Title | : | عثمان |
Author | : | |
Rating | : | |
ISBN | : | - |
ISBN-10 | : | 9789770273581 |
Language | : | Arabic |
Format Type | : | Kindle , Hardcover , Paperback , Audiobook & More |
Number of Pages | : | 232 |
Publication | : | First published October 1, 1952 |
عثمان Reviews
-
إذا كنت من مدرسة اللهم انصر الظالمين بالظالمين و اخرجنا من بينهم سالمين فلا تقرأ هذا الكتاب
01
الشئ الذى لا يمكن أن يتعرض للشك هو أن المسلمين قد اختلفوا على عثمان، وأن هذا الاختلاف قد انتهى إلى ثورة قتل فيها عثمان، وأن هذه الثورة قد فرّقت المسلمين تفريقاً لم يجتمعوا بعده إلى الآن.
02
ويخيل إلىّ أن المسلمين رضوا بخلافة عثمان ست سنين، ثم احتملوها أربع سنين. فلما جاوز عثمان بخلافته الأعوام العشرة جعل المسلمون يضيقون به ويستطيلون خلافته، يظهرون ذلك فى شئ من الرفق أول الأمر، ثم فى شئ من الحدة بعد ذلك، ثم فى عنف جعل يتزايد شيئاً فشيئاً حتى انتهى إلى غايته المنكرة وهى قتل الإمام.
03
وقد نظر القدماء إلى جميع الأحداث التي كان فيها عيب عثمان والاختلاف عليه نظرة دينية خالصة، كما نظر إليها الذين عاصروا عثمان سواء منهم من خاصمه ومن ناصره، لأنهم كانوا ينظرون هذه النظرة الدينية إلى كل شيء من أمور الدين والدنيا جميعاً. وهم من أجل ذلك تكلموا في الكفر والإيمان أكثر مما تكلموا في الخطأ والصواب وفي المنفعة والمضرة. وما دمنا نصور آراءهم فلننظر إلى هذه الأحداث نظرتهم، ولكن في شيء من التمييز مع ذلك بين هذه الأحداث.
04
والشئ الذي ليس فيه شك هو أن عثمان قد ولى الوليد وسعيدا على الكوفة بعد أن عزل سعدا، وولى عبد الله بن عامر على البصرة بعد أن عزل أبا موسى، وجمع الشام كلها لمعاوية، وبسط سلطانه عليها إلى أبعد حد ممكن بعد أن كانت الشام ولايات تشارك في إدارتها قريش وغيرها من أحياء العرب، وولي عبد الله ابن أبي سرح مصر بعد أن عزل عنها عمرو بن العاص، وكل هؤلاء الولاة من ذوي قرابة عثمان، منهم أخوه لأمه، ومنهم أخوه في الرضاعة، ومنهم خاله، ومنهم من يجتمع معه في نسبه الأدنى إلى أمية بن عبد شمس.
05
الذى ليس فيه شك هو أن ظروف الحياة الإسلامية فى ذلك الوقت كانت بطبعها تدفع إلى اختلاف الرأى وافتراق الأهواء ونشأة المذاهب السياسية المتباينة. فالمستمسكون بنصوص القرآن وسنة النبى وسيرة صاحبه كانوا يرون أموراً تطرأ ينكرونها ولا يعرفونها، ويريدون أن تواجه، كما كان عمر يواجهها، فى حزم وشدة وضبط للنفس وضبط للرعية. وللشباب الناشئون فى قريش وغير قريش من أحياء العرب كانوا يستقبلون هذه الأمور الجديدة، فيها الطمع وفيها الطموح، وفيها الأثرة وفيها الأمل البعيد، وفيها الهم الذى لا يعرف حداً يقف عنده، وفيها من أجل هذا كله التنافس والتزاحم لا على المناصب وحدها بل عليها وعلى كل شئ من حولها. وهذه الأمور الجديدة نفسها كانت خليقة أن تدفع الشيوخ والشباب إلى ما دفعوا إليه. فهذه أقطار واسعة من الأرض تفتح عليهم، وهذه الأموال لا تحصى تجبى لهم من هذه الأقطار، فأي غرابة في أن يتنافسوا في إدارة هذه الأقطار المفتوحة، والانتفاع بهذه الأموال المجموعة؟ وهذه بلاد أخرى لم تفتح، وكل شئ يدعوهم إلى أن يفتحوها كما فتحوا غيرها، فما لهم لا يستبقون إلى الفتح؟ وما لهم لا يتنافسون فيما يكسبه الفاتحون من المجد والغنيمة إن كانوا من طلاب الدنيا، ومن الأجر والمثوبة إن كانوا من طلاب الآخرة؟ ثم ما لهم جميعا لا يختلفون في سياسة هذا الملك الضخم وهذا الثراء العريض؟ وأي غرابة في أن يندفع الطامحون الطامعون من شباب قريش من خلال هذه الأبواب التي فتحت لهم ليلجوا منها إلى المجد والسلطان والثراء؟ وأي غرابة في أن يهم بمنافستهم في ذلك شباب الأنصار وشباب الأحياء الأخرى من العرب؟ وفي أن تمتلئ قلوبهم موجدة وحفيظة وغيظا إذا رأوا الخليفة يحول بينهم وبين هذه المنافسة، ويؤثر قريشا بعظائم الأمور، ويؤثر بني أمية بأعظم هذه العظائم من الأمور خطرا وأجلها شأنا؟ -
مشكلتنا عندما ننظر للصحابه نراهم كملائكه وليسو بشر )؛
الكتاب جلب لي كميه حزن لا نهايه لها .. اذا كان الرعيل الاول اختلف وحصل ماحصل معهم فكيف بنا الان بعد ١٤٠٠ سنه ..
طريقه طه حسين في طرح رأيه كانت سلسه وعظيمه وتخاطب العقل قبل القلب .
جميل وانصح فيه . -
أتعب عميد الأدب العربي كل من يأتي بعده بهذا الكتاب (مع الجزء الثاني علي وبنوه .. وإذا أضفت إليهما أيضا كتاب الشيخان ) فربما لن يستطيع أحد أن يكتب في قضية الفتنة الكبرى أفضل من هذه القراءات البحثية العميقة التي قدمها الدكتور طه حسين بمنهج فكري موضوعي ومحايد لا يسبغ القداسة على الأشخاص وإنما يتعامل معهم كشخصيات تاريخية تخطئ وتصيب ويصيبها ما يصيب النفس البشرية أحيانا من أخطاء .. دون أن ينزع عنها ذلك مكانتها الدينية الرفيعة ..كما أنه لا يقرأ أحداث الفتنة الكبرى بمعزل عن الواقع الإجتماعي والثقافي داخل شبه الجزيرة العربية في فجر الإسلام وعصر الخلفاء الراشدين وبداية الدولة الأموية .. فعلا هذا الكتاب من أجمل وأمتع ما قرأت ..كانت قراءته الأولى منذ حوالي ثلاثين عاما ولا أجد غضاضة في قراءته مرارا وتكرارا لعشرات المرات كلما وجدته بين يدي .. فهو جزء عزيز من تكويني النفسي والفكري
رحم الله عميد الأدب العربي على هذا العلم النافع الذي يتحدى الموت -
لابد لنا أن نعترف أن بداية الاضطرابات العظيمة التى عصفت بكثير من المسلمين الأفاضل كانت فى نهاية عهد سيدنا عثمان (رضى الله عنه)وهنا يقدم لنا عميد الأدب العربى (عن حق)تصوره الشخصي من خلال الروايات الوارده فى كتب التاريخ الإسلامى عن فترة ولاية عثمان .
كتاب ممتاز , خلط بديع بين التاريخ القديم ووجهة نظر سياسيه من جهة ودينيه من جهة أخرى , كل ذلك فى تسلسل منطقى شيّق.
أما عن فضل عثمان فمعروف , فهو من هو , صهر النبى لمرتين , وصاحب أثر عظيم وصفحه مشرفة من صفحات الشخصيات الإسلاميه.
أتى الى الخلافة بعد ابى بكر وعمر عن طريق جلسة الشورى المشهورة .
تفائل به عامة المسلمين خير . ويبرر الكاتب ذلك بأنه وسع ما كان يضيقه عمر ويسّر من أمرهم ما كان عمر يعسر, هذا الوضع استمر لست سنوات واستحمل المسلمين عثمان لأربع أخرى وبعدها بدأ التذمر واضحا فى أوساطهم.ووصل بهم الأمر الى التطاول على الحاكم واهانته .
الكتاب مقسم إلى 31 فصل تناول اثنا عشر عام بالتفصيل وهى خلافة عثمان , وقدم تقديم خفيف لخلافتى ابى بكر وعمر (رضى الله عنهم أجمعين)
اللغه أكاديميه بامتياز حياديه من وجهة نظرى , قدم الكاتب القضيه بأحداثها المختلفه مع بيان من وجهة نظره وترك الباقى للقارئ.
من بيان الأحداث يتضح لنا أن العمل السياسى متأصل فى المجتمع الإسلامى وليس بالضرورة ربطه بالشريعه.
أخطاء من قِبل الحاكم قابلها أخطاء من طرف المعاضه أدت إلى الكارثه المحققه وهى مقتل الحاكم وهو من هو , ودخول المجتمع الإسلامى كله فى دوامة عنف لسنوات.
فى نهاية الكتاب قائمة بالمراجع التى اعتمد عليها الكاتب وهى من وجهة نظرى غاية فى الأهميه وواجب الاطلاع عليها,
فى المجمل كتاب ممتاز من وجهة نظرى , عرض جيد للتاريخ مع أحكام من قِبل كاتب عظيم ومفكر أعظم. -
لا أجد تعليقا أفضل من كلمات طه حسين فى مقدمته
هذا حديث أريد أن أُخْلِصَهُ للحقِّ ما وسعني إخلاصه للحقِّ وحده، وأن أتحرَّى فيه الصواب ما استطعتُ إلى تحرِّي الصوابِ سبيلًا، وأن أَحْمِلَ نفسي فيه على
الإنصاف لا أَحِيدُ عنه ولا أُمَالئ فيه حزبًا من أحزاب المسلمين على حزب، ولا أُشايع فيه فريقًا من الذين اختصموا في قضية عثمان دون فريق؛ فلستُ عثمانيَّ الهوى، ولستُ شيعةً لعلِيٍّ، ولستُ أفكر في هذه القضية كما كان يفكر فيها الذين عاصروا عثمان واحتملوا معه ثقلها وَجَنَوْا معه أو بعده نتائجه
وأنا أريد أن أنظر إلى هذه القضية نظرة خالصة مجردة، لا تصدر عن عاطفة ولا هوى، ولا تتأثر بالإيمان ولا بالدين، وإنما هي نظرة المؤرخ الذي يجرِّد نفسَه تجريدًا كاملًا من النزعات والعواطف والأهواء، مهما تختلف مظا��رها ومصادرها وغاياتها.
فأنا أريد أن أذهب مذهب سعد وأصحابه رحمهم الله، لا أجادل عن أولئك ولا عن هؤلاء، وإنما أحاول أن أتبين لنفسي وأُبين للناس الظروف التي دفعت أولئك وهؤلاء إلى الفتنة وما استتبعت من الخصومة العنيفة التي فرَّقتْهم وما زالتْ تفرِّقهم إلى الآن، وستظل تفرِّقهم في أكبر الظن إلى آخر الدهر. وسيرى الذين يقرءون هذا الحديث أن الأمر كان أجلَّ من عثمان وعليٍّ وممن شايعهما وقام من دونهما، وأن غير عثمان لو ولي خلافة المسلمين في تلك الظروف التي وليها فيها عثمان لتعرَّض لمثل ما تعرض له من ضروب المحن والفتن، وم�� اختصام الناس حوله واقتتالهم بعد ذلك فيه. -
طه حسين أديب وليس مفكر.. ومشكلة الأديب انه إذا خاض غمار الفكر يأتي بالعجائب، وطه لم يأت بالعجائب فقط، بل أتى بالعجائب والدواهي متدرجا في الغباء والحمق.
كتب طه عن الفتنة دون تمحيص حقيقي للروايات، فأخذ بأغرب الروايات وأشدها انكارا تاركا ما جاءت به الكتب الصحاح بحجة تحكيم العقل في النص دون النظر إلى صحته، كالرواية النكراء أن عبدالله بن العباس رضي الله عنه سرق بيت مال المسلمين! وقال في محاولة لتأكيد صحة الحادثة:
"تتحرج كتب التاريخ من ذكرها" فمن أين جاء طه حسين بها إذا كانت كتب التاريخ لم تذكرها؟!!!"
متناسيا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أثنى على ابن العباس ودعا له!
واتهامه عثمان بن عفان رضي الله عنه بأنه استأثر ببيت مال المسلمين له ولأهله من الأمويين مستدلا بذلك من روايات ساذجة بين العلماء الأجلاء أنها مكذوبة، ودون أن يحكم العقل( الذي يدعو دائما إلى تحكيمه) في سيرة عثمان وما ورد في الكتب الصحاح عن فضائلة وكيف بعقل بأن من اشتري أغلى بئر في المدينة المنورة وأوقفه للمسلمين أن يستأثر ببيت مالهم.. وأن من جهز جيش العسرة كان ينتظر المردود من بيت المال،
ومتناسيا أن عثمان بن عفان أغنى رجل بالمسلمين ذلك الحين وأنه كان يخرج زكاته لبيت المال!!!
الجميل في الكتاب هو طريقة طه حسين الغبية في محاولة تغيير الحقائق بلي أعناق النصوص والروايات لما يريده عقله الأدبي الدرامي. -
رحم الله ذا النورين .. صهر رسول الله .. الحيي الذي تستحي منه الملائكة .. واهب المسلمين بئر رومة .. وموسع مسجد الرسول .. ومجهز جيش العسرة .. كان له ما له وعليه ما عليه .. فلا زمان يخلو من الفتن .. ولا أحد معصوم من الإبتلاء والمحن .. ولا نجاة إلا لمن استمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .. وإن أردت بالناس فتنة فاقبضنا إليك غير فاتنين ولا مفتونين ..
