Title | : | علي وبنوه |
Author | : | |
Rating | : | |
ISBN | : | 9770259306 |
Language | : | Arabic |
Format Type | : | Paperback |
Number of Pages | : | 250 |
Publication | : | First published January 1, 1953 |
علي وبنوه Reviews
-
هذا كتاب لم يكتب لقاريء كسول
أو لمؤمن لا يحيد عن مسلماته
فهو قد يتسبب في قلق البعض أو غضب البعض الآخر
ولكن عموما فهو واحد من أهم الكتب التي قرأتها والتي تناولت الصراع الأشهر في التاريخ الاسلامي
وفيه وضع طه حسين تأملاته الثاقبة غير عابيء سوى بما يراه صحيحا
وغير بما يمليه عليه عقله وضميره الأخلاقي
الكتاب متعة أدبية وفكرية وتاريخية
أنصح به كل مهتم بالموضوع وكل من أراد ترك مسلماته في حجرة صغيرة في عقله
كي يعمل عقله كما أراد له خالقه
سلام على روحك يا أستاذنا -
هكذا كان على
جاء علي بجيشه للبصرة، وهو بالمسير سأله أحد أتباعه:أيجتمع طلحة والزبير وعائشة على باطل؟
فرد علي: "يا هذا ، إن الحق والباطل لا يُعرفان بأقدار الرجال. اعرف الحق، تعرف أهله،و اعرف الباطل، تعرف أهله
و هكذا كانت تركة عثمان
فالابتسام للمال يُغْري بالاستزادة منه، والاستزادة منه تفتح أبواباً من الطمع لا سبيل إلى إغلاقها. وإذا وجد الطمع وجد معه زميله البَغْي، ووجد معه زميل آخر هو التنافس، ووجد معه زميل ثالث هو التباغض والتهالك على الدنيا. وإذا وجدت كل هذه الخصال وجد معها الحَسد الذي يحرق قلوب الذين لم يُتَح لهم من الثراء ما أتيح لأصحاب الثراء. وإذا وجد الحسد حاول الحاسدون إرضاءه على حساب المحسودين، وحاول المحسودون حماية أنفسهم، وكان الشر بين أولئك وهؤلاء.
وهذا كله هو الذي حدث أيام عثمان، وهو الذي دفع أهل الأمصار إلى أن يثوروا بخليفتهم، ثم إلى أن يحصروه ويقتلوه.
و هكذا انتهت الفتنة الكبرى لتبدأ سلسلة من الفتن المتعاقبة كقطع الليل مظلمة
الذي يعنيني هو أن معاوية قد استحدث في المسلمين بدعة جديدة طالما أنكروها من قبل، وهي توريث الملك. وكانت عاقبة هذه البدعة وبالاً على المسلمين أي وبال، فما أكثر ما استحل الملوك من المحارم، وما أكثر ما سفكوا من الدماء، وأهدروا من الحقوق، وضحوا بمصالح الأمة في سبيل ولاية العهد. وما أكثر ما كاد بعض الأمراء من أبناء الملوك لبعض في سبيل هذا التراث الذي لم يبحه لهم كتاب ولا سنة، ولا عُرْف مألوف من صالحي المسلمين.
و الخلاصة
كان علي يدبر خلافة وكان معاوية يدبر ملكًا، وكان عصر الخلافة قد انقضى وكان عصر الملك قد أظلَّ -
لابد لنا أن نعترف أن فترة الفتنه الكبرى من آخر سنتين فى خلافة ذى النورين (رضى الله عنه)إلى مقتل الحسين (رضى الله عنه وعن ابيه وعن أخيه وصلى الله وسلم على جده العظيم )تلك الفترة هى الفترة الأكثر سواداً فى تاريخنا الإسلامى الطويل , هى الفترة التى سفك المسلمون دماء بعضهم البعض, وطمع المسلمون فى الدنيا من مال وولايه, لتكون دماء تلك الفترة كافيه لأن تقسم الأمه الى زمننا الحالى.
الإمام على من أكثر الشخصيات الاسلاميه سحراً فى تاريخنا ليس بوصفه ابن عم الرسول وصهره وحافظ نسله ولكنه كان رجل يمتلك من مقومات القياده والحكمه والقوة ما تكفل له الامامة الحقه وما تجعل الحق بجانبه فى هذا الصراع.
ولكن تبقى هذه الفترة بجانب كل ما سبق هى الأكثر حرجاً , فالمختلفون فيها هم الصحابه (أشرف البشر بعد الرسل) ومنهم من اعتزل الفتنه (كسعد بن أبى وقاص وعبدالله بن عمر رضى الله عنهم أجمعين) ومنهم من آثر نصرة الحق والزوّد عنه كعمار بن ياسر وعبدالله ب�� عباس وعمرو بن العاص وغيرهم وكل فى جانب رأى منه الحق.
تلك الفترة التى لا تملك إلا أن تدمع عينك على أحوالها , فهى الفترة السوداء , وانا شخصيا لا أملك دمعى عند قراءة موت عمار بن ياسر (وهو الشيخ بالغ التسعين ذو القلب الشاب واللسان الشاب) التى أبت عليه ثوريته فى مناصرة الإمام على حتى وإن دفع حياته ثمناً لها.
إذا استطعت ان تمسك دموعك وانت تقرأ موت طلحه والزبير فأنا لم استطع بصراحه
الكتاب شيّق كعادة كل الكتب التى تناولت تلك الفترة وأعتقد ان تلك الفترة من فترات التاريخ الممتع القراءة عنها الكارثى أن نعيشها.
عرض أكاديمى ممتاز من قِبل د\طه حسين.
لم أسترح لبعض أجزاء الكتاب فى حديثه عن الإمام الحسن وعن عبدالله بن عباس (فقط لم أسترح)
من الملاحظ تركيز الكاتب على كتاب (أنساب الأشراف للبلاذرى) والإكثار من الأحداث الوارده فيه وانا لم أقرأ هذ الكتاب بصراحه.
أجبرنى الكتاب على وضعه فى مقارنه مع كتاب عبقرية الأمام للعقاد , وللحق فهذا الكتاب تفوق عليه بمراحل من وجهة نظرى
من الأجزاء المحببه بالنسبة لى فى الكتاب حديثه عن المغيرة بن شعبه وزياد بن أبيه : دائماً اجد متعه فى القراءة عن هذين الشخصين.
فى المجمل كتاب جيد وعرض ممتع.
اجد من الضرورى بالنسبه لى أن أقول : أن الأمام على (كرم الله وجهه) شخصية آثرة للدرجة التى أجد أننى فى فترة ضعف ما أن أعذر الشيعه والمتشيعه ولكن فوراً أتذكر غلوهم وتطرفهم . -
لله دركم يا خيرة آل البيت .. كم كان إبتلاؤكم صعباً عسيراً .. وكم كان إيمانكم صلباً قوياً .. ولكنها الإبتلاءات والفتن .. جعلها الله ليمحص الذين آمنوا ويمحق الكافرين وطالبي الدنيا وراغبي الملك والسلطان .. والله غالب على أمره ..
-
يواصل طه حسين في هذا الكتاب ما بدأه في الجزء الأول من الفتنة الكبرى تقديم قراءة للتاريخ الإسلامي ولتاريخ الفتنة بعقلية نقدية؛ عقلية المؤرخ والباحث بعيدا عن التقديس والتحيز
يعرض في هذا الجزء أحداث الفتنة بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان رضي الله عنه والأحداث الجسام التي تعرض لها المسلمين ابتداءا من معركة الجمل، وانتهاءا بمأساة قتل الحسين رضى الله عنه وأهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الفتنة التي فرقت المسلمين والقت بظلالها على تاريخنا الإسلامي وواقعنا المعاصر -
و قد سأله رجل منهم ذات يوم:
أيمكن أن يجتمع الزبير و طلحة و عائشة على باطل؟
فقال علي:
إنك لملبوس عليك, إن الحق و الباطل لا يعرفان بأقدار الرجال, اعرف الحق تعرف أهله, و اعرف الباطل تعرف أهله.
و لا يوجد أفضل من هكذا رد
الكتاب ممتاز!
المشكلة لدينا هي
أننا لا نفهم الفرق بين أن ندرس و نتعلم و نتفكر
و
أن نحقر و نسب
نستطيع ممارسة الاولى (الدراسة) بدون ممارسة الثانية (الذم).
الصحابة ليسوا انبياء و ليسوا ملائكة
هم بشر.
نعم, لديهم الأسبقية في الإسلام و صحبة الرسول الكريم لكنهم و بكل تأكيد لم يكونوا معصمين عن الخطأ او حتى عن الزلات البشرية.
قرأت هذا الكتاب و أنا على علم مسبق بكل تفاصيل هذه الفتنة لإستمتاعي في دراسة كل تفاصيل التاريخ بالأخص هذا الجزء من التاريخ
قرأت مسبقاً لـ طه حسين كتابه الأول من هذه السلسلة "عثمان" واعجبت به.
لكن
أخر 20 صفحة أحسست و كأن العميد فقد زمام الأمور في الطرح و أصبح على عجل لانهاء الكتاب بدون الخوض في أهم مرحلة لبداية النهاية.
ككل الكتاب رائع, يصيبك بالكآبة و الخذلان لسوء ما آلت إليه الأمور من بعد وفاة عمر. -
احترس !! هذا الكتاب قد يصيبك بالاكتأب
....
من أهم الحاجات في الكتاب انه بيشرح اسباب قيام الشيعة و انه كان حزب سياسي في الأول بيقاوم الفساد اللي حصل في ايام حكم معاوية بس طبعا التركيز في الكتاب مكنش على الموضوع ده
............................................................................
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ " وَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا ، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا ، فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَه��لَكَتْهُمْ
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
..
في احداث غريبة في الكتاب متصدقش انها تطلع من صحابة رسول الله .. فصدق رسول الله لما قال انه يخاف علينا تنافسنا على الدنيا
....
طه حسين بيأكد نفس الفكرة اللي موجودة في عبقرية الامام للعقاد ان سيدنا علىّ جيه في وقت كان بين الخلافة و
الملك
"فلما قُتل عثمان و أقبل الخليفة الرابع يريد أن يحملهم على الجادة .. و أن يردهم إلى السيرة التي ألفها المسلمون أيام النبي و الشيخين ، لم ينشطوا لذلك و لم يطمئنوا إليه ،و إنما نظروا فرأوا خليفة قديما يدبر جيلا جديداً ، و يريد أن يدبره تدبيرا ينافر أشد المنافرة ما أحب من حياة الخفض و اللين
ثم نظروا بعد ذلك فرأوا اميرا آخر قد أقام في الشام ، و قد جدد نفسه مع هذا الجيل الجديد .. ثم لم يكتف بتجديد نفسه والملاءمة بينها و بين رعيته ، انما يغري رعيته بالتجديد و يعينها عليه بالمال ..
وكل هذه الظروف مجتمعة خليقة أن تقر في نفس علىّ انه غريب في العصر الذي يعيش فيه
..............
و انا بقرأ الكتاب كل ما افكر في حل كنت ممكن أعمله لو انا مكان سيدنا علىّ كنت بلاقي طه حسين بيرد عليا و بيشرح سيدنا علىّ لو أخنار الحل ده كان ايه المتوقع يحصل او سبب رفضه للحل ده
"ولله حكمة أجرى عليها أمور الناس ، والله بالغ أمره ، قد جعل الله لكل شئ قدراً" -
فى عام 35 هجرية أى بعد وفاة رسول الله ب 25 عاما فقط، ثار الثائرون من الأمصار ضد عثمان بن عفان، ثالث الخلفاء، بسبب فساده المالى والسياسى، وانتهى الأمر بمقتل عثمان على يد الثائرين، لتشتعل فُرقة بين المسلمين لاتزال تلازمهم حتى اللحظة. بقى المسلمين بلا خليفة لعشرة أيام، حتى بايع المسلمون على بن أبى طالب خليفة للمسلمين. فى نفس العام خرج على بن أبى طالب ليلاقى بجيشه جيش تقوده السيدة عائشة بنت أبى بكر وزوج رسول الله، ومعها الصحابيان المبشران بالجنة طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، فى ما عُرف بموقعة "الجمل" والتى انتهت بمقتل 20 ألف صحابى وتابعى، من بينهم الصحابيان طلحة والزبير، وأعاد على عائشة إلى المدينة، ولعل أبرز وأبلغ التعليقات يوم موقعة الجمل من أحد شهود الوقعة: لقد كنتم قبل اليوم تحتلبونها لينًا، فلن تحتلبونها منذ اليوم إلا دمًا.
