكراً يحاكي فكراً وعلماً يناظر علماً ومعرفة تستدعي معرفة فكان محمد نور هو مثال للرجل المثقف في زمن الأفندية المزدهر
السبب التاني يكمن في التعرف علي تاريخ التكفريين و اسلوب التعامل مع الأبداع بشتي أنواعه خصوصاً في أكبر أزمات الفكر العربي الحديث وهو كتاب الشعر الجاهلي -
ليس بعجيب في زمانهم أن يتصدى رئيس نيابة لقامة عظيمة مثل طه حسين في مثل ما اتُهِمَ به بعد نشر كتابه في الشعر الجاهلي ، مواجهة شريفة وموضوعية لإثبات ما في افتراضات عميد الأدب من خلل وأخطاء بعد الثناء على جرأته التي تفتح أفقا جديدة للبحث والتمرد على الخطوط الواهنة التي يزعم المحافظون بأنها حامية التراث والموروثات .
-
كنت قد قررت ان اقرأ لخيري شلبي وبالطبع بدأت بالعنواني المشهورة واولها كانت رواية وكالة عطية، ولكن شدني اسم كتاب له يحمل عنوان محاكمة طه حسين، واعجابي بالعميد كبير جدا وعميق جدا، فقد قرأت له الاديب ومع ابي العلاء في سجنه والادب الحديث ما له وما عليه وبالطبع بدأت بالشعر الجاهلي في مقدمة قراءاتي لاعماله، وهو ما اثار حفيظتي وانعش شغفي وفضولي واعجابي بالكاتب الذي تجرأ ان يكتب مثل هذا الكلام، وحينما بدأت في قراءة المحاكمة وكما أحب وضح الكاتب بمقدمة في منتهى الجمال، فتشعر ��ن خيري شلبي يتحدث من قلبه وحديثه يملأك بالدفء، كأنه جدك ويحكي لك قصة قديمة مسلية عن عاداته في اكتناز الكتب، فهو باحث في المكتبات القديمة عن حنوز لا يعرف الناس قدرها، ومن هنا وجد مذكرة المحاكمة الصادرة من النيابة وينظر يمينه ويساره حتى يتأكد ان لا أحد يلمحه فيدسها بين الكتب التي سوف يشتريها ويسرع للبائع ولكن بحذر وعدم اكتراث ليتفادي ان يلحظ البائع علامات الاعجاب والافتتان على وجهه فيغلي الثمن، وينجح فعلا ويحصل على كنزه من غير ثمن بعدما دس وسط الورق فلم يعره البائع قيمته
ويشرح الكاتب موجة انتشار الجهل والتي عانى منها نصر ابو زيد كما عانى منها الحسين ولذلك قرر اعادة نشر الكتاب في مصر(الطبعة الاولى كانت في بيروت وتوقفت بعد وفاة صاحب الدار)ويبدأ بمدح رئيس نيابة مصر والذي تكفل بالتحقيق مع طه حسين، وهنا يتغلغل الملل الي، من هذا الذي يناقش الاستاذ فيما كتبه، الم يكن من الافضل ان يكون ناقدا فذا او مجموعة من علماء مصر، خذا كان لسان حالي، ولكن المفاجأة هي أن هذا الرئيس محمد نور كان يستحق اكثر مما اشاده به خيري شلبي، لقد ناقش طه حسين فيكل ما نسب اليه، واذا يتجلى ان الرجل يمتلك من الثقافة والقدرة على الجدال ما يثير اي باحث او قارئ فضولي يتتبع ما يثيره بشغف حارق، ويسفر التحقيق عن عجز طه حسين عن الرد وعن انمحاق بعض حججه التي وردت في كتابه، وهنا تأتي ثاني المفاجآت وهي الحكم بالبراءة وتقدير جهد طه حسين في البحث بتقديمه لاسلوب البحث الديكارتي في مصر
وهنا كان لابد من ان تتفجر الغيرة في ذاتي، فلا انا تعودت وجود مثل هذا الاحترام والرقي في مناقشات(ما بالك بتحقيقات) في مجتمعنا المصري، كما اني لست العميد ولست قارئ كتاب الادب الجاهلي كما قرأه الرئيس محمد نور