. -
.
ما هي المشكلة ان تقول رأيك فى التاريخ !!؟
أن تعرض كل الروايات القوية والضعيفة منها
ثم تعمل عقلك .. وتضع كل الأسباب التى أدت إلى الفتنة
وتحلل كل النتائج والشواهد التى وصلت إليها الفتنة
لتصل إلى ما حدث وكيف حدث ولماذا حدث .. حتى لا يتكرر حدوثه !!؟
ولا تأخذ الفتنة التى وصل إليها المسلمون الأوائل
كنتائج إلى اضطرابات دينية فقط
بل ان تبحث فى كل الظروف المحيطة كسياسة عثمان فى رعيته
وعزله وتوليته لعماله .. وكذلك سياسته المالية والاجتماعية
واعطائاته وبزخه على صلة رحمه واقربائه، وشيوخ الصحابة
من بيت أموال المسلمين .. فتخلق مجتمع طبقى وتصنع طبقة رأسمالية قوية
تستبد بالفقراء، خاصة عندما تكون هذه الطبقة فى السلطة
سواء السياسية او الدينية
فتثور عليك الرعية لتقيم خلافتك او تعزلك
فتجد نفسك امام روايات كثيرة وسياسة مليئة بالأخطاء
حتى وان صدرت من صحابيّ جليل كسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه
له ما له .. وعليه ما عليه .. فتقول رأيك فى سياسته
وفي اصحاب الرسول وتصرفاتهم، وفى الروايات التى تروي خلافاتهم معه
وفيما طرحوه كل من حكى او قص الفتنة الكبرى
فى اهم المراجع الإسلامية كاليلارزي او الطبري او غيرهما
وان تقبل او ترفض كل الروايات حسب ما يراه عقلك فى بحثه للفتنه
واعراضها واسبابها ونتائجها .. دون انتقاص حق
او تقدير لصحابيّ جليل .. ودون افتراء او كذب
وهذا ما فعله الكبير الرائع طه حسين فى كتابه الفتنة الكبرى
فلم ينتقص من حق عثمان .. ولم ينتقص من تقدير لصحابيّ
بل على العكس فقد اعطاهم حق تقديرهم، ووضعهم المكانة التى يستحقوها
ودافع عنهم جميعاً فى كل خلفاتهم .. حتى وقد أعذر عثمان نفسه
فى كثير من اخطائه .. وكثير من مخالفاته لسيرة النبي وسابقيه
رحم الله الجميع .. وغفر لهم
ورحم الله أديبنا الكبير وباحثنا العظيم طه حسين
على هذه العقلية النيرة، التى تمتعنا بعلمه وبحثه وفكره
ولا عزاء لأصحاب النفوس الضعيفة إيمانها
الحاقدين على الرجل وعقله ورأيه
. -
إتخذ البعض موقف المدافع عن طه حسين نكاية في مهاجميه ومكفريه وإنتصاراً لحرية الفكر ، وإتخذ البعض الآخر موقف المهاجم له بسبب بعض الأفكار التي عارضت ما يعتقدوه ، أما أنا فلا هذا ولا ذاك ، ولعلي أبكرت بالقراءة عن الفتنة ، ولعلي لم ولن أجني ثماراً من القراءة في هذا الموضوع ، لذلك أجلت حكمي علي الكتاب إلي أن يشاء الله ، فتلك الكتب لا تخضع لتقييم مطالع ، ولكن لتقييم شخص دارس هذا الموضوع ملم بجوانبه وتعددية الآراء والأحكام فيه
، ليس لطه حسين الحصرية في مناقشة الموضوع حتي أكتفي بما كتب كمصدر للخلفية التي أحاول أن ألم بها عن هذا الموضوع
وما أدراني بأنه لم يطوع بعض الآراء والروايات والأحاديث الضعيفة لخدمة وجهة نظره عامد أو غير عامد ، ولكن لا أنكر عليه أسلوبه الشيق في البحث والإستقصاء وتدرجه الجميل في عرض فكرته وصياغتها في شكل قضايا منطقية ، ولكن بعد الإنتهاء من القراءة لم أشعر أنها كفت تساؤلاتي وأشعر بوجود حلقة مفقودة بعد ، وفي وسط عالم يعج بوجهات النظر ومناهج البحث لا زال يتوجب علي النظر في تلك الفتنة في العديد من المراجع والكتب وأمهات الكتب الأخري ، ولكن لا يمكننا غض الطرف عن ما يؤذي ميولنا الدينية ويشوه رموزنا ويجب أن نتعامل بصدر أكثر رحابة مع رموز الإسلام حال دخولها السياسة فهم بشر لهم ما لهم وعليهم ما عليهم وقد تصيب إمرأة ويخطئ عمر ، فما المانع أن أحدهم إنتهج سياسة خاطئة يوماً ما في الحكم ، ونهاية الأمر ليس علينا الخلط بين دين أحد ودنياه ، فإن لم تكن سياسة عثمان هي الأنسب وأدت إلي ما أدت إليه من فتنة فهذا لا يُسهل من أمر التعرض له فنحن في النهاية نقف أمام صحابي جليل من أصحاب الرسول تفاني في الدفاع عن الإسلام بكل ما أمتلك من مال ونفس وتعرض للمسئولية ، فهو رضي الله عنه وأرضاه ورحمه كان يريد أن يطبق سياسة أخري بوجهة نظر أخري مغايرة عن سابقيه ربما لم تلائم الظروف ما أراده عثمان رضي الله عنه وربما لم يتأني ويحسن الإختيار فجرت الفتنة ، وفي النهاية الله المطلع والعالم -
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين
انطلاقًا من مقولة الدكتور طه حسين أبدأ مراجعتي :
" وأكثر الذين يذهبون هذا المذهب إنما يدفعون إليه لأنهم يقدسون ذلك العصر من عصور الإسلام ، ويكرهون أن يحملوا على أصحاب النبي ما يحمل عادة على الذين يستقبلون أمور الدنيا بما في نفوسهم من استعداد المنافسة والاصطراع حول أعراض وأغراض لا تلائم قومًا صحبوا رسول الله ، وأسسوا الدولة بما أنفقوا في ذلك من دمائهم وأموالهم وجهودهم ، فهم يخطئون ويصيبون ولكنهم يجتهدون دائمًا ، ويسرعون إلى الخير دائمًا ، فلا يمكن أن يتورطوا في الكبائر ولا يحدثوا إلا هذه الصغائر التي يغفرها الله للمحسنين من عباده وقليل من الذين يرون هذا الرأي ويذهبون هذا المذهب يُدفعون إلى ذلك بحكم الكسل العقلي الذي يمنعهم من البحث والدرس والاستقصاء ، وقوم آخرون يريحون أنفسهم نوعًا آخر من الإراحة ، فيستبعدون أن تقع هذه الأحداث والفتن من أصحاب النبي ، ويرون أنها مؤامرات دبرها الكائدون للإسلام ... وواضح جدًا أننا لا نستطيع أن نذهب هذا المذهب أو ذاك ، فنحن لا نحب الكسل و لا نطمأن للراحة ، ولا نغلو في تقديس الناس إلى هذا الحد البعيد ، ولا نرى في أصحاب النبي ما لم يكونوا يرون في أنفسهم ؛ فهم كانوا يرون أنهم بشر يتعرضون لما يتعرض له غيرهم من الخطايا والآثام ، وهم تقاذفوا التهم الخطيرة ، وكان منهم فريق تراموا بالكفر والفسوق "
أولًا : الرد على قوله أن النبي لم يستخلف أحدًا من أصحابه بعهد مكتوب أو غير مكتوب ، أقول في هذا : لقد حاول النبي صلى الله عليه وآله أن يكتب وصية حتى لا تفترق الأمة من بعده ولكنهم رفضوا ذلك وهذه حادثة مشهورة وهي " رزية الخميس " الموجودة في صحيح البخاري بسنده عن ابن عباس ، والباحث الجيد يعي أن النبي صلى الله عليه وآله قد بيّن أن الطريقة الوحيدة حتى لا تضل الأمة تتمثل باتباع القرآن والعترة الطاهرة كما في الآثار الصحيحة .. فمسألة أن النبي لم يستخلف أحدًا هذا أمر لا تقبله العقول و لا النصوص .. فقد نص بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بقوله ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا : بلى ، قال فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه فهذا الحديث لا يدع شكًا في صحة ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام وخلافته ، وإني لأتعجب كيف تكون الصلاة دليلًا على شرعية الخلافة وعند أهل السنة اتفاق على جواز الصلاة خلف كل بر وفاجر .. فالعجب العجاب من هذا المقال!
وإثبات خلافة أبي بكر أنها ب��جماع المسلمين ما عدا سعد بن عبادة أمر يستحق الوقوف عنده .. فقد وردت بالأحاديث والآثار الصحيحة أنه كان الناس مُجبرون على مبايعة أبي بكر كما أشار بذلك ابن شيبة في مصنفه : وقال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ , نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ , عَنْ أَبِيهِ أَسْلَمَ أَنَّهُ حِينَ بُويِعَ لِأَبِي بَكْرٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ يَدْخُلَانِ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُشَاوِرُونَهَا وَيَرْتَجِعُونَ فِي أَمْرِهِمْ , فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ فَقَالَ : يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْ أَبِيكِ , وَمَا مِنْ أَحَدٍ أَحَبَّ إِلَيْنَا بَعْدَ أَبِيكِ مِنْكِ , وَايْمُ اللَّهِ مَا ذَاكَ بِمَانِعِي إِنِ اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ النَّفَرُ عِنْدَكِ ; أَنْ أَمَرْتُهُمْ أَنْ يُحَرَّقَ عَلَيْهِمِ الْبَيْتُ , قَالَ : فَلَمَّا خَرَجَ عُمَرُ جَاءُوهَا فَقَالَتْ : تَعْلَمُونَ أَنَّ عُمَرَ قَدْ جَاءَنِي وَقَدْ حَلَفَ بِاللَّهِ لَئِنْ عُدْتُمْ لَيُحَرِّقَنَّ عَلَيْكُمُ الْبَيْتَ وَايْمُ اللَّهِ لَيَمْضِيَنَّ لِمَا حَلَفَ عَلَيْهِ , فَانْصَرِفُوا رَاشِدِينَ , فَرَوْا رَأْيَكُمْ وَلَا تَرْجِعُوا إِلَيَّ , فَانْصَرَفُوا عَنْهَا فَلَمْ يَرْجِعُوا إِلَيْهَا حَتَّى بَايَعُوا لِأَبِي بَكْرٍ
وتأخُر الإمام علي ستة أشهر عن مبايعة أبي بكر كما رواه البخاري قرينة تثبت هذا الحديث ، هذا إذا لم ننسى تهديد عم�� لسعد بن عبادة بالقتل كما رواه صحيح البخاري
على أية حال لنتجاوز هذا الموضوع لأنه لا يمت بصلة للسبب الذي أُلف من أجله هذا الكتاب ونتجه لشخصية عثمان ..
وفي البداية يجب أن يكون لنا وقفة ضد " الأسطورة المزعومة " بعدالة كل الصحابة فهذا أمر تمجّه العقول والنصوص كذلك ..
1- لقد عيّن عثمان الوليد بن عقبة بن أبي معيط على ولاية الكوفة على الرغم من سوء سيرته وشخصيته فقد نزلت فيه هذه الآية من سورة الحجرات { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } فالله سبحانه وتعالى وصفه " بالفاسق " و يا ليتها كانت الآية الوحيدة التي نزلت فيه ، بل تذكر لنا الآثار والروايات الصحيحة والمعتبرة آية أخرى وصفته بالفسوق وذلك عندما جرى بينه وبين علي بن أبي طالب عليه السلام كلام فوصفه الإمام علي بالفاسق فنزلت هذه الآية : { أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ } ، وهذا و هو أحد الصحابة الذين وُصفوا جميعهم بالعدول فكيف يكون من وصفه الله بالفسوق عادلًا ومستقيمًا ، هذا مع تغاضينا عن شربه الخمر و الصلاة بالناس أربع ركعات في صلاة الصبح!
2- تعصبه لأهل بيته فقد عيّن كما أشرت الوليد بن عقبة و كذلك عبد الله بن عامر وقد كان صغيرًا غير مستحقٍ للحكم .. فأين ذهب الصحابة المعتبرين آنذاك!؟ فهذا التعصب تسبب في انهيار حكمه وانقلاب الناس ضده .. ومن الأمور التي تؤخذ عليه أيضًا أنه حتى عندما عزلهم كان مضطرًا لذلك
3- مكابرة عثمان عن الحق ونفيه أبا ذر وهو من الصحابة العظام الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وآله .. ومحاولته نفي عمار بن ياسر لمجرد نصحه بعدم تفضيل أهل بيته بإعطائهم مالًا أكثر من بيت مال المسلمين
4- وأخيرًا إن الدكتور طه حسين طرح سؤالًا جوهريًا يجب على كل مسلم الوقوف عنده وهو أين كان الصحابة عندما ضُرب الحصار على بيت عثمان ؟ لماذا هذا التباطؤ و هذا الخذلان في نصرة خليفتهم المُجمع عليه من قبل الأمة .. حتى أن الدكتور طه حسين قال أن طلحة كان ممن ثار على عثمان وهذا ما يؤكده هذا الأثر بإسناد صحيح ( فقد روى الحاكم في مستدركه قال: حدثنا أبوبكر بن إسحاق الفقيه وعلي بن حمشاد قالا : ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا أبوموسى يعني إسرائيل بن موسى قال: سمعت الحسن يقول: جاء طلحة والزبير فقال لهم الناس ما جاءكم؟ قالوا نطلب دم عثمان، قال الحسن: أيا سبحان الله! أفما كان للقوم عقول فيقولون والله ما قتل عثمان غيركم. قال: فلما جاء علي الكوفة وما كان للقوم عقول فيقولون أيها الرجل إنا والله ما ضمناك )
لا أريد الإطالة أكثر من هذا
" اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه " -
قبل أن تبدأ في قراءة هذا الكتاب أنصحك أن تضع كل ما تعلمته في حصص التربية الدينية القليلة أيام دراستك جانباً .. وبالتأكيد شرائط كاسيت المشايخ التي تباع مع المسك المزيف والمسابح كذلك !
