تجربة الألم: بين التحطيم والانبعاث by David Le Breton


تجربة الألم: بين التحطيم والانبعاث
Title : تجربة الألم: بين التحطيم والانبعاث
Author :
Rating :
ISBN : -
ISBN-10 : 9789954659472
Language : Arabic
Format Type : Paperback
Number of Pages : 224
Publication : First published February 18, 2010

الألم ليس استنساخا في الوعي لشرْخ عضوي، إنه يمزج الجسد بالمعنى. وهو جسْدنة للدلالة وبناءٌ لها. الألم لدى الفرد هو المواجهة بين واقعة جسدية وعالم من المعنى والقيم. والإحساس به ليس تسجيلا لتأثّر معين بقدر ما هو الصدى الداخلي لمُصاب واقعي أو رمزي. وفي الإحساس بالعالم، يكون الألم نفسه طريقة أخرى للتفكير فيه، وتغييره من المحسوس إلى المعقول. تحيل التجربة الإنسانية أولا إلى الدلالات التي بها يتم عيش العالم، لأن هذا الأخير لا يمنح نفسه بشكل آخر. ويكون التأثر العاطفي أول شيء في الإحساس بالألم، فهو يقيس حدته ونبرته. فكل ألم يكون وراء تحريك دلالة وتأثر عاطفي ما.


تجربة الألم: بين التحطيم والانبعاث Reviews


  • Huda AlAbri

    كتاب مدهش، موضوعه مثير للاهتمام، متفرد، نادرًا ما يتم التطرق له، والمكتبة العربية فقيرة أصلًا في تناول مثل هذه المواضيع، ولهذا أحب أن اجدد من هذا المنبر عظيم امتناني للمترجمين في نقل علوم ودراسات الغرب، بواسطتهم نبقي جذوة الشغف بالمعرفة مشتعلة.

    يبحث هذا الكتاب في سيكولوجية الألم، ويقول أنه ليس هناك ألم جسماني يصيب المرء ولا يحدث خللًا في علاقته بالعالم، ولذلك فمفردة الألم هي غير " العذاب"، فالألم يستوطن كيان عضوي بينما العذاب هو نشوء حالة البحث عن المعنى وراء الألم، والتداعيات العاطفية الناتجة عنه.

    تتعدد المجالات التي تتطرق لها هذا الكتاب، فهناك الألم المباغت الذي يعيد تشكيل شخصية المصاب، فهو يتركه في حالة ذهول ويبدأ بإدراك أن وجوده مهدد، وأن المرض يكبح انطلاقه نحو الحياة، وأثناء ذلك يحدث تبدلات في صميم الهوية، وتغيير يستهدف رؤيته للحياة إما بشكل سلبي أو إيجابي. وهناك الألم الذي يسعى إليه المرء بنفسه بغية الوصول إلى حالة من النشوة الروحانية، أو الذي يتعلق بالطقوس المازوخية، أو البناء الرياضي .

    أعجبني بشكل خاص الفصل الذي يتحدث عن آلام الولادة، وفلسفة بعض النساء في رغبتهن بعيش عملية الولادة بدون تخدير، ومعايشة كل آلامها وتشنجاتها. فصل " الألم ضروري للوجود" هو الأخر مثير للاهتمام حيث يتطرق إلى حالات يعشق فيها الناس آلامهم فهم يتكسبون منها ويستجدون بها عطف الناس واهتمامهم، ولسان حالهم يقول : "أنا أتألم إذًا أنا موجود".

  • Marwa AlShaarawy

    كان الدافع المكمل لغلق دائرة الحزن الخبيث التي بدأتها منذ عدة أيام ، ورغم إنتهاء صفحات كتاب مؤطرة بأشكال وأوصاف الألم ، إلا أن الحاجة لإتمامها بهذا الكتاب قد انتشلتني كليا في ليلة سابقة وساعتين من الإنتظار وحدي إنتزعتهم رغما عن نفسي القابعة في الزمن المفقود.

    وبين صفحات هذا الكتاب إكتملت حاجتي المعرفية ببذرة الألم من لحظة الوجود الإنساني ودورها في إستكمال الحياة حتى آخر جزء نابض من الجسد المرهون على هذا النوع من الصراع الحتمي ، ومن ثم تسليمه إلى نوع آخر من حياة خالية من الألم.

    لشد قسوة معناه إن كنا في صدد مواجهة مرض مزمن عتيق ، يعصف بنا كالريح في كل موسم غضب ، أو حتى في صدى ذكره ، كجملة محفوظة تردد صداها حين تسمع عن الأمر ولو من قرن مضى ، فبين علة وجوده بؤس وبين إنعدامه من الأساس فناء حقيقي شنيع لمعنى الحياة.

    تلك التجربة الفلسفية وإن مرت بي مرورا قاسيا على تاريخ ما قبل التخدير وأرتني صورا عديدة أخشى من إعادة تصويرها بالحروف ، فلكم ضحكت من مرارة خشيتي من ألم مضاف فآثرت كل صنوف التخدير الكلي على لحظة حقيقية واعية تملي عليا فيضا من آلام المستقبل.

    من منا لم يمر بالألم ويستجدي في لحظاته القوية شفاء كاملا قبل أن ينخرط في توحد تام مع فكرة المرض ويستسلم لها متصورا بها نهاية الحياة ، لكن في عمق الصورة الحزينة غالبا ما ينبثق الضوء الأخضر بتشخيص ملم بكوامنه وأعراضه ودواء قادر على إستحضاره من قلب النخاع وطرده خارجا.

    لكل تجربة وكل صراع بناء فلسفيا وتجربة روحية وطريقة شافية ليس للخروج من الألم أو تعايشا معه بل وإيمانا بأهميته كجزأ لا يتجزأ من عوامل بقائنا الإنساني .

    أحببت الكتاب ❤️

  • Entisar Al-dossary

    ‏"الألم لا يسحق الجسد، بل يسحق الفرد، فهو يكسر سيولة الحياة اليومية ويشوّه العلاقة مع الغير. إنه عذاب. ‏ الألم لا يقبل البرهنة بل يُعاش كتجربة
    ‏وقوة تأثيره خاصة بالشخص الذي يحس به"

    من الصعب جدا تخطي هذا الكتاب التحليلي العمق بسهولة بالغة،ومن الإجحاف تجاوز ذكر موضوع ورد فيه دون آخر.
    هنا الدراسة الانثروبولوجية من خلال الظلام المرئي و اللامرئي وهو الألم بنرجسيته الجوهرية.