... ثم يتقاتل جيش على وجيش معاوية فى عام 37 هجرية فى موقعة "صفين" وتنتهى المعركة برفع جيش معاوية بن أبى سفيان القرآن على أسنة الرماح بإيعاذ من الداهية عمرو بن العاص بعدما أوشكت المعركة أن تنتهى لصالح جيش على، فيُجبر جيش على عليا على إيقاف القتال على غير رغبته، ويستمع على لرأى الأغلبية ويُنهى القتال، فترفض أقلية من شيعته قراره بإيقاف القتال، فالقوم -قوم معاوية والشاميين- ليسوا أصحاب دين ولا قرآن، ويخرجون على علىّ ليُعرفوا بعد ذلك باسم "الخوارج"، وتنتهى المعركة بمقتل 70 ألف صحابى وتابعى، وبقرار التحكيم، فيُجبر أنصار علىّ عليا على اختيار أبى موسى الأشعرى ممثلا عنه فى التحكيم، ويختار معاوية الداهية عمرو بن العاص، وبعد عدة شهور يتفق الرجلان على عزل كلا من علىّ ومعاوية، وترك الأمر شورى بين المسلمين، وبالفعل يتقدم أبو موسى ليعلن خلع صاحبه، بينما يتأخر عمرو بن العاص ليعلن تثبيت صاحبه، ويحتج أبو موسى والعلويون وشيعة علىّ على هذا الخداع، يعتزل أبو موسى الأشعرى الفتنة، مع من اعتزلها من قبله، كسعد بن أبى وقاص الذى قال "أرونى سيفا يُفرق بين الحق والباطل"، وعبد الله بن عمر بن الخطاب الذى رفض مبايعة علىّ للخلافة، فقال عنه على: (ما علمتك إلا سئ الخُلق صغيرًا وكبيرًا)... يخرج الخوارج إلى اتجاه بلاد فارس، ويُنزلون الرعب فى قلوب الناس، ويقتلون خلقا كثيرا، فيقرر علىّ التوجه إليهم على رأس جيش، ويقابلهم عند "النهراوين" حيث يطلب منهم الرجوع إلى الكوفة والدخول فى طاعته، فيرفضون، فيقاتلهم ويقتلهم جميعا أو أغلبهم على اختلاف الروايات... يُقرر الخوارج بعد ذلك اغتيال الثلاثى علىّ ومعاوية وعمرو بن العاص، فأما عليا فينجح عبد الرحمن من ملجم فى طعنه ويموت بعدها بأيام متأثرا بالسم، وأما معاوية فينجو من الاغتيال، وأما عمرو فيُقتل قائد شرطته فى مصر الذى خرج لصلاة الفجر بدلا منه فى ذلك اليوم، كان ذلك فى العام 40 هجرية... يسأل الناس عليا عن مبايعة الحسن ابنه وحفيد رسول الله للخلافة، فيقول لهم لا أنصحكم ولا أمنعكم، فيُبايع الناس الحسن خليفة للمسلمين، ويستعد الناس لقتال أهل الشام، فيخرج معاوية على رأس جيشه، لملاقاة جيش الحسن، ولكن الحسن كان موادعا سمحا ينأى عن القتال، فتبادل الرسل مع معاوية ويتفق معه على التنازل عن الخلافة له، شريطة أن يُؤدى له معاوية كل عام مليون درهم، وأن يعود الأمر بعده شورى بين المسلمين، وكان الحسن هو المرشح لخلافة معاوية، ويعود الحسن إلى المدينة، حيث يموت سنة 50 هجرية متأثرا بالسم، الذى سقته إياه زوجه جعدة بنت الأشعث الكندى بإيعاذ من معاوية الذى كان قد قرر أن يكون ولده "يزيد" وليا للعهد، وكان يخشى الحسن على مخططه هذا، يبطش معاوية وعامله على العراق زياد بن أبية بأهل العراق، ويصّلُونهم عذابا، تذهب وفود الكوفة إلى المدينة لحث الحسين بن على حفيد رسول الله على نجدتهم، ويموت معاوية فى العام 60 هجرية، وتُؤخذ البيعة ليزيد بن معاوية بالسيف خليفة للمسلمين، ويخلف عبيد الله بن زياد والده زياد بن أبية عاملا على العراق، ويستمر البطش بأهل العراق، فتتوافد الوفود إلى الحسين تحثه على الخروج لنصرة أهل العراق، فيُقرر الحسين الخروج فى آل بيت رسول الله، ومعه أبناء الحسن وأخواته وآل عبد المطلب، ليُقابله على أطراف العراق جيشا بأمر من عبيد الله بن زياد يقوده عمر بن سعد بن أبى وقاص ثم يُسير له بعدها عبيد الله رسالة مع شمر بن ذى الجوشن يأمره فيها بقطع رأس الحسين إذا رفض مبايعة يزيد بن معاوية، وتبدأ المعركة بين جيش الخلافة الإسلامية بقيادة عمر بن سعد بن أبى وقاص ومعه 3000 مقاتل، وفى الجانب الآخر الحسين ومعه آل بيت رسول الله، ثم زحف عمر بجيشه على الحسين وأصحابه، وكانوا اثنين وسبعين رجلاً، فقاتلوهم أكثر من نصف النهار. وأبلى الحسين وبنو أبيه وبنو عمومته ومن كان معه من أنصاره القليلين أعظم البلاء وأقساه، فلم يُقتلوا حتى قتلوا أكثر منهم. ورأى الحسين المحنة كأشنع ما تكون المحن، رأى إخوته وأهل بيته يُقتلون بين يديه وفيهم بنوه وبنو أخيه الحسن وبنو عمه، وكان هو آخر من قُتل منهم بعد أن تجرع مرارة المحنة فلم يبق منها شيئاً. وكان نفر يسير من أصحاب عمر بن سعد قد ضاقوا برفض ابن زياد ما عرض عليه الحسينُ من الخصال، ففارقوا جيشهم وانضموا إلى الحسين، فقاتلوا معه حتى قُتلوا بين يديه. ونظر المسلمون فإذا قوم منهم ـ على رأسهم رجل من قريش من أبناء المهاجرين، أبوه أول من رَمي بسهم في سبيل الله، وأحد العشرة الذين شهد النبي لهم بالجنة، وقائد المسلمين في فتح بلاد الفرس، وأحد الذين اعتزلوا الفتنة فلم يشاركُوا فيها من قريب ولا من بعيد ـ نظر المسلمون فإذا قوم منهم، عليهم هذا القرشي عمر بن سعد بن أبي وقاص، يقتلون أبناء فاطمة بنت رسول الله، ويقتلون ابنيْ عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الطيار شهيد مُؤتة ثم يحزّون رءوسهم ثم يسلبونهم، ويسلبون الحسين حتى يتركوه متجرداً بالعراء، ويصنعون بهم ما لا يصنع المسلمون بالمسلمين. ثم يَسْبُون النساء كما يُسبى الرقيق، وفيهم زينب بنت فاطمة بنت رسول الله، ثم يأتون بهم ابنَ زياد فلا يكاد يرفق بهم إلاّ حياءً واستخزاءً، حين قال له عليّ بن الحسين وقد كان صبيّاً وهمّ ابن زياد بقتله فقال له: إن كانت بينك وبين هؤلاء النساء قرابة فأرسل معهن إلى الشام رجلا تقيّاً رفيقاً. هنالك ذكر عبيد الله أن أباه يدعى لأبي سفيان، فاستحيا ولم يقتل الصبي، وإنما أرسله مع سائر أهل الحسين إلى يزيد، وقدّم رءوس القتلى بين أيديهم وفيها رأس الحسين. وقد دخل به على يزيدَ فوُضع أمامه، فجعل ينكت في ثغره بقضيب كان في يده وينشد:
يفلَّقـن هاماً من رجال أَعزَّة علينا وهم كانوا أَعقَّ وأَظلمَا
وقد تمت بهذه الموقعة محنة لعليّ في أبنائه لم يمتحن بمثلها مسلم قط قبل هذا اليوم، فقد قتل من بنيه الحسين بن فاطمة والعباس وجعفر وعبد الله وعثمان ومحمد وأبو بكر، فهؤلاء سبعة من أبنائه قتلوا معاً في يوم واحد. وقتل عليّ بن الحسين الأكبر وأخوه عبد الله، وقتل عبد الله بن الحسن وأخواه أبو بكر والقاسم، وهؤلاء الخمسة من حفدة فاطمة. وقُتل من بني عبد الله بن جعفر الطيَّار محمد وعون. وقتل نفر من بني عقيل بن أبي طالب في الموقعة، بعد أن قتل مسلم بن عقيل في الكوفة.
. فكانت محنة أي محنة للطالبيين عامة وأبناء فاطمة خاصة. ثم كانت محنة أي محنة للإسلام نفسه، خولف فيها عما هو معروف من الأمر بالرفق والنصح وحقن الدماء إلاّ بحقها وانتهك أحق الحرمات بالرعاية، وهي حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كانت تفرض على المسلمين أن يتحرّجوا أشد التحرج، ويتأثموا أعظم التأثم، قبل أن يمسوا أحداً من أهل بيته... كان ذلك فى العام 61 هجرية.
كل ذلك ولم يمض على وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلاّ خمسون عاماً. فإذا أضفت إلى ذلك أن الناس تحدثوا فأكثروا الحديث، وألحوا فيه بأن الحسن قد مات مسموماً لتخلص الطريق ليزيد إلى ولاية العهد، عرفت أن أمور المسلمين قد صارت أيام معاوية وابنه إلى شرّ ما كان يمكن أن تصير إليه.
صُدم الناس فى المدينة ومكة بما فعله يزيد بن معاوية بابن بنت رسول الله، وآل بيت رسول الله، وأعلنت المدينة العصيان على يزيد، فسيّر إليهم جيش الخلافة بقيادة مَسلمة بن عبقة المرى، جيشٌ قوامة 12 ألف مُقاتل، استباح جيش الخلافة مدينة النبى محمد ثلاثة أيام قتلوا فيها خلقا كثير من أنصار رسول الله ومن التابعين ومن أبناء وأحفاد الأنصار واُغتصبت آلاف النساء، حتى أن كتب التاريخ الإسلامى قد أرخت لهذا الحدث الجلل بعدد نساء المدينة اللائى تعرضن للإغتصاب فى هذه الموقعة التى عُرفت باسم "وقعة الحرة"، 7000 امرأة أُحصين من عدد الولادات الغير شرعية التى حدثت فى المدينة بعد تلك الحادثة... كان ذلك فى العام 63 هجرية!
ثم يُحاصر جيش الخلافة مكة المكرمة، حرم رسول الله، ويقذفونها بالمنجنيق وتحترق الكعبة! ويموت يزيد بن معاوية وتستمر محنة المسلمين ومحنة المنطقة بأكملها منذ 1400 عام حتى اللحظة!
ثم يُحدثوننا بعد ذلك عن وهم الخلافة الإسلامية مُستغلين جهل الأكثرية منّا لهذا التاريخ المأساوى المُمتد منذ 1400 عام حتى اللحظة، تح��ثنا فقط عن الخمسين عاما التالية لموت النبى محمد، فما أدراك بما تلاهم من القرون والقرون؟!
-
حين يفكر طه حسين ،أحب أن أصغي
قراءة التاريخ بقلمه تجربة فريدة
أحب فكره ، طريقة تفكيره وترتيب القضية والسبب والنتيجة
يعلمنا طه حسين كيف نفكر ونستدل ونثبت ونبني الحجج المنطقية
تفكير بلا كلل
بعيد كل البعد عن الكسل الفكري هو طه حسين
ثقافة موسوعية وذك��ء حاذق وولع بما يدرس
كفته ثلاثمئة صفحة ليشرح فترة حرجة أشد الحرج في التاريخ الإسلامي
خلافة علي بن أبي طالب ،خلافة الحسن ثورة الحسين ونشأة الدولة الأموية ونشأة التشيع
لقد قرأت تاريخ تلك الفترة سابقا ،لكن التلخيص هذا بارع
ستفهم كل شيء ، ترتبط الخيوط المتباعدة، نرى الصورة الكبرى لما كانت عليه الأوضاع السياسية والاجتماعية للدولة الإسلامية الفتية
وفي الجزء الأول فتنة عثمان الكبرى ،اطلعنا على جذورها، أسبابها ،دواعيها
لقد ترك عثمان لعلي حملا ثقيلا لا يطاق
كان المسلمون من مقتل عثمان منقسمين ثلاثا: فئة تراه منكرا وتهم بالإصلاح لكنها عاجزة سا��تة، وفئة آثروا العافية إذ تشبهت عليهم الأمور، وفئة سعوا بين عثمان وخصومه
هكذا استلمها علي مشتتة من أولها
ثم لأول مرة ابتلي المسلمون بالحروب الأهلية المسممة التي لا تفتئ تنتهي إحداها حتى يغدو المسلمون أكثر تشتتا وضياعا
وكثير من الأشياء خبرها المسلمون لأول مرة
تخاذلوا عن نصرة إمامهم بشكل مجحف
ضاع الحق بين أهله
تشتت الناس بسبب دهاء ومكر معاوية
ضعف سلطان الدين على النفوس
تشابهت سياسة علي مع سياسة عمر ، لكن الأمر أن الناس اختلفوا
اختلط العرب بالروم والفرس من خلال الفتوحات
عاشر العرب الموالي وتأثروا بهم
ثم هناك من لم يرد للخلافة الإسلامية أن تظل على طريقتها الراشدية
معاوية الداهية
لم يجد ثغرة إلا استغلها أكمل استغلال للتبوء على سلطان الخلافة
علي كان المثل السامية ،السماوية ، الزهد، الإيمان
معاوية كان الحياة الدنيا، المال ، الجاه، الرفاهية
وفي صدام حكم كهذا ،نادرا ما تنجح الأولى نادرا
لأن الناس، بكل بساطة ، تفضل الخير الدني على الخير القصي
يتقاعس المسلمون عن إمامهم، حتى الأقربون إليه
فيغدو الخليفة وحيدا يقول، لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه
علي لم يحل له أن يغير من مبادئه ، ومن سياسته ، بما يناسب ظروف المسلمين الحديثة
والسياسة ما هكذا
لابد من تطويع ومواكبة وتغير يلائم الظروف المستجدة
وصف طه حسين وصفا حاذقا :فالابتسام للمال يُغْري بالاستزادة منه، والاستزادة منه تفتح أبواباً من الطمع لا سبيل إلى إغلاقها. وإذا وجد الطمع وجد معه زميله البَغْي، ووجد معه زميل آخر هو التنافس، ووجد معه زميل ثالث هو التباغض والتهالك على الدنيا. وإذا وجدت كل هذه الخصال وجد معها الحَسد الذي يحرق قلوب الذين لم يُتَح لهم من الثراء ما أتيح لأصحاب الثراء. وإذا وجد الحسد حاول الحاسدون إرضاءه على حساب المحسودين، وحاول المحسودون حماية أنفسهم، وكان الشر بين أولئك وهؤلاء.