هذا كتاب علمي تاريخي .. وإن كنت لا تقدر العلم ولا تحترم إجتهاداته فأنت حتما في المكان الخطأ !
هذا الكتاب ببساطة هو عملية نسف ثوابت وكشف وتنوير !
هذا الكتاب هو قارب صغير أبحر به رجل كفيف عظيم في بحر من الفتن !
إن كنت مستعدا لتعلم لتتعلم فألحق بالركب وخض هذا البحر وابدأ فورا بقراءة هذا الكتاب بجزئيه..
أنهيت الجزء الأول منذ أيام وفي طريقي لقراءة الجزء الثاني بإذن الله ..
هذا الكتاب يعرض للفتنة التي شقت صف المسلمين بعد عقدين تقريبا من وفاة النبي محمد عليه الصلاة والسلام .. الفتنة التي بسببها يفجر المسلمون بعضهم البعض بالأحزمة الناسفة حتى اليوم !!
ورث عثمان تركة ثقيلة بعد الفاروق العظيم .. كان حظه أن جاء حكمه تالياً لحكم رجل يعد من إحدى المعجزات البشرية كما وصفه د/طه حسين .. وكان عليه أن يحمل على عاتقه مسئولية إمبراطورية إطرد إتساعها بشكل غير مسبوق وإستجدت فيها مشكلات سياسية وإجتماعية لم يسبق للمسلمين التعرض لها في عهد النبي عليه الصلاة والسلام
كانت أول إختبارات عثمان مع الحكم هو قبوله الحكم نفسه .. أما ثانيها فكان تعامله مع قضية عبيد الله بن عمر الذي إقتص لأبيه فقتل قاتل ابيه وثلاثة من أقاربه .. كان من المفترض أن يقام عليه الحد لقتله ثلاثة أبرياء ولكن عثمان تغاضى عن هذا ودفع دية القتلى من ماله -كما هو معهود ومعروف عن كرمه وسخاءه- خشية أن يقول الناس قتلوا ابيه بالامس ويقتلونه اليوم !
كان هذا مؤشرا لما كان قد يكون عليه عهد عثمان ..
وبالفعل اتبع عثمان سياسة تخالف سياسة عمر المتقشفة .. ففتح مصراعي بيت المال لينعم الجميع (سواء المستحقين لذلك أم غير المستحقين) وكان هذا سببا ثانيا وجوهريا لمعارضة بعض الناس له في نهاية الأمر .. كما أنه لم يتنازل عن نصيبه من الفئ كما فعل سابقيه -أبا بكر وعمر، ربما لأن أسلوب حياة الشيخان يختلف عن أسلوب حياة عثمان من قبل توليهم الخلافة حتى .. فقد نشأ عثمان ثريا موفورا وتاجرا بارعا تدر عليه تجارته دخلا كبيرا .. فكأنما أراد أن يستعيض عن توقف تجارته لإنشغاله بالحكم براتب يعادل دخله الأول
كانت سياسة عثمان تختلف أشد الإختلاف عن سياسة عمر .. ولست في حل أن أؤيد أو أعارض ذلك .. ولكنني هنا أنقل ما قاله د/طه حسين الذي لم يضع نفسه حكما هو الاخر وانما ناقلا شارحا مفسرا فحسب ..
جمع عثمان المصحف في عهده تجنبا ان يقع القرآن في خطر تعدد التأويلات لتعدد لهجات العرب .. فجمع كتاب الله في نسخة واحدة وحرّق البقية .. رفض البعض ذلك .. كما أوغل صدر بعض حفظة القرآن لعدم إختيار عثمان لهم لأداء تلك المهمة بينما إختار أخرون !
أسلم عثمان الولاية في عدة ولايات هامة لذوي قرابته الذين يبدو أنهم طمعوا في التكسب من وراء وجود قريبهم في مقعد خلافة المسلمين .. ولسوء الحظ أن أغلب هؤلاء المنتفعين كانوا أمثلة سيئة في الطمع والجشع والغلو على الناس والبعد عن صحيح الدين .. فضجرهم الناس وثاروا عليهم في الامصار .. ومن هنا تكونت جبهات معارضة في المدينة .. في أمة تمارس السياسة لأول مرة في تاريخها !
عارض كثير من المسلمين وفيهم العديد من الصحابة سياسة عثمان المالية والسياسية .. لم أصدق أول الأمر كيف أن الخلاف بين صحابة رسول الله قد وصل لهذه الحدة الشديدة .. فهذا عمار بن ياسر يشتم عثمان ويحرض عليه وهذا عثمان بن عفان يأمر بطرد عمار من المسجد وضربه حتى غشي عليه !! وقس على ذلك العديد من المواقف التي حدثت بين عثمان وبين معارضيه من كبار الصحابة وأعلامها !
تطور الخلاف بأن جعل عثمان عدة ولايات في يد واحدة وهي يد معاوية بن ابي سفيان .. كان هذا خطأ من وجهة نظر العديدين وفي مقدمتهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه !
في السنة الأخيرة لحكم عثمان خرج عليه بعض الناس يطالبونه بأن يوكل الخلافة لغيره .. ولما لم يكن ذلك من سيرة سابقيه اللذين بقيا في مقعد الخلافة حتى توفاهما الله فقد رأى عثمان أن هذا الطلب غير مقبول وغير معقول !
قال لهم: "كيف أخلع عباءة ألبسنيها الله"
كان يرى أن خلافته أمانة وأنه لن يتخلى عنها .. حاصره الثائرون في بيته .. منعوا عنه وعن أهله الطعام والشراب فذكرهم بأنه إشترى بئر رومة بأمر النبي وجعلها سقاية للمسلمين ووعده النبي بها الجنة وهو الآن يحرم ماءها ويُفطر على ماء آجن !
اجتمع القادرون على القتال من المسلمين وفي مقدمتهم عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير والحسن والحسين ابنا علي ومحمد بن طلحة ...
ولكن تطور الأحداث جاء سريعا عندما سمع الثائرون أن عثمان قد استنجد بولاة الأمصار وأنهم في الطريق لنجدته .. حينها اشتد القتال عند بيت عثمان ثم خرج من يعلن أن عثمان قد قتل !
لا أحد يعلم لم تصاعدت الامور لتفضي إلي تلك النتيجة المروعة ولم آثر الجميع السكوت ، بل ولم تأخرت النجدة من الأمصار لتصل بعد مقتل عثمان في حين أنه كان بوسعها إنقاذه؟!
الحقيقة التي ستخلص إليها حتما هي أن داء السلطة والطمع كان قد تفشى في المسلمين حتى أكل قلوبهم .. وأن الفتوحات والحضارات التي انفتحوا عليها إنما جاءتهم بمستحدثات لم تكن موجودة بعهد رسول الله وفي مقدمتها وسع الثراء ورغد العيش والسلطة التي من أجلها تصارع الجميع !
قد تتفق مع عثمان رضي الله عنه وأرضاه كحاكماً للمسلمين أو قد تختلف .. وهذا لا ينقص من قدره كصاحب لرسول الله وكمبشر بالجنة .. إختلف أو إتفق كما شئت ولكن المؤكد أن ما قاله عثمان في اليوم الأخير له في الدنيا كان هو الحق والصدق كما أثبتته الأيام ..
قال عثمان لأصحابه: "لم يقتلونني وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا في إحدى ثلاث: رجل كفر بعد إيمانه، أو زنا بعد إحصانه، أو قتل نفساً بغير نفس". فوالله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام قط، ولا تمنيت أن لي بديني بديلا منذ هداني الله، ولا قتلت نفساً، فيم يقتلونني ؟ ثم مضى بعد ذلك في حديثه مع أصحابه فقال: لئن قتلوني لم يصلوا بعدي جميعاً أبداً ، ولم يقاتلوا عدوا جميعا أبداً" !! -
لأكون صريحة فان هذه قراءتي الأولى في الموضوع و أجزم أنها تأخرت كثيرا
موضوع السنة والشيعة بالنسبة لي لم يكن له تقريبا حضور لا في ذهني و لا في
ذهن السواد الأعظم من أبناء مجتمعي الا بعد الثورة و ما رافقها من تغير في أنماط
التفكير و ما أعقب ذلك من فتح للباب على مصرعيه لرياح الشرق و أهواء الغرب
وما "التصادم" الذي حصل بين أصحاب الثقافتين في رأيي الا نتيجة للتصحر الفكري
و شبه غياب لهوية وطنية ذات حضور قوي في النفوس و أسباب كل ذلك معلومة
للقاصي والداني...
لا أنكر تأثري لفترة وجيزة بتيارالاسلام السياسي ولكن ما لبثت ان عدت الى حالتي
الفكرية التي كنت عليها قبل اندلاع اولى شرارات الثورة و ذلك لرؤيتي أول بوادر
الفشل السياسي اضافة الى رفضي ان تقدم لي اجابات جاهزة واراء "فوقية" في
مسائل شتى ومنها مسألة الشيعة التي أرفض أن ادلي فيها برأيي الى الان
ببساطة أدركت انه لا غنى لي عن البحث في الموضوع و ان بداية البحث يجب أن
تكون من الجذور التاريخية و الأحداث التي ولدت هذه الفرقة التي مازلت تطبع واقعنا
الديني الاجتماعي و السياسي الى يوم الناس هذا
و أرى أن طه حسين سلك هذا المسار اي انه اجتهد و اطلع على عدة مصادر ثم كتب
هذا الكتاب بناءا على ما تكون عنده من رأي وما استقر في نفسه من أمر هذا الحدث
العظيم
يمكن تقسيم هذا الجزء الأول من الفتنة الكبرى الى ثلاثة محاور رئيسية. أولا:النظام
السياسي عند المسلمين حيث حرص فيه الكاتب على بيان تفرده مركزا على نقاط الاختلاف
والتشابه مع سائر الأنظمة السياسية سواء كانت المعاصرة أو القديمة كنظام الحكم في روما
أو أثينا
ثانيا: الخلافة في عهد عثمان رضي الله عنه و أوجه اختلافها عن الخلافة في عهد عمر
و التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على المسلمين اضافة الى ذكر المؤاخذات
على سياسة عثمان رضي الله عنه في عدة مسائل رغبة منه في ايضاح ما راه من أسباب الفتنة
ثالثا و أخيرا حصار عثمان و ما انتهى به الأمر من قتله رضي الله عنه وتعد�� الروايات
في ذلك
و هنا يجب أن اشير أنني أعيب على الكاتب أمرين أولهما تكراره لعدة أفكار في البداية
و ثانيهما الاقتضاب الشديد الذي رافق سرده لواقعة حصار عثمان رضي الله عنه ومن
ثم قتله
غير ذلك وفيما يتعلق بما ورد من روايات و ماذهب اليه طه حسين في طرحه من أراء
و استنتاجات فاني لا أملك من شيء لأؤيده فيها أو أخالفه عنها لما ذكرت أعلاه وهذا سبب
عدم تقييمي للكتاب انما و بعد اتمامي للجزء الثاني باذن الله سأترك كل ما قيل و ما سيقال
جانبا لأتطلع على مؤلفات أخرى علي أكون صورة شاملة عما حدث بعدها فقط سأعود
لتقييم هذا العمل -
لغة ساحرة.
-
الفتنة الكبري "عثمان" - طه حسين
هذ الكتاب لا غني عنه لكل من اراد ان يعرف كيف آل حال المسلمين من انقسام نعاني منه حتي الان ... يذهب بنا طه حسين في لغه سهله وسلسله الي ايام النبوه وكيف كان الصحابة مع الرسول وكيف ساروا بعد الرسول وان مشكله عثمان الاساسية هي انه تولي الحكم بعد ابو بكر وعمر ويندر ان يأتي التاريخ بمثلهم علي مر الزمان
ثم يذهب بنا طه حسين الي عهد عثمان والاخطاء التي احدثها من عدم انفاذه للقصاص في عبدالله بن عمر بن الخطاب وتوليه اقاربه واغدائهم بالعطايا وتصرفه في بيت مال المسلمين وغيرها من الاسباب التي ادت ليس بثوره الامصار علي عثمان بل وادي ايضاً الي عداء بينه وبين بعض الصحابه
ثم يبحث في اهم الفصول الثالث والعشرون اراء الكتاب القدامي والجدد في خلافة عثمان وينتقد طه حسين المغالين في تبرير تصرفات عثمان وكذلك المغالين ف نبذ تصرفاته فكل ما حدث سوء سياسة وليس له علاقه ف الدين من شئ
ولما كان التاريخ هو تبيان للنو ر والظلام نهتدي به في مستقبلنا فإن الناظر للكتاب يستقي منه عبرات
١- انه لا يعني ان الحاكم صالحاً ف الدين انه صالحاً للحكم
٢- توليه اولي القدرة والحكمه وليس اولي القربي والعصبة
٣- المال العام ليس هبه للحاكم يستغله كما يشاء بل هو عامل علية يصرفه ف حاجات الامه ويحذر عليه استغلاله
٣- طول فتره الحكم تؤدي الي ان لا يستحي الناس من الحاكم
٤- طول فتره الحكم وعدم الاستماع الي شكوي العامة نهايتة الثورة -
القراءة الثانية للكتاب بعد 6 سنين من أول قراءة، سبحان الله ع تغير التفكير والرأي بعد مرور الزمن!