    الاختلاف لحساسية الألم من مجتمع لآخر والأصول المختلفة،بين المجاهدة أو الهشاشة وبين التهويل وبين صارمة الشدة مع الألم.

    تشريح الألم ليس كما هو معتاد بل إلى سياقات أخرى لا تقف عند مهنة الطب والعلاج والرياضة والعمل والفقد والنزاعات في العلاقات الإنسانية بل يصب في سياق عقائدي تصوفي ديني من خلال بعض الممارسات الطقسية الشاذة للمتدين في سبيل التبتل في ديانات مختلفة،وكذلك تسريب الالم من خلال الفنون في صراعات سياسية من أجل التعبير.

    الكتاب في مجمله ثري بقصص من وسم علامة الألم وأثرها كقانون نافذ وإسقاط الفهم على فهم الذات والآخر.

    الاستغراق في العذاب أو التعذيب وبكل تعقيداته المختلفة ماهو تعايش يومي مع الالم بإختلاف الظروف الإجتماعية والثقافية كتوقيع نفسي .


    من أصعب المواضيع المذكورة كانت تلك التي يتحدث فيها عن الألم خاضعا لسلطة التعذيب،والقدرة على مراوغة الألم أمام الجلاد كقيمة اعتبارية للذات والكفاح والمقاومة من خلال ما يصوره الذهن.

    يقول سوفسكي"التعذيب ليس قتلا إنما دفعا للإحتضار"

    ومن خلاصة قصص التعذيب الواردة في الكتاب:

    "كتب جان أميري Jean Amery،الذي تعرض للتعذيب قبل نقله إلى معسكر أوشفيتز،بأن من عرف تجربة كهذه سيصبح غير قادر على أن يحس نفسه في موطنه في العالم.فالخرق الذي تمارسه الإبادة لا يمكن أن يمحى.
    والثقة في العالم التي تكسرها لأول مرة الضربة الأولى التي يتلقاها السجين،والتي يكمل إطفاءها التعذيب،لا يمكن استعادتها أبدا.وأن يرى المرء كائنا من بني جنسه يرتد ضد الإنسان يولد إحساسا بالرعب يظل مغروسا إلى الأبد في الإنسان الخاضع للتعذيب.فلا أحد سيخرج من هذا الإحساس کي يستكشف أفق عالم مهیمن فيه مبدأ الأمل» (أميري، 1995، 79)."

    ويعقب المؤلف عن التعذيب وصعوبة العودة الطبيعة إلى الأمان والثقة في الآخرين : "إن صدمة التعذيب لا تنمحي مع التئام الجراح أو تقلص الكسور.قد لا يستطيع المرء أبدا أن يستعيد الذات التي كانها من قبل،لكنه يستطيع أن يتعرف على نفسه في الشخص الموجود الآن."


  • أحلام

    قرأت الكتاب وأنا فعلًا في حاجته، وهذا قد يجعل رأيي غير عادل بعض الشيء، لكن:
    لولا الترجمة -الركيكة جدًا- لكان أفضل كتاب قرأته في حياتي!

    يطرح أفكار حول تجربة التألم والعذاب من شأنها فك شفرة هذا الشعور و تصفية الصورة والشدّ على يدك لتقطع الطريق المؤلم بعينين مفتوحة.
    أكثر ما أعجبني فيه هو تكراره لفكرة أن الألم مفهوم فردي بحت، ثم إصراره في التأكيد على دور تاريخ الإنسان الشخصي والعاطفي والاجتماعي في تشكيل نمط تألمه.
    فكرة (معنى العذاب) التي من خلالها نفهم لماذا تألمنا نحن بالذات، ومنها يمكننا التحكم في حدة الألم؛ كانت هائلة في قوتها. اعتماده بشكل مستمر على تحريض فكرة العبث بالمعنى، كانت جريئة وفعالة.

    كان أيضًا يشعرنا ويشرح لنا بشكل مستمر على طول الكتاب عن "طبيعيّة" الألم وضرورته، دون إسراف في اليأس، ودون مبالغة في الدعوة للقوّة.

  • Mohamedridha Alaskari محمد رضا العسكري

    هذا الكتاب عبارة عن دراسة انثربولوجية عن الألم ومعناه في الجسد والنفس البشرية، يستعرض الكاتب الألم كألم مرئي وألم غير مرئي وعلاقته بالمواضيع الاخرى المتمثلة بالخطيئة والذنب والغفران وعلاقة الألم بالطقوس الدينية والاجتماعية ومن ثم ينتقل الى الألم بصفته ترويع الذات وجلدها طلبا أما للمغفرة او للنشوة كما في حالات المازوشية والسادية التي تتمثل بإحداث الألم بالآخرين وإحداث الألم بالذات عن طريق الآخرين والذي يمثل جوهر الوجود من عدمه. الكتاب عبارة عن سيل من المعلومات الغير منقطعة، كما انني لم اشعر بأنني اقرأ لكاتب اجنبي كون المترجم قد ابدع في ترجمة الكتاب لحد ان القارئ لايشعر بأن هذا الكتاب قد تمت ترجمته من لغة اجنبية.

  • أخضر أخضر

    الكتاب للأخصائيين النفسيين، ولكل من مرَّ برحلة من الألم المُحطِّم والعذاب، ولدارسي علم النفس، ولمتخصِّصي الأنثروبولوجيا وبخاصةٍ تجارب الألم والعذاب.
    الكتاب ثقيل مليء بمعلومات نفسية وطبية وتجارب واقعية وامتداد لـ علم الأنثروبولوجيا ومهم جدًا.

