Title | : | وثانينا الكومي |
Author | : | |
Rating | : | |
ISBN | : | - |
ISBN-10 | : | 9789770920742 |
Language | : | Arabic |
Format Type | : | Paperback |
Number of Pages | : | 384 |
Publication | : | First published January 1, 1993 |
وثانينا الكومي Reviews
-
قال فيما نحن نشد نفسين من الحشيش في غرزة في مسطاح النيل: المهم يا أبو علي أن يكون ما صرفته على داركم فلوسا حلالا. فشوحت له بيدي قائلا: دعك من مسألة الحلال و الحرام هذه يا خوي. فواحق مخرج الصباح من الليل و مشرق الشمس أن البلدة كلها تعيش حراما في حرام. و سحتا في سحت. و نهبا في نهب. و بلطجة في بلطجة و تهليبا في تهليب. صدقني يا خوي. حاميها حراميها يا خوي. صرت اعتقد أن الله لا يبارك إلا في الحرام. و يحمي أهل الحرام و يرفع قدرهم في الدنيا. صحيح أن الله سيعذبهم في الآخرة و لكن كيف أعيش أنا في الدنيا طاهرا من الخطيئة معدما من القوت في نفس الوقت؟ سأفوز بالآخرة؟ مت يا حمار حتى يجيئك العليق. عقلي الصعيدي لا يفهم كيف يحرمني الله في الحياة من نسمة الدنيا و يمتع غيري بالجنة؟ إنك يا هليّل يا خوي لو شفت الحياة التي يعيشها ناس مصر المحروسة لوقعت من طولك ميتا. اسكت يا هليل يا خوي فقد أصبحت و الله أكره الكلام في شغلة الحرام و الحلال هذه! أكره أيضا شغلة الثورة هذه و أتمنى زوالها من الوجود! حتى أبو عبدالناصر نفسه بلدينا نفسه صرت لا أحبه! صار قلبي ينزعج كلما سمعت اسمه! دعنا يا هليل نعيش لنا يومين قبلما تأكلنا الذئاب. إذا كنت تعيش بين اللصوص و الحرامية فلابد أن تكون أحرف منهم حتى تعيش بينهم.
و عرفت كذلك أن حياة المدينة قد سحرتني و فتحت مخي. و فيها متسع كبير لأن يسرق الجميع الجميع. و لما كان من المستحيل أن تقبض الحكومة على الجميع فإن الجميع يعمي عينه عن الجميع و يطرمخ عليه.
حقا حقا هذه مصر أم العجائب يا خال و لن أمل من تكرارها. هذا و الله ليس مثلا يقصد به التندر و لا هو من قبيل الهتافات و العصبية. فلو قدر لك أن ترى ما رآه العبد لله و تشقى شقاءه و تعرف ما عرف. لأيقنت أنه قرينة صدق لا يجيئها الباطل من أي مكان فيها. و الحاج السني أحد هذه العجائب يا خال. إذا قدر لك نزول هذه البلد لا تنسى أن تمر عليه و تتفرج. دعك من الأهرامات و أبي الهول و سقارة. بل دعك من البطلمي و القبطي. و الإسلامي و المملوكي و كل ما تلوكه ألسن المرشدين السياحيين. و انظر في عجيبة الحاج السني وحدها. ففيها – أقصد فيه – كل الأزمنة و الأنتيكا��. عافاه الله و أعطاه طول العمر حتى يتمكن من مص كل ما في العروق من دم. و ما في الأرض من رحيق و ما في السماء من ماء. و ما في الجو من هواء.
شف يا خال. خذها من العبد الفقير إلى ربه تعالى حسن أبو ضب: هناك مصران يا ولد العم لا مصر واحدة. مصر الصعيد و الوجه البحري. و مصر القاهرة وحدها. شف يا خال: لست متعلما و إن كان أعمامي من الفقهاء النبهاء. إنما أستطيع أن أقول لك بالفم المليان أن مصر كنانة الله التي ورد ذكرها في كتابه العزيز هي الصعيد و الوجه البحري. هي مصر ذلك الزمان. التي تعهد الله بحمايتها من كل شر و خراب و من كل معتد أثيم. أما مصر القاهرة هذه استعنت عليها بالله أن تجيئها شوطة تأخذها إلى غير رجعة بكل ما و من فيها.؟ و أن يجري الزمان بقيام عاصمة جديدة فيها عالم نظيف طاهر اليد.
إسمع كلامي يا بوي و صدقني أن اللص في مصر القاهرة هو السيد الحقيقي مهما تفه شأنه و قل نفعه. و الكل يسرق على قد حجمه و مركزه يا بوي. هو و شطارته. و لربما يقع في قبضة الحكومة كل يوم. و يمثل أمام المحاكم كل أسبوع. و كل ذلك يصبح رياضة و نزهة يقوم بها. فهو واثق أن الدينار سيد الأخلاق. إفعل ما بدا لك في هذه البلاد يا بوي. فأنت لن تستطيع رؤية الدينار و هو يغادر يد الفاعل داخلا في ذمة الحارس. أحلف اليمين يا خال أنهم قوم يشجعون اللص و ينفخونه و يمكنونه من كل المنافذ حتى يتمكن منهم أنفسهم و يمص دمهم بصنعة لطافه أو بخشونة العافية. و يا حلاوة اللص في نظرهم لو كان ظريفا! إنه و الله ليوشك أن يكون نبيا بينهم.
فأهل هذه البلدة جميعهم من كبيرهم إلى صغيرهم يسرقون بشكل أو بآخر. كلهم يتبرأون من الحرامية في سبيل أن يكونوا من كبار كبار الحرامية. فالحرامي البسيط هو نحن. حرامي يعرف أنه حرامي. و يسرق من وراء ستار حتى و إن كنا في الليل. أما الحرامي المركب فأجارك الله منه. لا يعرف أنه حرامي! لكن يعرف فقط كيف يتبرأ من الحرامية! كيف يرسم صورة الرجل الشريف! كيف يعلن على الناس حجه كلما مر على مكة تاجرا ناهبا. و كلما كثر عدد الشرفاء من هذا النوع كلما كان ذلك دليلا على أن عدد الحرامية في البر يتزايد و السرقات على ودنه.كل واحد في هذه البلدة حرامي على طريقته الخاصة. و كل واحد يخدع الأخر ليسرقه على راحته.