-
يعنى ايه تقرأ كتاب لطه حسين؟
يعنى تعرف ان الكاتب بيخاطب عقلك و بيعاملك كانسان بيفكر مش حيوان تابع زى مبيعمل أغلب كتاب السيرة..يعنى كاتب تسمع وجهة نظره كدعوى للتفكير المتسلسل السليم حتى لو هترفض وجهة النظر دى فالاخر
ممكن البعض من الوهلة الأولى يعتقد انى ببالغ بس الكلام نابع نتيجة للفجوة الواضحة بين المنهجين
مش هعقب غير على حاجة واحدة
لما أقرأ أكتر من سيرة لأكتر من عالم سنى و كلهم يكتبوا صفحات مطولة فى عبدالله بن سبأ البينسبوا له سبب الفتنة, و ممكن يقترحوا أسباب تانية للفتنة فى اختصار شديد, و طبعا بيستنكروا العوامل التانية من تحيز الخليفة لقرابته و عشيرته, و يكون المبدأ الأساسى للبعض منهم التبرير الأعمى المستحيل يغلط به صحابى..و بعدين أقرأ لطه حسين و أشوف المنهجية فى تحليلاته لفترة الخلافة و أسباب الفتنة..ساعتها بس بحس بالفارق العظيم و أفهم يعنى ايه جمود فكرى و يعنى ايه منهجية بحث
مش معنى دا ان هيأُخذ بكلام الكاتب على انه حقيقة ولكنه الاقرب للصواب (منطقيا على الأقل)..ولا بردو معنى دا انى هسلم للكاتب لأنه مش معصوم من الخطأ خصوصا ان الجزء الخاص باعتراض الصحابة فى المدينة على سياسة عثمان مريب..بس كفاية ان الكتاب صححلى مفاهيم كتير ووضحلى أشياء كانت ملتبسة عليا و أقنعنى بأغلب استنتاجاته البيٌعمل الكاتب فيها عقله مع علمه عشان يطلع باستنتاج منطقى يتفق مع عقلى و يتفق مع التاريخ. -
الكتاب لغته سهله وبسيطه وهو ما يميز عميد الادب العربى .
تحدث عن الفتنه واسباب ظهزرها فى عهد عثمان .
واوضح ما ادخله عثمان من لين فى الحاكم وطريقه اداره الدوله ادت الى النهايه للثوره عليه
.
الكتاب يشرح موضوع غايه فى الخطوره وينساه الجميع ويتجاهلوه . وهو ما ادى الى تفرق الامه الاسلاميه الان .
لو يعلم الطلاب فى المدارس ما حدث دون قفز هذه الفتره من الخلافه لما قامت كثير من حركات التشدد .
ولما نظر الناس للخلفاء على انهم منزهون عن الخطا وسوء التقدير حتى لوكانو مبشريين بالجنه
واخيرا دكتور طه استخدماسلوب العقلى المنطقى يجعل القارىء يفقر ويستنج هو الاخر كانه يعيش ما حدث
ولكى ترى ايضا فتره استمرار الفتنه فى عهد على وبنوه الحسن والحسين
ستجد الجزء التانى
الفتنه الكبرى على وبنوه
http://www.goodreads.com/book/show/59... -
إنه طه حسين كاتب هذا الكتاب و بذلك أتفهم كيف كان علىّ أن أنزع من نفسي التحيز لما أراه في طه حسين من كونه صاحب كتاب في الشعر الجاهلي وهذا لا بد أن أقوله قبل أن أتحدث عن الكتاب.
إننى لا أتحرج فى أن أقول أن قراءتي للكتاب ليست إلا لمعرفة ما فيه ومعرفة ما أورده الكاتب في طيات الكتاب و أنا لا أجزم بصحة كلامه و ما قاله في الكتاب وما أراه أنه مزج الصحيح بالموضوع بالضعيف من الحديث فخرج إلينا بهذا العمل, و أعلم أنه أديب وليس بمؤرخ ولكنه قد طرق الباب وعليه,,,,
الكتاب حقيقة كان يجب أن يكون فيه النصوص من الأحاديث أو الروايات على الأقل بتحقيقها أو بيان رقمها أسفل كل صفحة على غرار هؤلاء الذين يأتون بأسماء المراجع في أسفل كل صفحة.
بداية الكتاب في البداية تكلم عن هذه الفتنة وشدتها و أنه ما عليه إلا أن يجلي الحقائق ويتكلم عن المواقف المختلفة من الفتنة ومذاهبهم المختلفة, وتكلم عن الدولة والفرق بين الإسلام والرسول صلى الله عليه و سلم واليونان الذين يقال أنهم سبقوا إلى لديموقراطية وتشكيلهم لمجلس الشيوخ.
أيضا قدم مقدمة رائعة عن الخليفتين عمر و أبي بكر وتناول بالخصوص الفاروق عمر وطريقته في إدارة شئون الدولة الإسلامية وكيف كان شديداً في الحق و كيف كان يتعامل مع كبار الصحابة وكيف أنه خاف عليهم ومنهم فحبسهم كما قال طه حسين خوفا من الفتنة وخوفا من أن يفتتن بهم الناس الجديدة على الإسلام وعقد مقارنات بين عثمان وبينه وكيف أن عثمان في البداية-رضى الله عنهم جميعا- سلك مسلك عمر في رسائله إلى الجند والولاة والعمال ولكنه ما لبس أن وسع في العطاء من حر ماله إلى أهله و أقاربه و كيف وسع على المسلمين من بيت مال المسلمين وهذا على عكس ما كان يفعل عمر الذي كان يوسع عليهم ولكن في حدود كما قال طه حسين عملاً بقوله تعالى ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط,تكلم أيضا عن الكثير في حياة عمر بن الخطاب وشدته في الحق ,وذكر في مقدمته وجود ارستقراطية تكونت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة الكبار رضوان الله عليهم جميعا,حقيقة أشعر بهروب الكلام مني فالكتاب أوسع من أن أتكلم عنه أو أوجزه في كلمات قليلة ولكني أقول أن كثيرا من الكلام قد أتحرج من تشبيهات طه حسين فيه أو التسميات ولكنه طه حسين الجرئ في أي قضية أو أي طرح يطرحه.
منها ما قاله عن أن عمر بن الخطاب أساء الظن في قريش خصوصا الداخلين في الإسلام حديثا عن أن كثيرا منهم يريد الدنيا والقليل يريد الآخرة ولا أعلم كيف له أن يقول ذلك!!
تكلم كما ذكرت سابقا مقارنات دائما بين ما ذهب إليه عمربن الخطاب رضى الله عنه وبين عثمان رضى لله عنه في كل موقف كما قلت في العطاء من بيت المال والتعامل مع الصحابة الكبار أو مع قريش.
تكلم أيضا عن سياسة عثمان رضى الله عنه في توليته الولاة على الأمصار وخصوصا تحدث باستفاضة عن الكوفة و البصرة وأحاديث عن الولاة سواء كان سعد بن أبي وقاص أو الوليد بن عقبة أو سعيد بن العاص ولا أعلم مدى صدق أو صحة الأحاديث التي استخدمها هنا كما قلت سابقا هو لا يخّرج الأحاديث.
تكلم عن معاوية وكيف أنه استقر في الشام وكانت ولايته تزداد في ما يتبعها من أمصار وكيف أنه كان يحب الشام ويحبه أهل الشام.
وتكلم بعد ذلك عن ولاية مصر و تناول في عرضه ولاية مصر لعمرو ومن بعده عبد الله بن سعد أخو عثمان رضى الله عنه في الرضاعة وتكلم عن ما حدث بينه وبين عمرو فعمرو كان يأتي بأموال أقل وعبد الله بأموال أكثر ويرى عمرو أنه قد شق عليهم, وبعد عرضه وصل إلى أن عبدالله طالب دنيا وليس دين و أنه لذلك كان فاتحاً عظيماً وهذا تكرار لما سبق بالدخول في النوايا ولا أدري من خّول له الدخول في النوايا.
تكلم عن محمد بن أبي ب��ر و محمد بن ابى حذيفة وعن أن الأخير قيل أنه يشرب الخمر وكلام من هذا القبيل ولا أدرى هل له لمجرد ورود كلام ضعيف أو موضوع أن يعيده ويكرره حتى لو كان من قبيل العرض وهو القائل في أول الأمر أنه يتحرى الدقة؟!! وأنهما كان يعارضان عثمان من مصر هو و واليه على مصر..أيا ما كان فهذه سيرته في عرضه لكل ما سبق استخدام الضعيف.
تناول قضية عبدالله بن سبأ أو ابن السوداء وقد قال أن علماء العصر يجعلونه السبب الرئيسى وموطن الفتنة وانه نشرها في البصرة والكوفة ثم في الشام ثم في مصر وهو ينتقد ذلك ويقول أنه ربما ساعد في نشر الفتنة ولكنه ليس سببها, وهو يقول أنه ليس له نسب في مرجع يعتد به طه ��سين وغيره في هذه القضية والذي قول أنه من أكبر المراجع ولكن السبب هو الظروف الإجتماعية و السياسية التي كانت واضحة في هذا العصر هي السبب في ظهور المعارضة والتي تسائل الكاتب هنا هل هي بدأت في المدينة و انتقلت الى الجند في الأمصار أم أنها ظهرت في الجند و انتقلت إلى الصحابة ولكنه يرى أنها قد ظهرت وسطاً أي بين الصحابة وتزامن مع الجند,,وقد تكلم عن قضية ان ابن السوداء هو من نبه أبا ذر إلى أنه ال المسلمين وليس أبا ذر هو من تنبه وهو يرفض ذلك لأنه ذكر موقفاً آخر أنكر فيه أبو ذر على رجل أنه تكلم في الدين و أفتى وهو يناقش صحابي آخر.
إن الكاتب مستمر في منهجه وهو عرض الأحداث ونقدها وتفنيدها و تصحيح ما يراه صحيح ومقبول , و أقول أني لا أجزم بصحة أو كذب ما قال لأن هذه قضية أكبر من أن يقول فيها شيئ جاهل مثلي!
تحدث بعد ذلك عن الخمسة الآخرين من الستة غير عثمان رضوان الله عليهم في وصية عمر,تكلم عن عبدالرحمن وكيف أنه كان ماله كثير رحمه الله وتجارته رابحة و أنه كان المرجح نظرياً لنسبه معظم قبائل العرب وبالتالي قدرته على جمع لمته و أنه لم يكن معارضاً لعثمان وتكلم عن سعد وقرابته من الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر ثانية قصة الخلاف بينه وبين عبدالله بن مسعود والتي قال أنه لا تستقيم وتكلم أنه قد عزل نفسه وجنبها الفتنة,وتكلم عن الزبير و أيضاً عن عطية عثمان له و أنه كما يقول طه حسين لم يشتد على عثمان إلا أن يكون في ذلك شريكاً لغيره من الصحابة وتكلم عن طلحة و ذكر أشياء صادمة من أنه كان من المؤلبين أثناء الحصار و أنه عجب لحزن علىّ رضى الله عنه على عثمان!!!
تكلم عن مروان بن الحكم هو من قتله
طلحة كان يقاتل مع مَرْوانَ طلبًا لإقامةِ الحدِّ على قتَلَة عثمان، فكيف يقتُله مرْوانُ بدمِ عثمان؟!
وقال في نهاية حديثه عن طلحة هو يمثل نوعا خاصا من المعارضة رضى ما أتاح الرضا له الثراء والمكانة فلما طمع في أكثر من ذلك عارض حتى أهلك وهلك
,سبحان الله كل هذا يقوله عن طلحة وقد ثبت حديث النبى صلى الله عليه وسلم من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله وهو واحد من الذين ثبتوا يوم أحد !!
سامحك الله يا رجل على كلماتك هذه سواء كانت من قولك أو كانت استكمالا لنقلك لكلام رواة وجب عليك أن تنتقدهم كما كنت تنتقد ما لم يعجبك ولكنك عرضت الكلام دون تعليق فهل هذا يصح!
تكلم عن على بن أبي طالب آخر الستة و قرابته ونسبه من النبى صلى الله عليه وسلم وتكلم عن موقفه من بعد وفاة النبى واستخلاف أبى بكر و من بعده عمر وكيف أنه كان يقدم لهما المشورة ولكن بعد ذلك تكلم عن على وعثمان و حقيقة وجدت كلام غريب وهو أن علي قد خاصم عثمان أو أن ثمة خلاف كان بينهما و أن العباس قد أصلح بينهما رضوان الله عليهم جميعاً وتكلم ثانية عن موقف على من قضية عبيدالله بن عمر وقصة إنكاره على عثمان أن يأخذ من أموال المسلمين رغم أنوف الكارهين فيرد عليه على بقوله نمنعك من ذلك؟!!!!!
سبحان الله والله لو قال لنا من أين يأتي بكلامه هذا وتعليلاته و ما يخلص إليه من نتائج وما يقوله, فلم يذكر لنا مراجع أثناء سرده غير كتاب الأنساب للبلاذري و طبقات ابن سعد وغير ذلك من الكتب التي كتبها في نهاية كتابه لم يلفت انتباهي لها أثناء سرده وجود أي إشارة منه بمرجعه!!
وتكلم عن ابن مسعود وقال ما شابه وذكر ضرب عثمان له و إخراجه من المسجد ومنعه من النفقة بإعتبار أن الوليد كتب إليه يشكوه ابن مسعود والذى رد عليه بأن يرد ابن مسعود إلى المدينة. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فإن قيل إن عثمان قد ضرب ابن مسعود و عمار فهذا لا يقدح في واحد منهم فإنا نشهد أن الثلاثة في الجنة و أنهم من أكابر أولياء الله المتقين و لقد ضرب عمر أبي بن كعب بالدرة لما رأى الناس يمشون خلفه و قال : ذلة للتابع و فتنة للمتبوع
وتكلم عن أبي ذر وعن سيرته وعن معارضته لعثمان وساق أيضا كلاما كثيرا لا أدرى مدى صحته.وتكلم عن عمار بن ياسر وضرب عثمان له و الإغماءة التي أصابته والعجب كل العجب ولا أدرى كما قولت و أقول من أين له بصحة هذا الكلام حتى يأتي بهذا الكلام هنا؟!!