    وهنا يعرض لنا الكاتب تجربة فريدة من نوعها في علم النفس، وهي تجربة الألم وكيفية التعايش معه والتعبير عنه وعلاقته بالعذاب واللذة عند الإنسان، وظهور فئة تستمد المتعة بالألم مثل حركة السادومازوشية وغيرها
    ولأن مشاعر الألم مشاعر إنسانية وجودية لازمة ولا مفر منها، فمن يعانون بعدم الشعور بها يبحثون بكل الطرق لكي يشعرون بوجودهم في الحياة، وهناك من يعانون منها حد العذاب، وآخرون يتعايشون مع الألم، وهناك يهربون منها بشذوذ لكنهم يدعون أن الألم متعة، تعدد البشر فيما بينهم واختلفوا عن مدى تقبلهم ل آلامهم لكن تظل الأسباب متعددة والظروف واستقبالها.
    وبعد رحلتي في هذا الكتاب التي أعدها تجربة مؤلمة لكنها نافعة ألمتني كلما تطرقت لمن يعيشون حياتهم يألمون أنفسهم بأنفسهم، إما ليشعرون بوجودهم وإما للانتقام من أجسادهم للشعور بسيطرتهم على أنفسهم وهناك طقوس الحداد المجتمعية عندهم وهكذا ظهرت فئات متعددة شاذة عن الفطرة مثل السادي والمازوشي والسادومازوشية ومن يحزون أجسادهم للعذاب، يظل المرء يتألم من الآخرون لكنه يتحمل آلام نفسه.
    ينقسم الكتاب لعدة فصول حول مفهوم الألم وأنواعه ووظيفته، وعلاقة الألم بالعذاب وهنا تعبِّر روني لوريش عن المتألمين وتقول: "كل شيء في الألم ذو طابع ذاتي، وما لم نختبره بعد لا يمكن لنا البتَّة تخيُّله، وما يقوله لنا عنه من يعانون الألم لا يتوجَّه إلا لمخيِّلتنا، إنهم لا يستعملون سوى صور مبتكرة كي يترجموا ما يحسُّون به".
    والفرق بين الخوف والألم وفصول حول النتائج الشاذة للذة الألم المازوخية والسادية والمازوشية وآلام الولادة وعديمي الإحساس بالألم وغيره من الفصول.

    يمكنكم استماع وقراءة ملخص كتاب "تجربة الألم بين التحطيم والانبعاث" وغيره من الملخصات في مجال
    علم النفس والاجتماع على تطبيق أخضر في 15 دقيقة.

  • Ahmed Saleh

    يمكن لبعض الكتب أن لا تدع مجالاً لعقارب الساعة أن تئزّ في محاولة بائسة للصمود، هذا ما يفعله " تجربة الألم".. كتاب يشّرح الألم باعتباره وسيلة تتيح للمرء أن لا يعلق بين التحطيم والانبعاث، أن يفهم الدوافع والأسباب التي تجعله يؤازر فكرة الإنسان في التخلص من الألم.. كما يعرض الكتاب أنواع الألم خارجاً من سياق التعرّض للصدمة وبين التقبل والمحاباة، يخرج الألم من كونه مجرد عارض في الحياة اليومية إلى أن يصبح كينونة دائمة بكل المقومات التي تسهل له ذلك. كتاب مهم، وثري، وصادم في بعض الأفكار التي تتوجه نحو التأمل في الأسباب.

  • SATURN

    الألم كما المرض أو الموت، هو فدية للبعد
    الجسماني للوجود.
    كل فرد منذور للهشاشة، لكن إذا كانت الشيخوخة والموت قدرا

    لجسده، فإنها أيضا شرط لنكهة الحياة (لوبروتون، 2006).
    الألم حظوة الشرط الإنساني والحيواني ومأساته.

    دراسة مُثمرة ، عن الالم بأنواعه الجسدية والنفسية ، أبعاده الروحية، الثقافية ، الدينية و الشخصية .

    كتاب مُهم جداً

  • محمد المغازي

    إيه يا دنيا مين حط على جرحي كالونيا !
    كتاب عظيم

  • Hussein Ebeid

    كتاب يتحدث عن أشكال العذاب و الآلام التي يشعر بها الإنسان بشتى انماطها و اسبابها و تأثيرها الجسدي و النفسي

  • Abdulsattar

    أحد أجمل و أغنى الكتب التي قرأتها خلال السنة الفائتة . المئة و الخمسون صفحة الأولى في غاية الروعة من حيث وصف العلاقة بين الألم و الانبعاث و تأثير الألم المدمر أو المنتج .
    يناقش الكاتب علاقة الأم بالعذاب و السؤال الجوهري الذي يطرحه كل منا : لماذا انا بالذات ومن ثم يحاول ايجاد بعض الحلول او طرق الالتفاف.
    يستحق القراءة و خمسة نجوم على ال100 صفحة الاولى

  • Suha Star ☆

    تقول كلير مارتن: "هناك صباحات يفلت فيها الإنسان من الألم وينساه، وصباحات يحس فيها أنه مُشافى، وصباحات يعتقد فيها أن الألم في الغد سيكون أخف وأيسر، وصباحات ينبثق فيها الأمل الذي صار يتضاءل على طول الصراع اللامتوزان معه، وفي بعض الصباحات لا يعرف لماذا يحس فقط أنه حي؛ كما لو أن العصافير لا تزقزق إلا لنا، وأن السماء زرقاء وأن ذلك ليس من قبيل الصدفة".

    -من النادر في حياة القارئ أن يتشرب كتاباً ما تشرُّباً أن تدخل الكلمات تحت جلده وتخترق كل خلية فيه ولكل قارئ حتماً ذاكرة للكتب التي تشربها ولم يقرأها لكن ما أصابني بالدهشة أن أتشرَّب يوماً كتاباً ليس بالديوان الشعري ولا بالرواية، بل كتاباً علمياً بحت، فعلاً إن الإنسان لا يبحث في حياته عن شيء قدر بحثه عن الفهم!.
    وقد عكفت لشهور طويلة على البحث عن كتب في هذا الموضوع لكن لم أجد ما يجعل فعلاً ضربات قلبي تقفز من الحماس ومع كل كتاب كان قاصراً عن الشرح كنت أصاب بخيبة فظيعة -أحد الكتب التي قرأتها عن هذا الموضوع أشعرني بإهانة لا تطاق.
    الكتاب لا يترك في داخلك ذرة تساؤل فهو يتحدث بتفصيل رهيب عن الألم وصلته بالعالم بحيث تقسم أنه لم يترك ولا شيئاً في دخيلة نفس المتألم إلا وتكلم عنه حتى أنه لم يقتصر فقط على الآلام المزمنة وآلام مرضى السرطان وآلام الوضع بل تعدى ذلك إلى آلام التعذيب والوشم والمازوخية وطقوس الآلام عند القبائل الخ... وكل ذلك مع تفسير دقيق لعلاقة الشخص المتألم مع العالم والطبيب وشعوره ورمزية ذلك الألم بل وحتى طرق مقاومته!.

