Title | : | شرفة العار |
Author | : | |
Rating | : | |
ISBN | : | 9953879087 |
ISBN-10 | : | 9789953879086 |
Language | : | Arabic |
Format Type | : | Kindle , Hardcover , Paperback , Audiobook & More |
Number of Pages | : | 237 |
Publication | : | First published January 1, 2010 |
شرفة العار Reviews
-
كلما عانيت من خيبات أمل أو تجارب سيئة في قراءاتي ، دائماً أحنّ لعالم نصر الله ، لأنني قبل أن أقرأ له أي عمل يكون الشعور المسيطر علي أني – حتماً – سأجد بداخل روايته مفاجأة ، غالباً حزينة ، و لكن تظل مفاجأة في كل الأحوال ، قادرة على إعادة همتي للقراءة و فتح نفسي على مزيد من الإطلاع . العجيب ، أن هذه المرة لم أجد المفاجأة داخل الرواية نفسها ، بل وجدتها في العنوان نفسه ، و في الغلاف الخلفي ، حيث تلك الكلمات القليلة التى كتبها أحدهم كتقديم أو استعراض لرأيه في العمل . العار ! ، تباً لقسوة تلك الكلمة ، البشاعة تطل من بين حروفها ، وانقباض القلب هو أقل رد فعل يمكن أن يصدر ممن يقرؤها .
العجيب أيضاً ، و على غير المعتاد من نصر الله ، من الصفحات الأولى أدركت أبعاد القصة ، و نسجتُ خيوط الحبكة مبكراً ، متوقعاً القادم ، متوقعاً أن هناك صدمة آتية ، و رغم أني توقعتها ، فور أن أتَتْ ، صُدمت .
عجيب ، أن تقرأ قصة ، تبدو لك مكررة الحبكة ، و مع ذلك تندهش ، تنفعل ، تغضب ، تتألم لدرجة ذرف الدموع قرب النهاية ، لا أعلم كيف ؟ ، و الله لا أعلم كيف حدث ذلك ! ، فوجئت بنفسي مخنوقاً بينما دمعة تنحدر على خدّي الأيسر فور قراءتي للرسالة الأخيرة من منال في نهاية الرواية ، ماذا تفعل بي يا نصر الله ؟ ، كيف تفعلها بي كل مرة بالله عليك يا رجل ؟
نصر الله شعاره الأساسي هو تسليط الضوء على ما أوشكنا أن ننساه أو نتغافل عنه ، فعلها مع البطل الفلسطيني ظاهر العمر الزيداني في رائعة قناديل ملك الجليل ، و فعلها على مدار أجزاء الملهاة عموماً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، ولا تتنفعل عليَّ وتقول نحن لم ننسَ فلسطين و قضيتها ! ، لا يا عزيزي ، نحن نتذكر فلسطين و قضيتها حقاً فور حدوث مجزرة أو اعتداء شديد نوعاً من الصهاينة ، في تلك اللحظات فقط نتذكرهم و نتذكر جحيمهم المقيم ، بعدها بأيام ، ننسى و نعيش حياتنا ، فـ على من نضحك ؟ .
ما فعله نصر الله هنا ، أنه سلّط الضوء على ضحايا الشرف ، يتعذبون و يتألمون وتتحول حياتهم لجحيم بكل معنى الكلمة ، ولا يجدون رغم كل هذا الظلم المساندة من أهلهم حتى ، يعيشون ولا يعيشون ، أحياءً أمواتا ، يدارون أجسادهم التي تنهشها عيون الناس بلا رحمة عقاباً لجريمة لم يرتكبوها ... بأي منطق تُحاسب الضحية و تُجلد قبل المجرم ؟ ، لماذا تنقلب الموازين في قضايا الشرف بعالمنا العربي بهذا الشكل المفجع ؟ ، لماذا ، في هذه اللحظة بالتحديد ، يعتبر كل واحد نفسه شريفاً ؟
كالعادة ، أسئلة بلا إجاية ، وواقع أسود ممتد بغيومه منذ سنوات ، ولا أحد يعلم متى سينتهى ، العلم والفرج عند الله وحده ، كفى به نصيراً و معيناً لمن جارت عليهم النفوس المريضة ، كفى بالله ناصراً لكل مظلوم في هذه الدنيا
و كما أقول في نهاية كل مراجعة عن عمل يناقش واقع أسود لا حل له
صبراً
و لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
تمت -
ما أقسى ( أقدس ) دم الأنثى !
ما أحقر شرف الذكر !
ما أتفه المجتمع !
ما أبعد الدين !
___
ستبقى يدا كلّ من مجرم " شرف " هي الراية الأحطّ و ألأبعد في درك اللاشرف في مجتمعاتنا ... و من يرضى .. و من يصمت ... لأجل كلّ شهيدة لأنوثتها سأصلّي .. دوماً -
"ان الامر المفزع في كتابه روايه كهذه هو ان تقوم بكتابتها في الوقت الذي تتساقط فيه الضحايا حولك "
شرفة العار , هي روايه واقعيه وان لم تكن حقيقيه , عن جرائم الشرف "عديمة الشرف " التي تنفذ احيانا حتى وان كانت الفتاة مغتصبه , او مختله عقليا , وفي الكثير من الاحيان تكون خلافات عائليه وتحور الى جريمه شرف ليتخلص القاتل من جريمته ويخفف عنه العقاب بدافع "الشرف" , في هذه الروايه على عكس الكثير من قصص جرائم الشرف الاخرى نرى الاخ , والاب متمسكين ومدافعين عن الضحيه لكن الهمجيه وجنون التحكم والتسلط لا تعترف بأولويه القرابه , ولن يستطيع الفكر المستنير والقلب الطيب للاب مواجهة عقول وقلوب المجتمع المتحجره .
مجتمعي الحقير .. ابي , اعمامي , اخوتي , ابناء جيراني
ولكل الذكور الذين اعتبروا الرجوله هي القوه والسلطه , وان مايمزهم ذكورتهم .. انا لا ارى فيكم سوى ذكرا ضعيفا جبانا ,لا يستطيع التحكم بنفسه فيحاول بسط سيطرته على من هم اضعف منه جسدياً.
امي , اختي ,خالاتي ,صديقاتي , شكرا لضعفكم وتخاذلكم , شكرا لذلتكم التي توارثتموها وحافظتهم عليها بمنتهى الامانه .
فها هو الذكر يتزوج مرتين وثلاثه لا لسبب سوء او تقصير زوجته , بل لاشباع شهوته الحيوانيه التي لا تشبع
ويستمتع قبل زواجه مع بعض الفتيات ويهتك سمعتهن وشرفهن ويتركهن جانبا على قارعة طريق حياته المتعرجه فهو شاب ومن ��قه .
وبعد زواجه يسكر ويعربد فهو رجل ولا يعيبه شيء وحين يكهل بعد حياته الازدواجيه التي انهكها العهر في الظلمات والفضيله في العلن , نراه يتقول بالحكم والمواعض . ان كنت ترى شرفك هو فقط في جسد اختك او قريبتك فهذا دليل انك عديم شرف ,فتحاول ان تتمسك بشرف النساء حولك لانك عجزت عن المحافظه على شرفك . اتعرف ماهو العار الذي يتوجب عليك غسله ؟ العار ان تكون ذكرا لا رجلا ,ان تكون لاشيء سوا عضو ذكري وشارب .