وما علمته هو أنه ضربه هو و صحابي آخر إقامة للحد ليس إلا ولم يحدث كل ما ذكره هنا الكاتب وكذب أيضا قصة الفتق الذي خلفه ضرب عثمان له في مرة ثانية وكذلك قوله أنه من كبار الطاعنين في عثمان والمعارضين وكلمة طاعنين كما أعلم هي كلمة لا يستقيم أبداً من وجهة نظرى أن يصف بها صاحبي جليل من أهل الجنة بإذن الله.
تطرق بعد ذلك للحديث عن الأنصار و أنهم كما أبعجوا عن الحكم فلم يكن لهم دور بارز ككبار الصحابة الذين ذكرهما الكاتب بإعتبارهم كبار المعارضين لسياسات عثمان.
و آخيرا بعد هذا الذي اعتبره تقديم تناول القضية ألا و هي قتل عثمان من جوانبها السياسية والدينية والاجتماعية , وبدأ بالدينية وقال أن عثمان أنكر عليه معارضيه ما فعله بعفوه عن عبيدالله وعرض ثانية الرأيين المؤيد والمعارضين,والثانية هي قضية اتمام الصلاة في مكة رغم ان النبى صلى الله عليه وسلم قد قصر هو والشيخان,وقال أنكروا عليه أيضا الزكاة التي اخذها على الخيل وقال في ذلك لم تتواتر الرواية ولم يجتمع عليها الرواة,أيضا لاموا عليه حمى الحمى, ولم أفهم هذه القضية حقيقة,كذلك إنفاقه من أموال الصدقة في الحرب والمرافق العامة,وكذلك جمع المسلمين على مصحف و إحراق باقى المصاحف,كذلك رده للحكم بن أبي العاص إلى المدينة رغم طرده في عهد النبى صلى الله عليه وسلم,وتوليته للحارث بن الحكم سوق المدينة.
وهذا ما تناوله الكاتب كأسباب دينية وانا لا ارد عليها لأني لا استطيع أن أرد على كل شئ لأن هذا الكتاب يحتاج إلى كتاب آخر في نقده و الرد عليه فالشبهات كثيرة التى أوردها الكاتب والرد عليها يحتاج كتاباً آخر يقر الحقائق ويقطع الشك باليقين على الأقل يجلى الحقائق إعتماداً على الصحيح من روايات الحديث و الآثار.
اما عن المآخذ السياسية عليه ألا وهي توليته الأحداث على البلاد وعزله الثقات وكيف عزل كبار الصحابة و ولى الأمر للوليد وعبدالله بن سعد وكيق أنه لم يعزل الوليد إلا بعد أن ظهر جليا كما قال الكاتب شربه للخمر, وهو ينتقد سياسة عثمان نقداً صريحا في توليته للولاة على الأمصار.
وبعدها تكلم عن سياساته المالية وفي تصرفه في الأموال وهو يرى أنه كان يأخذ من المال ما يوافق الأرباح التى كانت تعود عليه من تجارته قبل الخلافة ويقول الكاتب لا يجد حرجاً ويقول يخالف سيرة الشيخين!! ويتكلم عن معارضة ابي ذر ومعارضة ابن مسعود ويقول وما أصابه من بطش عثمان.!! سبحان الله على أقوال الكاتب ومصطلحاته وتوصيفاته وتكلم عن أرقام أو قل حجم الأموال التى خرجت لطلحة والزبير وغيرهم في عهده من عثمان ولا أعلم من أين أتى بهذه الأرقام.و تكلم عن سياسة عثمان في أراضي الامصار والتى أدت إلى ظهور طبقة من الاغنياء لديها الكثير من الاموال وزيادة عدد العاملين بهذه الاراضي وكلام كبير عن فوارق اقتصاديه.!
وتكلم عن أن عثمان لم يقبل النقد وكذلك كان عماله يقسون على الناس ويعاملونهم معاملة قاسية وكذلك أنه ضرب اثنين من كبار الصحابة وكلا�� ما أراه إلا كسابقه!
دخل بعد ذلك في الفتنة وما حدث من وفد المعارضين الذي قال أنه قدم عليا ليتكلم ثم ما كان من خطبة عثمان التي فهم منها أنه ذكرهم بأنه لم يقسوا عليهم كعمر ولأنه كان ليناً فهم يستغلون ذلك.وسرد بعد ذلك الأحداث تباعاً حتى مقتله رضى الله عنه .
آسف على الإطالة و سأورد لكم ردا على بعض ما قاله وطعنه في عثمان وهما
http://vb.altareekh.com/t38106/
http://www.norelhaq.com/norelhaq15222...
.......
سأقول ثانية أنا لا أستطيع تصديق ما ورد وقد وضعت بعض التصحيح لما وضع ولكن الكتاب يحتاج إلى كتاب آخر لنقده وبيان الضعيف فيه والموضوع من الأحاديث أو الآثار المرتبطة بهذه الفترة العصيبة
والحمد لله رب العالمين -
انتهيت من قراءة الجزء الأول من الفتنة الكبرى لطه حسين.هذه الفتنة التي انتهت بقتل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه بأيدي ثوار من المسلمين من مصر و البصرة و الكوفة. فتنة و أي فتنة! و في عهد أي عهد!
عرض الكاتب العوامل المختلفة التي أدت لهذه الفتنة. فمنها سياسة عثمان في التولية و العزل و منها تصرفه في مال المسلمين و منها التغير العميق الذي حدث في التركيبة الإجتماعية لمجتمع المسلمين. فقد كانت هناك طبقة أرستقراطية من كبار الصحابة. و مع التوسع في الفتح ظهرت طبقة الأعاجم المستعربة. و ظهر جيل جديد من أبناء الصاحبة لم يعهد الرسول و ليس على نفس القدر من المحافظة في أمور الدين. و قد كان عثمان لينا رفيقا في سياسته على عكس عمر الذي حبس كبار الصحابة في المدينة حتى لا يفتتن بهم الناس و لا يفتتنوا هم بإعجاب الناس بهم. فعثمان ما إن تولى حتى أيسر لهم ما قد أعسر عمر. و سمح عثمان للناس أن يشتروا الأراضي و يتبادلونها و حدث من ذلك أن ظهرت الملكيات الواسعة في الأراضي و ما يلزم ذلك من امتلاك للرقيق و العبيد ليقوموا على أمر الزراعة و الخدمة في هذه الأملاك. نشأ عن ذلك طبقة متعطلة ثرية تعيش على جهد طبقة كادحة من العبيد. كان لهذه العوامل و غيرها دور كبير في الفتنة التي انتهت بمقتل عثمان رضي الله عنه.
الكاتب في عرضه للموضوع كان محللا منهجيا لا يغالي و لا يتحيز. و لكني أرى أن الكتاب ليس بحثا متعمقا بالدرجة الكافية. و أن هناك الكثير من الإجابات و كثير من الأسئلة أيضا. و هناك جوانب تحتاج لمزيد من البحث و الكثير من الأمور بحاجة لإعادة النظر. فأنا أعتبر الكتاب وسيلة جيدة لتكوين فكرة موضوعية عن ذلك العصر و عن الفتنة التي حدثت أيامه.
قبل أن تقرأ الكتاب
مشكلة موضوع الفتنة أنها قد تثير الشك في الدين لدى بعض المؤمنين الذين يربطون إمانهم بالأشخاص و ببعض الأوهام التي لا أساس لها من الواقع. فما إن يسقط الأشخاص و تسقط الأوهام حتى يسقط معها الدين. و هذا بالطبع خاطئ و خطير. لذلك لا بد أن يدرك من يقرأ عن تاريخ المسلمين في أي حقبة أن هناك فرق بين الإسلام و المسلمين. و الإسلام حجة على المسلمين و ليس العكس. فالمسلمون يخطئون و يصيبون و لا أحد معصوم إلا من عصمه الله. و حتى أيام الرسول كان هناك المنافقون الذين يظهرون لمؤمنين الإسلام و يبطنون الكفر. فلا ينبغي و لا يصح أن يربط الإنسان إيمانه بأشخاص زائلون دون الحقيقة الثابتة و هي الله الخالق البارئ.
لماذا -بادئ ذي بدء- قد يقرأ الواحد من منا عن أحداث هذه الفتنة و ما تلاها و هي في عصر بعيد عنا موغر في البعد؟
ظهر اهتمامي بهذا الموضوع بعد الثورة و ظهور التيارات الإسلامية على الساحة. هذه التيارات يبدو أنها تؤمن بالحلول السحرية. ترى أنه بمجرد تطبيق الشريعة ستفتح علينا بركات من السماء و الأرض و ستحل كل مشاكلنا. فتتحسن الصحة و يتطور التعليم و تحل مشاكل كالإسكان و الصرف الصحي. هذه التيارات إما أنها تؤمن هكذا أو أنها تفهم الناس أن الأمر هكذا. و هذا غير صحيح. فالله سبحانه و تعالى الذي لديه القدرة جميعها و الذي يؤيد بنصره المسلمين المجاهدين بجند من الملائكة قد أمرنا في كتابه و قال: أعدوا لهم ما أستطعتم من قوة و من رباط الخيل. فبالرغم أن الشريعة تطبق خير ما تطبق في عهد الرسول صل الله عليه و سلم، إلا أن تطبيقها لم يغن المسلمين من إعداد ما استطاعوا من قوة. و الله قادر أن ينصر المسلمين دون حتى أن يقاتلوا و دون أن يجمعوا أي قوة. و لكن ذلك ليست سنة الله في كونه و هذه إرادته: لا بد أن نعد ما استطعنا من قوة
و لكن يصر-سأقول- بعض الإسلاميين أن بمجرد تطبيق الشريعة فإن أبواب الخير ستفتح من السماء و الأرض. و يستشهدون بعصور الإسلام خاصة راشدها. فإذا نحن رجعنا إليها لندرسها و نحقق في قولهم و جدنا أنهم يتوهمون ما ليس هو بواقع. و يخلطون ما لا بد من فصله. و يجعلون عمل الآخرة يغني عن عمل الدنيا و ليس هذه سنة الله في كونه و ليس هكذا أرادها الله و ليس هكذا فعل الأولون
ثم بقرائتك لتاريخ المسلمين بدءا براشده و مرورا بالعصر الأموي و ما تلاه من عباسي و عثماني، ستجد أنه ظهرت الكثير من الأفكار التي يعتنقها اليوم بعض الإسلاميين و ما هذه الأفكار و الإعتقادات إلا حلول سلبيةانتهجها مسلموا هذه العصور لمواجهة مشاكلهم. -
عرض هادئ لأحداث عاصفة ، ومحاولة لتحليل المواقف، واستبطانها دون المساس بقدر الصحابة رضي الله عنهم، وهى على ذلك تحتاج إلى القراءة من مصادر أخرى لمحاولة الوصول إلى صورة أقرب للواقع.
أما مزية البحث هنا هى رد الأحداث ، وأسباب الأزمة لما هو سياسي لا ديني ، فلا يكون الحكم بخطأ موقف أو قرار طعنًا في دين أحد أو سيرته.
ملاحظة عابرة: كل مَنْ رأى بين يديي هذا الكتاب أظهر تشككًا في قيمته ، ووالحكم بسوء نية صاحبه ، مع أنه لم يتصفح حتى فهرسه ، وتلك آفاتنا تبني آراء غيرنا المسبقة دون مجرد التفكير في أن يكون لدينا وجهة النظر الخاصة.. وعجبي -
أعجبني .. نعم، وبشدة.
لا أعلم إن كنت سأقوم بتعديل عدد النجمات مع مرور السنون فالكتاب منظم وموضوعي. حاول عميد الأدب والمفكر طه حسين قدر الإمكان تحقيق المصداقية في حديثه الشائك. أسهب الحديث وأحدث التكرار في بعض المواضيع ولعل ذلك لأهمية الأفكار. كنت على أمل اللقاء بمضمون أوسع وتفاصيل أكثر. ولكن بالمجمل الكتاب نافع ويستفاد منه والله أعلم. لا أريد الدخول بتفاصيل الأحداث مع أن نفسي تتوق لذلك والفضول يملأ أحشائي. فأنا لا أعد نفسي مؤهلة بعد لهذا الخوض فرحم الله امرئٍ عرف قدر نفسه.
السلام ختام -
الكتاب الأهم الذي أجاد وأنصف ورسم التاريخ بحرفة عالية حتى لتكاد تشك أن كاتبه عاش تلك الحقبة بأدق تفاصيلها متجردا من كل انحياز أو تحزب. من أراد أن يعرف سر تلك الفتنة التي شطرت المسلمين منذ قرون طويلة وما زالت توابعها تذبحنا من الوريد إلى الوريد، عليه بمرافقة عميد الأدب العربي في رحلته الممتعة المؤلمة. #ثامر_شاكر
-
لم اقرا _الى الان_لاحد المفكرين والباحثين من له القدره على ان ينحى ايدولوجيته السياسيه والدينيه جانبا وهو يتناول احد المواضيع التاريخيه بعمق وفكر ونضج كما يفعل طه حسين.
هنا يتناول طه حسين في الجزء الاول من ثنائية الفتنه الكبرى الاحداث التى المت بالمسلمين عقب وفاة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وتولى عثمان خلافة المسلمين الى انتهاء فترة خلافته بحصار بيته ومقتله وهو ممسك بكتاب الله بين يديه ليفتح مقتله باب الفتنه على المسلمين جميعا ...تلك الفتنه التى اكتوى الجميع بنيرانها ولم ينج منها احد بعد ان زرعت خلافة عثمان _عن حسن نية وسوء تدبير_بذور الفتنه في بلاد الاسلام .فصدق ما تنبا به عثمان عشية وفاته عندما قال لاصحابه (لئن قتلونى لم يصلوا جميعا بعدى ابدا .ولم يقاتلوا عدوا جميعا ابدا).فلم يلتم شمل المسلمين بعدها ابدا فتفرقوا على طوائف وشيع يقاتل بعضها بعضا الى يومنا هذا حتى ليكاد المرء يجزم ان لكل طائفه دينا غير الدين!!!