و هذا فقط هو ما وقفنا عليه من سيرة أبي ضب في الجزء الثاني من ثلاثية الأمالي بعد ما قرأت الجزء الأول
أولنا ولد و يتبقى الجزء الثالث
و ثالثنا الورق -
ايقونة فى عالم الادب هذا العالم الذى ابدعه خيال خيرى شلبى و ابتلعنى و اصبحت لا اريد الخروج منه و اصبحت فى حالة من النشوة ف كلمات خيرى شلبى و سرده المتقن مثل الابتهاج الذى اتى ل حسن ولد ابو ضب و شلته من احجار الحشيش الذى احرقوها على مدار 380 صقحة .
مرة اخرة اعود الى مصر العتيقة
مرة اخرى اعود الى الترحال مع المعدمين و المهمشين
مرة اخرى يرينا خيرى شلبى بلمسته المعهودة عالم الاوباش و الحرافيش فى قاع القاهرة و أزقتها
فى ثانى اجزاء الثلاثية رأيت كيف قام خيرى شلبى ب تعرية القاهرة و اظهار الفساد الذى اغرق الجميع ف لا يوجد طاهر فى هذا العالم , يوجد من الاحتيال و النفاق ما يملأ بحر , القاهرة كلها فاسدة يا بوى و لكن كلما زاد فسادك زادتك هيبتك و اصبحت لا تمس .
" أشتك لله فلن يغيثك احد سوأه , لو كانت الشكوى لغير الله تفيد لتغطت جثث و وجوه الحكام كلهم بورق الشكاوى , إمش با جدع , إمشى و خليك عاقلا فأيام الملك و الانجليز لم تذهب و لكن اسمها هو الذى تغير ! الأمر لله من قبل و من بعد "
تطور حسن ابو ضب فى هذا الجزء و من الصعيد للقاهرة اصبح يصول و يجول و ان كان لا يزال يقع فى كثير من المشاكل خاصة بعد ان اجتمع شمله مع الشلة المنحوسة " بربش \ بسبوسة \هندى \غزولى " ليرا معهم اهوال القاهرة و يتعلم منهم كل فساد و سرقة حتى يليق بالسكن فى القاهرة مع اهلها .
خيرى شلبى استاذ عندما يتعلق الامر فى السرد و الوصف و تطور شخصياته فى عالمه المنسوج بعناية و لكنه ايضا لا يخاف ان يظهر جانبه السياسى و اراءه من احداث سابقة حدثت من فساد و هزائم و انكسارات لم نعترف بها حتى الان ف كان رايه صارخ خاصة لاحداث الستنينات و ما بعدها .
" عرفت اننا و العرب أخوه فى الدم و العرق و الارض و اللسان كما اننا نصلى لإله واحد
و يهددنا عدو واحد قصير القامة لكننا لا نرى سوى ظله الشبحى مستطيلا الى ما لا نهاية. فلما عرفت ذلك اندهشت يا بوى : كيف يكون لنا اخوة بكل هذا العدد و دار بكل هذا الاتساع و يهددنا عدو جربان اسمه اسرائيل ؟! "
اه يا خال لو رايت حالنا دلوقتى و ما اصبحنا عليه مع هذا العدو القصير !! عالم و حكام ميؤوس منها
انتهى الجزء الثانى ب نهاية مشوقة ف الى الجزء الثالث و نهاية الحكاية . -
"فأيام الملك والإنجليز لم تذهب ولكن اسمها هو الذي تغير! الأمر لله من قبل ومن بعد".
الحكاية الثانية من ثلاثية الأمالي.. وثانينا الكومي.
نُكمل حكاية "حسن أبو ضب" تلك الشخصية الفريدة من نوعها.. فـ"حسن" يُمكنه أن يقنعك بالحرام حلالاً.. رغم أنه طيب القلب صعيدي قحف!
هذه المرة الجُرعة مُكثفة، السرقات مُكثفة، الشخصيات مُكثفة.. والحشيش مُكثف.. جداً.. شعرتُ أني سُطلت من رائحة الحشيش ووصفه في هذا الجزء من كثرة السجائر المحشية التي لفت على شخصياتنا.
بعد الجزء الأول، عندما أنتهى على وعد قطعه حسن على نفسه بأن يجعل عائلته في حال أفضل، يتجه حسن عن طريق الصٌدفة إلى أن يكون فرداً من عصابة صغيرة.. ذو شخصيات فريدة وأسماء فريدة مثل: بسبوسة وغزولي.. وشخصياتهم الغريبة وفلسفتهم الفريدة من نوعها.
أصبح حسن مُحترفاً في السرقة.. وكأي حرامي مُحترم، لا بُد من ترقية.. فمن كان يسرق الملابس من على الحبال.. أصبح يسرق أحد الدكاكين العامرة، ويسرق من الحكومة.. ويبيع للحاج السني.. ولكن تلك حكاية أخرى.
"لقد بت يا خال أعتقد أن الإنسان في مصر القاهرة يستمد فخاره وكبرياءه وشرفه من لصوصيته؛ فكلما كان ولداً حريفاً في السرقة واللعب بالقانون وتضليل ذمم الموظفين الصغار وشراء ذمم الكبار كلما انتفخ في مشيته وأصبح له المقام الرفيع في البلاد".
يتناول "خيري شلبي" من خلال وقوع عصابة "حسن" في طريق الحاج السني، حرامية السياسة بكل أشكالهم وأنواعهم.. والتأكيد من أغلب الشخصيات أنك لو سرقت سرقة كبيرة فلن يحدث لك شيء، بل رُبما تصبح ذو منصب.. أما لو سرقت سرقة صغيرة؟ فسيأكلك كُل من له أنياب.
فنغوص مع ذلك العالم المصحوب بروائح الحشيش وكذب الساسة ونفاقهم، حتى تلك النهاية المشوقة.. التي ستجعلك تلتهم الجزء الثالث في أسرع وقت مُمكن.
"هذه الأرض والله لم تعرف العدل طول حياتها؛ لا تعرف إلا النصب والإحتيال علينا فقط؛ مدارسنا تُعلم لنا العدل دروساً نسمعها ولا نرى منه شيئاً في الحياة."
ختاماً..
حتى الآن هذه الحكاية أنا مسحور بها، مآخوذ بجمالها وشخصياتها الغريبة عني والتي روت كثير عنهم، وعن تفكيرهم.. ليس كُلهم بالطبع.. ولكن أغلبهم.. وأكثر ما أحبه في الرواية بالإضافة إلى خفة دم العم خيري في كُل فُرصة مُمكنة.. ولكن أيضاً الطريقة التي رسم بها شخصية البطل.. التي ستجعلك مؤمن تماماً أنه في أي ظرف ووضع سيتكيف ويلتئم معه.