رساله لن اوجها لاهلي واقاربي لاني من الفئة المحظوظه التي عاشت ضمن عائله متحضره وبيئه وان كانت متخلفه فهي احسن من غيرها من البيئات القذره الضحلة , رساله لن اوجهها الى الرجال الذين ايقنوا ان الشرف في القول ,في الفعل وفي الجسد , اجسادهم هم ايضا وليس فقط في اجساد النساء .
اكثر مايؤلم هو الظلم ,أ تُسجن الفتاة المُغتصبه .. أ تُسجن الضحيه ؟
تبا لتحريفاتكم المريضه للاديان. و تقاليدكم البالية .
لا تطلبي الحب يا صغيرتي ..
ففاقد الشيء لا يعطيه
- - - -
"قالا : الزمن افضل طبيب للجراح , هما اللذان لم يعرفا بان الجرح كان يكبر يوما بعد يوم "
قراءتي الاولى لابراهيم نصرالله , انهيتها خلال 4 ساعات خانقه , ولا اعلم كم ستحتاج من اشهر لتزول عن تفكيري ..
اسلوب الكاتب اعجبني جدا , واعجبتني طريقته في تشويق الكاتب وتقديم بعض الاحداث المبهمه والتي يفسرها في بعض صفحات لاحقه .
اعجبتني فكره احدى الصفحات على الفيس بوك وهي اختيار كتاب معين وتحديد مده لاتمامه ثم تتم مناقشته مع كل من قرأ الكتاب
الصفحه
هنــا لمن يريد زيارتها
* ملاحظه : عزيزي ان استفزتك كلماتي فاعلم انك من فئة الذكور , ولست من فئة الرجال وتبا لك ! -
محمد الرطيان بيقول : الشرف يا صديقى ليس فى الجسد فقط ,الشرق فى الكلمات والوعد والعمل والحب . لا تكن شريفا فى امر ما واقل شرفا فى امر آخر! كن شريفا فى كل امور حياتك. حتى لو تعرضت لسقطه فى حياتك فالشرف ان تعترف بها ومن ثم تتجنبها وتتجاوزها .
ونحن كعرب لا نعترف بذلك , فمجتمعنا تعوّد على ظاهر الأمر فقط , مفهوم الشرف يقتصر على الجسد فقط أو ظاهر أي فعل آخر (كالسرقة و القتل و الزنا ,,, إلخ ) لم نفتح أذهاننا على الرحمة الإنسانية التي من المفروض أن تكون بيننا كبشر.
إبراهيم نصرالله يتجرد من أي قضية قومية ما , ويتجرد من أي عقد روائية ليقدم لك عمل كلاسيكي من أعظم ما يكون , عمل من التقليدية الممتعة بمكان .
هو صرخة , صرخة تتجاوز حدود اللغة وحدود أي مجتمع , صرخة تترك صدى صوتها ليكون أقرب إلى سكين , سكين بارد يقطع في أوصال قلبنا .
قضية شرف , قضية تراها في أي مجتمع عربي عقيم , مجتمع يعطي لنفسه حق لأن يكون (القاضي والمدعي والجلاد ) . فيطبق حدود ابتدعها هو ولا يطبقها إلا على الضعيف.
المرأة : ذلك المخلوق السماوي الذي غالبا تشعر أمامه بالعجز , تشعر أنه مخلوق لا نستحق التواجد معه في نفس العالم.مخلوق نضغط عليه وننتهكه ونظلم آدميته وكأننا نعترض على ما يخلقه الله لا لشئ ألا لإرضاء غرور زائف وإثبات قوة كاذبة .
من المذنب , من الجاني : هل رجل لا يملك ولا يفكر إلا بشهوته الذئبية الدنيئة , أم دولة لا تكفل لمواطنيها الحماية اللازمة , أم المذنب هو الأنثى التى تعيش فيه .
المهم : نحن أمام عمل مميز ورائع , عمل مؤثر بكل تفصيلة من تفاصيله , عمل تشعر أمامه أنك أمام (إبراهيم نصرالله جديد) , رواية تثبت لك أن موهبة نصرالله مازالت لم تخرج كل ما في جعبتها .
لغة رائعة , بتقديم مميز للشخصيات , بدخلات ممتعة لأحداثها ,
وفي النهاية لن تستطيع أن تنكر التأثير العظيم الذي تتركه , وقد لا تملك إلا أن تذرف دموعك , تذرفها على حال سئ ووضع مجتمعي أسوأ.. -
اللعنـة على المجتمعـات الذكـورية !
طـوال الروايـة وأنـا أتساءل .. ما ذنـب ( منـار ) ؟
ما ذنبهـا أنهـا تعيش فى مجتمـع ذكـورى اعتاد تأليـه الذكـر ؟!
لمـاذا نقتلهـا وهـى حيـة بهـذا الشكـل لذنب لم تقتـرفه؟
إلـى متـى سنظـل موهوميـن أن الشـرف هو شـرف الفـرج فقـط؟!
ماذا عن الشهـامـة والمروءة والنخـوة ؟ أليـس ذلك شـرفـًا؟!!
روايـة مؤلمـة جـدا .. وواقعيـة جـدا.
هـذه المـرة يتـرك إبراهيم نصـر الله الخيـول والقنـاديل والأعـراس ليتحـدث عن ظاهـرة اجتماعيـة شائعـة وهـى ( جرائم الشـرف ).
الموضـوع تم استهلاكه كمـا تعلـم , ولكن العبقـرية هى أن تتحدث فى موضـوع تحدث فيـه الجميـع وبرغـم هـذا تتميـز عنهـم جميعـا.
نعـم , هـذا هو ابراهيـم نصـر الله , الذى لو تحدث عن موضـوع قُتـل بحثـًا لأمتعـك به كما لم تستمتـع من قبـل. -
منار فتاة كأى فتاة أخرى
عدا أن والدها يحبها جمًا ويدللها كثيرًا
ويحاول حمايتها فلا يتركها تركب الحافلة العامة
ويوصلها بنفسه إلى مدرستها ثم إلى جامعتها
يصاب الأب بخشونة المفاصل ويصير قعيد كرسى متحرك
الابن الأكبر من الفشل بحيث لم يستطع العمل على التاكسى الذى كان يعمل عليه والده
فقد مر وقت طويل قبل أن يتمكن من حصوله على رخصة القيادة
فى تلك الفترة،
اضطر الأب لاستئجار سائق
استدان الابن من السائق مبلغًا كبيرًا بحجة الحاجة لعملية جراحية
ويحصل على الرخصة ويستلم التاكسى
ويُطرد السائق من غير أن يسترد ماله
وما كان الابن ليعطيه ماله حين سأله
فكان الانتقام فى منار
التى هُتِك عرضها فى يوم زفاف أخيها انتقامًا من أخيها
والتى قتلها نفس الأخ فيما بعد بدعوى الشرف
هذه هى القصة...
فتاة أحبت كأى فتاة فى سنها
وحين تقدم حبيبها رفضت فقد كان العار يغلفها
فتاة بسيطة ما عملت إلا لكى تضع راتبها بين يدى والدها
الذى ما بخل عليها يومًا بشئ
فتاة كانت ابتسامتها ومرحها ما يمنحان الحياة لوالدها
فتاة رقيقة ...