يتناول طه حسين في كتابه الاسباب التى دعت الى وصول الامور الى ما وصلت اليه ويحلل بالوقائع والتفسيرات المختلفه اسباب الفتنه ودواعيها واراء صحابة النبي ممن وقفوا منها موقف الرفض او الموافقه ام من اتخذ الموقف السلبي منها كسعد ابن ابى وقاص حينما سئل عن رفضه لاتخاذ صف احد من الطرفين فقال جملته الباتره (والله لا اقاتل حتى تأتونى بسيف يقول هذا مؤمن وهذا كافر )..كل ذلك يرويه طه حسين بأسلوب ناضج وعميق ومحلل لا مع ولا ضد ولكن في محاوله لفهم عميق لما حدث في ذلك الزمان والى ما أدى الى وصول الامور الى ما وصلت اليه فكانت الفتنه...تلك التى فسرها على ابن ابى طالب أحسن تفسير في قوله (استأثر عثمان فأساء الأثره..وجزعتم فأسأتم الجزع). -
في البداية لا بد من طرح سؤال ما الذي كتبه طه حسين في الفتنة الكبرى ..؟؟
هل كتب تاريخ الفتنة الكبرى ..؟؟ أم كتب رأيه في هذا التاريخ ..؟؟
هو قال في بداية الكتاب أنه يكتب التاريخ من وجهة نظر حيادية تمثلاً بذلك موقف سعد بن أبي وقاص الذي اعتزل الفتنة في أوجها ...
ومن المؤكد لي - بالنسبة على الأقل - أن هذا الكتاب ليس تاريخ وما هكذا يكتب التاريخ إطلاقاً ,
التاريخ يكتب بأسندة وروايات صحيحة أو قريبة من الصحة مؤكداً على ذلك بسند أو مصدر كل رواية في أسفل كل صفحة , وهذا ما لم يفعله طه حسين , الذي اكتفى بذكر جميع الكتب التاريخية التي اعتبرها مصادر لروايات هذا الكتاب بشكل عام وذلك في نهاية كل من جزئي الفتنة الكبرى , ًفطه حسين لم يكون جدياً في كتاية التاريخ إطلاقاً ...
وإن كان التاريخ كما يقول المؤرخون " معظمه ظن والباقي إملاءات الهوى" , فطه حسين في الفتنة الكبرى عكس هذه القاعدة ليستقي من التاريخ ما يملي عليه هواه في معظم الروايات والأحداث التي ذكرها ...
طه حسين لم يكتب تاريخ الفتنة الكبرى , طه حسين كتب رأيه في هذه الفتنة وتحليلاته الواضحة للأحداث في تلك الفترة مستمداً من بحر الروايات التاريخة ما يؤكد وجهة نظره ومتجاهلاً ما يضعفها ....
لكن إن قرأنا تاريخ هذه الفتنة من مصادر أخرى وقارناها مع ما كتب طه حسين سنجد أن طه جسين من أكثر المعتدلين , لما تجاوزته المصادر الاخرى التي يؤرخ كل منها لحزبه وطائفته محاولاً أن يظهرها في أنقى صورة ممكنة , وقد تجاوز الطرفان الحد في الإسراف والكذب والتأليف وذكر شيء قليل منه كان وأغلبه لم يكن ...
لكن ألا يوجد حقاً من أرخ بشيء من الصدق والإعتدال عن هذه الفتنة وغيرها من الاحداث ..؟؟
, نعم وهم ليسوا نادرين وهم أجدر بان نقرا التاريخ عنهم أمثال ابن كثير والطبري ..
هذا تعليقي على طه حسين ورأي بموقفه من كتابة الفتنة الكبرى وليس بالكتابين بحد ذاتهم,
وسأدرج راي في الكتابين والفتنة في الريفيو الخاص بالجزء الثاني من كتاب الفتنة الكبرى : علي وبنوه . -
أكثر ما يجعل الكتاب ذو قيمة ليس اسم المؤلّف ، ولا القضية ذاتها ، إنما طريقة تناوله إياها ، فهو ينظر للموضوع بنظرة المفكّر أو الناقد وليس من الناحية الدينية ، وهذا المفترض أن يكون في أكثر قضايانا الشائكة والصعبة .
طرح موضوعي وحيادي إلى حدٍّ ما ،أجمل ما في الكتاب إثارته لأسئلة عديدة ، ويمكن للقارئ الإجابة عنها أيضاً أو إضافة ما لم يضفه الكاتب .
الأرجح عندي أنّ المرحوم كانت لديه بعضُ جوابات وبعض قناعات في المسألة ولم يطرحها ، كأسطورة ابن سبأ مثلاً ، هو عرّض بها وبرأيه فيها، ولم يطوّل في ذكرها وقال أنّه سيعرض بذكرها في الكتاب الثاني.
عموماً الكتاب كان في صفحات كثيرة منه أشبه بمقدمة وتعريف بالشخصيات وأهم الأحداث والأسباب التي أدّت لمقتل سيدنا عثمان رضوان الله عليه ، والتي ناقشها في الجزء الأخير من كتابه.
يظهر لي أنّ الكتاب الثاني سيكون ذو قيمة أكبر ، فهو تعرّض لكلّ الأحداث والشخصيات المهمة ويبدو أنّه سيسهب فيه ويفصّل أكثر .
رغم ما لسيدنا عثمان من هنات وأخطاء في الحكم، ولا ألوم إلا بطانة السوء التي كانت تحيط به ، إلا أنّك عندما تقرأ قصّته لا يسعك إلا أن تحزن أشدّ الحزن لهذا الرجل ، ظُـلِـمَ كثيراً ، رحمة الله عليه وغفر الله له ورضي عنه . -
عندما يختلط الشعور بالحسرة والسعادة ببعضهما البعض الحسرة لتأخري في قراءة هذا الكتاب لاكثر من عشر سنوات فهو من نوعية الكتب التي تعطيك منهج فكر لا معلومات بالاساس مع انه لا يخلو من معلومات مدهشه وكثيره .. ولكن الاولي اهم وابقي .. الكتاب لا يميل الي جانب في تلك القضية الشائكه وهي الفتنة بين صحابه رسول الله .. فالكتاب علي غير المعتاد يشرح لك لماذا حدث ما حدث وكيف كان يفكر كل من حضر تلك وكيف كانت للبيئه والفتوحات الكبيره والفروق الفرديه بين الصحابه اثر في نشوء تلك الاحداث
-
::رأي شخصي::
الفتنة هي شيء لا مفر منه. فتن الناس في كل زمن وعصر، والفتنة شيء أصيل في المجتمعات البشرية، ولهذا جاءت الأديان، ولهذا أنزل الله الكتب وأرسل الرسل مبشرين ومنذرين، وما هي مكارم الأخلاق وتربية الضمير وإحياء الوازع الديني إلا بهدف عيش الناس في أمان وسلام ونزع ما في صدورهم من الميل عن الجادة واتباع هوى النفس؟ والفتنة بمفهومها الواسع لا تنتج إلا عن هوى النفس، والشطط، والخروج عن الاستواء والوسطية في الأمور. والفتنة على طبقات وأشكال: الفتنة في الدين بالكفر والشرك، والفتنة في المجتمع بانتشار الموبقات، والفتنة في النفس بالعجب والخيلاء والافتخار..إلخ ولقد اجتمع اليهود على يسوع المسيح وزعقوا بصوت عال: اصلبوه! وفدوا به سارقًا، وماذا جنى يسوع المسيح في حق اليهود؟ بل كُتبت جريمته على الصليب: هذا ملك اليهود. والمعروف أن يسوع المسيح لم يحمل سلاحًا، بل كان يشفي ويطبب النفوس والأجساد، وعندما هم به القوم ليأخذوه امتشح أحد حواريه سيفه وضرب أذن الحارس فقطع��ا، فكفه يسوع المسيح ووضع يده على أذن الحارس وشفاها، فهل كانت التؤدة والرفق واللين والرحمة من يسوع سببًا لرفق اليهود تجاهه؟ كلا. من هنا، أقول من ��لال متابعتي وقراءاتي في التاريخ الإنساني كله: الفتنة شيء أصيل في التاريخ، بل الفتنة من لدن آدم وحواء زوجه، فالمجتمع البشري مفطور على هذا، ولا راد لقضاء الله في ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
***
::إرهاص الفتنة::
فقال له رسول الله: «ائذن له وبشره بالجَنَّة على بلوى تصيبه»
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أنه توضأ في بيته، ثم خرج، فقلت: لألزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأكونن معه يومي هذا. قال: فجاء المسجد فسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: خرج ووجه ههنا، فخرجت على أثره أسأل عنه حَتَّى دخل بئر أريس، فجلست عند الباب وبابها من جريد، حَتَّى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته، فتوضأ فقمت إليه، فإذا هو جالس على بئر أريس وتوسط قفها، وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر فسلمت عليه ثم انصرفت، فجلست عند الباب فقلت: أكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجاء أبو بكر فدفع الباب فقلت: من هذا؟ فقال: أبو بكر. فقلت: على رسلك، ثم ذهبت فقلت: يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن فقال: «ائذن له وبشره بالجَنَّة». فأقبلت حَتَّى قلت لأبي بكر: ادخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجَنَّة. فدخل أبوبكر فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في القف، ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم وكشف عن ساقيه، ثم رجعت وجلست، وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني فقلت: إن يرد الله بفلان خيرًا -يريد أخاه- يأت به، فإذا إنسان يحرك الباب فقلت: من هذا؟ فقال: عمر بن الخطاب. فقلت: على رسلك. ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فقلت: هذا عمر بن الخطاب يستأذن. فقال: «ائذن له وبشره بالجَنَّة». فجئت فقلت: ادخل وبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجَنَّة. فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في القف عن يساره، ودلى رجليه في البئر، ثم رجعت فجلست. فقلت: إن يرد الله بفلان خيرًا يأت به، فجاء إنسان يحرك الباب فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان بن عفان. فقلت: على رسلك. فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: «ائذن له وبشره بالجَنَّة على بلوى تصيبه»، فجئت فقلت له: ادخل وبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجَنَّة على بلوى تصيبك، فدخل فوجد القف قد ملئ فجلس وجاهه من الشق الآخر. قال شرك بن عبد الله قال سعيد بن المسيب: فأولتها قبورهم.
***
::مراحل الفتنة المقدمات والنهايات::
(ما بين الأقواس هو مقتباسات من كلام طه حسين نفسه في الكتاب.)
صعوبة تحقيق النظام السياسي المستقر في التاريخ البشري:
(وما رأيك في أن الإنسانية لم تستطع إلى الآن، على ما جربت من تجارب وبلغت من رقي، وعلى ما بلغت من فنون الحكم وصور الحكومات، أن تنشئ نظامًا سياسيًّا يتحقق فيه العدل السياسي والاجتماعي بين الناس على النحو الذي كان أبو بكر وعمر يريدان أن يحققاه!)
سبب تعنت قريش في قبول دعوة النبي:
(أقول: لو قد دعاهم النبي إلى التوحيد وحده دون أن يمس نظامهم الاجتماعي والاقتصادي، لأجابته كثرتهم في غير مشقة ولا جهد؛ فما كانت قريش مؤمنة بأوثانها إيمانًا خالصًا، ولا كانت قريش حريصة على آلهتها حرصًا صادقًا، وما كانت قريش إلا شاكَّة ساخرة، تتخذ الأوثان وسيلة لا غاية، وسيلة إلى استهواء العرب واستغلالها(...) فقد سخطت قريش على النبي لأنه عرض لنظامها الاجتماعي، وفرض عليها نوعًا من العدل لا يلائم منافع سادتها وكبرائها، أكثر مما سخطت عليه لأنه عاب آلهتها ودعاها إلى أن تلغي الواسطة بينها وبين الله.)
الإسلام والمسيحية:
(فليس بين الإسلام وبين المسيحية مثلًا فرق من هذه الناحية؛ فالإسلام دين يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويوجه إلى الخير ويصد عن الشر، ويريد أن تقوم أمور الناس على العدل وتبرأ من الجور، ثم يخلي بعد ذلك بينهم وبين أمورهم يدبرونها كما يرون ما داموا يرعون هذه الحدود. ولا تزيد المسيحية على هذا ولا تنقص منه، ولأمر ما قال عيسى عليه السلام للذين جادلوه من بني إسرائيل: «أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله.»)