يُنصح بها بالطبع. -
ردود الفعل التلقائية التي تصدر عن معظم القراء بعد قراءة عمل أدبي فائق المتعة والجمال ، تتراوح بين: (تنهيدة) نطلقها من أعمق مكان داخل صدورنا تعبيرًا عن إحساسٍ تعجز الكلمات عن وصفه، أو لحظات من (الشرود و التأمل) في أي نقطة بالمكان حولنا - كالجدار أو السقف مثلًا - كتعبير عن حالة من النشوة والسعادة أو عن لحظات ما قبل العودة إلى عالمنا الواقعي من جديد بعد رحلة قصيرة في رحاب العمل الأدبي الذي كنا نقرؤه منذ لحظات؛ وهذا ما حدث معي فور انتهائي من قراءة هذا الجزء من الثلاثية، ولكن مع إضا��ة تفصيلة صغيرة، وهي أنني بينما أتأمل سقف الغرفة في حالة من السرحان والشرود، تهيأ لي أن سقف الغرفة به سحابة بيضاء كثيفة مصدرها دخان الحشيش والسجائر وعدسات الأفيون التي دخنها وشربها
!! حسن أبو ضب" ورفاقه خلال أحداث هذه الرواية"
كمية الحشيش التي حُرقت وكمية السجائر التي شُربت في هذا الجزء غير معقولة، ولا أعلم ماذا يريد عم خيري بالضبط؟ ، هل يريد أن يدفعني لشرب الحشيش وتجربته مثلًا؟، حسنًا، أعتقد أني جربته بالفعل من خلال حكاياتك يا عم خيري ! ,, إما هذا وإما أن" حسن أبو ضب" ورفاقه من الحشاشين يمتلكون في صدورهم، بدلا من الرئتين، محرقة فحم كالتي كانت تمد القطارات قديمًا بالطاقة ,, ولكن لا أخفي عليكم، أن الأمر ممتع بحق، وأن هذا الرجل نجح باقتدار في جَعْلي أشعر أني "مسطول" ، مسطول بالحشيش جزئيًا، ومسطول بقلمه و أسلوبه وحكاياته كليــــــًا .
بما أن هذه الرواية هي الجزء الثاني من الثلاثية، فلا مفر من المقارنة مع الجزء الأول، وبالمقارنة بينهما أعتقد أن النقطة الوحيدة التي تستحق التعليق هي" وتيرة الأحداث" وما يترتب عليها .الجزء الأول كانت أحداثه سريعة ومشوقة أكثر، أما هنا نجد أن الحكاية تُروى على مهل وبهدوء وتأني ، وهذه النقطة لها ميزة و عَيْب، ميزتها أنها أعطت المساحة لخيري شلبي كي " يأخذ راحته " في السرد، وبالتالي يكتب ويحكي بمزاج أعلى وأكثر صفاءً، وعيبها أن الحكاية كانت" تهرب منه" وتقع في فخ الملل والرتابة أحيانًا، فهناك أجزاء كانت مغرقة في الوصف حد التوهان، ومغرقة في السرد والتكرار، منها مشاهد شرب الحشيش كمثال، فرغم تعددها وكثرتها إلا أن خيري شلبي لم يترك واحدة منها إلا و أسهب في وصف الحشيش من أول لونه و صنفه ومصدره، مرورًا بتجهيزه للشرب، وصولًا لتوضيح تأثيره على الدماغ والمزاج بالتفصيل
في المجمل، خيري شلبي هنا في الج��ء الثاني فرض نفسه بقوة أكبر، وأخذ مساحته الكافية كي يستعرض عضلات قلمه الفريد، فأجاد من عنصري المتعة والجمال في أغلب أحداث الرواية، وخانه التوفيق في أحيان قليلة ووقع في فخ التكرار والملل .
تمت -
" آه لو كنت أستطيع أن أصبح لصّا محترفا! إذن لعرفت كيف أحكم هذا البلد!»."
نستكمل مع الجزء التانى حكاية حسن ابو ضب لكنها ليست حكايته وحده هي حكاية القاهرة و الفساد الذى غرق فيه الجميع . فهناك الحرامي الصغير والحرامي الكبير ففي النهاية الجميع ينهب بعضهم البعض ويمكر على الآخر وينافقه ويتلاعب به لكن العدل والشرطة تعرف فقط الحرامي الصغير الضعيف اما الكبير فيسرق كل شئ ولا يحاسبه أحد .
جزء بطعم الفساد والسرقة والكثير من الحشيش .
" أنا لم أقرأ الكتب يا بوي، ولكنني عن خبرة وتجربة مريرة أقول لك إن بلد ألف المئذنة هذه تحوى من دود الأزَقه والخنازير الوضيعة والخنافيش العتيقة ما لا يمكن أن تسمع به في مكان آخر. واه يا بوي واه، تحلف اليمين إنها مخزن للدعارة والإفك والزور والبهتان رغم مظهرها الوديع ولحيتها الطويلة الساجية ورغم رائحة بخورها وحلاوة نسوانها وطراوة رجالها. هؤلاء الذين يعيشون يا بوي ويطالبون بكل شيء فيحصلون عليه بالطيبة أو بالغصيبة، ألم أقل لك إن الدينار سيد الأخلاق وإنه مفتاح مخك الذي يجب أن ينفتح لأى تفاهم حول أي شيء عن أي شيء، ستدفع كم؟ والكل يدفع بأريحية وعن طيب خاطر؛ لأن الجميع يشفطون ويهبرون ويبيعون كل شيء يخطر على بالك، وما دام قد أصبحت للذمم أسعار فقل على الدنيا يا رحمن يارحيم. "
١٣ / ٣ / ٢٠٢٤ -
"إن الفساد ضارب في كل النفوس يا بوي، البذرة نفسها مسمومة الأساس فكيف يتم إصلاحها يا بوي؟ إنهم قوم لا ينفع معهم وعظ ولا إرشاد ولا ردع، لأن الوعظ والإرشاد والردع عندهم في حاجة إلى وعظ وإرشاد وردع فكيف يتم ذلك يا بوي؟ كيف يا بوي حفظك الله؟ تحلف اليمين يا خال أنهم قوم يشجعون اللص وينفخونه ويمكنونه من كل المنافذ حتى يتمكن منهم أنفسهم ويمص دمهم بصنعة لطافة أو بخشونة العافية"
ومنين نجيب ناس لمعناة الكلام يتلوه!