دارت بها أمها على الأطباء والقابلات
عرف أخوها فأخذ مسدسه ليقتلها
ولو كان قتلها الآن لكان أرحم
أرحم من السجن الذى تدخله بدعوى الإصلاح
أرحم من المذلة التى لاقتها هناك
أرحم لها لو كان قتلها ووأد جنينها من أن تظل 9 أشهر تحمله،
ثم يُأخذ منها بعد ولادته فلا تعلم عنه شيئا
أهذا عدل؟
أن يُسلب الأطفال من على صدور أمهاتهم؟
وبأى حق؟ ولأى سبب؟
أمهاتهم اللاتى حملهن رغم أنوفهن ورغم كل شئ؟
كان هذا أقسى ما يمكن أن يحدث
وقد حدث
وحين تخرج من السجن ونبدأ بتدارك أنفاسنا
لوجود فسحة أمل
نجد أخاها لها بالمسدس فى يده
حين صوب المسدس لم تهرب منار
لم تصرخ
كانت الآن أقوى من ذى قبل مرتين
بل مئة مرة
بل آلاف المرات
لم تصرخ ولم تهرب ووقفت لتموت ورأسها مرفوعة،
وبكل شرف -
كان قلبي يخفق منذ أن وصلت منتصفها وحتى النهاية كنت أسابق الورق والكلمات شوقا لمعرفة النهاية المتوقعة أصلا، رواية تقليدية ولكنها ذات هدف سامي ونبيل.. إلى متى والشرف مرتهن بالجسد فقط؟
فيها بعض العيوب التي تغاضيت عنها بينما كنت أقرأها، منها أنه كان من الممكن أن تتخلص من الجنين بأي طريقة أخرى غير التي ذكر الكاتب ولكنه كان يماطل من أجل أن تمر الشهور وينتفخ بطن الفتاة وتنتشر الفضيحة. على الأحداث أن تفرض نفسها ولكن الكاتب فرض نفسه في أحداث الرواية من أجل أن تنتهي مثلما أراد. -
بعد إتمامي الرواية ، مكثت لابثة أحدّق في الفراغ علّي أستعيد بعضاً من أنفاسي التي خطفتها الرواية .. لم أواجه حتى الآن رواية حيّة كهذه ، أحداثها توغل بك في عمق وحل واقعنا ، و ما تفتأ تغوص بك حتى ترتطم بالدرك الأسفل من انعدام الضمير و ضياع الأخلاق ..
في البداية ربما لا بد من ذكر أن أحداث الرواية مبنية على ظاهرة اجتماعية ما زالت منتشرة حتى اليوم في مجتمعاتنا التي لا تتورع عن الادعاء و التبجح أنها تدخل القرن الثاني و العشرين بخطوات واثقة ؛ ألا و هي جرائم الشرف ! قد يبدو للبعض أن هذا الموضوع أكل عليه الزمان و شرب و أن الكثير من الكتابات قد استنزفته و تناولته بالتمزيق يمنة و يسرة ، لكن كتابات نصر الله دوماً لها ألقُ مختلف ، نوع من الواقعية الحقيقية التي لم ألمسها لدى سواه من الكتّاب ..
منار ، كانت ضحية فساد أخلاق شقيقها ، و من قبلها كانت تغريد كذلك .. سخرية القدر أن يسعى الأخ ذاته ليخلّص "شرفه" مما علق به من غبار بسبب ما اقترفته يداه . الرواية تطرح قضية مهمة للغاية و هي جملة وردت على لسان أحد الشخصيات فيها حين أخبر ضحيته أن القانون إلى جانبه و يحميه ، كلها ست شهور و نخرج من السجن براية بيضاء ! تخيلوا قمة الإسفاف و الانحطاط الأخلاقي والله ..
طوال فترة قراءتي تملّكني سؤال وحيد : هل يملك أحد الحق في إزهاق روح بشرية مهما كان المبرر لذلك ؟ من يملك السلطة في انتزاع الروح من الجسد و حرمانها من فرصة التوبة (إن كان هناك ما يستدعي التوبة أصلاً) ؟ و لماذا تقوم الجهات المختصة بنشر إحصائيات دورية من قبيل تلك التي قرأتها قبل فترة بأن ثلاثة أرباع قضايا الشرف إنما تبنى على الظنّ و أنه يتبين فيما بعد بأن الضحية قد قتلت دون أن تقترف إثماً ؟؟
ما الحل لذلك ؟؟
الرواية مرهقة جداً ، هي بمثابة عبء ثقيل يلقى على كاهليك دون أن تتمكن من التخلص منه ، و هو تماماً ما يثبت نجاحها ، فالمعرفة مسؤولية جمة ، و هذه الرواية تلقي بالمسؤولية علينا جميعاً دون أن تستثني منا أحداً .. -
يالله كم بكيت!
رغم تقليدية القصة وتكرارها، في التلفاز أو الواقع، جميعنا يعرف هذه القصة!
عادة لا تصل درجة التأثر بالروايات عندي لدرجة البكاء، إبراهيم نصرالله هنا أحرق دمي طوال قرائتي للرواية كنت مغتاظة، أسمعني صرير أسناني بين الحين والآخر!
"من لا يرفع رأسه بأولاده لن يستطيع أن يرفعها ببناته" هنا كانت بداية الغيظ، والكره للعم سالم، لكل السوالم مثله في الحياة.
"سارت ثلاث خطوات مرتبكات وألقت بنفسها بين يدي أخيها أمين"، لا أعلم لماذا لكن كل الوجع المرسوم في الرواية يتركز هنا، في هذه الجملة.
(ما كان على أن أتوقف عن الرقص أبداً)، هل كانت هذه الجملة كافية ليقولها أبو الأمين في بداية الرواية عن قول كلمة، عن موقف، عن أي شيء يفعله في النهاية!
الراية السوداء التي ظلت تخفق فوق بيتهم كنحس، كانت تخفق أيضاً في رأسي، لاعنة إياها عند كل ذكر لها، هل يحدث هذا فعلاً؟ أعني نصبهم لراية سوداء حين ضياع "الشرف" كما يدعون؟ يا للجهل!
كيف عاشت منار بعد تسلسل الأحداث ووصولها للسجن، الخذلان والنكران والخوف والإنكسار والفجيعة التي لا تنتهي، الفجيعة التي توقظ منار كل يوم قائلة"أنا هنا".
الرسالة في نهاية الرواية لا أعلم هل هي حقيقية، ربما إحدى رسائل بريد الدم التي لم تصل والتي إطلع عليها نصر الله قبل كتابته للرواية، لكنها أثرت فيني جداً، كتابتها لأمين ووصفه بأنه أغلى أخ و"شخمطة" جملة ما كتبتها بعد إسمه ثم أتبعتها بجملة رقيقة رغم علمها بموقفه ومحاولته قتلها"أيها الحاضر في فكري ووجداني"، كم كانت رقة تلك المخلوقة؟
ختام الرسالة أبكاني "أحبوني ولو قليلاً، ولو في سركم، فهذا الحب هو وحده الكفيل بمسح هذه الدموع التي ذرفتها في السر والعلن، في الليل والنهار، بسبب غدر الزمان". -
يا لي قسوة هذا الكون
يا لجبروت الشرفات المضيئة بالفضول
يا لي رخص الحياة والشرف
قرباناً كانت منار للاهل ونزوات أمين، وشرف العائلة، كانت دوماً البديل للنيل من كل شيء حتى من غضبهم، دماؤها نار تعمي النظرات التي تحمل الف معنى من الشماته.
أمين الذي استندت اليه طفلة، دفعت ثمن تهوره طفلاً سفاحاً، ورصاصة في الجبين اخترقتها من مسدس امين، كأنه يزيح ثقل الجميل عن رقبته.
ماتت منار كتغريد وابنة شامة ... ماتت لأن الشرف العربي لم يعد له وجود
يا لقوة النساء ... يا لي غلبة الرجال -
لا شيء جديد أضافه الكاتب للرواية. الموضوع مكرر ومستهلك عن جرائم الشرف في بعض الدول العربية. -
.