    -وأخيراً أحس بنوع من التكريم الحقيقي البعيد عن المجاملات والألقاب الفضفاضة "حتى الحسنة منها"، أحس أن شعوري سابقاً كان جزء من الإنسانية، وأن الرعب النفسي المصاحب للألم والخوف من عودته ليس حكراً عليَّ ولا يعبر عن هشاشتي، وأن انمحاء الهوية الشخصية ووهى الصلة مع العالم الخارجي هو أمر طبيعي ولا يستأهل الانكسار حتى ولو مورِسَ علينا بفظاظة!، حتى ولو كان من قبل الطبيب أو ما سواه، وأنا أعلم أن شيئاً ما تغير في نفسي لن أستطيع استعادته طوال حياتي لكنني ربما على طريقة فرويد الموصوفة هنا أستطيع أن أتحايل عليه، أو أن أصرف النظر عنه بنشاط ما بدلاً من الغرق في التفكير.
    عندما تصاب بالهجمة الأولى للألم لن يوجهك أحد وبشكل واقعي كيف يتوجب عليك أن تشعر تحديداً تجاه ألمك وهو في حد ذاته ضرر بالغ أكثر من ألمك بكثير مهما كان تصنيفه، وهنا يأتي دور هذا الكتاب العظيم فيخبرك بأدق خلجات نفسك ولا يتركك فريسة للقلق من كون أحاسيسك هي الأحاسيس الأولى من نوعها في العالم، يخلصك من مخافة أن أفكارك تصب بعيداً عن بحر التيار الشعوري الجمعي وتضيع في وادٍ ما دون أن يفكر بها أحد قبلك.. الإنسان يخاف من الغموض ووحدانية تجربته خوفاً يغذّي نار ألمه بشكل لا يصدق.

    -هل تعرف شخصاً عانى يوماً من الألم؟
    رجاء أعطه هذا الكتاب ولا تتركه فريسة للإحساس بالغرابة أو على الأقل اقرأ من أجله هذا الكتاب كي تناقش معه الأمور التي يتحرج من الحديث عنها لكنها تبرز في وجهه على الدوام وتصيبه بالتعاسة.

    -أرشح هذا الكتاب لكل الناس عامة والمهن الطبية خاصة فإذا كان الشخص معفى من الآلام على الأقل يستطيع خوض التجربة وفهمها عن طريق الكتب!.

    -هلأ فيني كمل حياتي هلكت بالاقتباس والقراءة. 🙊🙊

  • آَيَـة الطنْطَاوي

    تظل مشاعر الألم مشاعر إنسانية وجودية لازمة ولا مفر منها، فمن يعانون بعدم الشعور بها يبحثون بكل الطرق لكي يشعرون بوجودهم في الحياة، وهناك من يعانون منها حد العذاب، وآخرون يتعايشون مع الألم، وهناك يهربون منها بشذوذ لكنهم يدعون أن الألم متعة، تعدد البشر فيما بينهم واختلفوا عن مدى تقبلهم ل آلامهم لكن تظل الأسباب متعددة والظروف واستقبالها، وبعد رحلتي في هذا الكتاب التي أعدها تجربة مؤلمة لكنها نافعة ألمتني كلما تطرقت لمن يعيشون حياتهم يألمون أنفسهم بأنفسهم إما ليشعرون بوجودهم وإما للانتقام من أجسادهم للشعور بسيطرتهم على أنفسهم وهناك لأن هذه طقوس الحداد المجتمعية عندهم وهكذا وظهرت فئات متعددة شاذة عن الفطرة مثل السادي والمازوشي والسادومازوشية ومن يحزون أجسادهم للعذاب، يظل المرء يتألم من الآخرون لكنه يتحمل آلام نفسه.
    الحمد لله أننا مسلمون وأن الألم عندنا له قيمة وإذا أردنا التحرر منه لجأنا لله عز وجل ورزقنا سكينة وأجر، ونعلم يقينًا أن الشوكة التي قد تصيبنا نؤجر عليها فما بالكم بحزن مزمن ممتد لا يعلمه إلا الله ولا يكشفه عنا غيره.
    اللهم عافنا واعفو عنا

  • Mariya Alsadiq

    بخصوص الترجمة، بعكس ما قرأته في بعض الـ Reviews أجدها جيدة جدًا وسلسة.

  • Ruba Maher

    لولا الترجمة لقلت أنه المرجع الأوّل لفهم الألم.
    كتابٌ جيّد.

  • Noura

    تجربة الألم ، ديفيد لو بروتون. ٢٢٠ صفحة .
    هذا الكتاب امتداد لكتاب انثروبولوجيا الالم الذي موضوعه عن البعد الاجتماعي والثقافي للألم و قد توقف عند هذه المواضيع بإستفاضة .
    مقسم الى فصول معنونة وكل فصل يتناول مقدمة تحوي نبذة بمضومنه ومن ثم يعرض بعض الحالات ومعاناتها مع الالم ، ويحللها من وجهة نظره و رأي علماء النفس ويستخرج الخلاصه والنظرية التي تتبع هذه الحاله على شكل ��رس قصير .
    موضوعه الأساسي تجربة الألم وعلاقته بالوجود النرجسي والهوية والتعامل مع الألم وعلاقته بالتحول في الشخصية والخبرة .
    يتناول ديفيد لو بروطون في تجارب الألم المفروضة على الفرد، كالتعذيب الذي يوقعه فرد على آخر ، والألم الذي يوقعه الفرد على نفسه باختياره، وطرق ووسائل ضبط الألم وترويضه والتحكم به كتأثير البلاسيبو في العلاج والعلاج النفسي لتخفيف الألم و فعالية استجابة المرضى لنظرات و اصوات حركات الاطباء والممرضين في التخفيف من قلقهم وكيف ان القلق يعمل على تاجيج المرض .
    ويناقش باسهاب الإحساس بالألم والسلوك والتحول الذي ينجم عنه .
    يجيب عن سؤال ل��اذ بعض الآلام مجردة من العذاب و ارتباطها بتحقيق الذات والمتعه ، وعلاقتها بالعيش في تجربة روحانية ، والتفتح الذاتي و هل يشعر الفرد بوجوده بلا ألم ، و عذاب الفرد بان يكون ألمه بلا معنى ، وعلاقة الألم بالذات النرجسية والشعور بالوجود .