أفكر الآن في هل سأستطيع أن أقول خيرًا في الكلام عن هذه الثلاثية أم سأصمت! -
هذه الأيام أصبح من العسير عليّ أن أكتب و أعبّر عن مشاعري بعد قراءة أي عمل، لا أملك رغبة فعلية في تحديد انطباعاتي كتابةً، ثم يجيء هذا العمل و يَزيد من قوة هذه الفكرة، فقد أمست تلك الثلاثية رفيقة حميمية إليّ، فهمت شخصياتها و تشرّبت كل المواقف و الأحداث و أصبحت واعيةً للظروف الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و النفسية التي تساهم في تكوين شخصية حسن ثم بقية الشخصيات الثانوية.
فالأمر أصبح أشبه بتجربة انعزال عن كل العوامل الآنية المزعجة حولي، و الولوج إلى آلة زمنية جعلتني عينًا مراقبة لهذه الملحمة التي تتطور أحداثها بتؤدة و تلقائية واقعية تجعلك تقف مدهوشًا من هذه الدقة في تفاصيل هذا العالم الغريب عنّا، خصوصًا لقارئ بسيط ينتمي للطبقة المتوسطة، فالأمر بالنسبة لي كان صدمةً، فقد جالست نفسي كثيرًا متسائلةً إن هذا ما يحكيه لنا عم خيري هو الواقع المحجوب عنّا، أن هؤلاء هم الذين يستحقون أن تقوم الشعوب بالثورات ضدهم.
لن أكون أمينة إذا اعتبرت أن مراجعتي تلك قد استوفت مشاعري تجاه هذا الجزء من ملحمة حسن ولد أبي ضب، و لكنّي حاولت قدر طاقتي أن أنقل هنا فخري و سعادتي التي لا تُوصف أن تحتوي مكتبتنا العربية على عمل روائي بهذا الإحكام و الإسهاب القصصي الماتع، فنحن عندما نتحدث عن عمل أدبي يحمل هذه الصفات، غالبًا ما نتذكر نجيب محفوظ و ثلاثيته أو الحرافيش، و لكن خيري شلبي يفرض نفسه بهوية بعيدة تمامًا عن محاولة محاكاة أسلوب نجيب محفوظ و في نفس الوقت نرى طابع الأصالة المصري.
عندي فضول كبير للجزء الثالث و الأخير من هذه الرحلة الطويلة، و أعلم أن ظني لن يخيب، خصوصًا أن نهاية الجزء الثاني كانت غريبة و مثيرة...
يُتبع...
١٦ يوليو ٢٠١٩ -
يواصل خيرى شلبى فى ثلاثيته العزف الراقى ليقدم لنا سيمفونيه روائيه من أبدع ما يكون
هناك مكونين إثنين للمجتمع المصرى.
الشوارع الأماميه والوجه ال��شوف المكشوف للمجتمع. ولطالما وجد هذا المكون أقلام لتتكلم عنه وتبدع فى وصفه.
والشوارع الخلفيه التى قلما وجد قلم يكتب عن معاناته
مجتمع الطوائف المهمشه المظلومه فى هذا المجتمع التى لا تجد من يصف ما يمر عليها من الكوارث.
مجتمع ثرى وخصب لمن يريد التعمق فيه ولكن نادرا ما تجد قلم ليحكى عنهم
ومن هنا برزت موهبة خيرى شلبى الفذه فى التركيز على المكون الثانى المهمل للمجتمع ومن المجتمع
قلم شلبى استطاع ان يتعمق داخل هذه الشريحه ليقدم لنا أحداث ممتعه وتفاصيل مدهشه وأشخاص جذابه.
أما عن اللغه فمن أرقى ما تكون وعلى الرغم من استخدام بعض (العاميه) الا ان هذا الاستخدام لم يقلل كثيرا من رقى اللغه بصورة عامة
فى انتظار متعة الجزء الثالث. -
متبقي الجزء الثالث والأخير من هذه الثلاثية العبقرية شديدة الجمال..
Tue, Sep 21, 2021📚♥️ -
القصة رائعة و تسلسل الأحداث و إنسيابيتها قليل ما تجد له مثل.
بس في نفس الوقت مش حاسس قوي انك حابب تحكي عن الأحداث في الريفيو مش عارف ليه.
الحراميه مستويات و حسن أبو ضب مع إنه حرامي إلا إنه جمب باقي الحراميه اللي يعرفهم تحسه غلبان
الشيخة سعادة قالت حاجة إن الظروف هي اللي خلت حسن يأثم، و الحقيقة ناس كثير بتسرق سرقات صغيرة بقي ولا سرقات كبيرة، و ناس بتقول خطب ضد السرقة و هما سرقوا في وقت أو في آخر طالما الأسباب اللي بيقولوها لنفسهم أقنعتهم ان دي مش سرقة.
الرواية رواية جريمة و فساد و وضع إجتماعي لم يكن ظاهر بشكل واضح للجميع
ناس كثير بتتكلم عن ازاي عصر عبدالناصر كان مثالي و نسيوا تمامًا إن المعتقلات كانت شغاله علي ودنه مبطلتش في عصره بيرمي فيها كل أعداءه و عندنا ما يكفي من السير الذاتية تشهد
و نسيوا إزاي تم تأميم كل شركة كبيرة و تضييعها، شركات كانت ممكن تبقي عالمية خليناهم ولا حاجة بإهمال الموظفين اللي مش خايفين علي المكان لأنه مش بتاعهم و مفيش حافز كافي يشجعهم يخلوه أحسن زي ما كان أصحابه بيعملوا
و نسيوا كمان ان اللي بدء موضوع ان رئيس الجمهورية يقعد أكثر من عشر سنين في الحكم و ميمشيش الا لما يموت كان هو.
و نسيوا الإغتيالات المحتمله الكل بيتكلم عن إحتمالية ان عبد الناصر يكون أغتيل بس محدش بيتكلم عن إحتمالية ان يكون موت عبد الحكيم عامر إغتيال، بيفكروك بالناس اللي مش عايزين تقول أي حاجة مشينة في حق أي حد في التاريخ الإسلامي، عبد الناصر بالنسبة لهم رضي الله عنه و أرضاه
اللي باين بشكل كبير في البلد دي ان مش مهم مين فاسد المهم الفاسد ده تبعنا ولا مش تبعنا؟
لو تبعنا هنجبله أعذار مش هنخليه يفكر في أعذار لنفسه حتي
لو مش تبعنا يبقي حرامي بن كلب و مش مصري و يهودي.