لو كتبها قلم آخر غير قلم إبراهيم نصر الله
لتحولت إلي رواية ماسخة، لا طعم لها، ولا عنوان ولا مضمون
لكن وحده وربما قليلون معه من يستطيعون أن يحولوا تلك الحكاية المكررة المؤلمة، التي تشين مجتمعاتنا العربية كلها بالخزي والعار، إلي عمل أدبي راقي، وملحمة فنية بلغت المأساة فيها حد نزيف القلوب
واحدة من امتع الاعمال الادبية لابراهيم نصر الله
واكثرهم حزنا وألما .. وكذلك اكثرهم صراخا في وجه مجتمعنا المتيبس المخبول، الدموي، الظالم، الممتلئ بالقسوة والبشاعة
اللهم اكفي هذه الامة شر أنفسها
وارزقها اقلاما كقلم نصر الله يحاربها، ويفضحها
ويحاول أن يقومها، ويرشدها السبيل إلي الانسانية الرحيمة
. -
الحياة ��ا هي إلا شرفات و كُل شرفة تحجب
خلفها ما لا يجب أن يتعدّها -أيًا كان- السبب
طبعًا خذا لا يسري على من يزجون أنفسهم
زجًّا في حياتك لا يشغلهم شيء في الحياة
سوى تنغيص حياة الآخرين.. وإطالة لحظات
عذابهُم و شطب السعادة من دفاترهُم.
أطلَّ إبراهيم نصر الله بيّ هذه المرة من شرفة
سمعت عنها الكثير من الحكايا التي تُشيِّب
الرأس من فرط الدم والحزن والألم المصبوب
عليها صبًا وهناك حكايات لا يعلم أحد شيئًا
عنها، أو ربما يفعلون ذلك مُتعمدين!
واقع تغريد ومنار وغيرهم حقيقي ولو لم يذكر
الكاتب ذلك شعرت بصدق الأحرف، لا لم تكن
خيال !
كيف لمجنيّ عليه أن يُحا��َب بدلًا من الجانيٌ
في شرع مَن يُترك الجانيٌ حر طليق في حين
يُسلب كل شيء من الطرف الأخر ؟!
هذه أفعال قضاة الأرض يا سادة.
في البداية و مع بطيء الأحداث تذكرت فيلم عربي
شاهدته وأنا لا أريد شيء عادي ولكن سير الأحداث
جعلني أُنفض كل ذلك عن رأسي. حتي النهاية
كانت مأساوية..
و لكنها تعكس الواقع، بكل سقطاته وصدماته المتوالية
لا تنسي وأنت تقرأ لنصر الله ...
عليك أن تضع توقعاتك وتأملاتك جانبًا فهي لن تنفعك
بشيء.أنت في حضرة "ساحر" لا يُستهان بكتاباته
علي الرغم من أن اللغة فقيرة جدًّا هنا،
على عكس ما قرأت لإبراهيم نصر الله
من قبل. إلا أنها لم تفقد جاذبيّتها بعد!
تُعتبر مقبولة.
لكني لم أكن أريد أن أُطيل النظر من هذه الشرفة
على كم الألم والظلم والكثير والكثير من التخاذل
أناسًا لم تعرف الرحمة طريقًا إلي قلوبهم يومًا..
ظلم في السجون و إجراءات تعسّفية غيْرَ عَادِلَة،
فِيهَا ظُلمٌ لا يُحتمل، لا تعرف النهايات السعيدة..
كُل ذلك أن لا احمِل مقدرة لإطالة النظر إليه،
فبدأتها وأنهيتها في اليوم نفسه.
جواب منار لعائلتها "بخط يدها" ❤
إلي الشرفات الأخري ... -
جرائم الشرف.....رسائل يحملها بريد الدم ولا تصل أبدا.
العار الذي يرتكب تحت مسمي الدفاع عن الشرف والفضيلة والأخلاق.....المثل التي نكون أول من يهدمها اذا اقتضت مصلحتنا ذلك..
العار الذي قرر المجتمع علي المرأة أن تحمل عبئه وحدها إلا من رحم ربي...أن تكون هي مرتكبة الذنب ...حتي ولو تم ذلك دون ارادتها..متحدين بذلك القانون الذي وضعه الله في كتابه ونصت عليه سنة نبيه..
رواية مؤلمة...الي أقصي حدود الألم ..اقرأها ولا تنس أبدا أن تلك الجرائم لازالت ترتكب ....وأن هناك من النساء من لا زالت تدفع حتي ضريبة اغتصابها..لأنها لم تقتل نفسها قبل الاعتداء عليها!!
اقرأها وتأمل كيف يمكن أن نتحول في لحظة واحدة الي مجرد وحوش بشرية تنهش لحوم بعضها..
رسالة منار في نهاية الرواية المكتوبة بخط اليد جاءت مؤلمة وقاسية....كأن ابراهيم نصر الله كتب روايته تلك المعجونة بالألم....لإيلامنا واشعارنا بالخسة والضعف وفقط..
ربما ليست أقوي روايات نصر الله التي قرأتها...لكنها رواية تمثل حالة خاصة بموضوعها وطرحها لمشكلة اجتماعية لا زالت تنتظر الحل الجذري لها.. -
رواية مؤلمة وحزينة من الصعب الحديث عنها
لست ممن يستطيعون الحديث والتعبير كثيرا ولن اتحدث عن الرواية وفكرتها ومايسمونها جرائم الشرف وكأن الشرف فقط للفتيات لكن هناك ثلاثة اشياء اريد الحديث عنهم :
اولهم ان سبب ما حدث مع منار كان خطأ أخيها وهى من دفعت الثمن ووجدت نفسى اتذكر احد الامثال "يعملوها الكبار ويقعوا فيها الصغار "لكن هنا ستكون يعملوها الشباب ويقع فيها البنات . هو من اخطا وهى من دفعت الثمن وحتى النهاية لم يفكر للحظة انه السبب فيما حدث ولم يتذكر ان خطوات اخته الاولى كانت تجاهه وانه كان من المفترض ان يكون امانها وحمايتها
والثانى: ماذنب الفتاة ؟؟ماذنبها فى خطأ اخيها ؟؟ يونس هل استعدت حقك بما فعلت ؟هل هكذا انتقمت انت لم تنتقم من امين انت انتقمت من منار التى وثقت بك ومن ابيها الذى وثق بك. ياللغباء كل من يفكر ان يكون انتقامه منه هو فى شرف اخته .
والثالث :هو شيئ استفزنى بشدة هل حماية البنت حتى لا يتم قتلها يكون بسجنها ؟؟؟؟؟!!!!كيف ؟؟ ظللت لفترة غير مستوعبة ان مااستطاعت الشرطة ان تفعله لحمايتها هو ان تسجنها . مهزلة بجد
٢١ / ١١ /٢٠١٨ -
هي قشعريرة لا بد أن تسري بجسدك فور قراءتها وغصة ألم واشمئزاز ..
قضية الرواية هي الأهم هنا .. هذه القضايا التي لا حل لها إلا بالذبح -أو بالأحرى هذا ما وجدنا عليه آباءنا-!بغض النظر إن كان حقاً أم باطلاً!.. بغض النظر عن الإرادة المسلوبة هنا ..
بغض النظر إن كان الذي يتشفّى ويعيد ذاك الشرف المزعوم هو ذاته الجاني عليه!