انصح الجميع بقراءته واعطيه 5/5 لما حمله من متعة فكرية لي -
من حسن حظنا أن وجد خيري شلبي بالصدفة كتيب يحوي التحقيق و حيثيات الحكم في اتهامات وجهت لطه حسين مؤلف كتاب الشعر الجاهلي اثر بلاغات قدمت ضده بازدراء الدين الاسلامي و تكذيب القرآن في أخباره عن إبراهيم و اسماعيل و الطعن في القراءات السبع و عن طعنه في كرم نسب الرسول و أعاد خيري شلبي طباعه نص الكتيب مع تعليق و مقدمه نقدية هامه
و ذكر أن اعاده نشر الكتيب ليس بهدف اثاره القضية من جديد و لكن كما قال خيري شلبي نصا بهدف إبراز ما لمثل هذه القضيه من دلالات واضحه أبرزها أن حريه الفكر تؤدي إلي نتائج عظيمه و تثري الحياه بكل المضامين
و نجد أن سياده المستشار محمد نور رئيس نيابه مصر رجل ذو ثقافه عاليه قرأ كتاب الشعر الجاهلي بتمعن و تدقيق و نقده و انتقده و عاب علي طه حسين خلطه العلم بالدين و وضع افتراضات من شأنها اثاره الشك دون الوصول لنتائج و عدم تدقيق طه حسين في أدلته و براهينه التي اعتمد عليها و نجد أنه أيضا كان غيور علي الدين بدون تعصب متعمق فيه تعمق العالم المدقق و نجد أن سياده المستشار أيضا يحكم بروح القانون فكان نص الحكم:
و حيث أنه مما تقدم يتضح أن غرض المؤلف لم يكن مجرد الطعن و التعدي على الدين بل إن العبارات الماسه بالدين التي أوردها في بعض المواضع من كتابه إنما أوردها في سبيل البحث العلمي مع اعتقاده أن بحثه يقتضيها و حيث أنه من ذلك يكون القصد الجنائي غير متوفر فلذلك تحفظ الاوراق إداريا
تحياتنا الخالده لرئيس النيابه المثقف الواعي الحريص على الدين الذي وأد الفتنه و حفظ القضيه و نقد كتاب طه حسين بكل موضوعية و ذكاء و رقي و وعي ديني
و تحياتنا الخالده أيضا لخيري شلبي الذي أعاد تقديم تلك الوثيقة النادره التي تعلمنا منها الكثير و شهدنا لأحد أعضاء النيابة الكرام في ذلك العصربالتفوق الادبي و الأخلاقي و الديني و الاحتكام لروح القانون -
المهم بالنسبالي في الكتاب تقديمة خيري شلبي اكتر من كلام المحقق وكلام طه حسين.
كلام خيري وطريقته كانت افضل طريقة للتفريق بين المؤرخ والحكواتي.
بين حكي التاريخ وتأريخ التاريخ.
وازاي في نسبة كبيرة من المؤرخين ينفعوا يبقوا روائيين بس ملهمش في التأريخ.
ظهر جدا ان خيري مشافش التنافض التاريخي الكبير بين فكر طه حسين وبين موقفه السياسي ووجوده في حزب الاحرار الدستوريين.
رؤية خيري "راوي المهمشين" اللي بقت رؤية نخبوية صرف في حكيه عن معارك طه حسين وازاي كان بيدور علي بيئة تنمو فيها ثمار فكره. بتخر نخبوية وتعالي وعمي عن الواقع وبنيته وازاي يكون التعامل معاه لتغيره مش انتظار تغييره بالفكر وبالمعارك الثقافية.
والنجمتين لتوضيح مدي ضعف فكر طه حسين اللي خلي مثقف مش متخصص في علوم التاريخ واللغة وفي وقت كانت العلوم دي متأخرة في مصر، ينقض كله نقاط ومحاور طه حسين في كتابه.