الرواية دي هتخليك تواجه حقائق كثير و عالم انت يمكن مش حابب تعرف انه موجود، آه صحيح هي رواية خيالية بس هي خيالية فقط لأن الواقع أسوء -
ادع لي يا بوي أن يقيني الله عقوبة السجن الي الابد، فالسجن ليس عقوبة اللص الكبير في بلادنا يا بوي ؛ إنه عقوبة اللص الصغير فحسب ، كلما تفهت مسروقاته عظمت عقوبته
الجزء الثاني من سيرة حسن ابو ضب ولكن انتقلت شخصية حسن من سيء الى اسوأ بدون مبرر واضح لهذا الكم من الفساد
وكأن اهل مصر جميعا رجال ونساء قد تحولوا الى هذا السوء بلا استثناء
جزء ملئ بالنساء والمخدرات ليس الا .. الجزء الأول كان افضل بالتأكيد -
خرجت بنفس الأنطباع بعد قراءة الجزء الثاني من ثلاثية الأمالي .. قلت من قبل أنه رغم براعة خيري شلبي فى الوصف و جاذبية الأحداث، إلا أني شعرت أنه بالغ كثيراً في رسم شخصية البطل فابتعدت عن الواقعية، ليس من المعقول أن يمتلك شخص ما كل ذلك القدر من اللاضمير و القابلية لفعل أي شئ مهما كان في سبيل المال .. الجزء الثاني يركز أكثر على الفساد الذي يبدو منتشراً في كل الطبقات، و لا أدري إن كانت الثلاثية ستنتهي دون أن نجد شخصية واحدة جيدة .. لم يعجبني تركيز الكاتب الشديد و المبالغ فيه على التدخين و بخاصة تدخين الحشيش ، و يبدو أن الحشيش عامل مشترك في كل أعمال خيري شلبي الأدبية .. و رغم أن الكاتب لم يخفي تدخيبه للحشيش في بعض كتبه، لكن أن يقحمه في كل رواية و بهذا الشكل المكثف و الفج فأعتبره امراً غير مق��ول خاصة أنه لا يخدم الفكرة الرئيسية للعمل
-
مرة أخرى أقع في سحر سرد خيري شلبي رحمة الله عليه ، و تكملة المشوار الطويل الشيق لحياة حسن أبو ضب بين القاهرة و أعماق الجبل في الصعيد.
رحلة صعود اختار بطلها الطريق المحفوف بالمخاطر و الذي أودع به في مغامرات سرقة و سجن و احتيال، رحلة سرد احترمت كل تفاصيل كل الشخصيات الرئيسية منها و الثانوية، و دخل أعماق نفسياتهم، أحلامهم و مخاوفهم، جعلنا نتعاطف مع الحرامي الصعيدي الأمي الذي يحلم بلقمة العيش لكن حظه كان أولر من ذالك بكثير .
تفاصيل مصرية ريفية و قاهرية، أحداث اجتماعية تعطي معلومات و سرد للأحداث التاريخية في مصر في تلك الحقبة الزمنية، ووضع يده على جرح أغلب المجتمعات العربية آنذاك وهي الفساد المالي والإداري و فساد المسؤولين دون حساب أو عقاب، في زمن التناقضات بامتياز.
رحمة الله عليك يا خيري شلبي و أسكنك فسيح جناته يارب -
وتستمر مغامرات حسن أبو ضب
وحكايات عمنا خيري شلبي.
تمت
٢٧ نوفمبر ٢٠٢١ -
يستمـر الابـداع فى الجزء الثانى من ثلاثيـة الأمالى ..
هـذه المـرة يحكى الكاتب عن الفسـاد فى مصـر .. الاحتكاكات الحاصلـة بين جميع فئات المجتمع وكيف تستفيـد كل فئـة منهـا الأخـرى ..
يحكى الفوارق بين اللصـوص .. هناك لصـوص يسرقـون وطن وهناك لصوص يسـرقون عرق الناس وهناك لصوص يسرقون رغيف خبـز ليستروا جوعهـم.
كل هـذا فى قالب قصصى غايـة فى الجمـال.
أعجبنى هـذا الجـزء أكثـر من سابقـه.. ولربمـا يعجبنـى الثال أكثـر منهما معـًا. -
* إن الفرح هو منظر الفرحة على وجه أحد من الناس، لا سيما إذا كنت انت الذي تسبب فيها.
* هذه الأرض لم تعرف العدل طول حياتها ؛ لا تعرف إلا النصب والاحتيال به علينا فقط ؛ مدارسها تعلم لنا العدل دروسا نسمعها و لا نرى منه شيئا في الحياة.
* لا أخلاق للعبيد و إن لبسوا فاخر الثياب من خلع أسيادهم و أكلوا شهي الطعام من فضلاتهم. و مهما تقلد العبد خطير المناصب أو جليلها، يظل العبد الذي في داخله يسبح بحمد سيده ، يوجه كل همته في تقوية سلطانه و تعلية جبروته و تثبيت طغيانه، حتى ألفوا مثلا وسخا يقول : من أكل خبز اليهودي يضرب بسيفه .
* أنت تسرق و في ذهنك الله و الرسول و شبح عمك الفقيه و لا تزال تتصور نفسك مميزا عن فئة الحرامية ! تفعل أفعالهم و تتبرأ منهم ! و لكنك لست وحدك هكذا ! فأهل هذه البلدة جميعهم من كبيرهم لصغيرهم يسرقون بشكل أو بآخر كلهم يتبرأون من الحرامية في سبيل أن يكونوا من كبار الحرامية !
* عرفت أننا و العرب أخوة في الدم و العرق و الأرض و اللسان كما أننا نصلي لإله واحد و يهددنا عدو واحد قصير القامة لكننا لا نرى سوى ظله الشبحي مستطيلا إلى ما لا نهاية. كيف يكون لنا إخوة بكل هذا العدد و دار بكل هذا الاتساع و يهددنا عدو جربان اسمه إسرائيل؟! -
كانت أجمل من أولنا ولد ... أحداثها اسرع وامتع - من وجهة نظري - ممكن كل مشكلتي أن حسن أبو ضب دة سوبرهيرو أوي ودونجوان عصره ... مبيغلطش (وهو بيعمل الحاجات الغلط) ؟ طيب ذكائه مش بيخونو أبدا ؟ دايما بيمشي أو يهرب في الوقت الصح ؟
بالنسبالي تصرفاته مش تصرفات انسان عادي !....
عندي أمل أن ممكن الجزء التالت يفهمني حاجات اكتر -
”«شوف» يا خال، خذها من العبد الفقير إلى ربه تعالى «حسن أبو علي» ولد أبى ضب: هناك مصران يا ولد العم لا مصر واحدة: مصر الصعيد والوجه البحري..