**ما جذبني في الرواية حين قالت منار بأنها كالسلحفاة مُحاطة بدرعٍ يحميها طوال الوقت .. وهذه السلحفاة فقط مدت رقبتها للخارج بعلاقتها مع عصام لكن المهم أنها بقيت بذاك الدرع
الدرع الذي ظنت أو ظن والدها أنه به يحميها ويعبر لها عن حبه ..ذاك الذي جعلها دائما بحاجة أو بالأحرى أن تقبل أن يكون أي كان هو حامٍ وسائق يوصلها للمنزل!
حتى بات ذاك الدرع هو المُفقد للحماية والمُضعف لها
فبالإضافة إلى ذاك المجتمع بكل عناصره القبيحة ألوم هذا الدرع فيه .. الذي يوّلونه مهمة حماية الأنثى عنها ..
وأيضاً .. في بداية الرواية يكون البطل هو أبو الأمين .. وهو يصف لنا علاقته وحبه لابنته وحرصه عليها حتى عندما أودى به المرض .. لكن , عندما يُعتدى عليها لا يظهر موقفه بشكل واضح ورئيسي ولا يروي لنا حتى حزنه .. بل يكون
دوره ثانوي جداً .. لماذا؟؟
الكثير من الرموز والدلالات حملت هذه الرواية بشخوصها وأحداثها
باختصار هو مجتمع بعيد عن الدين .. متمسك بعادات رثّة
ربما أعود بعد فترة من الزمن وأعدّل الريفيو :)
-
"أحبونى ولو قليلًا، ولو فى سركم ، فهذا الحب هو وحده الكفيل بمسح هذه الدموع التى ذرفتها فى السرِ والعلن، فى الليل والنهار ، بسبب غدر الزمان"
~هاقد تحولت الرايةُ السوداءُ إلى بيضاء..
هاقد اكتملت دائرة الظلم وقهرة الوجع.
حين تجد قضيةً شائكة مهما تكررت ويتحدث عنها "إبراهيم نصر الله"ستعلم لامحالة أنه سيرويها كما تليق ويبحث عن موطنها ويُفرده !
فى بلادى يخبرونا أنّ المرأة حرة وماهى إلاأسيرةٌ لرجولة ضائعة وظلم متغلغل..ألا لعنة الله على مجتمعٍ ذكورى!
"الشرف"ما الذى تُعنيه تلك الكلمة ؟ تعنى عفة المرأة وماتم اغتصابها حتى تصيرمنبوذةً ويصير الجانى حرًا طليقًا لأنه رجل !
فى بلادى تُظلَم المرأة وتهدد بالقتل ولحمايتها تسجن ماشاء عمرها ويظل الجناة منعمين !
"منار" تلك المثال لكل الفتيات عاشت كفراشة ..نجمة تريد اقتناص السعادة من فم الألم ..حبيبة والدها "أبو الأمين"وسند أخيها "أنور"..وتقلصت الفرحة فكشرت عن أنياب الوجع ومزقت برائتها وصارت فجأة تحمل جنينا بين أحشائها باحثة عن ملجأ..وهداية لحياتها وتخاف أن ينكشف سرها فتجد "تغريد "ظلمها الزمن من براثن أخ مزّق شرفها ثم تطاول عليها بالافتراء
" تغريد الصغيرة تلقت تسع طعنات
على عتبة الباب وهى تستغيث"
ويحاول "أنور" حمايتها " التقت عيناه بعينى منار ، لم يستطيع أى منهما مواصلة التحديق فى عينى الآخر ، انكسرا فى اللحظة نفسها ، مثل جناحى طائرة محلق شققته رصاصة."
فهنيئًا لكن يامن ظُلِمنَ؛ كل نجمات السماء!
أصابتنى فى مقتل وجع، لم أعرف ماذا أفعل؟ هل أصرخ واسأل إلى متى النساء ستظل أسيرات لذلك الشىء الذى ما إن فعلت كل المنكرات وحافظت عليه صارت عفيفة؟، وما أخطأت بفقده حتى لو كان بغير إرادة منها أصبح الموت والعار هما طريقها..
بكيت بشدة وتألمت وأنا أرى مستقبلى ومستقبل بنات لازال ينزح تحت دمار الذكورة المقنعة !
أشعر بدوار وغثيان وبقايا كرامة مهدمة تحت الحقائق التى تعرّت أمامى بعد رغبتى للهروب منها.
ياعم إبراهيم ألا يكفيك الوجع فى الملهاة فتأتى لتكمل على بواقي الروح فى شرفاتك التى تفتحها علينا واحدة تلو الاخرى فتعرفنا كم نحن جبناء ؟
جميل ماتكتبه ولن أتململ أبدا منه ياسيدى.
"الرواية مهداة لى من الحبيبة دومًا وجميلتى ريندا ، فشكرًا لها " -
أن تقرأ شيء يجعلك تخجل من نفسك, تخجل من مطالباتك بحياةٍ متحرّرة, بحياةٍ أفضل وغيرك يعيش تحت راية العار,
تحت تقاليد جاهلية لم يأكل عليها الزمن ولم يشرب مر��ة. وما زال أهلها مؤمنين بها.
هذا شيء يُثير داخلك التقزّز. التقزّز من عُمق الأسف. من هذه الفاجعة التي تتمرّر يوميًا بيننا, بالقربِ منّا ونحن نلهى كثيرًا, وبعيدًا جدًا عن موتٍ يُحاصر بعضنا.
تشعر بأنك تريد أن تتقيأ من فرط هذه المرارة. من قوة هذا الذل.
نصر الله يحكي عن رمزية نعرفها نحن جيدًا.
عن معاناة المرأة في المجتمعات العربية عمومًا. لكنه هنا يقف تحديدًا على المجتمع الأردني, على قصة الجاهلية التي تنهل منها جرائم الشرف وغسل العار.
تبدأ الرواية بمشهد احتفالي بنجاح البنت وتخرجها, وتنتهي بمقتل هذه البنت للتستّر على العار الذي سيّلته من بين أقدامها رغمًا عنها وبذنب أخيها.
ومن بين البداية والنهاية فصول كثيرة, بعضها كُتب بحنانٍ واضح يحتفي بالأنثى تحت جناح الذكورية والقيم والعادات. وكُتب بعضها الآخر بشكلٍ يفضح سلبية النساء في تلك المجتمعات, وهن اللاتئ لا حول لهم ولا قوة.
ويبقى الخط العريض حول إدانة المجتمع الذكوري, وكل الأوهام التي عشعشت في رأس الرجال حول العِفة والشرف.
نضال الأب من أجل حياة رغيدة لأولاده, لابنته تحديدًا وخوفه الكبير عليها.
التفاصيل الصغيرة التي اعتنى بها الكاتب حول هذه العلاقة بين الأب وابنته, والتفاصيل في عموم الفصول, الحبكة الروائية المميّزة...
لقد جاءت الرواية أقرب إلى فيلم سينمائي. -
من صفحة البداية والعار الكاذب يلوح بسخرية ...منار ... كانت اسم على مسمى ..كانت منار يفضح حقيقة الشرف .. دمها المسفوك على جريمة لم تكن طرفا غيها ...
دمها الشاهد على كذب الشرف ..حين يلوح به من لاشرف لهم ..دمها الشاهد على الراية السوداء ..على عجز والدها ..على صرخة أخيها وتهديده لكل من سيقترب منها ..على المجرم المعروف وغضهم البصر عنه..على العار الدنئ ..على القوانين الفاشلة في حماية النساء ..على الحياة وسخريتها حين تبرق في رصاصة اصابت جسد اطهر من اجسادهم ..