نظام الحكم الإسلامي لم يكن نظامًا ثيوقراطيًا أو ديموقراطيًا، لم يكن ملكًا أو قيصرة:
(لم يكن نظام الحكم إذن أيام النبي تيوقراطية مقدسة، وإنما كان أمرًا من أمور الناس، يقع فيه الخطأ والصواب، ويتاح للناس أن يعرفوا منه وأن ينكروا وأن يرضوا عنه ويسخطوا عليه (...) وليس من الدقة في شيء أن يقال إن حكم أبي بكر وعمر قد كان حكمًا ديمقراطيًّا بالمعنى التدقيق، فليس كل المسلمين قد اختاروا أبا بكر وعمر لأمر الخلافة، وإنما اختارهما فريق بعينه من المسلمين، وهم أولو الحل والعقد من المهاجرين والأنصار، على ما كان بينهم في ذلك من اختلاف أول الأمر (...) لم يكن نظام الحكم الإسلامي في ذلك العهد إذن نظام حكم مطلق، ولا نظامًا ديمقراطيًّا على نحو ما عرف اليونان، ولا نظامًا ملكيًّا أو جمهوريًّا أو قيصريًّا مقيدًا على نحو ما عرف الرومان، وإنما كان نظامًا عربيًّا خالصًا بيَّن الإسلام له حدوده العامة من جهة، وحاول المسلمون أن يملئوا ما بين هذه الحدود من جهة أخرى (...) إلى نظام الحكم العربي الإسلامي في ذلك العهد، فهو لم يكن مُلكًا، ولم يكن يؤذي النبي وصاحبيه شيء كما كان يؤذيهم أن يُظن بهم المُلْك، وهو لم يكن جمهوريًّا، فلم نعرف في نظم الجمهورية نظامًا يتيح للرئيس المنتخب أن يرقى إلى الحكم فلا ينزله عنه إلا الموت، ولم يكن قيصريًّا بالمعنى الذي عرفه الرومان، فلم يكن الجيش هو الذي يختار الخلفاء، فهو إذن نظام عربي إسلامي خالص لم يُسبق العرب إليه، ثم لم يُقلَّدوا بعد ذلك فيه،)
عناصر الخلافة الإسلامية عنصران: الضمير الديني اليقظ والارستقراطية المبنية على درجة القرب من فعل النبي وحياته والحفظ عنه صلى الله عليه وسلم:
(وأول ما نلاحظ من العناصر التي كان هذا النظام يأتلف منها، العنصر الديني؛ فلم يكن هذا النظام، كما قلت آنفًا، نظامًا سماويًّا، وإنما كان نظامًا إنسانيًّا، ولكنه على ذلك تأثر بالدين إلى حد بعيد جدًّا. لم يكن الخليفة يصدر عن وحي أو شيء يشبه الوحي في كل ما يأتي وما يدع، ولكنه على ذلك كان مقيدًا بما أمر الله به من إقامة الحق وإقرار العدل وإيثار المعروف واجتناب المنكر والصدود عن البغي. أما العنصر الثاني من العناصر التي ائتلف منها هذا النظام، فهو عنصر الأرستقراطية التي لا تعتمد على المولد ولا على الثروة ولا على ارتفاع المكانة الاجتماعية بمعناها الشائع العام، وإنما تعتمد على شيء آخر أهم من هذا كله: وهو الاتصال بالنبي أيام حياته، والإذعان لما كان يأمر به وينهى عنه في غير تردد ولا شيء يشبه التردد، والإبلاء بعد ذلك في سبيل الله في أوقات السلم والحرب جميعًا. فلنظام الحكم في هذا الصدر في الإسلام عنصران متميزان إذن: أحدهما معنوي، وهو الدين الذي يأمر بالعدل والمعروف يفرضهما على الرعاة والرعية جميعًا، والآخر هذه الأرستقراطية الخاصة التي قام أمرها على الكفاية والتقوى وحسن البلاء والاتصال برسول الله، والتي انحرفت بها قريش بعد ذلك عن طريقها.)
مناقب عثمان رضي الله عنه:
(وقال النبي فيما يروي أصحاب السير: لو كانت عندنا أخرى لزوجناها عثمان. وكانت رقية قد ولدت له عبد الله، ولكنه مات في السادسة من عمره. وكذلك كاد عثمان أن يعقب من إحدى بنات النبي، ولو قد عاش ابنه عبد الله لكان له ولأبيه شأن أي شأن، ولكان أمره غير بعيد من أمر الحسن والحسين ابني فاطمة، رحمهم الله جميعًا. وكان عثمان أبر الناس بالناس، وأرفق المسلمين بالمسلمين وأحرصهم على صلة الرحم وأسخاهم يدًا وأسمحهم نفسًا وأعظمهم حلمًا، وكانت الخصلة التي ميزه بها النبي فيما روى المحدثون وأصحاب السير، صدق الحياء، وكان النبي يقول: إن الملائكة لتستحيي من عثمان. وكان النبي يلقى أصحابه متفضلًا غير متكلف، فإذا أذن لعثمان احتشم وقال: كيف لا نستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة.)
سمات خلافة عثمان رضي الله عنه:
(فقد استقبل عثمان خلافته بهذا النحو من السياسة الذي يصور رحمته ورأفته وإيثاره للعافية، وتجنبه لما يُحفِظ القلوب؛ قلوب العرب خاصة، وما من شك في أن قضاء عثمان في هذه القضية قد رسم خلافته بما يميزها تمييزًا تامًّا من خلافة عمر، وهو الرفق واللين. وقد كان عثمان سخيًّا بماله ينفق منه بغير حساب في سبيل الله، وينفق منه بغير حساب في صلة الرحم وبر الأصدقاء. وليس عليه في ذلك حرج ولا جناح، بل له في ذلك ثواب الله وحسن جزائه. ولكن مال عثمان لم يكن يسع عامَّة الناس، فلم يكن يستطيع أن يزيد عطاءهم من صلب ماله، فليزد عطاءهم من أموالهم، وليفتح على نفسه وعلى الناس بابًا يعرفون كيف يدخلون منه، ولكنهم لا يعرفون كيف يخرجون. وما من شك في أن هذا إمعان في البر والرفق، ولكن ما من شك أيضًا أن في هذا إطماعًا للناس في الأموال العامة، وإغواء لكثير منهم بالتزيد في الانتفاع بهذه الأموال. وهذا هو السر الذي يفسر ما يقول المؤرخون مجمعين عليه غير مختلفين فيه من أن الصدر الأول من خلافة عثمان كان صدر رضا وطمأنينة، ومن أن المسلمين أحبوا خلافة عثمان للينها ويسرها وسخائها وإسماحها أكثر مما أحبوا سياسة عمر لشدتها وقسوتها وحزمها الذي كان يحتاج إلى كثير من الصبر وحمل النفوس على ما لا تطيق إلا بالجهد والعنف العنيف. أن عثمان آثر قريشًا راضيًا أو كارهًا، وأن إيثاره لقريش وقع من نفوس الأنصار موقعًا أليمًا كان له أثره الخطير في الفتنة، ثم فيما استتبعته الفتنة من الأحداث.)
جلب الحضارة إلى الحجاز والانقلاب الاقتصادي:
(ولم يخطر لعثمان رحمه الله حين فكر في هذا الاقتراح أو فكر له فيه خاصته ومشيروه، شيء من هذه النتائج البعيدة، وإنما رأى شرًّا فأراد حسمه، أراد أن يخفف الهجرة على الأمصار، ويمسك الأعراب في بلادهم، ويجلب الأسرى والرقيق إلى بلاد العرب، ويستخلص لأهل الحجاز من أصحاب الملكيات الصغيرة في الأقاليم ما لهم ليشتروا به الأرض التي تليهم ويقوموا عليها من قريب. ولكنه لم يبلغ من ذلك ما أراد، وإنما أضاف شرًّا إلى شر وفسادًا إلى فساد. لم يستطع عثمان إذن أن يخفف ضغط المستعربين والمغلوبين على الأمصار عامَّة وعلى المصرين العراقيين خاصة، ولم يتح للذين باعوا أرضهم في الأمصار واشتروا بها أرضًا في الحجاز، أن ينظموا أمورهم ويجلبوا ما يحتاجون إليه من الأيدي العاملة، فيقل عدد الرقيق في الأمصار. فقد أحدث عثمان هذا الانقلاب الاقتصادي سنة ثلاثين وقتل سنة خمس وثلاثين، واضطربت الأمور بين هاتين السنتين فلم يؤت الانقلاب ثمرته التي كانت ترجى منه في هذا الوقت القصير،)
أصل الفتنة في زمن عثمان رضي الله عنه:
(فالفتنة إذن إنما كانت عربية، نشأت من تزاحم الأغنياء على الغنى والسلطان، ومن حسد العامة العربية لهؤلاء الأغنياء. ولم يكد نظام عثمان هذا يذاع ويسرع الأغنياء إلى الانتفاع به؛ حتى ظهر الشر، وظهر في الكوفة قبل أن يظهر في أي مصر آخر، وظهر في مجلس سعيد بن العاص نفسه. وقد كان ذلك سنة ثلاث وثلاثين. فأما سعيد فإنه لم يغر هؤلاء القوم بالخروج من الكوفة ولم يُ��ِنْهم على ذلك، وإنما أخرجهم من أرضهم بقوة السلطان، وأرسلهم إلى دار غربة لا يطمئنون إليها، ولا يسكنون إلى أهلها، وأسلمهم هو أو أسلمهم عثمان إلى معاوية ليمسك عليهم حريتهم، وسنرى أن ولاة عثمان أسرفوا على أنفسهم وعلى إمامهم وعلى الناس بالنفي والتسيير.)
تمكن معاوية في زمن عثمان رضي الله عنه:
(وكان معاوية أعظم الولاة حظًّا من كل شيء أيام عثمان، وقد طال عهد معاوية بالشام، فعرفه أثناء خلافة عمر كلها وأيام خلافة عثمان كلها، وقد أحب أهل الشام وأحبه أهل الشام ورضي عنه الخليفتان جميعًا، وأصبح لطول ولايته وحسن مدخله إلى نفوس رعيته أشبه بالملك منه بالوالي. فالذين حاصروا عثمان وفدوا من الكوفة والبصرة ومصر ولم يكن بينهم شامي واحد. فقد كان حزم معاوية إذن هو الملجأ الذي كان عثمان يلجأ إليه إذا أراد تأديب الذين يسرفون عليه وعلى عماله في المعارضة. وليس من شك في أن عثمان هو الذي مهد لمعاوية ما أتيح له من نقل الخلافة ذات يوم إلى آل أبي سفيان وتثبيتها في بني أمية. فعثمان هو الذي وسع على معاوية في الولاية، فضم إليه فلسطين وحمص، وأنشأ له وحدة شامية بعيدة الأرجاء، وجمع له قيادة الأجناد الأربعة، فكانت جيوشه أقوى جيوش المسلمين. ولكن هذا الملك الضخم الواسع المتصل مكن لمعاوية في الأرض، ويسر له أن يرسل إلى مصر من يقطعها عن عاصمة الخلافة، وأن يرسل إلى الحجاز ثم إلى بلاد العرب من يحتازها من دون عليٍّ، وأن ينظر عليٌّ ذات يوم فإذا معاوية قد استأثر من دونه بخير ما في الدولة من الأمصار والأقاليم. وليس لذلك مصدر إلا مهارة معاوية أولًا، وضخامة ولايته ثانيًا.)
موقف أهل الكوفة من عثمان:
(فأنت ترى أن الأشتر لم يخلع طاعة عثمان ولم ينكر إمامته، وإنما اتهمه بالجور والانحراف عن السنة ونبذ القرآن وراء ظهره، وتولية الأحداث، ونفى من نفى من المسلمين. وطلب إليه أن يكف عن هذا كله، وأن يولي على صلاة الكوفة وحربها أبا موسى الأشعري وعلى خراجها حذيفة بن اليمان، فإن فعل فله طاعة أهل الكوفة.)
ابن السوداء وشأنه:
(وإلى ابن السوداء يضيف كثير من الناس كل ما ظهر من الفساد والاختلاف في البلاد الإسلامية أيام عثمان. ويذهب بعضهم إلى أنه أحكم كيده إحكامًا، فنظم في الأمصار جماعات خفية تستتر بالكيد وتتداعى فيما بينها إلى الفتنة، حتى إذا تهيأت لها الأمور وثبت على الخليفة، فكان ما كان من الخروج والحصار وقتل الإمام. وأكبر الظن أن عبد الله بن سبأ هذا — إن كان كل ما يروى عنه صحيحًا — إنما قال ما قال ودعا ما دعا إليه بعد أن كانت الفتنة وعظم الخلاف، فهو قد استغل الفتنة ولم يُثِرها. وأكبر الظن كذلك أن خصوم الشيعة أيام الأمويين والعباسيين قد بالغوا في أمر عبد الله بن سبأ هذا؛ ليشككوا في بعض ما نسب من الأحداث إلى عثمان وولاته من ناحية، وليشنعوا على عليٍّ وشيعته من ناحية أخرى؛ فيردوا بعض أمور الشيعة إلى يهودي أسلم كيدًا للمسلمين.)
أين نشأت المعارضة؟
(وأن نرى المعارضة لم تنشأ في المدينة وحدها، وإنما نشأت فيها وفي الأقاليم، بل لعلها نشأت في المدينة ثم في أطراف الأقاليم حيث الثغور التي يواجه فيها المسلمون عدوهم.)
تعليل الصراع:
(لأن تطور النظم السياسية والاجتماعية لم يكن قد بلغ أجله بعدُ، وهو لم يبلغ أجله إلى الآن، ولأن العقل لم يكن قد بلغ حظه الأوفى من الرقي، وهو لم يبلغه إلى الآن. والذين يرون ما يحدث الآن من الصراع بين النظم الاجتماعية والسياسية خليقون ألا ينكروا ما كان من الصراع حول النظم السياسية والاجتماعية أيام عثمان في القرن الأول للهجرة وفي القرن السابع للمسيح.)
موقف سعد ابن أبي وقاص:
(كفَّ سعد ولزم الحياد، ولم يشارك في الفتنة ولا في أعقابها. وكان إذا كلم في ذلك وسئل: لِمَ لا تقاتل؟ قال: حتى تأتوني بسيف ينطق فيقول: هذا مؤمن وهذا كافر. وكأن سعدًا تحرج من أن يظهر النكير على عثمان، فيتهم بأنه إنما يفعل ذلك لأنه ينقم من عثمان عزله عن الكوفة.)
أسباب عدم ولاية علي عليه السلام:
(ولو قد قال المسلمون بعد وفاة النبي: إن عليًّا كان أقرب الناس إليه، وكان ربيبه وكان خليفته على ودائعه، وكان أخاه بحكم تلك المؤاخاة، وكان ختنه وأبا عَقبه، وكان صاحب لوائه، وكان خليفته في أهله، وكانت منزلته منه بمنزلة هارون من موسى بنص الحديث عن النبي نفسه — لو قد قال المسلمون هذا كله واختاروا عليًّا بحكم هذا كله للخلافة لما أبعدوا ولا انحرفوا. ولكن المسلمين لم يختاروه لأمرين: أحدهما خوف قريش أن تستقر الخلافة في بني هاشم إن صارت إلى أحد منهم. وقد بينت الحوادث أن عليًّا لم يكن لينقل الخلافة بالوراثة؛ فهو قد سار سيرة النبي وسيرة عمر، فلم يعهد لأحد من بعده. والآخر أن عليًّا لم يقبل ما عرضه عليه عبد الرحمن من أن يبايع على كتاب الله وسنة رسوله وفعل أبي بكر وعمر لا يحيد عن شيء من ذلك، تحرَّج علي من أن يعطي هذا العهد مخافة أن تضطره الظروف إلى أن يقصر عن الوفاء به كاملًا، فع��ض أن يبايع على أن يلزم كتاب الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين بقدر جهده وطاقته. وكان تحرجه هذا خليقًا أن يعطف الناس عليه ويرغبهم فيه ويدفعهم إلى حسن الظن به وجميل الثقة بإخلاصه؛ كما أظهرت الحوادث أيضًا أن عليًّا قد أطاق أثناء خلافته القصيرة ما أطاق الشيخان وأشد مما أطاق الشيخان.)