ومصر القاهرة وحدها، عليها اللعنة إلى يوم القيامة.
«شوف» يا خال، لست متعلمًا وإن كان أعمامى من الفقهاء النبهاء، إنما أستطيع أن أقول لك بالفم المليان: إن مصر كنانة الله التي ورد ذكرها في كتابه العزيز هي الصعيد والوجه البحرى؛ هي مصر ذلك الزمان، التي تعهد الله بحمايتها من كل شر وخراب ومن كل معتد أثيم..
أما مصر القاهرة هذه، فاستعنت عليها بالله أن تجيئها شوطة تأخذها إلى غير رجعة بكل ما ومن فيها، وأن يجرى الزمان بقيام عاصمة جديدة فيها عالم نظيف طاهر اليد. “
جرى الزمان يا عم شلبي وقطع نفسنا وراه. -
وثانينا الكومي … وتستمر رحلة العم حسن أبو ضب في دروب القاهره وسط الحرافيش والشلل المجتمعة علي الغرز والمقاهي والغزوات المكوكية من والي قري الصعيد. في الجزء الثاني من ثلاثية الأمالي يستكمل عمنا خيري شلبي سيرة ومسيرة بطله المغوار باحثآ عن حياته الجديده وفي خضم الأحداث يعري مساويء المجتمع المصري العزيز ويكشف عوراته وخيباته وثغراته المختلفه والتي يتكالب الجميع علي اختراقها لتحقيق مآرب ما كان لها أن تتحقق إلا في الأحلام الطويله متعددة الأجزاء.
ينتقل حسن أبو ضب الي قلب الأحداث وتجمعه جلسات الكيف مع بكوات الطبقه الحاكمه وشبه الحاكمه ويعرف الكثير عن الكثير وهو غارق في التأمل والتعجب من حال الدنيا ومن فيها. فما بال هذه الاثار المهربة والتهافت علي اقتنائها وبيعها لكل من يقدر او من يعرف من يقدر علي ثمنها، ما بال هذه المغريات تغريه وتقوده الدروب من وإلي أحوال وأهوال و أفعال تمخول العقل يابوي.
الجزء الثاني دسم ومليء بالاحداث المختلفه التي تمهد الطريق بطبقة من الدقشوم استعدادا لأسفلت الجزء الثالث حيث حلاوة النهايات يابو العم…
حسن أبو ضب — سلام الله عليك يابوي -
الجزء الثاني من ثلاثية الأمالي
الرواية ممتعة جدا وتجعلك تنغمس تماما في عوالم حسن أبو ضب الغريبة فمع الوصف الدقيق لحياة حسن بما انة البطل الوحيد تشعر كأنك تعرفة وانة شخصية حقيقية وساهم في ذلك طبعا أسلوب خيري شلبي السلس
عادة ما يكون الجزء الثاني دائما هو اقل الأجزاء مستوي لكن هذة الرواية كسرت هذة القاعده فهي لا تقل جودة عن الأولى وان كانت تفوقت عنها بالتعمق أكثر داخل أفكار البطل
الغريب انك تشعر بالتعاطف مع حسن برغم البلاوي التي ارتكبها لكن مبرراتة مقنعة فعلا يا ابو العم
يوجد جانب سياسي مهم جدا في الرواية وهو إبراز الجانب السلبي لثورة يوليو واستيلاء بعض القيادات في الثورة علي جزء كبير من الاموال والتحف التي صاداراتها الدولة وصعود طبقة من المنتفعين ورجال الأعمال االفسدة المشبوهين وهي بلا شك من أسباب الانهيار الاقتصادي الذي نعاني منة الان
متشوق للجزء الأخير وقد قمت بشرائة بالفعل لكني أعتقد اني لن إبداء فيها أثناء رمضان -
ما كل هذه العظمة والتألق والابداع يا عم الناس يا خيري يا شلبي...والله الذي لا اله الا هو انك تقارع بل تغلب وتتفوق علي اعظم ادباء العالم
-
هذا الجزء أكثر من ضعف الجزء الأول، وأعتقد أنه بهذا، إلى جانب الجزء الأول، يبرز منحنى تطور الثلاثية بشيء من الوضوح. المنحنى يهبط بشدة في هذا الجزء، وعيوب الجزء الأول تتكاثف وتتضخم. الرواية يليق بها أكثر وصف "السيرة الشعبية" الموضوع على الغلاف، لكنها بدلاً من أن تكون رواية حديثة تأخذ من السيرة الشعبية قالبًا، جاءت أكثر تفككًا من السيرة الشعبية التي يحافظ فيها خط الحدث على ترابط واتجاه وتصب المشاهد المختلفة في اتجاه معين. أما هنا فنحن إزاء مجموعة من الحكايات أو المغامرات القصيرة التي لا يربطها شيء تقريبًا سوى البطل، فهي أشبه ما تكون بكتب المغامرات التي تصدر ف�� أعداد منفصلة، إلا أنها أيضًا لا تراعي تاريخ الشخصية وتأثير أحداث الماضي على مستقبلها. بل إن المؤلف ينكر في مشهد شيئًا ذكره في مشهد آخر سابق في الجزء الأول. يقول في ص. 337 من الجزء الثاني على لسان البطل إنه لم يسمع من قبل بإسرائيل؛ رغم أنه في الجزء الأول يتعرض للعدوان الثلاثي ويذكر إسرائيل بالاسم. أحد مظاهر التفكك المضحكة هو نسيان المؤلف لحدث بدأه ثم لم يعد إليه على الإطلاق. البطل، في مشهد، يقرر الزواج بفتاة، ثم يقابل فتاة أخرى فيقرر الزواج بها، ويعدهما كليهما بزيارة ذويهما في اليوم التالي. ثم يسافر من الصعيد إلى القاهرة وتمر عليه الشهور دون أن يعود إلى ذلك الأمر أو حتى يقول إنه أحجم عنه، كأن المؤلف نسي بالفعل هذه النقطة!