مال فاستزادة فطمع فبغي فتنافس فتباغض فحسد فشر
هذه الحلقة المفرغة التي ما إن تظهر في أمة حتى يصعب فكاكها منها
ثم شيئا فشيئا ،وذرة على ذرة ، تنشأ تلال البغض بين المختلفين
هنا الفتنة الكبرى، علة اختلاف المسلمين
فتنة كبرى؟ نعم كبرى
درس في السياسة والاجتماع والتاريخ
إن تعلمنا شيئا من قصة الفتنة الكبرى، فهو كيفية نشأة الكراهية
لن تصدق حدود ما يمكن أن يبلغه التاريخ من تزييف حتى تقرأ التاريخ من طرفين مختلفين
كيف تكبر حوادث وتصغر حوادث لتدعيم وجهة نظر أو تقنين سنةثم يتقدم الناس وتكثر المقالات ويذهب أصحاب المقالات في الجدال كل مذهب، فيزداد الأمر تعقدا وإشكالا، ثم تختلط الأمور بعد أن يبعد عهد الناس بالأحداث، ويتجاوز الجدال خاصة الناس إلى عامتهم ،ويتجاوز الذين يحسنونه إلى الذين لا يحسنونه، ويخوض فيه الذين يعلمون والذين لا يعلمون، فيبلغ الأمر أقصى ما كان يمكن أن يبلغ من الإبهام والإظلام، وتصبح الأمة في فتنة عمياء لا يهتدي فيها إلى الحق إلا الأقلون.
تثريك قراءة التاريخ حتما، لكن قراءته بروايتين مختلفتين تنضجك
سماع نفس الحكاية بأكثر من رواية
فهذه برأيي دعوة للتسامح
حين علمنا جذور الكراهية ، المسائل العظام التي بنيت عليها جبال الحقد، كيف نشأت وما دواعيها وفيم اختلف الناس، وكيف لم تترك الظروف خيارا أحيانا
نغدو أكثر تسامحا
لأن أولئك كانوا بشرا كذلك
ولا نجد مايدعو لكل تلك البغضاء التي عاشت دهورا
سامح وعش بسلام
فألف سنة كانت كافية لتثبت أن العنف لايقود الا الى عنف ، والكره إلا الى كرهوقد أصبح للمسلمين مثل من هذه المثل العليا التي دعا اليها الإسلام، وجعلت الفتنة تدور حول هذا المثل الأعلى لتبلغه فلا تظفر بشيء مما تريد، وانما تسفك الدماء وتزهق النفوس وتنتهك المحارم وتفسد الأرض على الناس أمور دينهم ودنياهم، وهذا المثل الأعلى هو العدل الذي يملأ الأرض وينشر فيها السلام والعافية، والذي تقطعت دونه أعناق المسلمين قرونا متصلة دون ان يبلغوا منه شيئا
-
ليتهم يقرأوا فيعرفوا ويفهموا
-
أرى التاريخ الإسلامي لأول مرة مُعرًى بهذا الشكل بلا قدسية تحدو كل ركن من أركانه وكل فرد من أفراده، وكأن كل التاريخ السطحي الذي عرفته كان مزحة ثقيلة وطويلة. رغم هذا فإن ما قرأته لم يغير شيئا من وجهات نظري وأفكاري، التي كونتها بعيداً عن أي أحداث فردية أو طائفية، لكنها فقط هوامش قد تُضاف في نهاية فكرة من هذه الأفكار.
رغم هذا لم أشعر بأي نوع من اللذة أو الشماته أو انتصارًا لأفكاري، وإنما شعرت بالأسى والخسارة والاشمئزاز، وأنا أرى ضحالة الفكر واندفاع الذات وراء الوهم عند أشخاص تهيأ لهم أن يكونوا أبطالًا في خيال السواد الأعظم من البشرية. حزني ليس دينيا وإنما إنسانيا. فكل القتل حزين وكل الدم خسارة ، وحين تأتي في هذه الظروف ولهذه الأسباب ومن قوم رفعهم التاريخ إلى مصاف الأبطال، فإني إلى حزني أصير مشمئزا، أشعر بالقرف، واليأس من همجية وقبلية العرب التي لا نزال نشهد ونعاني تبعاتها إلى الآن. -
إن الفتنة الكبرى بجزئيه يعرض لأشد محنة تعرضت لها الأمة الإسلامية منذ وفاة النبى، وهى محنة أدت لإنقسام الأمة وتقاتلها لقرون طوال ومازال هذا الإنقسام قائماً حتى اليوم فى ما نسميهم بفرقتى السنة والشيعة، ولعل أصعب شئ فى هذه المحنة أن جماعة من كبار أصحاب النبى إشتركوا فيها وتقاتلوا فيما بينهم، وقد كان من حسن حظى إنى سمعت من شيخى منذ سنوات طوال إنه لا ينبغى لنا أن نخوض فى خلافات الصحابة وألا نخطئهم أو أن نتجاوز حدود الأدب معهم، ثم روى هذا الحديث من صحيح البخارى عن رسول الله إنه قال "لا تَسُبُّوا أصحابى فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحُدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَه" ومعنى الحديث أن النبى نهانا عن سب صحابته فإن أحدنا لو أنفق مثل جبل أحد ذهب ما عادل إنفاق واحد من الصحابة ملء كفه ولا حتى نصف ملء كفه. أقول أنه كان من حسن حظى أنى تعلمت هذا قبل قراءة هذا الكتاب، حيث قرأت روايات عن تصرفات شديدة الغرابة من كبار الصحابة، وقد ذهبت فيما قرأت إلى شيئين، إن كانت الرواية غير مؤكدة إخترت ألا أصدقها تنزيهاً لأصحاب رسول الله، وإن كانت مؤكدة إلتزمت الصمت تأدباً مع صحابته صلى الله عليه وسلم وأقول لعلهم علموا ما لا نعلم الأن فتصرفوا كما تصرفوا.
وسبب كتابتى لهذه الكلمات إنى قد سمعت من شخص أعرفه كلام لا يليق عن واحد من كبار الصحابة وقد أنكرت عليه سوء أدبه، وبعد أن قرأت هاذين الكتابين قلت لعله قد قرأ ما فيه بدون أن يتعلم مقامات الصحابة وما يلزم نحوهم من أدب وإحترام لهذا أنصح من يقرأ هذا الكتاب أن يقرأه مستحضراً حديث رسول الله الذى ذكرته.
الشئ الأخر الذى نبهنى إليه هذا الكتاب هو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يوصى لأحدٍ بعده بالخلافة، و لو كان قد فعل لكان قد سن لنا كيف نختار حكامنا ولوجب علينا أن نختار كما إختار هو وإلا أَثِمْنا، ولكنه بترك الأمر لمن بعده يدبروه كما يرون أظنه قد أكد على مدنية الدولة وأن للمسلمين أن يروا نظام الحكم الأنسب لهم تبعاً للظرف وللزمان، ويتجلى هذا عندما ترى إن أبا بكر رأى أن يولى بعده عمر وهو بذلك قد خالف فعل رسول الله ولم ينكر عليه أحد، ثم عمر من بعده الذى رأى أن يرشح ستة من كبار الصحابة يختارون هم من بين أنفسهم من يخلف عمر، وهو بذلك قد خالف فعل النبى وأبى بكر من بعده، -
يواصل طه حسين في هذا الجزء الثاني سرد أحداث الفتنة الكبرى
بدءا من مبايعة علي رضي الله عنه وانتهاءا بوفاة يزيد بن معاوية
مسلطا بذلك الضوء على ثلاثين عاما أو نحو ذلك مما يعد أحلك
فترة مرت بتاريخ المسلمين...
مؤكدا على التغيرات التي طرأت على حياتهم و مواقف
كبار الصحابة من هذه الأحداث مشيرا في الوقت نفسه الى التحول
في نظام الحكم من نظام خلافة يقوم على النصح والمشورة والعدل
الى نظام ملكي يقوم على استبداد الحاكم و طاعة المحكومين ، و ما آل
(اليه الأمر الى انقسام المسلمين الى فرق (نشأة الشيعة والخوارج
انصح الراغبين في الاطلاع على تاريخ تلك الفترة لأول مرة
بهذا الكتاب لبساطة طرحه و جمال أسلوبه و لكثرة المصادر
التي اعتمدها الكاتب و ان كنت لا أستطيع ان اؤكد فيما كانت
موثوقة ام لا...
عيب الكتاب الوحيد على ما أظن هو المساحة الكبيرة التي احتلتها
,أراء المؤلف وان كانت ستزكي الحس النقدي لدى القارىء
غير ذلك ارى أن الاطلاع على هذا العمل تجربة يجب ان تخاض
أمتنع عن تقييم هذا الجزء كما فعلت مع الجزء الأول وذلك)
لكوني أطلع على الموضوع للمرة الأولى و لا أملك بذلك
( أن أحكم على صحة ما ورد فيه من وقائع وأحداث -
في البداية يتكلم الكاتب من النقطة التى توقف عندها فيتناول قضية الخلافة وكيف تمت البيعة لعلى بعد مقتل عثمان ويقول ان سعد وعبدالله بن عمر لم يبايعاه ولم يذكر دليله على ذلك تكلم عن طلحة و الزبير وقد اطلع على هواهم وعلم بأنهم يطمعان في الحكم فالزبير على حد قوله لم يشارك في الثورة ولكنه لم ينه عنها اما طلحة فقد شارك الثوار على الأقل لأن ثورتهم كانت على هواه,الكاتب ما شاء الله يطّلِع كثيراً على الضمائر و الأهواء.
تكلم الكاتب عن موضوع مقتل الخليفة والذى كان اول قضية تواجه الامام على وكيف أنه بدأ في التحقيق حتى خلُص إلى براءة ابن الصديق من هذه التهمة,لكنه توقف لأن المدينة لم تكن آمنة فقد كان الثوار كُثُر في المدينة لم يغادروها فتوقف حتى يتمكن من الخلافة فيق��م أمر الله , كذلك تكلم بسوء ظن –كما أفهم- عن معاوية وهو يطعن فيه ويقول مهما يقل الناس فيه فهو ابن ابي سفيان الذى فعل كذا ولم يسلم إلا لأنه لم يكن هناك بد من ذلك ويقول هو ابن هند التى فعلت كذا!,حتى أم المؤمنين عائشة لم يعف الكاتب لسانه عنها فقال فيها ما قال من أنها شديدة و أنها تحفظ شعراً من الجاهلية وهكذا من قبيل دس السم في العسل ,فقال أنه رفضت بيعة علىّ وكان هناك خصومة وذكر سبب ذلك هو موقف على من حادثة الإفك فأكد ليّ ظنى فيه بأنه ليس بظن السوء ولله الحمد ,فالكاتب لم يترك أحداً إلا و طعن في هواه إلا الإمام علي فقد كف لسانه عنه ولله الحمد!
بدأ يتكلم عن بدء مظاهر الثورة على على أو إنكار بيعته , وذكر ما كان من سفر الزبير وطلحة الى مكة وغيرها من الأحداث بعد البيعة والتى ذكر أنه هناك من لم يبايع مثل سعد وعبدالله بن عمر,قال بأن طلحة والزبير ومن في صفهم كان بأيديهم الا يفرقا المسلمين على النحو المنكر!
وخاض قدر ما خاض في الكثير , تكلم عن تصاعد وتيرة الأحداث خاصة في البصرة,وغيرها من الأمصار وما حدث لأبي موسعى الأشعري في الكوفة,ولا أكون مغالياً إذا قلت أنه يذكر من الضعيف من الروايات كما فعل بالجزء الأول- ولكن كما قلت في التعليق على الجزء الأول إن الكتاب يحتاج إلى كتاب آخر ليبين الضعيف فيه والموضوع من الروايات وهذا ما جعلني حرصت أن اقرأ كتاباً لأحد الثقات قبل قرءاة كتاب طه حسين – تكلم عن قصة لا يصدقها عقل والتى وصف ناقليها بغلاة الرواة والخاصة كما سماها بخطة الشيطان والتى كانت سبباً في اشتعال الحرب بين الفريقين فهو يقول بأنه عند المناظرة اختلفوا وقتها لم يكن هناك غير القتال !
تكلم عن المعركة وقال إن السيدة عائشة كانت في الهودج تحرضهم وهم يدافعون ويقاتلون لأن فيهم أم المؤمنين عاشئة!! وتكلم عن ما حدث في موقعة الجمل وتفاصيلها وما انتهت إليه,كذلك عن عودة السيدة عائشة إلى المدينة وكيف أنها كانت تبكى وتقول وقرن وتتذكر قوله تعالى وقرن في بيوتكن,رضوان الله عليها وعلى صحابة النبى صلى الله عليه وسلم الطيبين الأطهار ,تكلم عن ما حدث من تجهيز على للجيش و استعداد معاوية وما حدث من ارسال السفراء والرسالة القاسية الأولى من معاوية ورد عليّ عليها بقسوة ,تكلم عن الحرب وما حدث فيها ومن قرب جيش على من النصر إلى إن جند معاوية رفعوا المصاحف وطلبوا التحكيم مما أدى إلى قبول قادة جند علىّ ذلك وضغطهم عليه مع العلم بأنهم ما كانوا ليقاتلوا إلا في سبيل الله وتطبيق ما في هذا الكتاب الكريم!,وكتابة الصحيفة بينهم و التى ظهر بعد ذلك نفر اعترضوا عليها وقالوا لا حكم الا لله , فهم يرون معاوية وجيشه هم الفئة الباغية والتى يجب إرجاعها إلى الحق ,وتعرض الكاتب لذكر ابن سبأ وقال أنه من الغريب أنه في هذا الجزء اختفى ذلك الرجل من حديث الذين يرونه سبباً لمشاكل كثيرة وكلام من هذا القبيل فهو من البداية يراه شخصية وهمية!