    يلقي الضوء على وصف بعض الادباء والفلاسفة لآلامهم بجزالة .
    الألم هو كالعنف الذي يتعرض له الجسد من ذاته إذ أنه تجربة حسية وعاطفية و تعمل على إدراك و فهم الذات .
    هناك الم جسماني و عذاب نفسي ، فالألم مفهوم طبي لكن العذاب مفهوم للذات التي تحسه ، ليس هناك ألم لا يؤدي الى اثر في علاقة الانسان مع العالم فهو يؤثر في انشطته ويخترق الافكار .
    الالم له دور في ايجاد معنى للحياة وتحول على مستوى الوعي والحياة فبعض المرضى صرحوا بأنهم عاشوا ألمهم باعتباره وعيا متجددا له فضل بتحويل الذات ، فهو تذكير بالهشاشه ومن ثم تحفيز على العيش بكثافة .
    ليستغل الالم للبحث عن الذات وطلبا للروحانية والتدريبات الرياضية وان ألما مختارا ومتحكما فيه يهدف الى كشف حدود الذات ومعرفة حدود الاحتمال .
    ويتعلق إيلام الذات بتعريضها للأذى كحز الجلد بتخفيف عذاب لا يطاق كما يفعل المراهقون فعذاباتهم اكبر مما يحتملون ، وكما هي رسالة لنيل الإهتمام من الاخرين .
    ان لا معنى الألم يضيف للمرء دوما عذابا إضافيا ، حيث تقل معاناته حين يمتلك معنى لألمه ، وإن منحه معنى اخلاقيا او روحانيا يقلل من قسوته فليس الجسد ما يتألم و إنما الفرد في معنى حياته وقيمتها .
    وكما تؤدي حدة التجربة احيانا الشعور بالانبعاث .
    تزداد حدة الألم عند العجز عن التحكم فيه عندما يكون مفروضا ، وتقل وطأته حين يكون قيد التحكم واختيار الألم لخوض التجربة ، ليس الامر لإنتاج نشوة ، و انما رغبة للشعور بالقداسة والانبعاث ، مثل التدريبات الرياضية التي يتم من خلالها ترويض الألم لبلوغ غاية بجعله متحملا و ترويضه ومعرفة الحدود الجسد للتحمل للشعور بالمعنى .
    يتمخض العلاج النفسي لاستعادة رمزية للذات وفعاليته تعود ان الانسان يعيش في عالم من الدلالة والمعنى بإعادة تغيير النظرة للحادث .
    يشير الى أن العلاج يعمل على جمع شتات الهوية التي مزقها الألم بالتعذيب بحيث ينزع الحدَث من الصمت واللامعنى فبالتالي استعادة ترميم الذات ، والتحدث بالتعبير عن الألم يعطيه دلالة غير ما يقوم به الوصف المجرد .

    كتاب لابد من قراءته للمهتمين بأنثروبولوجيا الجسد ، والألم من وجهة نظر نفسية و إجتماعية و ثقافية ، و كيفية إدارة وفلسفة الألم ، فهو مفيد على جميع المستويات ، إلا أنه يأخذ وقتا وافرا لمطالعته بتروى لأخذ الفائدة .
    ومن يريد الاستفاضة فعليه بكتاب الانسان يبحث عن المعنى لطبيب الاعصاب فيكتور فرانكل ، وقد تحدث عنه لوبروطون في كتابه هذا ، الذي نجا من المعتقلات النازية وتعرض لتجربة الألم ، وكيف قام بمساعدة الرجال قبيل إعدامهم .


  • HuDa AljaNabi

    "الإحساس بألالم أمر شخصي وحميم, وهو ينفلت من كل قياس ومن كل محاولة لتحديده أو وصفه, ومن كل إرادة لابلاغ الاخر بحدته وطبيعته.
    "الفرد يوجد حيثما يمسه الألم, واذا لم يوجد الألم فقد يحس بأنه لا شيئ"

    كتاب مهم جداً


    بحثت عن هذا الكتاب كثيراً, عدم وجود مكتب لدار كتب توبقال في العراق أخّرهُ عني سنة ونصف حتى عثرت عليه بالصدفة في صندوق أحلام القراء وأنا سعيدة جداً بهذه الصدفة. يتحدث لوبروطون هنا عن أنطولوجيا الألم, وكيف يتم الإحساس به والطريقة التي يعاش بها من قبل الافراد و أن هناك ألماً جسمانيا, الماً غير ملموس وعذاباً نفسياً يندرج تحت تعريف الألم. يناقش علاقته بالطب والأطباء أيضاً وتاريخ العمليات الجراحية من دون بنج, نظرية الباب ونظرية الخصوصية, الوشم والمازوشية والتلذذ بالالم واشياء أخرى مهمة.


    الألم ليس احساساً فقط وإنما أيضا عاطفة تمكن من انبثاق مسألة معنى, وهو في ما وراء ذلك إدراك, أي نشاط فهم الذات وليس استنساخاً لتشوه جسماني.

    الشخص في حالة ألم هو الوحيد الذي يعرف مدى ألمه, وهو وحده ضحية العذاب الأليم. الألم لا يقبل البرهنة بل يعاش كتجربة وقد صرح جورج كانغلهيم بذلك بقوة: الانسان يصنع ألمه ويقوم به أكثر مما يتلقاه ويخضع له.