خلاصة سبب ظهور المعارضة:
(ولكن لو سار عثمان سيرة عمر ولو لم تدخل قرابته بينه وبين الناس؛ لما كانت الفتنة، ولما احتجنا إلى إملاء هذا الكتاب.)
موقف ابن مسعود:
(ونادت عائشة: أي عثمان، أتقول هذا لصاحب رسول الله ﷺ! ثم أمر عثمان به فأخرج من المسجد إخراجًا عنيفًا، وضُربت به الأرض فدُقت ضلعه. وقام عليٌّ فلام عثمان في ذلك وقال: تفعل هذا بصاحب رسول الله ﷺ عن قول الوليد! فقال عثمان: ما عن قول الوليد فعلت هذا، ولكن أرسلت زبيد بن كثير فسمعه يحلُّ دمي. قال عليٌّ: زبيد غير ثقة، ثم قام على أمر ابن مسعود حتى حُمل إلى منزله. وظاهر أن هذا الحديث متكلف مصنوع، والأشبه بسيرة ابن مسعود أنه عفا واستغفر لعثمان. وقد كان الذين يألفون ابن مسعود من أصحاب النبي يقولون إنه كان أشبه الناس هدْيًا ودَلًّا وسمتًا برسول الله. وابن مسعود كان من أقرأ الناس للقرآن وأعملهم به، وهو من غير شك قد قرأ قول الله عز وجل: ﴿وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾. وهو أحرى أن يكون صبر وغفر وآثر عزم الأمور.)
عدم رفض كل المرويات وعدم تصديقها على عواهنها:
(فما ينبغي أن يكون رأينا فيهم أحسن من رأيهم هم في أنفسهم، وما ينبغي أن نذهب مذهب الذين يكذِّبون أكثر الأخبار التي نقلت إلينا ما كان بينهم من فتنة واختلاف. فنحن إن فعلنا ذلك لم نزد على أن نكذِّب التاريخ الإسلامي كله منذ بعث النبي؛ لأن الذين رووا أخبار هذه الفتن هم أنفسهم الذين رووا أخبار الفتح وأخبار المغازي وسيرة النبي والخلفاء. والشيء الذي لا يمكن أن يتعرض للشك هو أن المسلمين قد اختلفوا على عثمان، وأن هذا الاختلاف قد انتهى إلى ثورة قتل فيها عثمان، وأن هذه الثورة قد فرَّقت المسلمين تفريقًا لم يجتمعوا بعده إلى الآن.)
المآخذ على عثمان رضي الله عنه:
(فلا ينبغي أن يقال إذن إن عثمان قد عطل الحد أو خالف عن أمر الله في هذه القضية، وإنما يمكن أن يقال إن عثمان قد أبعد في الحكم والعفو حين أدَّى الدية من ماله هو، ولم يعزِّر عبيد الله بالسجن الذي يقصر أو يطول، فهو لم يرزأه في ماله ولا في حريته. فهو إذن لم يحاول أن يجعل من مكة دار إقامة، وإنما نصح المسلمين وقبل المسلمون ذلك منه، فأتموا بإتمامه وإن لم يقتنعوا بما احتج به لهذا الإتمام. إن جواب المتكلمين ليس به بأس من ناحية الدين، ولكن البأس هو أن يأخذ الإمام من مصرف لينفق على مصرف آخر؛ فإن ذلك أحرى أن يدل على شيء من سوء التدبير المالي. فليس من شك في أن ما أقدم عليه عثمان من توحيد المصحف وحسم هذا الاختلاف وحمل المسلمين على حرف واحد أو لغة واحدة يقرءون بها القرآن، عملٌ فيه كثير من الجراءة، ولكن فيه من النصح للمسلمين أكثر مما فيه من الجراءة. قد أخذ من فم النبي نفسه سبعين سورة من القرآن، ولم يكن زيد بن ثابت قد بلغ الحلم بعدُ. فإيثار عثمان لزيد بن ثابت وأصحابه وتركه لابن مسعود وغيره من الذين سبقوا إلى استماع القرآن من النبي وحفظه عنه، قد أثار عليه بعض الاعتراض. وأنكر المنكرون على عثمان خصلة أخرى ما نعرف أن العذر يمكن أن يقوم له فيها. ذلك أنه ردَّ عمه الحكم بن أبي العاص وأهله إلى المدينة، وكان النبي قد أخرجهم منها إخراجًا عنيفًا. فدل هذا كله على أن عثمان لم يدعُ الحكم وبنيه إلى المدينة رقة لهم وعطفًا عليهم فحسب، وإنما دعاهم أيضًا ليكونوا له عدَّةً وأعوانًا. قصة الحَكَم وبنيه وحدها هي التي يصعب الدفاع فيها عن عثمان. ولم يسمع لوصية عمر، فحمل بني أبي معيط وبني أمية على رقاب الناس. فهو ولى الوليد على الكوفة مكان سعد بن أبي وقاص، وولى عبد الله بن عامر مكان أبي موسى الأشعري، وولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح مكان عمرو بن العاص، وآثر معاوية بالشام كله. وكان عثمان يعلم أن الله قد أنزل قرآنًا في عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وأن النبي كان قد أهدر دمه يوم الفتح. فلم تكن حال هؤلاء الناس مستورة، وإنما كانت أظهر من أن تخفى على مثل عثمان. فسياسة عثمان في العزل والتولية لم تكن ملائمة للعهد الذي أعطاه. وليس من شك في أن الذين ضاقوا بهؤلاء العمال وثاروا عليهم ونقموا من عثمان توليتهم، لم يكونوا مخطئين. دل هذا كله على أن السياسة المالية لعثمان كانت تنتهي إلى نتيجتين كلتاهما شر: الأولى إنفاق الأموال العامة في غير حقها، وما يترتب على ذلك من الاضطراب المالي ومن ظلم الرعية، والأخرى إنشاء هذه الطبقة الغنية المسرفة في الغنى التي تستجيب لطمع لا حدَّ له، فتتوسع في ملك الأرض واستغلال الطبقة العاملة، ثم ترى لنفسها من الامتياز ما ليس لها، ثم تتنافس في التسلط.)
خلاصة منهج عثمان والفرق بينه وبين عمر رضي الله عنهما:
(فقد استقبل عثمان خلافته إذن وهو يريد أن يسير سيرة صاحبيه لا يغير منها شيئًا. وسار على الجملة سيرة صاحبيه، فلم يحتجب ولم يستعلِ ولم يتسلط، وإنما أدركه ما قد يدرك الناس من هذا الضعف الذي لا يأتي عن نية سوء ولا عن تعمد للبغي، وإنما يأتي عن خلق كريم وعن حب للخير ورغبة فيه. فقد كان عمر من هؤلاء الأفذاذ الذين لا تظفر الإنسانية بهم إلا ��ي القليل النادر، والذين يُتعبون منْ بعدهم ويرهقونهم من أمرهم عسرًا. ولولا شيء من التحفظ والاحتياط لقلت: إن المسئول الأول والأخير عما تعرَّض له عثمان وأصحابه من الخطوب، إنما هي هذه العبقرية الفذَّة التي أتيحت لعمر ولم تتح لأحد من أصحابه وفيهم عثمان.)
*** -
الفتنه الكبري (الجزء الاول - عثمان)
طه حسين تناول القضيه بتفصيل رائع وغير ممل نهائيا . يعرض في البدايه نظام الحكم في عهد النبي (صل الله عليه وسلم) عرضا سريعا ويلقي الضوء علي مواقف استشار النبي فيها اصحابه ومواقف اخري استئثر النبي فيها بالامر لنفسه فهو لا ينطق عن الهوي .
يتعرض الكاتب لسيره الشيخين (ابو بكر وعمر) فيبرز اهم ما كان في فتره خلافتهما سريعا
اهم ما قيل عن عمر : انه حجر علي اعلام قريش من المهاجرين ومنعهم من الخروج في البلدان الاباذن واجل , وانه قال الا فاما وبان الخطاب حي فاني قائم دون شعب الحره اخذ بحلاقيم قريش وحجزها ان يتهافتوا في النار .
فعمر كان عبقريا صاحب رؤيه بجانب ا��ه كان شديد الصرامه لا يتهاون مع عماله علي الاقاليم الا انه احتاط ايضا من الفتنه و ووأدها في دارها . ايضا عندما اشار ان من يتبعه من الخلفاء يبقي علي عماله عام دون عزل او اقصاء
فما ذلك الا بعد نظر وخوف علي المسلمين من الفتنه وحفاظ علي استقرار الامور في بلاد المسلمين حديثه العهد .
تناول طه حسين امور توليه وعزل عمال الاقاليم بوضوح شديد يجعلك تفهم كيف جرت الامور في ذلك العصر وكيف نشات شراره الثوره والمعارضه .
وقد نظر القدماء الي جميع الاحداث التي كان فيها عيب عثمان والاختلاف عليه نظره دينيه خالصه كما نظر اليها الذين عاصروا عثمان سواء منهم من خاصمه او من ناصره ...لانهم كان ينظرون هذه النظره الدينيه الي كل شيء من امور الدنيا والدين ومن اجل ذلك تكلموا في الكفر والايمان اكثر مما تكلموا في الخطا والصواب وفي المنفعه والمضره .
احسن طه حسين في تفنيد الموضوع وترجيح ما هو منطقي من الاحداث و نفي ما هو غير منطقي ومناف للعقل مثل نظره البعض لاحداث الفتنه الي انها من تدبير رجل واحد ""عبد الله بن سبأ" وهو رجل حديث العهد بالاسلام من اصل يهودي . وهو ما يناف للعقل نظر لان معظم اسباب المعارضه كانت قضايا حيه وموجوده بالفعل وليس لهذا الرجل يدا فيها :
- قضيه الاقتصاص من عبيدالله بن عمر لقتله الهرمزان وبنت ابي لؤلؤه .
- قضيه توليه الوليد بعد عزل سعدا علي الكوفه وهوا من نزل فيه القران بانه فاسق .
- قضيه توليه عبد الله بن عامر علي البصره .
- قضيه توليه عبدالله بنابي سرح علي مصر بعد ان اهدر الرسول دمه .
- قضيه الحكم والسماح له بدخول المدينه بعد ان نفاه الرسول وقال لا يساكنن فيها ابدا .
مما لا شك فيه ان هذا كان عصر جديد اتسع فيه سلطان المسلمين ونفوذهم مما ادي لتكون الاحزاب والجماعات ذات الاهداف المختلفه و المقاصد الدينويه . وماكان علي الامام الا الاجتهاد . فوفق واخطيء.
ايضا مما لا شك فيه ان هذه كانت فتنه كبري ومعني انها كبري انه يصعب القاء الخطا علي شخص واحد او حتي مجموعه اشخاص . فهي كانت مزيج من الظروف والقرارات والتوفيق والخطا . -
الفتنة الكبرى .. عثمان ...الكتاب ده لازم يتقرى
أكبر صدمة ليا فى كتاب الفتنة الكبرى ...معرفتى إن المصريين كانوا مشاركين بشكل رئيسى فى حصار عثمان بالمدينة ذلك الحصار الذى انتهى بمقتل عثمان وتفريق الأمة فرقة لم تجتمع بدها حتى الأن #شعب_متدين_بطبعه_فعلاااا
الكتاب عرض تفاصيل الحياة الاجتماعية والسياسية بعد وفاة النبى فى عهد الشيخين ابوبكر وعمر عرضا موجزا أبرز خلاله الكثيرمن سياسات عمر التى اسمهت فى استقرار الدولة الاسلامية وعرض كيفية تولى عثمان الخلافة من مجلس الشورى الذى أوصى به عمر بعد طعنه
بداية خلافة عثمان وسياسته وقراراته التى كانت محل خلاف وانكار من بعض اصحاب الرسول من تولية أقاربه وسياسته فى بيت المال التى اختلفت عن أبى بكر وعمر وكان عثمان له رأى فى ذلك ... كان يرى أنه انقطع عن التجارة بالخلافة فله من بيت المال ما يكفيه كما كان قبل الخلافة وقال "لنأخذن من هذا الفئ وإن رغمت أنوف أقواما"..وقال عثمان عندما لامه البعض فيما يعطى من بيت المال لأهله فقال "إن أبا بكر وعمر كانا يظلمان أنفسهما وقرابتهما تقربا إلى الله وأنا أصل رحمى تقربا إلى الله " وقد عارضه الكثيرون فى ذلك على رأسهم على عندما رد عليه قائلا "اذن تمنع من ذلك ويحال بينك وبينه"
وفند الكتاب رأى المعارضين والمؤيدين وخلص فى مواضع عدة إلى ترجيح رأى محدد وفقا لمنطق الأمور وغلب بعض الروايات على بعض بنفس المنطق ووفقا لتحليله لمواقف وسيرة الشخصيات ..الكتاب غنى بمعلومات كثيرة عن مواقف الصحابة مع عثمان وأبرز المواقف التى أدت الى تزايد الخلاف بين عثمان وكل منهم على حدة ...ويفند الأسباب التى أدت الى ما آلت إليه الأمور وخروج المصريين وأهل الكوفة والبصرة ودخولهم المدينة وحصارهم بيت عثمان حتى نفذوا اليه وقتلوه وكان فيه محمد بن أبى بكر ...بعد ما عرفت ان المصريين كانوا مكون رئيس وأساسى للمحاصرين لمنزل عثمان بن عفان ...هو أحنا ليه معندناش احساس بالذنب زى العراقيين ما عندهم تجاه قتل على والحسين من بعده