على رضى الله عنه كان غير راضى عن التحكيم لأنهم خرجوا للحق فلا داعى للتحكيم ولكنه على حد وصف الكاتب نزل لرأي الأكثرية التى ملت القتال و أرادت السلم,تطرق إلى التحكيم وما حدث إلى الإتفاق على أن عثمان قُتل ظلماً ,وغيرها من الأمور ثم ذكر الحديث الشهير الخاص بالتحكيم والذي فيه أن أبا موسى قد خلع علياً وعمرو لم يخلع معاوية! ,
اكتفى فقط بهذا اللينك والذي دحض الرواية و ابطلها بثمانية اوجه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive...
وطبيعي بأن يدس السم في العسل فيأتى الكاتب بالموضوع والباطل من الروايات حتى يُكمل سرده للاحداث كما يراها,وبعد التحكيم حدث القتال مع الخوارج والذي قُتل فيه ذا الثدية فحمد الل�� على ذلك ,وقال إن معركة النهروان التى قتل فيها الخوارج كانت يوماً كئيبا على أهل الكوفة والبصرة وهم يقتلون ابناء عمومتهم,فلم يتحركوا كما قال حين دعاهم الامام على للخروج إلى الشام للقتال,تحدث بعد ذلك عن حياة سيدنا على بعد هذه المعركة وكيف تخلى عنه على وصفه أصحابه إلا قليلاً منهم فهو يستنفرهم للحرب فللا يخرجون وهكذا فأصبح أمره غير مجاب,ثم ما حدث بعد ذلك من أحداث تجدد القتال مع طائفة غير كبيرة وهزيمتها وقتل الخرّيت,على أن الأمور لم تستقم مع الإمام على ,فما حدث في مصر ومقتل محمد بن أبي بكر ,وما حدث بينه وبين ابن عمه عبدالله بن عباس ,والذى لم يذكر منه شيئاً وذكر كلاماً جارحاً كثيراً فكيف له أن يقول عن ابن عباس بأنه يقاتل في سبيل الملك ويتكلم كثيراً عن نفسه وما يدور في خاطره,الكاتب حقيقة لم يترك باباً من أبواب الإنتقاص من قدر كبار الصحابة إلا وطرقه بل و اقتحمه خاض فيه فطعن في ابن عباس وقال أنه ترك ولايته وذهب إلى مكة بالأموال وذكر ما كان بينه وبين علىّ من رسائل وتوبيخ من على له على حد زعمه او نقله وكذلك ردود ابن عباس القاسية عليه كما ينقل الكاتب ولا ادى من أين أتى بها ولا من أين له بصحة هذا المنقول في سنده! و استمر في طعنه في غيره من الصحابة عمرو بن العاص ومعاوية وغيرهم كُثُر, تكلم أيضاً عن آخر مرة لام فيها على الناس و وبخهم,فبدأ يجهز الجيش ,تكلم بالتفصيل عن سياسة على رضى الله عنه في إدارة الإقاليم فهو سار سيرة الشيخان إلا في ما يخص المال الذى كان يرى ألا يترك شيئاً في بيت المال إلا ويتم توزيعه على أهله,عن مراسلته لمسؤلي الأقاليم وتقويمه لهم , الكاتب تكلم بالتفصيل عن الأمور في البلاد وما أصاب الناس ,وهو يقول الكثير فيما يخص السياسة و الإقتصاد والذى خلصت منه إلى أن من أسباب الأزمات هو فساد الناس الناتج عن الطمع في الأموال و الإنصراف إلى أمور الدنيا دون الدين و حب الدنيا,فجعلهم يثورون كثيراً وكلهم طمع في الدنيا ربما! ,تكلم عن المؤامرة التى حدثت لقتل الثلاثي معاوية وعمراً و علي ,والتى قُتل فيها على و نجا فيها الآخران,ثم بدأ يتكلم عن مرحلة ما بعد على وما حدث من إجلال العراق وتشيع البعض لعلىّ رضى الله عنه ,و أشعر بأنه يدافع عنهم بأسلوبه فيعدد الأسباب التى كانت من أجل هذا التشيع من إحساسهم بصدق أقوال الإمام على في ما سيلقونه على يد بنى أمية كذلك إحساسهم بظلمهم له بعدم الخروج معه للقتال وتراخيهم عن نصرة الحق الذي كان يطالبهم به وغيرها من الأمور,تكلم عن الحسن بن على وما كان منه من إيثار الإصلاح والسلام مع معاوية ,وتحدث عن الصلح وبنوده ورسالة معاوية له ورسالة الحسن له وما كان من اتفاق بينهم,تكلم بعد ذلك عن ما كان من نصح لانصار الحسن من اهل العراق وغيرهم بأن يطيعوا ولى الأمر ويصبروا فهو قد آثر حقن الدماء,تكلم عن وفاته واختلاف الروايات ما بين أنه مات مسموماً ومن دس له السم !
تكلم عن استئثار معاوية لابنه يزيد بالأمر من بعده خاصة بعد وفاة الحسن وقول الكاتب انه اكره الحسين وغيره من شباب المهاجرين على البيعة له,تكلم عن زياد والمغيرة و أكثر من الكلام عنهما وماكان من ولايتهم للبصرة و الكوفة وما كان في سياستهما من مكر و خديعة وموالاة لمعاوية,تكلم عن استلحاق زياد بمعاوية وخاض قدر ما خاض في هذا الموضوع ولاثبات حسن نيته قال أنه لا يعلم ما سيكون من حساب الله لهما!! يقصد معاوية و زياد,تكلم كثيراً فيما كان من بطش وطغيان زياد على حد زعمه,ثم تكلم على ما كان بين زياد وحجر بن عديّ الى تكلم عنه في نبذة بسيطة عن تاريخه إلى أن كان يعارض المغيرة ومن بعده زياداً,وما كان من كيد زياد له حتى قتله معاوية على حد زعم الكاتب وكل هذه الحوادث التى يتكلم عنها الكاتب أذكر من يقرأ كلامي هذا بأن يتحروا الصواب قبل أن يصدقوها و أصدقكم قولاً بأني لم أتحرى الحق فيها من الباطل لصعوبة البحث علىّ,تكلم عن قتل أبا بلال وهو يصلى عند شدة معارضتهم لابن زياد,ثم ختم بالحديث عن سياسة معاوية وهل يرضى الناس عن سياسته ام لا,,,,,
رحم الله الكاتب على مجهوده وغفر له خوضه في حديثه في كثير مما لم يكن له داعى من وجهة نظري! -
ولله حكمة أجري عليها أمور الناس ، والله بالغ أمره قد جعل لكل شيء قدراً .... بتلك الكلمات انهي عميد الأدب العربي طه حسين الفتنة الكبري بكل ما فيها من خطوب سنواتها الطوال .
قرأت في الفتنة الكبري لكُتّاب كثر من بينهم عبد الرحمن الشرقاوي وخالد محمد خالد .. لكن حقيقة اسلوب العملاق طه حسين يتخطي كل الحدود ، أولا في الحيادية في سرد الاراء التاريخيه في اغلب المشاهد والوقائع وذلك لكونه ينقل حدث تاريخي ثم يدلو برأيه في سلاسه واقناع قوي يغلب عليه العقل لا العاطفه .. فمن الطبيعي ان يكون الكاتب مع الامام علي في محنته ولكن نراه يأخذ علي الامام إن أخطأ في واقعه او برأي .. وهذا أكبر دليل علي الحيادية في سرد التاريخ والتي تندر الآن من كتاب كبار للأسف
ثانياً .. الأسلوب الأدبي في سرد المشاهد والمشاعر الغالبه علي الشخوص واهالي الأمصار التي تشهد وقائع الفتنه الكبري كالحجاز والبصرة والكوفة الخ ، ووصف التحول في المشاعر وميولهم والنزاع الانساني بينهم في صور متعددة
ثالثاً .. التحليل السياسي العميق للتحول في الامه الاسلاميه الطبيعي كأي أمه وحضاره تمر بمراحل تاريخيه فحلل كيف تحولت دولة الخلافه الي ملك عضوض وكيفية التحايل عليها بأسم الدين وبأسم كبار الصحابة وبرفع المصاحف علي أعناق الرجال !! .. وتحليل الكاتب من أمتع وأبلغ ما قرأت في تلك المشكله اللي لحقت بالمسلمين
موضوع الفتنــة الكبري مسكوت عليه في بلادنا لحكمه يعلمها حكامنا وولاة أمورنا وأصحاب الايمان الضعيف والقلوب الحائرة في دينها !! ، مع ان معرفة أمر جلل كالذي جري في الامة الاسلاميه قرابة نص قرن ويزيد والذي بشر به النبي (ص) فاعل قوي في تغيير النظرة للمجتمع ككل من نظرتنا له كمجتمع اسلامي مثالي خالي من الاخطاء والخطايا والنظر له كمجتمع انساني ككل المجتماعات لا يبرأ من خطأ ولا يترفع عن الاطماع البشرية .. ويبين أكذوبة الدولة الاسلامية المزعومه والتي يروج لها سياسياً في بلادنا لمطامع ارائها لا تقل دونية عن اصحاب معاوية .. ختاماً سلسلة الفتنة الكبري ( عثمان ـ علي وبنوه ) تستحق ان تكون كتاب يدرس في مدارسنا وجامعاتنا لما فيه من حكمة وعظة في أطار ادبي رفيع .
والله بالغ أمره . -
مراجع موثوق فيها
هناك مجموعة من المراجع الموثوق فيها التي تحدثت عن أحداث الفتنة، وهي:
1- العواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي، وهو من أفضل الكتب على الإطلاق التي كُتبت للرد على من طعن في الصحابة رضي الله عنهم، وهو غير كتاب العواصم والقواصم.
والقاضي أبو بكر بن العربي ولد بأشبيلية بالأندلس في أواخر القرن الخامس الهجري، وحفظ القرآن وعمره خمس سنوات، وحفظ القراءات العشر، وعمره ستة عشر سنة، ثم أخذ يسيح في الأرض طالبًا العلم، فرحل إلى الجزائر، ومصر، والحجاز، والشام، وفلسطين، وغيرها من البلدان، وقد التقى خلال رحلاته بالكثير من العلماء المشهورين، وتعلّم منهم، ورجع ليؤلّف، وقام بعمل أكثر من خمسة وثلاثين مؤلفًا، ومن مؤلفاته كتاب (أنوار الفجر في تفسير القرآن) وعدد صفحاته مائة وستين ألف صفحة، وكانت تحمله الجمال، وقد كتبه في أواخر القرن الخامس الهجري وحفظ في أكثر من مكان حتى انتهى به الأمر في القرن الثامن الهجري عند ملك مراكش وفُقد هذا الكتاب�� وكان ابن العربي قد كتبه في عشرين سنة، ومن أروع مؤلفاته هذا الكتاب (العواصم من القواصم)، وقد علّق عليه علامة من العصر محب الدين الخطيب، وأضاف عليه الكثير والكثير مما يسعد المرء أن يقرأه.
2- كتاب (منهاج السنة النبوية) لشيخ الإسلام ابن تيمية، وحق له أن يُلقّب بشيخ الإسلام، وسيف السنة المسلول على المبتدعين، وهذا الكتاب لا غنى عنه لمن يبحث في عقائد الشيعة، والقدرية، ومن يبحث في أحداث الفتنة، ويقع في أربعة أجزاء، ويستخدم المنطق، والعقل في الرد، والدفاع عن الصحابة رضي الله عنهم.
3- كتاب (البداية والنهاية) لابن كثير، وهو من أوثق الكتب، وأفضلها وينبغي لكل مسلم أن يجعله عنده، ولا بدّ من الأخذ في الاعتبار أن ابن كثير في بعض الأحيان كان ينقل عن الواقدي، فهذه الروايات تسقط، ولكن ابن كثير كان يذكر الروايات الأخرى الموثوقة، وقد نقل ابن كثير عن شيخه الطبري الكثير.
4- كتاب (الشيعة والتشيع) لإحسان إلهي ظهير، وهو من أفضل من كتبَ عن الشيعة وفضحَ مخططاتهم، وقد اغتيل حديثًا في ظروف غامضة، وكتابه هذا من أفضل ما كتُب حول الشيعة والتشيع.
5- كتاب (تاريخ الخلفاء) للسيوطي، يذكر قصة كل خليفة، وإن كان لم يتورع بشدة في رواية أحداث الفتنة. وقد توفي السيوطي سنة 911 هـ.
6- كتاب (حماة الإسلام) لمصطفى نجيب، وهو من الكتب القيّمة الصغيرة، ومعظم ما ورد فيه موثوق، وتعليقات المؤلف على ما ورد تعليقات جيدة وفي محلها.
7- وكتب استشهاد الحسين لابن كثير.
8- رأس الحسين لابن تيمية.
9- العقائد الشيعية لناصر الدين شاة.
10- حقيقة الخلاف بين علماء الشيعة وجمهور علماء المسلمين لسعيد إسماعيل.
11- الأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثنى عشرية لمحب الدين الخطيب؛ العلّامة الذي قضى جزءًا كبيرًا من حياته في دراسة وتفنيد أصحاب دعاوى التقريب بين علماء الشيعة، وعلماء السنة، ويقول أنه لا تقريب، إن هذا شيئًا مختلفًا بالكلية عن دين الإسلام، وكما سيأتي في دراسة عقائد الشيعة الموجودة في كتبهم.
فهذه هي العقائد التي ينبغي أن نفهمها، ونحفظها جيدًا، ونحن بصدد دراسة هذا الموضوع الخطير؛ أحداث الفتنة، وعندما نقرأ في أي كتاب من الكتب لا نسلم رقابنا لأي كاتب.