    ذات يوم, أردت تجربة الألم بدون مسكنات او محاولة لتخفيفه, أردت معرفة حدود جسدي وماذا سيحدث لو استمعت بإنصات لما سيقوله. (لا انصح أحداً بها) قمت بأخذ حبوب المغنيسيوم بجرعة معينة تسبب مغص معوي (يمكن معالجته بالماء), في مرحلة ما لم أحس بالألم, الجسد هو الذي كان يحس به وأنا كنت أراقبه. كانت هناك لحظة فاصلة بين الوعي والاهتمام بالجسد كما شرح لوبروطون هنا.
    حتى ألم الدورة الشهرية صار عادياً بالنسبة اليّ جداً, صرت أصنفه بـ"عدم الارتياح فقط",قد تغريني فكرة الألم أحياناً, والغير جسدي بالذات, فكرة الألم الروحي تغذي الانسان بأن تجعله كيان واحد فقط متماسك. لماذا يحب الشعراء مثلاً الدخول في كآبة او عيش مرحلة العدم؟ لماذا يبقى المحبون يتغنون بمحبوباتهم بعد الفقد؟ لا ادري عنهم جميعاً ولكنّي في مرحلة ما لم استطع تجاوز الألم النفسي الناجم عن علاقة عاطفية وكان هذا الامر مغري جداً, أن تعيش الألم لا أن تتجاوزه. كنت أعطي أفضل ما عندي في لحظات الحزن والكأبة أو ما اسميه علناً بـ"الانكسار". الامر في الحقيقة يتعلق بتكييف نفسك والحالة التي تضع نفسك فيها.

    هو يكون دوماً تشويها للذات وعاملاً للتحول. الألم يؤدي الى ان ينسلخ المرء من نفسه, إنه تجربة خراب. أنه يجعل الفرد يغدو شخصاً آخر ويدخله في عدم توازن مع حياته السابقة, يقتلع الفرد من السلوك الروتيني القديم, ومن ثم, بداهةً, من كون الفرد هو ذاته. أتذكر جيداً ما حدث بعد الصدمة, ومرحلة الكآبة التي عشت فيها, الانسان الذي يتألم يوجد في منفى الذات, في استحالة الالتحاق بنفسه أو الاقتراب من الاخرين, لهذا من الممكن ان يفكر بالانتحار او يرى نفسه في الحفرة المظلمة.

    أن لا معنى الألم يضيف دوماً للمرء عذابا إضافيا, وان نمنحه ��عنى أخلاقيا او روحانيا يخفف من قساوته, لان التجربة اذا كانت تعاش باعتبارها غير ذات معنى وغير قابلة للفهم أي كعذاب حاد فهي قد تسمّ الشخص طيلة حياته. وهذا ما تفعله الأديان مثل ما ذكر الكاتب عن الدين المسيحي وبالذات التوجهات الكاثوليكية المتدينة وما أراه او التمسه من "الدين الإسلامي" في مجتمعي الذي يربط الامراض والالام بأنها غسل للذنوب وبأن "الله" ربهم, قد اختار هذا الشخص لانه يحبه فإبتلاه. نفس الفكرة بين كل الأديان تقريباً, إعجبت بجرأة الكاتب في بيان البعد التاريخي له, و ذكر كون الكنيسة في البداية -قبل اختراع المسكنات- كانت تعتبر الألم هو خلاص البشرية لكنه فقد بعده المتمثل بالخلاص ونضج الشخصية و مع توفر وسائل متعددة لمقاومته صارت تدعو اتباعها بأن لا يهملوا أي استعمال للمسكنات. وأنه اذا كان اللاهوت قد ركز لزمن طويل على عذاب المسيح على الصليب فإنه اليوم يركز على الحب المتصل بتضحيته وهكذا فقد قربان الألم الى الرب معناه. لكننا لا نستطيع ان ننكر أنه لطرد ألم العالم لجأ الانسان الى ابتكار الآلهة.
    المميز في الألم أيضاً أن هناك حالات مرضية حيث ينعدم فيها الشعور بالالم تماماً, وهي تؤدي الى الموت, وحالات يكون فيها الألم هو ناتج عن كل شيء حتى اللمس! فيؤدي الى الموت أيضاً وهي كانت مكملة لبداية رغبتي في أكتشاف هذه الجزئية المهمة ومحاولة البحث فيها.

    الكتاب يناقش أيضا الاختلاف الثقافي للألم, وهو أمر أثار اهتمامي كثيراً عند اشرافي على حالات المرضى, كنت اعلم أن هناك بعض الامراض التي يصاحبها ألم شديد ولكن تعبير أصحابها عن الألم يكون أقل من الأشخاص ذوي الامراض المصاحبة للآلام البسيطة والمتوسطة, وأن بعضهم لمجرد صداع بسيط او الم معدة خفيف يلجأ الى المسكنات فوراً دون محاولة شرب الماء مثلاً او معرفة سبب الصداع ومعالجته؟
    حدث هذا لي شخصياً قبل تجربة سفري الى المانيا, أعاني من داء الشقيقة الذي اكتشفته مؤخراً (يصاحبه صداع شديد) كنت الجأ الى المسكنات عند حدوث نوبات الألم وبالرغم أني قد درست عنها لكنّي لم أفكر بطريقة أخرى لتقليل حدوثها او تخفيفها حتى قابلت شولامييت, المرأة التي عملت معها وكانت تخبرني بضرورة شرب الماء عند حدوث النوبة. وقد نجحت هذه الوصفة بالتخفيف من حدتها! (التفسير العلمي خلفها أن أغلب نوبات الصداع ولاسيما في الشقيقة تحدث بسبب الجفاف, فشرب الماء عملياً يساهم في حل جزء من المشكلة ولكن التعايش كان الجواب في حالتي). كما أن وينلي الصينية أخبرتني أن وصفة الصينين للألم والامراض هي الماء الدافئ لهذا كنت حريصة على شرب الماء الكافي يومياً.
    هذه التجربة جعلتني مهتمة بالاختلاف الثقافي للألم وطرق علاجه, فبدأت بسؤال كل شخص جديد اقابله عن روتينه وقت الصداع.
    لوبروتون يوضح هنا أن تعبير الايرلنديون عن الألم قليل جداً ولا يذهبون لزيارة الطبيب الا في حالة عدم قدرتهم على الذهاب الى العمل بينما الايطاليون يجاهرون او كما يصفهم الاخرون "يبالغون" في التعبير عنه.
    ما ذكره هنا يسمح لي بتفسيرين:
    أن الأشخاص الذين يعانون من آلام في حياتهم بسبب ظروفهم الاجتماعية السيئة (شمال إيطاليا استثناء) هم اكثر تعبيراً عن ألمهم كونهم يبدؤون بتذكر ألامهم الأخرى (ليست الحالية فقط)
    أو أن الأشخاص ذوي القدرة على التحمل هم اعتادوا على ذلك "ثقافياً" منذ الصغر مثل ما شرح لوبروتون عن الفرق بين الرجل والمرأة في التعبير عن الألم وكيف أننا كنساء نختار البكاء أولاً, وعن الفرق بين الجندي والمدني بأن أقل الجراح لدى المدنيين تخلق عذاباً أكثر بكثير من الجنود لأنها غير متوقعة!
    هناك أيضاً هذا البعد الذي يشرح عندما كنت مقيمة دورية في طابق الجراحة وأرى التباين في التحسن والشعور بالالم بين الأشخاص الذين يختارون الجناح الخاص (يحصلون على عناية اكبر) وبين مرضى الجناح العام! وذلك لأن ذوي المجموعة الأولى أعطوا شرحاً دقيقاً عن العملية والالم الناتج عنها والمسكنات المتوفرة وطرق التخفيف عنها من قبل الطبيب الاخصائي او مرافقيه. وهذا اعتبره الان سبباً آخر لكرهي لفكرة الجناح الخاص والعام, من المفترض ان يتلقى الناس نفس النوع من العناية بتأمين صحي مناسب.