وازاي خيري حاول يجمل النقطة دي انه مصر ثقافيا كانت عالية جدا وان دي ثمار طه حسين، اللي مكنش لاقي ليها بيئة من شوية😂 -
لاحظت من البداية تحيز خيري شلبي للحقير طه حسين و ابرز رأية ده بصراحة تحت مسمي حرية الرأي و الفكر و الإبداع إلي آخر هذا الهراء
يمكن الوحيد اللي نال إستحساني في الموضوع استاذ محمد نور و فعلا كتب وثيقة بارعة ليس لخيري شلبي اي يد فيها و انما هو مجرد ناقل ليها
لكن و ماذا بعد ؟؟؟
لم تتم معاقبة طه حسين علي افعاله و تركوه يعيث في الارض فسادا فكأنة ما تكلم
ذكرني بقاضي محاكمة مبارك قال خطبة طويلة عريضه عن الفساد و اعطي مبارك البراءة آخر الآمر
عامل الله طه حسين بما استحق -
نص للتاريخ !
خيري شلبي وهو بيدعبس في مكتبات مصر العتيقة لقى كتيب صغير في حجم امساكية رمضان مكتوب عليه : قرار النيابة في كتاب الشعر الجاهلي لصاحبه محمد نور
الكتاب عبارة عن مقدمة خيري شلبي، ومقدمة جابر عصفور ونص قرار النيابة في القضية التاريخية : أول مفكر مصري يتم محاكمته على منهجه ومجموع افكاره قدام نيابة/ قامة كبيرة زي طه حسين يقعد قدام النيابة ويتشكك في دينه ويتقاله قصدك من اللي بتقوله ده وليه قولت كدا مع ان كان ممكن متقولش الجملة دي اللي "اثارت ثائرة المتدينين "شىء سخيف وعبثي!
photo hosting
الشىء اللافت للنظر هو محمد نور رئيس النيابة، بعيدا عن كونه نائب فهو مثقف مطلع على الرغم من اختلافه الكامل مع طه حسين في كل ما افترضه وكل ما ذهب اليه من نتائج وتهكمه في كثير من الاحيان على طه، فانه لم يخرج عن اطاره النقدي لما كتبه لدرجة أن جابر عصفور يقول : كيف أن هذا النائب لم يكن ناقدا مشهورا في عصره/ لابد أنهم في ذلك الوقت كانوا يقفون أمام أنفسهم باحترام شديد وتبعا لذلك ... " لــم يــكن أي مثـقف يعتـبر نفســـه بالضـــرورة نــــاقدا مثلما يحدث الآن "
هو يرى طبقا للقانون المصري أن تهمة وجريمة التعدي على الدين الاسلامي موجودة نعم طه حسين تعدى وأهان .... لكن الشق الأهم هو القصد الجنائي لم يتوفر أي أنه لم يقصد من وراء كتابه الطعن في الدين الاسلامي ورموزه ومقدساته وإنما كما رد طه حسين في التحقيق : أنه خدمة للعلم والبحث العلمي ومن هنا حفظت القضية . -
يعطي الكتاب فكرة موثقة عن المشاكل القضائية التي تعرض لها الكاتب طه حسين بعد اصدار كتابه في الشعر الجاهلي ولكن تفاصيل اسباب المحاكمة من رأيي يصعب فهمها بدون قراءة نفس الكتاب بالاضافة لكتب اخرى تتعلق بتاريخ اللغات واللهجات العربية وعن الادب القريشي وغيره. لا يمكن الحكم على الموضوع دون قراءة ثاقبة او بحث معمق حول تاريخ الاسلام، ربما دارس الادب العربي او قارئ في الاديان قد يجد هذا الكتاب مثيرا و
-
مفيش أي نوع من الاستنارة في ان وكيل نيابة يظن نفسه فاهم في كل التخصصات وأعتقد ان معظم ردود طه حسين كانت مقتضبة عشان يشتري دماغه لانه مش لسة حيشرح لشخص ايه الفرق بين الدين والدراسات الدينية
-
بين انتصار الثقافة في زمن طه حسين واغتيالها أيام نصر حامد ابوزيد.
-
كتاب مهم جدا.
-
الفكر وسيلة للتحرر من الذات والعبودية، الفكر حرية النفس التائهه من صراعات الزمان، الفكر غاية لمن لا غاية له فلماذا يصبح المفكر مجرم ؟
-
وثيقه مهمه تظهر مدى ثقافة رجل قانون عادى فى مصر فى عصر غير عادى انتعشت فيه الثقافة وازدهر فيه الأدب بين متعلمى مصر وليس فقط مثقفيها