لأنهم يريدون أن يفهّموا الناس أن الدولة الإسلامية ما قامت إلا في عهد أبي بكر وعمر فقط، بعد ذلك لا يمكن للإسلام أن يقيم دولة، فما دام الإسلام قد جاء، وحكم فستكون الدماء، والأشلاء، والضحايا، فلا داعي إذن لإقامة دولة الإسلام، وإلا كان مصيرنا كمصيرهم، فإذا كان الصحابة رضوان الله عليهم وهم من أخذوا من الرسول مباشرة، قد فعلوا هذه الأفاعيل- في زعمهم- فماذا سيفعل غيرهم، فهذا هو الهدف الرئيسي الذي من أجله ينشرون هذه الروايات، وهذه الأكاذيب.
ومن ثَم فعليك عندما تقرأ في هذه الأحداث أن تتأكد من المراجع والمصادر التي تذكر الحدث، وتعرف مدى الصحة والضعف. -
صور لنا عميد الادب العربى الفتنة بحيادية تامة وسرد الحقائق ولم يتكلف مثل بعض الراوة
.................................................................................................... فى هذا الجزأ من الكتاب يأكد لنا الكاتب ان سيدنا على جاء فى وقت قد انصرف الناس فية عن الدين و ارادو الدنيا فقعدو وخافو على ارواحهم من حرب لن تفيدهم بغنيمة...... ......................................................
ارى ان سيدنا على هو شهيد الحق وقصة مقتلة مؤثرة جدا .................................................................................
اذا حق فعلا ما فعة سيدنا عمرو بن العاص بخصوص موضوع التحكيم ف انا ارى ان كل شر جاء بعد ذلك من مقتل سيدنا على و وغارات معاوية على بلاد المسليمن و خلافة معاوية بما فيها من ظلم وقهر وقتل وخلافة يزيد اللتى كانت اشد فجاعة من خلافة والدة يتحمل وزرة سيدنا عمرو
.......................................................................
يصور لنا الكاتب كيف تم انشاء جماعة الشيعة وانها لم تنشأ فى حياة سيدنا على ولاكن نشأت فى ايام سيدنا الحسن وانهم لقب الشيعة لم يكن حكر عليهم وانما كان يقصد بة جماعة من الناس تؤيد هذا الشخص او غيرة فى رأية مثل شيعة على وشيعة الحسن وشيعة معاوية وشيعة عثمان
................................................................................................
يحكى ايضا الكاتب قصة الخوارج تفصيلا و يسرد معظم قادات الخوارج وكيف قتلوا وفيما قتلوا
......................................................................................
ان الفتنة هى ابتلاء امتحن الله بة الامة وكما قال الكاتب فى نهاية الكتاب (ولله حكمة اجرى عليها امور الناس والله بالغ امرة قد جعل لكل شىء قدرا )
والسلام ختام يا جدعان :) -
عبارة قالها الامام علي كرم الله وجهه تُلخص احداث الفتنة عندما سؤل هل يجتمع الزبير وطلحة وعائشة علي باطل ؟؟؟
فقال : ان الحق و الباطل لا يعرفان بأقدار الرجال. اعرف الحق تعرف أهله و اعرف الباطل تعرف أهله
العبرة بالمبادئ لا بالاشخاص -
تلخيص الكتاب :)
واجه المسلمون إثر مقتل عثمان مشكلتين من أخطر ماعرض لهم منذ خلافة ابي بكر , احداثا تتصل بالخلافة والثاني بإقرار النظام وتطبيق حدود الله, حيث أمسى المسلمون يوم قتل عثمان ليس لهم إمام يدبر لهم أمورهم ويقيم حدود الله , ويرعى الدولة الضخمة التي اقامها ابو بكر وعمر وزادها عثمان اتساعاَ .
كانت للمسلمين جيوش مرابطة في الثغور لم يكن همها الأول الفتح فقط , وانما تثبيت النظام فيما فتح من البلدان .
* * *
كان أصحاب النبي من المهاجرين والأنصار قد وقفوا ثلاث مواقف من هذه الفتنة :
الأول : من يطالب بالإصلاح , كأبو ذر وعمار بن ياسر .
والثاني : من اعتزل الفتنة , كسعد بن أبي وقاص , وسعيد من زيد .
الثالث : من سعى بين عثمان وخصومه , بعصهم ينصح الخلافة ويحاول ان يتم الصلح بينه وبين الثارين , وبعضهم يعرض على الخليفة او يقف موقفاَ , يوصف بالموقف المخذل للثائرين او المنكر عليهم , كعلي بن أبي طالب .
فلما قتل عثمان استرجع اكثر الصحابة لأنهم لم يستطيعوا أن ينصروه وفكروا في غد وأرادوا ان يتسقبلوا أمورهم , وأما الآخرون فجعلوا يترقبون مايفعل الناس ويفكرون في انفسهم وبمن يلوذون من الزعماء .
ولم يكن للمسلمين نظام مقرر مكتوب أو محفوظ يشغلون به منصب الخلافة حين يخلوا , وإنما كانوا يواجهون خلو هذا المنصب كما يستطيعون أن يواجهوه .
* * *
بيعة أبو بكر كانت فلتتة و قى الله المسلمين شرها كما قال عمر .
وعمر بويع بعهد من أبو بكر . ولم ينكر المسلمين ذلك .
وعمر لم يعهد لأحد وإنما جعل الأمور شورى بين أولئك النفر الستة من المهاجرين الذين كان النبي راضِ عنهم حين مات .
فاختاروا هؤلاء الستة عثمان ولم يختلف عليه أحد منهم .
ولم يعهد عثمان ولو قد فعل لما قبلوا الناس عهده لكثرة ما أنكروا عليه وعلى ولاته وبطانته من الأحداث .
بالإضافة إلى أن الستة الذين عهد إليهم عمر بالشورى قد أصبحوا حين قتل عثمان أربعة , مات عبدالرحمن بن عوف في خلافة عثمان وقتل ثانيهم وهو عثمان , فبقى ابن ابي وقاص والزبير وطلحة وعلي بن أبي طالب .وتجبنها ابن ابي وقاص فصاروا ثلاثة .علي وطلحة والزبير .
وقد كان الأمر مختلفاَ بين علي وطلحة والزبير وليس لهم موقف واحد من الخلفية المقتول ولا من حيث الظروف التي قتل فيها .
فعلي كان يخذل الناس عن الثورة والفتنة ماوجد إلى تخذيلهم عنها سبيلاَ وقد صفر بينهم وبين عثمان واجتهد في أن يوصل الى عثمان الماء حين أدركه الظمأ لشدة الحصار .
(قد تكون الرواية مردودة عند الشيعة , على إعتبار أن علي أراد أن يعيد ماوهبه عثمان لأبناء عمومته ,ورؤوس الثوار كانوا تقريباً في جيشه بعد
توليه الخلافة, وبعضهم كان من أخلص أصحابه )
والزبير لم ينشط في رد الثائرين نشاطاَ ملحوظاَ , ولم ينشط في تحريضهم نشاطاَ محلوظاَ أيضاَ , فكان يترقب وهواه مع الثائرين ولعله لم يكن يظن أن الأمر سيصير إلى ماصار إليه .
وطلحة كان يميل إلى الثائرين جهاراَ , وكثيراَ ماشكا منه عثمان سراَ وجهراَ , واستعان بعلي عليه , فاتسجاب علي لذلك فذهب الى طلحة ورأى عنده جماعة ضخمة من الثائرين وحاول أن يرده عن خطته فلم يستجب طلحة , فخجر علي من عنده الى بيت المال واستخرج مافيها وقسمه بين الناس فتفرق اصحاب طلحة عنه ورضى عثمان بفعل علي .
وزعم الرواة أن طلحة بعد ذلك أقبل على عثمان تائباَ معتذراَ فقال عثمان : لم تجيء تائباَ وإنما جئت مغلوباَ والله حسيبك ياطلحة .
* * *
وقد وقع الثائرون بعد قتل عثمان في حيرة حائرة , وكانو يعلمون أن لابد للناس من إمام وأن يباع علي في أسرع وقت ممكن قبل ان يستبد عمال عثمان بما لديهم ويرسل أقواهم معاوية جنده إلى المدينة ليخضعها له ويعاقب الثائرين على ماقدموا . وكانو يعلمون أن أحداَ منهم لايستطيع أن ينهض بإمامة المسلمين بأن أمر الإمامة للمهاجرين والأنصا يبابيعون بها من يختارون من قريش .
وكانت اهواء الأمصار مختلفة , فكان أهل مصر مع علي , والكوفة مع الزبير , والبصرة مع طلحة .
وقد ألح الثائرون على المهاجرين والأنصار في اختيار الخلفية , وقد رأى المهاجرين والأنصار أن لابد مما ليس منه بد . فإذا هم يميلون لعلي على صاحبيه .
فأقبلوا على علي يحرضون عليه الخلافة ويلحون عليه , وكذلك الثائرون , وحاول علي أن يمتنع فلم يجد إلى الإمتناع سبيلاَ .
فما كان يستطيع الامتناع بعد أن قدمها الثائرون وهؤلاء المهاجرون والأنصار .وقد بايع الناس علي فأبى نفر عن البيعة فلم يلح عليهم علي في البيعة , وهؤلاء عم سعد بن أبي وقاص , وقال لعلي : ماعليك من من بأس .
ومنهم عبدالله بن عمر , وطلب إليه علي من يكفله لأن يلزم العافية ويفرغ عن أمر الناس , فأبى أن يقدم كفيلاَ , فقال له علي : ماعلمتك إلا سيء الخلق صغيراَ وبيراَ , ثم قال : خلوه أنا كفيله .
وامتنع قوم آخرون فم يلح عليهم علي , وقد اتمنع طلحة والزبير فأكرههما الثائرون عليها ولم يتركهما علي وشأنهما كما ترك بن ابي وقاص وابن عمر وغيرهم , فقد كان علي يعلم من أمرهما ماعلم الثائرون .
فطلحة من أشد الناس على الخلفية المقتول وأنه كان يطمح إلى ولاية الأمر , وزبير لم يأمر ولكنه لم ينه . ولم يكن أقل من طلحة طموحاَ إلى ولاية الأمر . فلم يعفهما علي عن البيعة ليستوثق منهما بقدر ماكان يمكن أن يستوثق منهما .
* * *
وتمت البيعة لعلي في المدينة بعد مقتل عثمان , وظهر أن الأمر قد استقام لعلي في الحجاوز وفي ثغور الكوفة والبصرة ومصر , ولم تستقم له الشام , ذلك أن الشام لم تشارك في الثورة , وكان حكمها إلى معاوية ابن عم عثمان من جهة أخرى ,ولكن المهم أن علي أصبح أميراَ للمؤمنين وتمت البيعة .
وبها قد حلت احدى المشكلتين الخطيرتين , مشكلة الخلافة والخليفة الجديد
ولم يكن بد من أن يعرض الإمام الجديد للمشكلة الثانية وهي مشكلة الإمام المقتول فقد كان ينبغى أن يظهر أمر الله في قتل هذا الإمام وفي قاتليه , هل قتل ظالماَ ؟ إذا فلا ثأر له ولا قصاص من قاتليه . أ�� قتل مظلوماَ ؟ إذاَ فلابد من أن يثأر له لإمام الجديد وينفذ في قاتليه أمر الله وهو القصاص .
المهاجرين والأنصار كانوا يرون أنه قتل مظلوماَ وأن يجب للإمام الثأر لدمه , وأن أمور الدين لاتستقيم إذا ضيعت الحقوق وأهدرت الدماء ولم تقم الحدود .
* * *
لم يكن علي متردداَ ولا شاكاَ ولا قلق الضمير حين هم بقتال أهل الشام حين رفضوا البيعة وحين تحول عنهم إلى أمر طلحة والزبير حين أظهرا النكث والخلاف , ولكنه في بعض مواطنه قال كالنادم المحزون : لو علمت أن الأمر يبلغ هذا المبلغ مادخلت فيه , يريد أنه لم يكن بظن بهذين الشيخين وبعائشة أن يبلغ بهم الأمر مابلغ من تفريق كلمة الحمل وحمل بعضهم على أن يسلوا سيوفهم على بعض , ولو قد علم أن خلافته ستكون مصدر فتنة وفرقة لأعرض عنها إيثاراَ لعافية المسلمين واجتماع كلمتهم ولصبر في نفسه على ماتكره كما فعل حين بويع للخفاء الثلاثة من قبله .
* * *
سأل رجل علي ذات يوم : أيمكن أن يجتمع الزبير ولطحة وعائشة على باطل ؟ فقال : إنك لملبوس عليك , إن الحق والباطل لايعرفان بأقدار الرجال , اعرف الحق تعرف أهله , واعرف الباطل تعرف أهله , وما أعرف جواباَ أروع من هذا الجواب الذي لايعصم من الخطأ أحداَ مهما تكن منزلته ولا يحتكر الحق لأحد مهما تكن مكانته بعد أن سكت الوحي وانقطع خبر السماء .
* * *
روى الغلاة من خصوم الشيعة قصة ما أراها تستقيم , لأنها تخالف طبيعة الأشياء ولا يستسغيها إلا أصحاب السذاجة أو الذين لايتكلفون أ يريدون تصوير التاريخ كما كان بمقدار مايريدون تصويره كما تمنوا أن يكون , فقد زعم هؤلاء الغلاة أن الذين تولوا كبر الثورة بعثمان جزعوا حين أحسوا أن أمر الناس صائر إلى الصلح وأشفقوا أن يكونوا ثمن هذا الصلح فاجتمع ناديهم بليل وجعل يديرون الرأي بينهم على نحول ماتجد في السيرة من اجتماع قريش بدار الندوة وائتمارهم بالنبي وحضور ذلك الشيخ النجدي الذي اتخذ ابليس صورته ليشهد أمر القوم ويشير عليهم .