    عدد كبير من الأشخاص المصابين بألمٍ مزمن لديهم شخص واحد على الأقل من أسرهم عانى من المرض نفسه حسب الدراسة التي أنجزها فيولون عام 1984. هذا ان دل على شيء فيدل على أن المناخ العاطفي في الطفولة يساهم والى حد ما بالتعامل مع هذا الموضوع بعد البلوغ, فيستنسخ. وعن الطفل, فأن الألم يغدو الوسيلة الوحيدة كي يُمنح الاهتمام من محيطه اذا ما كان مهملاً او لديه نقص في "الحنان".
    الألم ليس واحد, هو متشذر في ل�� نهائية التجارب الفردية.
    يمارس الألم فتنة على الشخص, انه يبدو كما لو أنه ينومه مغناطيسياً, بحيث يقطع كل اهتمام بالباقي من حياته.
    أثار اهتمامي ما بينه هيلغارد 1977 في سلسلة من التجارب عن علاج الألم بالتنويم المغناطيسي أن: ألالم يتم إدراكه تحت التنويم لكنه يكون غير مرتبط* بالذات, لأن الألم يظل في عتبة الوعي ولا يخترق النشاط العاطفي.

    الألم يزداد ليلاً لأن لا شيئ يلهي المريض! كلما ركز الفرد على المه لا لمحاربته بل ليتركه يهيمن عليه مع إحساس بالعجز, كلما زادت حدة الألم.والانفلات منه يتطلب بالضبط استعمال ممارسات الالهاءء وتقنيات للجسد. فرويد أيد هذا ايضاً ��ين لاحظ أن العقل عندما يكون مشغولاً بشيئ آخر, فإن الالام الجسدية, حتى الأكثر حدة, لا تتم. من هنا استنتج ضرورة أن ينغمس المرء بالعمل وأن لا يأخذ إجازة طويلة او عزلة عند حدوث ألم او وجع او عذاب (بالاخص نفسياً أو عاطفياً) وهو عكس ما فعلته في 2012.

    بعد هذا الكتاب أرغب الان اكثر من السابق بتجربة الـ
    Meditation
    الذي لجأ اليه البوذيون في التحكم بالجسد والتحكم بالالم على وجه الخصوص

    جمل بقيت عالقة في ذاكرتي:

    حين تحس بالالم تخيل أن ذلك لذة
    الادوية المسكنة ليست فعالة بما تقوم به من تخفيف كيمائي, بل لأنها تحرر الذهن من التشنج, ومن الشكوى, وتمكن الفرد من إستعادة نفسه ومن أن يفكر أخيرا في شيء آخر ويستعيد أنشطته الجسمانية التي يكون لها أطيب الأثر عليه.
    مرض عدم الإحساس بالالم
    أمل ضروريٌ للوجود
    حتى عندما يغيب الألم شيئاً فشيئاً, يظل العذاب حاضراً, وشروخ الذات لا تلتئم بسهولة.

  • Reema AlGhurairy

    يتشعب الكاتب كثيراً في وصف الألم على الجسد و أكثر فصول الكتاب تركز على الآلام الجسدية و تأثيرها على الذات و ليس العكس، كنت أتمنى أن يولي اهتمام بالآلام النفسية و علاقتها على الجسد أكثر من ذكر الأمراض الجسدية و قصص المصابين بها ... للأسف الترجمة تحتاج لشرح وتمعن ووقفه في كل مرة..
    الكتاب يسد نقص بالمكتبة و أتمنى أن تعاد ترجمته بشكل يخدم الكاتب و دراسته القيمة للإستفادة أكثر .

  • Yasser Almoalla

    لا يوجد ألمٌ بغير عذاب، ومع هذا فإن هناك بعض الآلام مجردة من الشعور بالعذاب؛ بل تكون مرتبطة بتوكيد الذات أو باللذة، وذلك حسب سياقات شخصية واجتماعية محددة.

    يحاول عالم الاجتماع الفرنسي تقديم دراسة بحثيّة حول الألم وتشابكه مع العذاب وعلاقته بإيجاد معنى أنطولوجي يتناسب مع المسببات والدوافع التي تخلق الألم في أعماق الإنسان باعتبار أن لكل نوع من أنواع الألم معنى مستقل مؤكدًا - في بداية كتابه- أن الشعور بالألم ضرورة نفسية لمواصلة الحياة، وأن الشخص غير القادر على الإحساس بأي ألم فإن حياته مهددة على الدوام. بل إن الألم هو الذي يقيم الحدود الفاصلة بين الذات والوجود. إلا أن هناك من يهجم عليه الألم قسرًا، وهناك من يبحث عن الألم نتيجة مواقف يمر بها الفرد في مرحلة الطفولة أو المراهقة. ولا عجب في ذلك، فإنما حياة الإنسان في مستقبله ما هي إلا انعكاسٌ للمواقف التي نشأ عليها، أقصد نتاجٌ لتلك المواقف.
    تشريح الألم كمعنى وشعور في سياقات زمنية واجتماعية مختلفة لا شكّ أنها ستكون غاية في التعقيد لا سيما إذا كانت تستدعي إيراد الكثير من الشواهد من عدة ميادين مختلفة، ففي ميدان الدين يتحدث لوبرتون عن بعض الأساليب الشاذة في ضرب الجسد كتضحية يقدمها المتدين للشعور بالرضا عن النفس كطقوس دينيّة في سبيل إرضاء الإله، أيًا كان هذا الإله، و يذكر الآثار الناجمة عن هذه التصرفات النابعة من قلب ديانةٍ ما. و في ميدان الفنون، أفرد بعض الفصول التي تتحدث عن فنّ الجسد(بودي آرت) حيث أشار إلى أنها في الأساس عبارة عن منجزات فنية تجسّد خطابات للمجتمع و للعالم، مستدلًا بظهور هذا الفن أثناء سلسلة الصراعات السياسية في فيتنام وكانت بمثابة تعبير عن حقوق الأقليات الجنسية، للحيلولة دون العنصرية ومن أجل تحرير النساء وغيرها من المطالبات التي تمثلت بالتعبير في جرح الجسد بأشكال فنية. واستفاض بتحليل الدوافع المتعلقة بالوشم على الطريقة الكلاسيكية، بتصوير الألم والعذاب.
    و في الفصول الأخيرة يناقش المؤلف الألم الناتج عن بعض السلوكيات الشاذة في الجنس، و يورد الكثير من الأمثلة في حِقَب زمنية مختلفة.
    وفي المجمل الكتاب جيّد وترجمته لا بأس بها.