إبراهيم نصر الله للمرة الثالثة اصفق لك هذه المرة بمرارة شكرا لتعريتك وجه الشرف الزائف ..شكرا لك -
غير قادر على ابتلاع ريقي، حتّى أستطيع الكتابة عن الرواية!
مؤلمة حدّ الموت .. -
شرفة العار
صحيح ان موضوع الرواية مستهلك لكن عندما يُكتب من جديد بقلم ابراهيم نصرالله يكون الموضوع مختلف و الرواية ذات نكهة اخرى . جريمة الشرفة و غسل العار ، أمور تنخر عباءة مجتمعاتنا العربية ، حاول المؤلف توجية الأنظار اليها من زاوية مختلفة ، لمعالجتها و تمحيصها و الوقوف عليها من جديد.
الرواية تُعد نقداً اجتماعياً ، وهي من رحم الواقع العربي و مجتمعاتنا التي لازالت ترزح تحت مفاهيم و قيم متوارثة عفى عليها الزمن و شرب ، يلقى اللوم على الفتاة فقط و يترك امرها بيد رجال عائلتها و قبيلتها ليقتصوا منها كيفما يشاؤ ، و يتسامح القانون في تنفيذ العقوبة العادلة بحقهم.
عائلة ابو أمين عامل في مصنع الإسمنت لم يكمل تعليمه الابتدائي و بالكاد يعرف القراءة و فك الكلمات ، لديه ثلاث اولاد ( أمين ، عبد الرؤوف ، أنور ) و بنت واحدة ( منار ) ، يترك عمله في مصنع الإسمنت و يشتري سيارة سوباروا لتمكنه من مزاولة مهنة النقل وتأمين معاش اكثر من مهنة عامل المصنع .
يكافح ابو أمين وهو المعيل الوحيد للعائلة في حياته ليتمكن من تغطية مصاريف العائلة ، و إكمال ابنته الوحيدة منار دراستها الجامعية ، ابنه الكبير أمين لم يفلح في الدراسة و لم يستمر في عمل معين .
يعاني الأب المعيل من الام الظهر من ما يجعل الاستمرار في عمله خلف المقود كسائق تكسي صعب ، يبحث عن سائق بديل للعمل على سيارته السوبارو ليضمن دخل يغطي مصاريف العائلة ، يتفق مع يونس الذي يتولى مهمة السائق والذي يتعرف على أفراد العائلة.
تنشأ علاقة شبابية ما بين يونس و الابن الأكبر أمين ، يتعلم أمين منه أصول المهنة و حرفتها ، يقترض أمين من يونس مبلغ من المال وبحكم العلاقة يعطيه المال.
أمين متزوج من نبيلة بنت خالته و يتزوج من امرأة اخرى اسمها تمام ، يستحصل على اجازة سوق عمومي ، و يطلب من أباه العمل على سيارة الأجرة التي يمتلكها ، يتفاجئ يونس بطلب ابو أمين سحب السيارة منه دون سابق إنذار ليعمل عليها ابنه أمين بعد ان حصل على اجازة السوق العمومي .
تتعرف منار في الكلية على زميل لها اسمه عصام والذي يروم طلب يدها رسمياً فيما بعد ، العم سالم شقيق ابو أمين يطلب من شقيقه بنته منار لأحد ابناءه و يعبدِ اعتراضه على إكمال دراستها في الجامعة.
يطلب يونس من أمين رد الدين الذي اقترضه فيما سبق ، لكن أمين ينكر و يتجاهل رد الدين المترتب بذمته ، يضمر يونس الانتقام من أمين باستدراج اخته منار ليتغتصبها انتقاماً من اخيها الأكبر أمين.
الرواية ( شرفة العار ) هي جزء من سلسلة روايات الشرفات التي تضمنت خمس روايات صدرت للاديب الفلسطيني ابراهيم نصر الله . و لحساسية موضوعها ، لم يفصح المؤلف عن اسماء الأماكن و الحارات و المدينة التي وقعت فيها الأحداث ، بالرغم من واقعية الرواية التي تتطلب ذكر اسماء الأماكن .
قضية منار وحملها اثناء واقعة الاغتصاب التي ارتكبتها يونس قضية شبه مستحيلة او نادرة الحدوث ، اذ لا يعقل ان يحصل الحمل من اول ممارسة جنسية تحت التهديد و الاغتصاب و البنت لازالت بكراً ، و لم يُشر الى مصير الطفل المولود سفاحاً في معتقل السلطة التي احتجزت فيه منار، وردت قصة تغريد الطالبة عند منار ذات الخمسة عشر عاماً ، و التي اغتصب باستمرار من اخيها بالاكراة، و قام الأخ بقتل اخته باستغلال القانون الذي يتسامح مع مرتكبي جرائم الشرف و غسل العار. -
سأتنهدّ طويلاً لأجل الشّروع بالبوح !
البوح العاصِف !
أن أبوح للأنثى و طُهرها و عزّها و كرامتها و عنفوانها و سِحرها و أحلامها و أمنياتها .. أبوح و يبوح العالم أجمع لأجل الحدّ من ذاك التّخلف الذي ما زال يعايشه ضمن نطاق " جرائم الشّرف " التي و في معظم حالاتها تسلب الفتاة عفّتها دون رغبة منها أو حب .. و ينتهي بها الأمر أن تقتل - فوق كل همّها - على يد أيّ من أفراد العائلة لتطهير النّسب الشريف !
مـــا شاء الله عليكم -.-""
الرّواية : شرفة العار ، هي رواية ضمن سلسلة الشّرفات للروائي الذي يحتل أعمق الأثر في نفسي : ابراهيم نصر الله .. البارع في حبك الأحداث .. و فلسفة الزّمان .. و اختيار القضايا التي تدق ناقوس اهتمامات المجتمعات ..
أشرتُ سابقاً أنّ نصر الله عندما يعالج قضية ما في روايته فإنّه يأخذ القارئ الأريب لأبعد من محور مركزية القضية الأساسية .. يأخذه إلى أطراف جمّة أخرى .. تجب معالجتها .. و سريعـــــــاً !!
ففضلاً عن قضية الشّرف القضية الأمّ للرواية نناقش ما يلي :
- التقليد المتخلف لمنع المرأة من التعليم و احتكارها على رجال البيت معلّلين ذلك بأنّ أفضل مكان للمرأة هو بيتها ثم زوجها و من بعد ذلك أطفالها و مطبخها و ما إلى ذلك ! و كأنّها بأعينهم فتيل ينتظر بِدء شرارة ليصعد بركان البيت !
- الخوف و الحرص الدّائم و المستمر غير المبرّر على خروج المرأة لأي كان .. و إن خرجت فعلى - البودي جارد - ممهما كان أن يصطحبها و يرجعها .. و يقيّد حريتها و أنفاسها
- استكانة الوالد و ضعفه أمام جشع و بطش الأبناء دون أن تكون له كلمة حازمة في الأمور
- استسلام المجتمع لأحاديث و أقاويل النّاس .. و جعل كل أعمالهم و أقوالهم على عتبة باب مراقبة أعين الناس !
- الأخذ بالثأر و لو كان بانتهاك العرض لردّ الاعتبارات المزعومة !
و غيرها الكثير الكثير لكل من تأمّل الرّواية بالعمق التي تحتاجه ..
قضايا الشّرف و إن كانت كارثة كبرى على المجتمع إلا أن حلولها عديدة و يمكن أن تقام بأكثر من وسيلة ناجعة فضلاً عن التسبّب بقتل فتاة عانت ما عانت ممّا حدث معها ! و التّسبب لأخيها أو أبيها القاتل بأيام في السجن و لو كانت أياماً معدودات !