شخصيات الرواية، بلا استثناء، مسطحة كشخصيات الأفلام التجارية. ورغم أن شلبي يستغرق مقطعًا أو مقطعين في وصف ملامح شخصية وصفاتها، إلا أنك تخرج بانطباع أكثر سطحية عنها. هذا مثال لوصف شخصية من ص. 331:
إذ إن [قلب بلال] ميت كما تعرف، والقتل عنده كعمل واحد شاي؛ إنه باجس، يفوت في النار والحديد، ليس يخشى على عمره أبدًا، ما أبسط أن يطبق في خناق أي ضابط، فكل الضباط يخشون على حياتهم منه، يمكن أن يكسر رقبة الواحد منهم كالخيارة؛ مع ذلك فهو لطيف جدًا معهم، ومؤدب، وخدوم، وشهم، ولذلك فهم يحبونه وفي نفس الوقت يتقون بطشه، يفوِّتون له بمزاجهم ثم إن أحدًا منهم لا يستطيع الوصول إلى [وكر بلال] بسهولة، وحتى يصل يكون كل شيء قد صار على التمام فلا يجد الضابط شيئًا يضبطه؛ والضابط في النهاية محتاج لصداقة بلال، لأنه يدله على ألاعيب اللصوص وخفايا المجرمين لكن جدعنته أنه لا يساعده في القبض عليهم ولا يمكّنهم من ذلك، بل إنه حريف في تعطيل الحكومة حتى يهرب صديقه اللص.. ولد جدع بحق وحقيق
!!
لا أجد تعليقًا أصف به مقطعًا كهذا إلا أن كاتبه طفل يرسم شخصية أسطورية يصب فيها كل ما يعرف من مزايا متناقضة ترضي كل الأطراف. سطحية ما بعدها سطحية حقًا.
غير ذلك، فأكثر مغامرات هذه السيرة الشعبية الساذجة هي جلسات مزاج أو ولائم يليها مزاج، وفيها يوصف إعداد الحشيش والأفيون وغيرهما بتفصيل ممل، كأنه كتاب "تعلم تدخين الحشيش كالمجرمين في أقل من ساعة". زاوية الرواية في رؤيتها لمصر، إن كانت هناك رؤية بخلاف الموال الذي يتكرر كل بضعة فصول عن سيطرة اللصوص على القاهرة، أحادية، ونمطية أحيانًا. ولا تجد شخصية واحدة لها جانب إيجابي من دين أو ضمير، بل أكل الحرام عند الكل عادي، والحشيش أساس، والزنا مفخرة. لا أطالب برواية توعوية، لكن الرواية التي تحوي شخصيات كلها بنفس الصفات المغرقة في السلبية هي أكثر سطحية من القصص التعليمية التي تنتهي بدروس مستفادة.
اللغة لم تنج من المنحنى الهابط، بل إن منحنى هبوطها كان أكثر حدة. فصحى السرد مليئة ببثور الأخطاء النحوية، أما لغة الحوار التي حاول شلبي أن يجعلها فصحى بسيطة على غرار توفيق الحكيم فقد تحولت إلى عامية متفصحة تهبط أحيانًا إلى دركة العامية الخالصة دون أي مبرر واضح.
أخيرًا، زاد على هذه الرواية سوء الأدب مع الله تعالى في كلام البطل عنه، والذي كانت منه لمحات في الجزء الأول، تطورت لتصبح أورامًا في الثاني. البطل يصف الله - سبحانه وتعالى عما يقول - بأنه "يلف عليه" حتى يجعله يقوم بشيء معين، وأنه يمشي وراء أولاد القحباء من أهل مصر الذين يظنون الصعيديين أغبياء، ويسأله "بذمتك يا رب"! أنا إذ أورد هذه الأمثلة باشمئزاز لا أقوم بالدعاية لها من حيث أردت انتقادها، فمن الواجب ألا أغفل شيئًا كهذا في كلامي عن العمل. والله تعالى أورد في قرآنه كلام أعدائه، كمن قال "يد الله مغلولة" ورد عليهم. إذا كان الكاتب يظن أنه بهذا يبرز شخصية الصعيدي القح الذي لا يعرف حتى كيف يتكلم مع الله، فعنده - مثلما قلنا مرارًا وتكرارًا - من الوسائل الفنية الراقية واللغة الخالية من الإساءة ما يغنيه عن ذلك، هذا إن كان يملك أدواته. أما وهو يلجأ لهذا الإسفاف وسوء الأدب فهو قد فضح قصوره في هذا الجانب الذي تؤيده الجوانب الأخرى.
سأنتقل بإذن الله، وإن آسفًا، لقراءة الجزء الثالث والأخير، فقط لأمتلك رؤية كاملة عن الثلاثية، إنما يعلم الله أني ما قضيت لحظة متعة واحدة مع هذا العمل. -
يتابع خيري شلبي "تفككه الروائي".. في الجزء الثاني من الثلاثية..
الأحداث لم تختلف كثيرًا...
حسن أبو ضب يبحث عن وظيفة..
حسن أبو ضب يجد وظيفة كعامل.. لكن هذه المرة في وظائف كلها مجرمة قانونيًا...
حسن أبو ضب يتعرف علي أفراد يشرب معهم المخدرات..
حسن أبو ضب يترك وظيفته..
حسن أبو ضب يبحث عن وظيفة!!!
أعتقد أن خيري شلبي لديه مشكلة في "الذاكرة".. ولهذا فهو يحاول أن تكون فترة عمر أي شخصية لا تتخطي خمس صفحات!
فكلما مرت الصفحات أجدني أتعرف على شخصية جديدة.. وأبدأ في الشعور أن لديها دورًا محوريًا بشكل ما لاحقًا.. لكن ما يحدث أنها تختفي بعد عدة صفحات ولا تظهر مجددًا!!!
كذلك تجد حسن أبو ضب يقابل شخصًا ما ويحكي لك أنه قد قابله مسبقًا عندما كان يفعل كيت وكيت... أين هذه الحادثة؟؟؟ لماذا لم تذكر من قبل؟؟؟ ومتى وقعت؟!!! لا نعرف! وإذا ما حاولت أن تجد لها ترتيبًا زمنيًا فستجد محاولاتك فاشلة تمامًا..
الترتيب الزمني لم يكن متناسبًا.. فنحن طوال صفحات الجزء الثاني نتحدث في أقل من سنتين تقريبًا.. وهذا تخميني الشخصي.. من وقت العدوان الإسرائيلي حتى ما قبل وفاة عبد الناصر بقليل... وعندما تقارن الأحداث بالجزء الثالث فتشعر أن ثمة مط وتطويل في الزمن في الجزء الثاني -الذي يخلو من الأحداث تقريبًا- مقارنة بالجزء الثالث الذي تجد فيه تكثيف غير منطقي مطلقًا!!!
الشخصيات بأكملها كل ما تفكر فيه هو "الشاي" و"المخدرات" و"الجنس"... أنها لا تفعل أي شيء آخر في حياتها سوى هذا..