وكان إبليس الجماعة في هذه القصة ذلك اليهودي الذي أسلم بأخرة ومضى في الأمصار يفسد على النام أمور دينهم وأمور دنياهم ويؤلبهم على عثمان , وهو عبدالله ابن سبأ المعروف بابن السوداء .
وقد جعل القوم بتشاورون وجعل إبليس القوم يسفه ماكان يعرض من الآراء حتى انتهوا إلى رأي أعجب به ابن السوداء كما أعجب إبليس برأي أبي جهل في أمر النبي , وكان هذا الرأي الذين أعجب به ابن السوداء هو أن يحزموا أمرهم ويكتموا سرهم حتى إذا التقى الجمعان أنشبوا القتال من غير أمر من علي , فأثاروا الحرب وحالوا بين الفريقن وبين ماكانوا يريدون من الصلح .
وتمضي القصة فتروى أن القوم أنقذوا خطتهم كما دبروها , فأنشبوا القتال حين كان طلحة والزبير وعلي قد أجمعوا أمرهم على الصلح , والتكلف في هذه القصة أظهر من أن نحتاج إلى كثير عناء في ردها , فلم يكن علي وأًحابه من الغفلة بحيث تدبر الخيانة في معسكرهم ويدبرها قوم من قادتهم ولا لايشعرون وإنما الوجه الذي يلائم طبيعة الأشياء هو مارواه المعتدلون من المؤرخين من أن القوم قد التقوا عند البصرة ووقف بعضهم لبعض وتناظروا ولم تغن الناظرة عنهم شيئاَ لكان مالم يكن بد من أن يكون .
* * *
كان الزبير رقيق القلب شديد الخوف من الله شديد الحرص على مكانته من رسول الله وكانت حيرته شديدة منذ وصل إلى البصرة ورأى ما رأى من افتتان الناس واختلافهم وازدادت حيرته حين عرف أن عمار بن ياسر قد أقبل في أصحاب علي , وكان المسلمون يتسامعون بقول النبي (ص) لعمار : ويحك يا ابن سمية , تقتلك الفئة الباغية .
فلما عرف أن عماراَ في جيش علي أصابته رعدة شديدة إشفاقاَ من أن يكون من هذه الفئة الباغية وقد تماسك مع ذلك حتى لقي علي وسمع من ماسمع وهنالك ابتبانت له بصيرته فانصرف عن القوم ولم يقاتل حين قتل غيلة بوادي السباع . وقد حزن علي لمقتله وبشر قاتله بالنار , وإخذ بسيف الزبير وهو يقول : سيف طالما جلا الكرب عن وجه رسول الله (ص) .
ومضى الزبير إذاً ولم يقاتل .
* * *
كانت عائشة فيما يروى المؤرخون والمحدثون أشد المغلوبين حسرة وأعظمهم ندماَ وكانت تتلو : { وقرن في بيوتكن } إلى آخر الآية ثم تبكي حتى يبتل خمارها وكانت تقول : وددت لو أني مت قبل هذا اليوم بعشرين عاماَ . وكانت تقول بعد رجوعها إلى الحجاز : والله إن قعودي عن يوم الجمل لأحب إلي لو أتيح لي أن يكون لي عشرة بنين من رسول الله (ص) .
58 -
****(الفتنة الكبرى) علىّ و بنوه... استكمالا للجزء الأول عن عهد عثمان رضي الله عنه ؛ و التي اتضح أنها لم تكن سوى بداية الفتن التي تداعت على الأمة الإسلامية في عهد عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه ومن بعده كقطع الليل المظلم حيث زادت الفتنة إلى مدي لا يعلمه إلا الله و أودت بحياة الآلاف بدءا من الصحابة الكرام و حتى الآن.
*** اعتمد الكاتب في هذا الجزء _ كسابقه _ على سحر اللغة و سلاسة السرد و التسلسل في الأحداث كي يتمكن من فض الاشتباكات و الخيوط المعقّدة حول ملابسات هذه الفتن و هذا يكفي الكاتب كي يأخذ تقييماً كاملاً _ بصرف النظر عن آرائه و التي عصف فيها بالثوابت التي نعرفها .
***تكمن صعوبة السرد في هذا الجزء عن سابقه في كثرة الفتن التي حدثت و تداخلها معاً رغم اختلاف أسبابها و أبطالها ولكن تتوحد جميعا في أن المبتليَ هو الخليفة الراشدي الرابع.
**اعتمد الكاتب في هذا الجزء على إعمال العقل و تقديمه على النقل و هذا كان في رأيي مطلوبا لكثرة الرواة و اختلاف رواياتهم و طغيان الهوى عليهم فمنهم من يؤيد العراق و يحمل على معاوية و من قبله عثمان و منهم من يهوي الأمويين و يسرف في حق علي و بنيه و لذا استخدم الكاتب عقله و تحليله لمنطق الأحداث دون النظر الى أبطال هذه الأحداث.
*****مأخذي على الكتاب :_
١- وضح تأثر العميد بالبلاذري فقط و عدم التنوع في الروايات و هذا ما لا يجب أن يكون فربما يتكشف له آفاق أخرى حول تلك الفتنة.
٢- التعجيل في أمر ابني على الحسن والحسين (سواء صلح الحسن و مقتل الحسين و ال بيته) و هو ما كان غير متناسبا مع الإسهاب في قصة على بن أبى طالب.
٣- وقع الكاتب في معضلة دخوله في نفوس أبطال الفتنة مما جعله يسئ الظن بأبطال هذه الأحداث حتى و إن كانوا من كبار الصحابة او من توفى الرسول و هو عنهم راضٍ.
****نظرة عامة على الكتاب :
*أولا :فترة خلافة على بن أبى طالب : حتى الفصل الأربعين.
- أوضح الكاتب أن علىّ أراد تطبيق سياسة عمر بن الخطاب و لكن على جيل جديد رأى من لين عثمان و من رخاء العيش ما لم يكونوا على استعداد للعودة لعهد عمر بن الخطاب والذي كان يتمتع بالفراسة الصادقة و قال "ﻟﻮ وﻟﻮﻫﺎ اﻷﺟﻠﺢ ﻟﺤﻤﻠﻬﻢ ﻋﲆ اﻟﺠﺎدّة".
- اصطدم علىّ بما اصطدم به عثمان في أول خلافته حيث القصاص فعلي كرم الله وجهه أراد أن يقتص عثمان من عبيد الله بن عمر في مقتل الهرمزان بدعوى أن القصاص واجب فتعرض لنفس الموقف مع اختلاف أن المقتول هو الخليفة الثالث و صهر رسولنا الكريم؛ و رغم ذلك لم يستطع القصا�� و هو ما أوقعه في الفتنة الكبرى.
- قسم الكاتب حروب علىّ بن أبى طالب إلى ٣ جبهات على التوالي و التوازي أيضاً :
اولا : حربه ضد عائشة و طلحة و الزبير : و كانت حرب الصحابة بهدف :القصاص من قتلة عثمان مع الاختلاف بينهم في إمكانية أخذ القصاص و موعد أخذه وأيضاً جعل أمر الخلافة شوري بين المسلمين ؛ أي كانت من أهل الدين ضد أهل الدين من أجل الدين.
انقسم الصحابة في هذه الفتنة الي ثلاث :جبهة علىّ و معه عبدالله بن عباس و عمار و غيرهم؛ و جبهة طلحة و الزبير و عائشة و إن اعتزلهم الزبير قبل موقعة الجمل؛وجبهة مَن اعتزل الفتنة كسعد بن أبي وقاص و عبد الله بن عمر و أسامة بن زيد.
انتهت هذه الفتنة للأسف بحرب بين البصرة و الكوفة و مات آلاف الصحابة الكرام منهم عمار بن ياسر و طلحة بن عبيد الله و الزبير في موقعة الجمل.
ما يميز تلك الفتنة عن غيرها هو أنها كانت غير ممتدة _أي انتهت بموقعة الجمل و ما تبعها بندم السيدة عائشة و عودتها مكة و لكن رغم انتهائها فإنها كما قال الكاتب "وﻛﺎن ذﻟﻚ اﺑﺘﺪاءً ﻣﺸﺌﻮﻣًﺎ ﻟﺨﻼﻓﺔ ﻛﺎن ﻳُﺮﺟَﻰ أن ﺗﻜﻮن كلها بركة ".
ما يميز الكاتب هنا أنه لفظ الروايات المتكلفة و التي يظهر فيها من الغلو ما لا يستقيم مع منطق الأحداث مثل نفيه لدور عبد الله بن سبأ (ابن السوداء ) في موقعة الجمل.
- مأخذي على الكاتب :
١ - ربط دخول عائشة هذه الحرب بكراهيتها لعلي بن أبي طالب لأنه من بني هاشم و أنها كانت تفضل طلحة للخلافة لأنه من قومها؛ وهذا فيه ترسيخ لقواعد الجاهلية و العصبية القبلية التي حذر منها رسولنا الكريم؛ كما أنه رأي شخصي للكاتب لا يصح الأخذ به مع أم المؤمنين وأحب زوجات الرسول إليه خاصة أن أخاها محمد كان في صف على ؛ بالإضافة إلى أن الزبير هو ابن عمة رسولنا الكريم و إن تزوج من أسماء اخت السيدة عائشة.
٢-إصرار الكاتب على أن أسباب دخول الزبير و طلحة الحرب هو طمعهما في أن تكون الخلافة لأي منهما أو على أقل تقدير ثلاثية؛ خصوصا أنهما أعطيا البيعة لعلي ثم رجعا فيها _حسب ظن الكاتب_؛ و بغض النظر عن الأسباب التي أدت لدخولهما الفتنة و لكن لا دليل على أن الطمع كان من ضمن الأسباب و لاسيما أن الزبير بن العوام لما تبين له الحق اعتزل موقعة الجمل و لم يشترك فيها حسب أغلب الروايات.
ثانيا : حربه ضد معاوية :
- كانت كما صورها الكاتب الحرب بين أهل الدين و الدنيا؛ أو بين الخلافة و الملكية "كما قال الكاتب أراد على الخلافة و أراد معاوية الملك ".
- ما يميز هذه الفتنة أنه كان من الطبيعي استقطاب الطرفين لأي من أبطال الطرف الآخر و خاصة قطب معاوية حيث كان يغدق العطايا لكل من يأتي من جهة علىّ مثل أخيه عقيل و عمرو بن العاص.
- اهم أحداثها هي معركة صفين حيث كانت الخدعة من جبهة معاوية برفع المصاحف على أسنة الرماح و اللجوء إلى التحكيم ما أدى إلى ظهور جبهة الخوارج الذين كانوا معارضة من أجل المعارضة و شوكة في ظهر علىّ بل و الأمة الإسلامية فيما بعد تحت ستار الدين.
- مأخذي على الكاتب:
أشار الكاتب إلى خدعة التحكيم حيث خلع أبو موسى علي و معاوية و خلع عمرو بن العاص علىّ و ثبت معاوية لأن سبب موقعة صفين هو المطالبة بالثأر من قتلة عثمان فمعاوية يرى أنه الأحق بالثأر و علىّ يرى أنه ولي الأمر و له الحكم و القصاص؛ و عليه فلم يكن ترشيح معاوية للخلافة في الحسبان؛ و أميل أكثر إلى الرواية التي رفضها الكاتب بأن الحكمين لم يصلا الي حل.
ثالثا : حرب الخوارج :
- هي حرب فكر شذ عن الجماعة؛ و لذا كانت حروبا و ليست حربا؛ فكانوا كالسوس ينخر في جبهة على و من معه من اهل الكوفة.
- أهم حروبها نهاوند و غيرها حيث قتل منهم ثلاثة الاف و ظن أنه تخلص منهم و لكنها كانت البداية.
- ما يميز هذه الفتنة أنها كانت على التوازي مع حرب أهل الشام؛ كما أنها أنهكت علىّ و جماعته لأنه كان يحارب جماعة من جبهته أي يقتل بعضهم بعضا و بالتالي كره أهل الكوفة هذه الفتنة و ثبطهم عن الخروج مع علىّ فيما بعد للشام.
- أنهكت تلك الفترة من جبهة علىّ الكثير و على العكس تقوّى معاوية بمن استقطبهم من أتباع علىّ مثل مصقلة و بالتالي قام معاوية بالإغارة على مصر و العراق و مكة و اليمن و غيرها من الأمصار.
- ثم كانت نهاية الأحداث الدموية تلك بمقتل علىّ بن أبى طالب و محاولة اغتيال عمرو و معاوية من قبل الخوارج.
*ثانيا : فترة ما بعد على:_
تحدث الكاتب في عجالة عن الحسن و صلحه مع معاوية ما حقن دماء المسلمين بهذا الصلح ثم بعد وفاته _التي اختلف الرواة في سببها_ و وفاة معاوية و إسراف ابنه يزيد في الفجور و القتل حتى انتهت الأحداث بقتله للحسين و معظم آل بيت رسولنا الكريم.
أكتفي هنا بما قاله الحسن البصري في معاوية "أربعة خصال كنٌ ﰲﻣﻌﺎوﻳﺔ، ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﻬﻦ إﻻ واﺣﺪة ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻣﻮﺑﻘﺔ: اﻧﺘﺰاؤه ﻋﲆ ﻫﺬه اﻷﻣﺔ ﺑﺎﻟﺴﻔﻬﺎءﺣﺘﻰ اﺑﺘﺰﻫﺎ أﻣﺮﻫﺎ ﺑﻐير ﻣﺸﻮرة ﻣﻨﻬﻢ، وﻓﻴﻬﻢ ﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ وذوو اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ؛
واﺳﺘﺨﻼﻓﻪاﺑﻨﻪ ﺑﻌﺪه ﺳﻜريًا ﺧﻤريًا ﻳﻠﺒﺲ اﻟﺤﺮﻳﺮ وﻳﴬب ﺑﺎﻟﻄﻨﺎﺑري،
وادﻋﺎؤه زﻳﺎدًا، وﻗﺪ ﻗﺎل رﺳﻮل!ﷲ ﷺ: اﻟﻮﻟﺪ ﻟﻠﻔﺮاش وﻟﻠﻌﺎﻫﺮ اﻟﺤﺠﺮ،
وﻗﺘﻠﻪ ﺣُﺠﺮًا، وﻳﻞٌ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﺠﺮ وأﺻﺤﺎب ﺣﺠﺮ"!