دم الفتاة المقدّس لا يمكن أن يغتفر .. و سنبقى لذلك اليوم الذي نسمع فيه و لو صدىً لرسائلهنّ المبعوثة ببريد الدّم ..
** ما جاء في الأعلى لا يؤكّد موافقتي على الحريّة المطلقة للفتاة او الشاب .. و إنّما بحدود الله جلّ و علا يقوم كلّ شئ على الصّراط المستقيم ..
أسأل الله الطّهر لمجتمعاتنا ..
الرّواية أحدثت في قلبي الكثير "( و يكأنّني أعرف منار أو كُنتها حتّى !
سلامٌ عليكنّ يا شهيدات الشّرف -
نجمتين فقط ..
تمسّ الرواية قضيّة واقعيّة
لكن لم أستطع التعاطف مع الضحايا أبداً .. لأن المصائب أتت من الغباء رغم التعليم
منار فتاة متعلمّة تعمل كمرشدة اجتماعية
أودت بحياتها وحياة طالبة أخرى بسبب سوء تصرّفها
أبو الأمين ، يصوّره الكاتب بأنه رجل مناضل خلوق
لكنني لم أتعاطف معه بسبب سوء تربيته لأبنائه
لا أتصوّر رجلاً بمثل هذه الأخلاق ينجب ابناً سكّيراً عربيداً مخادعاً كأمين !
ولا أحترم منار أيضاً لأنها خانت ثقة والدها ولم تحترم شيبَ شعره
الذي وقف في وجه الجميع لكي يرعى ابنته وضحّى بلا حدود ..
الجزئيّة التي هزّت كياني هي استغلال الجهات المعنيّة بحماية حالات الاغتصاب الجنسي للضحايا
والحياة داخل السجون ..
لم يعجبني أيضاً أسلوب الكاتب في سرد الأحداث ..
الرواية خالية من العواطف التي كانت ستُعلي من مستواها
في بداية كل فصل وضع الكاتب أحداث نهايته ثم تسلسل في الأحداث إلى أن يصل إلى تلك النهاية التي ذكرها في بداية الفصل .. اضطررت إلى تخطي هذه الصفحات في الفصول الأخيرة لأنها تُفسد عنصر التشويق ..
على أيّ حال أضافت إلى ذهني إضاءةً حول سياسات سائقي العمومي ..
التي لا بدّ لأيّ فتاة إدراكها حتى لا تقع في أي موقف لا يحمد عقباه .. -
الروايه كقصه و احداث تقليديه الى حد ما كتير في عنها مسلسلات و افلام و روايات تانيه...بس اسلوب براهيم نصر الله فيها رائع بشد القارئ كتير لدرجه بتكون ما بدك تتركها لا تخلصها ...
اول 50 صفحه ابدع بوصف مشاعر حب الاب لبنته .. و مشاعر حزن و الم ابو الامين من عجزه و مرضه ...بس تناقض كيف في الاخر صار دور ابو الامين سلبي (ما عمل اشي او ساعد او دافع ) و ثاوي !
ابدع لدرجة بتبكي.. و قدر يخلينا نحب بعض الشخصيات و نكره بعضهم كانا منعرفهم !
النهايه في اخر صفحتين من الروايه كانت بتصدم لانه كنت مفكرتها فرجت بسفرها على دبي !
" "كل شيء يمكن ان يتم بالقوة الا ان تجبر شخص على ان يحب قصيده او لوحه اوانسانا "
"أحبوني ولو قليلاً، ولو في سركم، فهذا الحب هو وحده الكفيل بمسح هذه الدموع التي ذرفتها في السر والعلن، في الليل والنهار، بسبب غدر الزمان "
" حين رأت منار النجوم في السماء، قالت: "أريد نجمة"!
قال لها أبو الأمين، وقد أجلسها على ركبتيه: "النجمة بعيدة".
قالت له: "نركض إليها بسرعة... بسرعة"!
فقال لها: "لكنها عالية، لن نستطيع".
فقالت: "نصعد على الكرسي ونأخذها"!
فقال: "الكرسي لا يكفي".
فالتفتت إلى برميل في زاوية الحوش، وقالت: "نصعد على البرميل"!
فقال: "إنها أعلى".
"إلى السطح"!
"إنها أعلى".
"نضع البرميل فوق السطح"!
"إنها أعلى بكثير".
كان فرِحًا بها، بابتسامتها الصغيرة القادرة على أن تمحو شقاء أسبوع بأكمله.
على وشك البكاء كانت، لكن عينيها التمعتا فجأة بفرح عظيم، حدّقتْ في وجه أبيها، وقالت: "عندي فِكرة"!
"وما هي أيتها المُفكِّرة؟"
قالت: "أصنع جناحين وأطير"!
"فِكرة معقولة"! قال لها بفرح، وأضاف: "اصنعي جناحين إذن. هل تريدين مساعدة"؟!
"لا"، قالت له بثقة أدهشته، ثم قفزت عن ركبتيه، وراحت تحرِّك ذراعيها بتسارع، إلى أن أحسّتْ بأنهما تحوّلا إلى جناحين.
سألها: "مستعدَّة لأن تطيري"؟!
فأجابت: "نعم، ولكن شَلِّحني الكُنْدَرة"!" -
رواية مؤلمة، صفحاتها منذ البداية و حتى النهاية تجعلك في حالة ترقب ، تجعلك باستمرار تنتظر شيئا سيئا و كأن الراية السوداء تلك ألقت بظلالها على كل الصفحات و تركت سحابة حزن تلقي ظلا ثقيلا على كل سطر.
الرواية عن "جرائم الشرف" و كم مثير للسخرية أن يضاف الشرف للجرائم ..أمر بائس كعقلية منفذيه و بائس أيضا كحال ضحاياه .
أن تداس زهور مثل تغريد و منار و كثيرات غيرهن بزعم صيانة الشرف ..ذلك الشرف المزعوم "يٌصان" على حساب أرواح تهان و تنتهك و تعذب ثم في النهاية تزهق..هكذا هو شرفهم .
منار تدفع ثمن جرم لم ترتكبه
هكذا إذا يكون الإنتقام ..متى نكف عن جعل المرأة تدفع ثمن خسة الآخرين ، لم عليها أن تتحمل جنايات غيرها
تصفية الحسابات تكون بكسر روح و عين إحداهن و إلحاق العار بها بينما هناك من هو أجدر و أحق به
منار زهرة داسها المجتمع الذي لا يخجل من عفنه فيخرج أقبح ما فيه مزهوا به في صورة لا تقل وقاحة عن الجرم الأصلي.
هناك جريمة شاهد عليها تلك العيون الوقحة المتلصصة من الشرفات و من كل مكان لتخترق أدق تفاصيل الغير و تفرض بتلصصها قانونا و عرفا لا يلغيه أي تشريع .
على مستوى شخصيات الرواية جاءت تفاصيلها متوقعة بعض الشيء و الحوار الذي دار جاء مكررا في بعض جمله لكن إلى الحد المقبول عندي.
كانت الأحداث جيدة و إيقاعها متوسط مناسب ، وصف مشاعر الذعر و الألم كان موفقا و مؤلما جدا.
على الهامش:
المشهد القصير الخاص باعداد الأب كوب الشاي جاء مؤثرا و أعجبني جدا بنفس القدر الذي آلمني به.