والشخصيات بأكملها أيضا مجموعة من المهربين والقوادين وتجار المخدرات... لا تجد شخصية واحدة .. واحدة فقط... من الشخصيات "السوية" .. إن جاز التعبير...
الميزة الوحيدة هنا التي تفضل الجزء الأول هي أن خيري شلبي وضع "الأساسات" للجزء اللاحق... فالشخصيات الأساسية قد ظهرت.. وتابعت وجودها في الجزء الثالث... هنا أنا أعتقد ان خيري شلبي كان يضع في حسبانه أنه يكتب جزئين ... على العكس من الجزء الأول الذي -كما قلت في مراجعته- كان يبدو وكأنه مقصودًا لذاته فقط...
لكن في المقابل.. الأحداث كانت شديدة التكرار... فالجميع يتحدث عن تجاة المخدرات أو تجارة الآثار.. و كل ما يحدث هو أننا نرى "عملية" من هذه العمليات متبوعة بجلسة "أنس وفرفشة" مليئة بالمخدرات... ثم عملية أخرى.. متبوعة بجلسة أخرى.. وهكذا دواليك حتى نهاية الرواية..
مع الثلث الأخير من القصة بدأت في قراءة الصفحات "قراءة جرائد".. أي أمر عليها مرور الكرام... فقد فقدت صبري تمامًا وأردت الانتهاء منها بأي شكل .. -
لا زالت أجواء الأسواق واللصوصية والنهب مستمرة، مع لغة خيري شلبي السابحة في عمق تلك المهزلة التي تتمرغ فيها السياسة -خفاءً- في في نهب الناس.
هذا الجزء كان أسرع وتيرةً وأمتع أحداثًا من سابقه. -
لازال خيري شلبي يمارس سحره الذي يؤثر عليك بمجرد ان تمسك الكتاب و تبدأ في القراءة. التفاصيل الغنية تنقلك الى مكان الأحداث. الأحداث و الشخصيات ليست فقط شيقة الا انها تحمل لك معنى في ما بين السطور.
هذه المرة يتابع شلبي التطور الذي حدث على حسن ابو ضب, و انتقاله من فترة الولد الى الكومي. خبرة أكثر في الحياة. الانتقال من فتوة الشباب الى مكر الرجال. الرواية هذه المرة منقسمة بشكل متباين بين البلد الذي فيع الأهل و الأحباب و الجبل مصنع الرجال (من وجهة نظر حسن طبعا) و بين القاهرة المليئة بكل متناقضات الدنيا
المزيد من السرقة و النهب و التعرف على اللصوص و معاشرة كبيرهم و صغيرهم. هي أجواء ساحرة قد لا نستطيع رؤيتها بأعيننا في العالم الواقعي, لكن كتابة خيري شلبي تأخذنا هناك حيث تتعرف على طبيعة الدنيا التي لا نعرفها, من منظور الناس اللي تحت و علاقتهم بالناس اللي فوق. و كيف يكون الفساد و السرقة بين الصغار و كيف هو الفساد بين الضباط الأحرار و كيف تجمع الحياة الناس ببعضهم
عمل روائي يستحق أن تغوص فيه
Merged review:
لازال خيري شلبي يمارس سحره الذي يستحوذ عليك بمجرد ان تمسك الكتاب و تبدأ في القراءة. التفاصيل الغنية تنقلك الى مكان الأحداث. الأحداث و الشخصيات ليست فقط شيقة الا انها تحمل لك معنى في ما بين السطور.
هذه المرة يتابع شلبي التطور الذي حدث على حسن ابو ضب, و انتقاله من فترة الولد الى الكومي. خبرة أكثر في الحياة. الانتقال من فتوة الشباب الى مكر الرجال. الرواية هذه المرة منقسمة بشكل متباين بين البلد الذي فيع الأهل و الأحباب و الجبل مصنع الرجال (من وجهة نظر حسن طبعا) و بين القاهرة المليئة بكل متناقضات الدنيا
المزيد من السرقة و النهب و التعرف على اللصوص و معاشرة كبيرهم و صغيرهم. هي أجواء ساحرة قد لا نستطيع رؤيتها بأعيننا في العالم الواقعي, لكن كتابة خيري شلبي تأخذنا هناك حيث تتعرف على طبيعة الدنيا التي لا نعرفها, من منظور الناس اللي تحت و علاقتهم بالناس اللي فوق. و كيف يكون الفساد و السرقة بين الصغار و كيف هو الفساد بين الضباط الأحرار و كيف تجمع الحياة الناس ببعضهم
عمل روائي يستحق أن تغوص فيه -
كان ونسي في أوقاتي الصعبة اللي فاتت، وفي الموقع والمواصلات. النهاية مش مريحة ليا، بس كان جزء جميل وحكاياته كتيرة وحلوة.
-
الجزء الثانى أقوى بكثير من الأول.....ابداع رائع من خيرى شلبي.....سحر ومهاره الحكى فن لا يتقنه الكثيرين ....لكن مع خيرى شلبى الامر يختلف .....تشريح رائع لحاله مصر عقب قيام الثوره الى نكسه يونيو على لسان حسن أبو ضب ....يمرر من خلالها خيرى شلبى فلسفته البسيطه والممتعه ورؤيته لما أصبح عليه المجتمع المصرى فقراءه واغنياءه عقب قيام الثوره..... الحكى في الروايه ممتع واسر ...ومفجع ايضا اذ تتبين منه ان حالنا لم يتغير وأن الحال على ماهو عليه في بلدنا الى ان يشاء الله
-
بعد انتهائي من هذا الجزء بالتحديد، أستطيع أن أقول أن عمنا خيري شلبي يشبه كثيرًا أقرب وأعز وأعظم شخص لي، شعرت أثناء جلوسي معه أنني أجلس مع جدتي حفظها الله، حزين لأنني لم أبدأ في القراءة له من مدة طويلة، حكاء من طراز فريد، وسرده رائع، ويطوع اللغة لخدة المضمون بشكل مُبهر، خيري شلبي يعرف لغة الشارع والمقاهي كأنه عاش عمره كاملاً فيهما، ويعرف لغة الصعاليك والحرافيش كأنه منهم، لا تمل منه أبدًا.
-
لقد فُتنت بخيري شلبي
-
يكمل خيري شلبي حكاية حسن بطل الثلاثية هذة المرة يفضح فساد المجتمع بالكامل كبيره و صغيره و يركز علي كبيره حتي انك قد تتعاطف مع صغيره ، هذا الرجل عبقري بحق و عدم شهرته هي ظلم لكل من يقرأ بالعربية هذا الرجل. يجب أن يقرأه الجميع