  • Aya Mohammed

    الكتاب مُلم بتعريف مفهوم الألم من جميع النواحي،كشعور قاتل لصاحبه لا من حيث المعاناة الجسدية فقط بل أيضا عند زعزعته داخليا، فيصبح العَالم مجرد نقطة بعيدة عن آناه المتخلخلة. فسر لِي نوعا ما ردود فعل البعض الباردة و المُهمشَة للشخص المتألم، عندما تكلم عن طبيعَة هؤلاء التي كان من ضمن عاداتهم تجنب الألم، النهي عن ذكره، و العيش بحبسه. تأثير الاحتواء المعنوى للمريض بشكلٍ رائع على ذاته المسحوقة و خصوصا عند ذكره للملامسة الجسدية و فاعليتها. الألم الجسدي قد يكون شجنا لا مرضا، احدى القصص التي تم ذكرها بالكتاب، كانت عن امرأة ظلت تعاني بألم في كتفها بعد وفاة زوجها، حيث كان دوما ما يقوم بالاتكاء عليه. الألم كمقاومة و هنا كانبعاث في حالة هؤلاء الذين يغربلون ألمهم و يتخذونه كدلالة حسية على أنهم أحياء، و من دون الألم لن ندرك كل ما نمر و ما سنمر به. الألم كرغبة في التعبير عن الذات (Body Art)و الألم كذائقة مازوشية.

    كان عطشي للإجابة عن كينونة الألم بحاجة للتروية، و وجدت الكتاب أكثر من جواب.

  • Dalal Alkhelb

    قرأت مقتطفات من الكتاب ولم أتمه ،
    كنت بحاجة لفهم مشاعر الألم ووضعها في إطار فكري حتى أستطيع تجاوزها .
    أحببت طريقة عرض قصة أيوب عليه السلام وتفسير حالة الألم الناتج عن فقد صحته ، أهله ، وماله على التوالي بعد أن كان يملك كل شيء .
    لامستني فكرة غضبه من الذين يحاولون تقويته بشعارات الصبر التي كان يرددها حال الرخاء. فالطريقة التي طرحت فيها القصة من منظور تحليلي لحالة نفسية يمر بها أي كائن بشري مذهلة !
    حيث يتركز الضعف الإنساني بحالة الغضب من شعارات براقة يرددها حال قوته، ممايجعل المتألم يلجأ للعزلة أو الصمت أو في أسوأ الحالات الهروب من نفسه !
    لم أكن مدركة أن زمن الصمت الذي كان بين لحظة البلاء وترديد "رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين"
    كان مليئا بالألم والمقاومة ! إلا بعد قرآتي لهذا الكتاب.

    ويكفيني أني خرجت مما قرأته بقناعة أقوى أن الألم شعور شخصي وتجربة وجودية فردية لابد من خوضها .
    وبأن المواقف المؤلمة كبيرها وصغيرها اختبارات الناجح فيها يصل إلى سعة الصدر والآفاق .

  • Hussain Isa

    تكمن مفارقة الالم في كونها تمنحنا الاحساس بأننا أحياء وتقييم الحدود الفاصلة بين الذات والعالم. الفرد يوجد حيثما يمسه الالم، وان لم يوجد الالم فقد يحس بأنه لا شيء.
    ..
    الألم يكون دوما تشويها للذات، وعاملا للتحول. انه يجعل الفرد يغدوا شخصا اخر ويدخله في عدم توازن مع حياته السابقة.
    ..
    الاديان فسرت الآلام عبر جعلها سبباً في محو الذنوب او زيادة الإيمان، وهناك العديد من الناس رغم تطور الأدوية ترجع الى الدين للشفاء.
    ..
    انت تحسين بالشقاء ينخر اعماقك، انه الم الحب كما ترى. تحسين بالاسى في قلبك بحيث تؤذين نفسك حتى تحسي بألم اكبر في جسدك كي لا تحسي بالالم في قلبك.
    ..
    الالم وسيلة في الضغط على الاخرين، الجرح يؤثر في الجمهور المرعوب الذي يحس نفسه مذنبا.

  • عهد الرحماني ..

    ‏تجربة الألم..
    ‏الكتاب عبارة عن دراسة أنثربولوجية عن الألم ومعناه في الجسد والنفس البشرية..
    ‏لـ عالم الاجتماع والأنثربولوجي الفرنسي دافيد لوبروطون..
    ‏—

    ‏اقتباس صـ 23|

    ‏يمزج الألم بين الإدراك والعاطفة،
    ‏أي بين الدلالة والقيمة.
    ‏ليس الجسد هو ما يتألم،
    ‏وإنما الفرد في معنى حياته وقيمتها.

  • Raghad S

    "الألم هو مايجعل الانسان غريباً عن نفسه"

  • N00r Alanizy

    كتاب رائع !

  • A

    يحوي الكتاب تفسيرات فريدة ومثيرة لمختلف أوجه الألم، لكن الترجمة رديئة، شوّهته جدًا وظلمته بشكل طاغي للأسف..

  • Hanguin

    Couldn't finish