*****أغرب الأحداث :
١ - قصة عبد الله بن عباس ترجمان القرآن و ابن عم علي و الرسول الكريم؛ و هذا لا يستقيم مع ما قاله الكاتب في حقه عن رؤيته لأفول نجم علىّ و بالتالي حمله ما استطاع من بيت مال ولايته البصرة و هروبه إلى مكة ليتنعم بالرغد من هذا المال؛ فهذا قول غريب و ليس لي تعليق عليه. و لكن الأكيد أنها كانت قاصمة لظهر علىّ لأنها كانت من أقرب الأقربين له.
٢- قصة استلحاق زياد بأبي سفيان : إلحاق نسب زياد بن أبيه بابي سفيان بشهادة معاوية أن أم زياد كانت في فراش أبي سفيان؛ من أعجب ما قرأت أن يسعى شخص عربي إلى إلحاق نسبه بغير أبيه و كانت فيها دعوى الجاهلية حيث قال رسولنا الكريم الولد للفراش؛ و هذا يتسق مع سيرة زياد و ابنه في فجورهم و جرمهم في حق المسلمين عامة و آل البيت خاصةً.
***إجمالا الفتنة الكبرى بجزئيها من أفضل ما قرأت؛ تاريخ دموي معقد ينفر عنه معظم المؤرخين و الدعاة تمت صياغته بأسلوب أدبي بديع و جرئ بالطبع؛ ينصح بقراءته و تدبره و إعمال العقل فيه كما فعل الكاتب مع ما سبقه من نصوص و روايات ؛ مجهود عظيم من عميد الأدب العربي يشجعك على الاستزادة من القراءة سواء للكاتب او لتلك الحقبة. -
أسم الكتاب : الفتنة الكبرى ( على وبنوه )
المؤلف : طــه حُسين
عدد الصفحات : 271
التقيم : 5/5
____________________
فـرد علي : يا هذا ، إن الحق والباطل لا يُعرفان بأقدار الرجال. اعرف الحق، تعرف أهله و اعرف الباطل تعرف أهله
,
وقد انتهت هذه الفتنة، التي شبت نارها في المدينة سنة خمس وثلاثين بقتل عثمان، إلى هذه المرحلة من مراحلها بعد أن اتصلت ثلاثين عامًا أو نحو ذلك، وبعد أن أثارت من الخطوب الجسام ما رأيت، وبعد أن سُفِك فيها ما سُفِك من الدماء، وأُزهِق فيها ما أُزهِق من النفوس، وانتُهِك فيها ما انتُهِك من الحرمات، وقُضِي فيها على سنة الخلافة الراشدة، وفُرِّق فيها المسلمون شيعًا وأحزابًا، وأُسِّس فيها ملك عنيف لا يقوم على الدين وإنما يقوم على السياسة والمنفعة، وكان يظن حين استقام أمر هذا الملك لمؤسسه عشرين عامًا، أنه سيمضي في طريقه وادعًا مطمئنًّا مستقرًّا في بني أبي سفيان دهرًا على أقل تقدير، ولكنه لم يستقر فيهم إلا ريثما تحول عنهم.
,
ثم لم يتحول عنهم في يسر ولين؛ لأن الفتنة لم تنقضِ بموت يزيد، وإنما قطعت مرحلة من مراحلها، ثم استأنفت عنفها وشدتها بعد موت يزيد، فعرضت المسلمين ودولتهم لخطوب ليست أقل جسامة ولا نكرًا من الخطوب التي صورنا بعضها فيما قرأت من هذا الكتاب.
,
وقد أصبح للمسلمين مثل بعينه من هذه المثل العليا الكثيرة التي دعا إليها الإسلام، وجعلت الفتنة تدور حول هذا المثل الأعلى لتبلغه فلا تظفر بشيء مما تريد، وإنما تسفك الدماء وتزهق النفوس وتنتهك المحارم وتفسد على الناس أمور دينهم ودنياهم، وهذا المثل الأعلى هو العدل الذي يملأ الأرض وينشر فيها السلام والعافية، والذي تقطعت دونه أعناق المسلمين قرونًا متصلة دون أن يبلغوا منه شيئًا، حتى استيأس من قربه بعض الشيعة ولم يستيئسوا من وقوعه، فاعتقدوا أن إمامًا من أئمتهم سيأتي في يوم من الأيام فيملأ الأرض عدلًا كما مُلِئت جورًا.
.
ولله حكمة أجرى عليها أمور الناس، والله بالغ أمره، قد جعل لكل شيء قدرًا .. -
بعين الانصاف والباحث عن الحق لا بعين القاطع بمصائر الناس واخرتهم يواصل العميد طه حسين الخوض في احدى اعتى الازمات واعظم الفتن التي مرت على تاريخ المسلمين مذ انزل الله دينهم على نبيهم وحملوا الامانة وما كان اكثرهم بعد ذلك بالمستقيم.
قرأت الكثير من الاعمال عن مراحل تدرج نشوء دولة الخلافة بعد وفاة النبي مرورا بسيرة الشيخين ووصولا الى الثورة على عثمان وارتماء المسلمين بعدها بين يدي الامام علي لينهض ويمسك بما بقي من دين وامة محمد ولكن بالفعل هذا العمل استقصائي محترم دار على الازمة بعين المنطق والحياد وقدم لنا تفصيلا لكل من اراد فهم مجريات تلك الاحداث التي للاسف لازلنا حتى اليوم نتألم من تبعاتها. -
رغم أنه كتاب تاريخي تأريخي لا أثر فيه لجماليات الرواية ومبالغتها الأدبية إلا أن تسارع الأحداث التي تفوق في غرابتها أبعد ما قد يتخيله عقل بشري يجعله كتاب مرشح للقراءة السريعة .. وعلى الرغم من هذا، تباطئت في قراءة هذا الكتاب، لا لشئ إلا لما يحمله من أحداث جسام ثقيلة على النفس، خطايا بشرية لا تغتفر ، دماء مسفوحة، حرمات مستباحة، وحروب غيرت المجرى السياسي والإجتماعي للأمة حتى الآن! كل هذا ولم ينتصف قرن على وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو المدهش والمؤسف في الأمر !
يستكمل د/طه حسين ما بدأه في الجزء الأول لهذا الكتاب في شرح أجده تفصيلي ومبسط في الوقت ذاته عما حدث منذ مقتل عثمان وما تلاه من أحداث تقاتلت فيها الأمة على مقاعد المُلك !!
رغم أن د/طه حسين إنتهج الحيادية التامة في عرض الأحداث إلا أنه لا يسعك إلا أن تتعاطف وتميل عقلاً وقلباً مع ابن عم رسول الله عليّ كرم الله وجهه، لا أصدق كم الظلم الذي تعرض له هذا الرجل النبيل وكيف صبر وكيف واجه وكيف وقف ثابتاً رغم غدر العدو وإنقلاب الصديق! تفاصيل محنته أبكتني عدة مرات ! ولم يخفف قسوة الأحداث إلا عذوبة كلمات سيدنا علي بن أبي طالب، فهو حقا من آل بيت فتح الله عليهم بمفاتح ومجامع الكلم فلا تجد أعذب ولا أجمل ولا أكثر طمأنينة مما خطه الكريم ابن أخو الكريم في خطاباته المختلفة التي عرضها د/طه حسين في كتابه بين الحين والأخر!
العرض التاريخي لكيفية بسط معاوية لسلطانه، لحروب الجمل والنهروان وغيرها، لخروج إحدى أمهات المؤمنين لتحارب عليّ كرم الله وجهه!!، لمكر وسعة حيلة معاوية، للهدنة التي عُقدت وللصلح الذي أتُفق عليه، وللتحكيم الذي إختلف حوله الناس، للخوارج ونشأتهم، ولمقتل عليّ كرم الله وجهه في نهاية الأمر كان أكثر من رائع! مفصل ومبسط في الوقت ذاته، لا تجد فيه الحشوات والمسودات الضخمة التي تجدها في كتب الأقدمين وكذلك عمد د/طه إلي تصفية الأحداث من شوائب الشبهه ومبالغات المؤرخين وعمد لعرض ما أتفق أغلب المؤرخين عليه بطريقة لا تصعب على تلقي القارئ غير المتخصص..
وهذا يقودنا لسؤال أخر .. كيف لا تشير المناهج التعليمية في بلادنا إلي هذه الحقبة التاريخية من قريب أو من بعيد على أهميتها الشديدة .. سياسة التجنب والتعتيم هي ما تنشر الجهل كالعادة .. وتنشر التطرف كذلك !!
لن أخوض في عرض تفاصيل الكتاب رغم أنها حاضرة ماثلة في ذهني ربما لعدم جدارتي وربما لأنني لا أود إستعادة تلك الأحداث الرهيبة، كل ما أود قوله هو أنني تذكرت وأنا اقرأ هذا الكتاب مقولة لطالما سمعتها وقرأتها في مواطن كثيرة تقول عن شعب مصر أنه "سُني المذهب، شيعي الهوى" .. نعم، أدركت الآن ذلك تمام الأدراك ولم تعد مجرد عبارة أرددها كالببغاء! إن حفاوة المصريين الكبيرة لآل بيت النبي –والتي لا تصل لمراتب التقديس كما نجد في بعض المذاهب الأخرى- إنما هي نابعة في الأساس عن تعاطف فطري مع أهل بيت رسول الله ، مع أسباطه وحفدته لما لهم من مكانه، ولكن ضف على ذلك تعاطف الناس ما تعرض له هؤلاء الأخيار من خطوب، نبذهم أقرب الناس وتخليت أغلب الشعوب عنهم سعيا وراء عرض الحياة الدنيا فقتلوا في سبيل الحق الذي دافعوا عنه مبتغين وجه الله الكريم الحليم.
قتل علي ومن ورائه توفي الحسن (مع وجود شبهة قتله بالسم) ثم لحقهما الحسين رضي الله عنهم أجمعين، كما قتل أعداد كبيرة من خيار صحابة النبي وحفظة القرآن ورواة الأحاديث وبقتلهم إنتهى الأمل الأخير في ترسيخ ما بدأه رسول الله عندما وضع الأسس الأولى لدولته فأنتهت الخلافة الراشدة الرشيدة وبدأت عصور الظلم والظلام في دول تنسب للإسلام بالاسم فقط لا غير!
يقول الحسن رضي الله عنه ما يُجمل المنهج الذي اتبعه واتبعه ابيه واخيه كذلك في أغلب الأحيان، يقول: "لو كنت بالحزم في أمر الدنيا أعمل ولسلطانها أعمل وأنصب، ما كان معاوية بأبأس مني بأساً ولا أشد شكيمة ولا أمضى عزيمة. ولكني أرى غير ما رأيتم. وما أردت فيما فعلت إلا حقن الدماء."
رحمة الله على المتقين وسلام على محمد وعلى أل محمد، اللهم أغفر لأولنا وأخرنا وأكتبنا من المؤمنين وألحقنا بالشهداء والصالحين وسلام ونور على روح عبدك طه حسين اللهم أغفر له وجازه عنا خير الجزاء -
كتاب قيم يعرض كيف قاسى االامام علي الامرين في فترة حكمه ولكن قبل ان ندخل في صلب الموضوء
دعونا نعرج الى الوراء قليلا وخصوصا في حياة الرسول محمد ص لكي نبين ان الامام علي هو اهلا للخلافة بعد النبي ولكن الامة اختارت غيره فاحترم رائيها،نلاحظ من خلال السيرة النبوية ان الامام علي هو ربيب محمد وعيبة علمه والمائر اوالفضائل التي يتمتع بها الامام علي على غيره من الصحابة بينة وواضحة وضوح الشمس
فالامام علي تربى في حجر النبي ولم يسجد لصم قط وفدى النبي ليلة الهجرة واخى الرسول بينه وبين علي كذلك في فتح باب خيبر عندما عجز عنه الصحابة وقال غدا اعطي الراية لرجل يحبه الله ورسوله
كذلك ترشيحه للخلافه في بيعة غدير خم عندما قال الرسول ص
الهم من كنت مولاه فهذا عليا مولا
الهم والي من ولاه وانصر من نصره
واخذل من خذله تلك البيعة الشهيرة التي نسيها المسلمون!!!!