على هامش الهامش في ملحوظة جانبية: نكات عصام كانت من أبوخ و أسخف ما يكون الحقيقة و لم أستطع أن أمنع نفسي من التعليق عليها على الرغم من أنه لا أهمية مطلقا لهذا . -
شرفة العار
أنهيت الرواية قبل بضعة عشر دقيقة
حالتي .. : منطفئة وعيناي تذرفان الدموع
- الرسالة في نهاية الرواية أشبه بالضربة القاضية
أو بالطعنة التي تباغتك في حنجرتك كلما تذكرت الرواية وأحداثها ..
عندما رأيت الرسالة سؤال واحد تبادر إلى عقلي متقافزاً كطفل صغير ، أهي واقعية ؟!!!
أو لربما والأغلب أنه الكاتب ،وإن أردت قول شيء له فهو :" خطك بائس" :p
عندما وقفت على مقطع تسفير منار إلى دبي وترك أعمامها لها .. لم أصدق! أنا فقط لم أصدق!
تمنيت ذلك صدقاً ،أن يتحقق ذلك ولو في صفحات رواية !
شعور غريب احتلني .. وبت أردد داخلي متسائلة "ما المانع؟!"
أما أمين ..
كلما تذكرته ، كرهت معشر الرجال !
أن تقترف الذنب ويتأذى من تحبه بسببك ثم تصفق باب المسؤولية في وجه الضحية لتطبع الخطأ على جبهتها ثم تردد أود غسل العار !وبكل سهولة!
صدقني أنت العار بذاته!
لا أستطيع نسيان طريق قتلها .. طلقة في الرأس
وذخيرة في الجسد!
.. "تكون لها سنداً " ؟! أنت لاتسند كرسياً ف كيف بقلب اتسع العالم ببراءته!
أنور ..أحببته ! ولن أُشفى من حبه . :)
أبو أمين .. كان مقعداً على كرسي وبعدها أصبح مقعداً عن الأمل ... وبموتها مقعداً عن الحياة .
ما حدث في السجن ، أيقظ فيّ أمر نسيته ، أن النساء أحياناً لا يختلفن عن الرجال في القسوة إن هي ارتدتهم ..
آأااه! هنالك أمر أود سؤال الكاتب عنه :
"هل تُحب اليابانيين؟!! "
و "ولماذا تُشبه اليابانيين ؟"
لقد ألهبتَ فضولي يا رجل ! -
بالرغم من أن موضوعها مُستهلك ومطروح بشتى المجالات الفكرية , إلا أن ابراهيم نصر الله وجد زاويته الخاصة ليطل بها على هذه القضية..
في ظِل هكذا قضايا لا أجد في نفسي تفاؤلاً كبير في تغيير حالها...إلا إذا اقتنع البشر أن سلب الأرواح شأنٌ إلهيّ بحت , ولا يحق لإنسان أن يمارسه تحت أي ظرف...
في ظِل قراءتي للرواية وأنا أعلم تماماً مقدار الألم الذي تنبض بها حروفها خطر ببالي فكرة تصنيف للظلم...
لا شك أن الظلم أياً كان نوعه هو أسوء ما قد يحصل للأنسان لكن ذلك الذي يحدث سِراً وخفاءاً دون أن يعلم به أحد هو أشد مقتاً...
كيف لا وتبقى صرخات المظلوم تصدى بداخله وتجول في جوفه دون أن ترى النور لا أحد يسمها أو يشعر بها...
كنتُ أظن أن ما يعانيه السجون من تعذيب وألم هو أقصى ما يحدث للأنسان لكن شتّان من يخرجُ من ظلم وهو حامل راية البطولة وبين من يخرج بعارٍ وُصِمَ له مدى الحياة...
لا أود نقاش فكرة المُجتمع الذكوري ولا القوانين البالية التي لا تمسُّ للعدالة بصِلة...و لا أبحث عن حل في الآخرين...
لكن ما أريد قوله أن الاستسلام للضعف والظلم سيزيد من تبعاته , لا ألقي بالوم على الضحية أبداً لكن أطالب بالتحلي بالقوة واسترداد الحق مهما بلغ ثمنه لإن ما سُلب أثمن من أن يعوض إلا بالنهضة من جديد... -
لم أكن اعلم أن هذه الشرفة التي وقفت عندها مع "ابرهيم نصر الله" ستكون ذات إطلالة سوداء قاتمة بلون الوجع والالم الذي انتابني بمجرد الافراغ من هذه الرواية التي تجرعتها دفعة واحدة، باحثة في كل صفحة استعجل قلبها عن حل، عن مخرج، عن فسحة أمل حتى تلك التي تكون بحجم رأس الإبرة، حين فرغت منها بكيت منار، والسجينات، وكل المعذبات على وجه الأرض دفعة واحدة...
:( :(
كنت أود كتابة ريفيو مطول اناقش فيه القضية من جميع الجوانب لكنني بقيت عاجزة لمدة يوم كامل على اخضاع الحروف التي ستتطوع لمساعدتي، جميع الحروف اختارت النأي بنفسها من شدة الحزن وانا اكتب هذا الريفيو، سأحاول معها مرة ثانية اقرب اجل... -
رواية: شرفة العار
الجزء الثالث من سلسلة (شرفات)
لمؤلفها: إبراهيم نصر الله
صدرت عام: 2010
.
"الجريمة بلا شرفٍ دائماً."
=====
منذ زمنٍ طويلٍ لم تؤثِّر فيَّ نهايةُ روايةٍ كما فعلت الصفحات الأخيرة من رواية (شرفة العار) لمؤلِّفها الروائيِّ المقتدر (إبراهيم نصر الله).
نهايةٌ جُسِّدتْ بكلماتٍ تركت في حلقي غصَّةً خانقةً وأهرقت دلواً من الكآبة الباردة على حالتي النفسية...
الاغتصاب وجرائم الشرف؛ موضوعان رئيسان ناقشتهما هذه الرواية البديعة، وتحت مظلَّتهما طُرحتْ مواضيع مجتمعيةٌ ثانويةٌ أخرى لا تقلُّ أهمية. بأسلوبه الرشيق وإشاراته الفنية المتقنة، وتمكُّنه الاحترافيِّ البارع جداً من التقنيات الروائية والأساليب الجمالية، قدَّم لنا (إبراهيم نصر الله) هذه الصرخة المدوِّية في وجه مظاهر الفساد والإجرام الوحشيِّ الناتجة عن أفكار متخلِّفةٍ جاهليَّةٍ لا تمتُّ للدين ولا للإنسانية بسبب، متمنياً أن يكون لدويِّ هذه الصرخة أثرٌ في إيقاف نزيف الدم الذي يُهدر ظلماً وعدواناً بلا حقٍّ بل بلا ذنبٍ ولا جريرة.
رواية (شرفة العار) هي روايةٌ رمزيةٌ قابلةٌ للإسقاط العام، ليس فيها ذِكرٌ للبلد الذي تدور فيه أحداثها، في إشارةٍ واضحةٍ وذكيةٍ من الكاتب إلى أن أحداث الرواية يمكن أن تقع حقاً في أي بلدٍ من بلدان عالمنا العربي والإسلامي.
(شرفة العار) روايةٌ تستحقُّ القراءة عن جدارة، رغم مضمونها الموجع المأساويِّ والمنتقد لشتى أطياف المجتمع التي يسهم كل منها - بشكلٍ أو بآخر - في إحداث أمثال هذه المآسي. وأما على مستوى الشكل فما زال (إبراهيم نصر الله) قادراً على الابتكار وإبداع الأساليب والتقنيات الروائية الجديدة، والتي جعلت من (شرفة العار) إضافةً ثريةً قيِّمةً لمكتبتنا الروائية العربية...
11/06/2015