وفضائل الامام علي اكبر من ان تحصى
لذلك ارد ان اقول ان الامام علي هو المع شخص من بين الصحابة لقيادة هذا الامة بحكم الفضائل التي نوهنا اليها
كذلك ان المعانات التي تحملها الامام علي في فترة حكمة هي نتيجة الاخطاء التي ارتكبها الخلفاء قبله
وناتي هنا نفصل الاخطاء ،واول هذا الاخطاء هو احتجاج ابو بكر على الانصار بان الرسول من قريش وبهذا فهم اولى بالامر من الانصار
وهنا ينبثق اصل من اصول الجاهلية الا وهي العصبية القبلية التي اراد الاسلام لها ان ��ندثر
ولكل يعلم ماذا ��دث بعد ذلك من استهتار ابناء قريسش بالسلطه من قبل شبانها
ويرجع ذلك الى عدم فهمهم للدين ع نحو ضيق ولقرب الجاهلية منهم
الشي الثاني نحن نقول هل ابا بكر وعمر احرص من الرسول ع هذه الامة فابا بكر خاف من الفتنة وقد اوصى الى عمر وعمر عندما طعن خاف ان يترك الامة بلا خليفة وقد امر ستة من المهاجرين ان يختاروا الخليفة
وبهذا يظهر طعنا في الرسول فبهذا الحكم يظهر ان الخليفة ابو بكر وعمر احرص من الرسول ع الامه وهذا شي متناقض
وانا اكاد اجزم ان الرسول قد رشح الامام علي في كثير من المواطن واوصى به وخدير خم خير شاهد على ذلك
فالامام علي تحمل الاخطاء ال��ي ارتكبت قبل خلافته
فقد ابتلي بمعاوية وابتلي بالصحابة من جانب اخر
وابتلي بسياسة عثمان كذلك في بذخ الاموال والاعطيات الى الصحابة ومدهم بكل وسائل الترف فقد اضل الكثير من الصحابة عندما شاهدوا النعم التي منوا بها
كذلك ابتلى بما يسمى بالفتوحات فهي عندما تقراء هذا الفتوحات تشمئز منها النفس فهي غارات على الناس الامنين واخذ خيراتهم والله في محكم كتابه قال لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي
اذا لا يصح ان يدخل الناس في دين الاسلام قسرا وترهيبا وعنما استلم الامام علي الخلافة واجه هذا الصعوبات بحزم وشده وساوى بين الناس ولا فضل لاحد على احدا
واراد ان يصلح الناس من الداخل وان يفهم الناس المغزى الحقيقي من الاسلام لا باتباع الفتوحات وغزوا الناس الامنين واخذ نسائهم واستباح دمائهم
فالله لا يريد ان يدخل الناس اكراها في الدين
وحدث ما حدث ورايت كيف خذل الصحابة الامام علي وحتى ام المؤمنين عائشه وموقفها المتلون طمعا بالمصالح وكرها بعلي وكيف كانت تكره عثمان واصبحت فيما بعد من اشد المطالبين بدمه ليس حبه به ولكن بغضا لعلي !!!!
وهنا اتى دور معاوية بن ابي سفيان الذي لم يبقي طريقا من الرذيلة والخسة الا وسلكه ولكن الى اليوم ترى بعض السذج يترضون عليه ويعتبرونه صحابي
هولاء كالحمير لا يعرفون للحق وزنا ولا حدودا
ولا اريد ان ادخل في التفاصيل ولكن اريد ان اقول بالفم الملئان لو لم يكن وجود شخص الامام علي في تاريخ المسلمين الاصبح هذا التاريخ مكانة القمامة
فلا يوجد نجم المع من هذا النجم الذي انقذ تاريخ المسلمسن وجعل لهم مفخرة
يتفاخر بها المؤمنون -
مرة اخرى سأكتفي بالنجوم الاربع
لم يعطني طه حسين كل ما اردت
صدمني حينما تجاوز الحسين في بضع صفحات وكان الامر هين
قد اسمى الكتاب علي وبنوه لكنه كان عن علي اكثر من اي شئ اخر
مازلت احيي حياديته قدر المستطاع في الكتابة عن تلك الفترة الشائكة وهذا التاريخ المخفي عمدا
اهم ما خرجت به من هذا الكتاب وجزءه الاول الآتي :
صحابة النبي كانوا بشرت وكان الايمان حديث بصدورهم
وجود النبي وسطهم كان يقيهم كثيرا من شر الدنيا وحاول الشيخين خصوصا عمر حمايتهم من زينتها
لكن حينما فتحت عليهم الارض في عهد بن عفان وبدأوا رؤية النعيم عرتهم الدنيا
لم يتخلصوا من عصبيتهم ولم يحميهم الاسلام منها
العرب اهل جاهلة جل ما يعنيهم هو زينة الحياة مالا واولادا وسلطانا
لغتهم لم تكن لغة علم
حينما فتحت عليهم امبراطوريات اخرى لم ياخدوا منها سوى المال والرقيق
الدين لا يزرع الاخلاق ولا يتحدثها من العدم
علي اظنّه كان على الحق
اخطأ واخطا معه صحابيين وام المؤمنين في حرب الجمل
واخطأ حينما رضي التحكيم
لكنه كان على الحق وخذله الناس ايثارا للعافية
ابن ابي سفيان حسابه عند ربه لكنه كان داهية عظيم الخظأ
وان كان خطأه الوحيد هو ابنه زياد فيكفيه جرما
عصبية الجاهلية عادت بهم الى امور يحرمها الاسلام وحتى ضميرهم وشرفهم العربي يرفضها
اكثر ما رأيت في هذا الكتاب هو "اتساخ العرب ومكرهم "
الكاتب تحامل على عائشة
وكذلك على معاوية اول الامر لكن معاوية يستحق -
اول مرة ها اعمل ريفيو عن كتاب
هو بصراحة عن الجزئين مش الجزء ده بس
ممكن اتكلم عن الكتاب ( الفتنة) باسترسال
لكن انا فضلت اكتب الافكار اللي مش ممكن تطلع من دماغي بعد انهارده
1- مفيش حد معصوم من الخطأ -باستثناء الرسل في اخبارهم عن الله عز وجل
2- الانكار مش ها يفيد - في وسط استرسال الكاتب في كتابه بيقول ان الكلام اللي بيكته في ناس كتير بتنكر انه حصل بدون ان تحاول تثبت اذاي احداث معينة حصلت
3- الدين والسياسة don't mix
انقسام الدولة وتلاه انقسام للمسلمين لسنة وشيعة كان بسبب السياسة بسبب الصراع علي الخلافة والحكم
كل طرف في الصراع كان بيستخدم الدين لتبرير حربه وعصيانه وخروجه .
مش ها اقول مين صح ومين غلط
بس الاكيد ان الصراع علي الحكم جعل المسلمين في اضعف حالاتهم الاجتماعية كمواطنين
واضعف حالاتهم الانسانية كحكام -
الجزء ده من الكتاب دسم جداً لكثره احداث هذه الفتره , فهى نهايه عصر الخلافه و بدايه عصر الملك
اسلوب طه حسين ادبى يشعرك كأنك فى قصه تتمنى معرفه نهايتها
بدايه من مقتل عثمان و بدايه الفتنه الى خروج على موقعه الجمل , صفين ,نهروان
ثم بدايه نشأه الخوارج و الشيعه و عدائهم الشديد !!
اسجل اعتراضى الشديد و افتراءه على السيده عائشه فى بعض اجزاء الكتاب
اغلب الظن ان اخذها من مراجع الشيعه !! -
كتاب يخبرك الكثير عن التاريخ السياسى فى الاسلام ويؤثر فى نظرتك فى لهذا التاريخ ولجماعات الاسلام السياسى الحاليه ... هذا الكتاب وما به من تفسير اجتماعى لأحداث سياسية يجب أن يقرر على طلبة المدارس
-
كان جيدًا لحد كبير مقارنةً بالجزء الأول
-
في البداية لازم أن اذكر إن فيه ناس كتير جداً عابوا عليا إن أول كتاب قرأته في الفتنة كان "للعميد" وكان سببهم أن "العميد" قد تناول هذا الموضوع من مراجع قد كتبها مستشرقون وليس مؤرخون لهم الصيت والسبق والشهرة أمثال "ابن كثير" ولإني جاهل بخصوص المؤرخون الذين لهم الصيت والسبق فلم استطع أن ادافع عن "العميد" علي الرغم من أنه خلف كل كتاب كاتب اسماء المؤرخون الذين تناول من خلالهم موضوع الفتنة وقال إن الماجع القديمة خير وبلا شك من المراجع الحديثة ،ولكني قد شعرت من لهجة صديقي هذا أنه لا يحب "العميد" لسبب جملته المشهورة: أعطني قلماً أصحح القرءان. أو شيء من هذا القبيل ،ولكن نحن لا يهمنا شخصية الشخص سواء كاتب أو عالم أو مغني ولكن الذي يهمنا منهم جميعاً هو محتواهم الذي يقدموه لنا سواء كان ذلك المحتوي كتاب أو علم ننتفع به أو حتي اغنية نسمعها ،وديه حاجه يسيطة كان يجب توضيحها أولاً.
سبب الفتنة من وجهة نظر العميد سببان:-
أولاهما: الصراع بين الطبيعة الإسلامية العربية وطبائع الأمم المغلوبة من الفرس والروم
فمن المعروف أن بعد فترة حكم عمر بن الخطاب وبعد قسوته ليس فقط علي نفسه بل علي المسلمين جميعاً قد جاء عثمان الذي كان عكس عمر مائة وثمانون درجة فكان يصرف من بيت المال كيفما يشاء وحين يقول له شخص أن عمر لم يكن يطلق يداه في بيت المال تقرباً لله فيرد عليه عثمان أنه قد أطلق يديه في بيت المال تقربا أيضا لله ،في عهد عثمان قد أطلق العنان لجميع القريشيون والصحابه الي الانطلاق في الأمصار الفتوحه ذلك الأمر الذي كان عمر يمنعه علي القريشيون ؛لعلمه ذكاء ودهاء القريشيون.
فانطلقوا في الأمصار المختلفة يأخذون منها ما يأخذون فتحولت طبيعتهم الخشنة الي الطبيعة السمحة فكانوا يعجبون أشد العجب بسياسة عثمان السمحة الحلوة.
ولكن هناك جماعة أخري من المدينة كانت غاضبة علي عثمان منهم من كانوا يتوددون اليه وينصحونه بالرفق مرة والشده مرارا وكان علي رأسهم علي بن ابي طالب ومنهم من يأس منه واعتزل الدنيا وما فيها ،حتي أن قتل عثمان ،وجاء من بعده علي بن ابي طالب ،الذي أراد أن يرجع سيرة عمر الخشنة ،ولكن كيف يرجعها مع قوم أخذوا ما أخذوا من الطرف واللهو هذا بجانب معاوية الداهية الذي خرج يطالب بدم عثمان من علي ،وهو أول من تراجع عن مساندة عثمان ،ولكنه كان يريد الخلافة وهذا بجانب السيده عائشة وطلحة والزبير الذين خرجوا اليه فقاتلهم علي ثم تقابل مع معاوية الذي عندما أيقن انه مهزوم قد رفع المصحف تلك ولكن علي أبى أن يوقف القتال وكان معه جماعه صغيرة ولكن الجماعة الأكبر وافقت علي الصلح ،ذلك الصلح الذي انتهي ببيعة معاوية عن طريق مكيدة عمرو بن العاص (علي حسب كلام طه حسين) فعندما رأي شيعة علي ذلك انقسموا الي فريقين فريق سمي بالخوارج فذلك الفريق الذي تنازل عن مساعدة علي وفريق آخر ما زال علي عهده مع علي.
فعندما طالب علي بقتال معاوية رفض الخوارج ذلك وحجتهم كانت أنه الآن يريد القتال للدنيا وليست للأخرة فحاربهم علي بعد صبر شاق وطويل جداً ثم عزم علي على التوجه للشام لقتال معاوية ولكن شيعة علي تقاعسوا وتكاسلوا ،فخطب ف��هم ابن طالب بالي\لين مرة وبالشدة مراراً حتي دعا الله أن يبدله بقوم أحسن منهم إن هؤلاء ليس فيهم خير ،لقد كنت أظن أن الأمراء يظلمون الناس فقد علمت أن الناس يظلمون الأمراء
ويجب أن نعلم أن لو أراد أن يفتك علي بمعاوية ومن معه بأي وسيلة لقد فعل ،فكان معاوية يشتري النصر شراءاً حيث يكان يعطي المال لأتباعه ولعمال وشيعة علي ليعلنوا البيعة له ،ولكن علي كره أن يشتري نصرة أصحابه بالمال وأراد أن ينصروه عن بصية وإيمان ،فكان ما يراه بن أبي طالب حرام كان يراه معاوية حلال
وتاني سبب لتلك الفتنه هي:-
العصبية القبلية التي رجعت للعرب مرة أخري بعدما أن قضى الإسلام عليها فكان أب سفيان والد معاوية يريد أن يبايع معاوية من قبل أبي بكر ليس لسبب ولكن بسبب أن علي من قريش.
فإذا نظرنا الي المجتمع الإسلامي في ذلك الوقت للاحظنا الآتي للشيعة ثأر علي الخوارج لأنهم قتلوا علياً و للخوارج ثأر عند الشيعة لأن عليا قد قتل منهم في النهروان ومواقغ كثيرة أخري وأصبح للشيعة ثأان عند بني أمية لأن معاوية قد قتل حُدرا وأصحابة ولأن يزيد قتل الحسين
نقم العرب علي عثمان وقالوا ما قالوا ولم يكتفوا بالقول بل حاصروه وحالوا بينه وعائلته الكريمة وبين الماء ولم يكتفوا بذلك بل قتلوه ،فكانت الفتنة التي جعلت معاويا سلطاناً عليهم يقتل كيفما يشاء وينهب ما يشاء ،وخالف الدين ما شاء فاستخلف زياد الذي كان أبوه معلوماً لا لشيء ولكن ليضمن ولاءه ومكره ثم نقد عهده مع الحسين بن علي عندما ورث الحكم من بعده لابنه يزيد الذي اشتهر بالمجون وشرب الخمر وفرق المسلين أكثر مما كانوا متفرقين ،والفجيعه الكبرى عندما قتل حُجر واصحابه ومنهم من دفن حياً ،ولم يكتف بذلك بل قتل الحسين عندما أغرى شخص الله أعلم من هو فوضع السم له ،ثم كان ابنه يزيد من بعده فلم يكتفِ بسيرة والده بل فعل أكثر من ذلك فقتل الحسن وأفتخر بنفسه عندما أُحضر رأسه اليه (وفيه روايات أخري تقول أنه حن لوفاته وقال أنه لم يأمر بقتله) وقتل آخون من نسل السيدة فاطمة وصحابة اجلاء آخرون .... فانظر كيف كانت عاقبتهم