| Title | : | وثالثنا الورق |
| Author | : | |
| Rating | : | |
| ISBN | : | - |
| ISBN-10 | : | 0978977092075 |
| Language | : | Arabic |
| Format Type | : | Kindle , Hardcover , Paperback , Audiobook & More |
| Number of Pages | : | 440 |
| Publication | : | First published January 1, 2008 |
وثالثنا الورق Reviews
-
بما أن هذا الجزء هو نهاية رحلة صعود أبو ضب فقد جاء الكلام بالمفتشر و بلا مواربة و لا استعارة مما أخل بالجو الروائي نفسه. فشخصية السادات و أخيه و زاهي حواس و عبود الزمر و خالد الإسلامبولي و محمد عبدالسلام و ناجح ابراهيم و غيرهم من الشخصيات العامة ظهرت بأسمائها و بمنتهى الوضوح كما طغى السرد و الخطابة على الجزء الأكبر من الرواية و جاءت تنبؤات الشيخة سعادة و شرحها للتاروت و كأنها دروس من كتاب التاريخ للصف الثاني المتوسط. كل هذا جعل من هذا الجزء أقل الأجزاء إثارة و أضعفها رواية و أهونها شأنا بين الثلاثية و كأن الثلاثية بدأت بالهرم الأكبر فالأوسط ثم الأصغر. على كل حال فقد بقيت الثلاثية شامخة تماما كالأهرامات إن نظرت إليها مجتمعة فستجد نفس اللذة و نفس الرهبة و إن استأثر الهرم الأكبر بالشهرة و المجد.
ليس في هذه المدينة شيء يسمى الأصل يا بوي. أصلك وقتك. فالناس هنا لا يهمها معرفة ابن من أنت و لا من أي أصول عريقة تنحدر. إنما يهمها ماذا أنت الآن. ماذا تملك. ماذا تلبس. ماذا تأكل. كيف تسكن. كيف تركب .. إلخ.
و أنا بحكم دراستي في الشارع و في السجن و في العراء. عرفت جيدا كيف يمكن أن يحترمك الناس يشيلون الأرض من تحتك على رءوسهم. سأتقمش كعمدة أمريكا نفسه. سأعطي البقشيش كلما تيسر. سأعطف على الناس. سأضع على لساني كل طيب من القول.الحكم و السياسة هي أربح تجارة في مصر. و سرقة مشروعة غير أنها تحتاج لكلام و شعارات و دعايات و أونطه زائدة. كنا بالأمس لصوصا صغارا يسرقون الأفراد في جنح الظلام سرقات صغيرة. أما الأن فقد انضممنا إلى صف الكبار لنسرق شعبا بأكمله في وضح النهار تحت حماية قانونية و بموافقة المعتدى عليهم.
و الختام للشاعر مصطفى إبراهيم:
السياسة ضد الأمانة على خط مستقيم. ضد الشرف. ضد الأخلاق. ضد المبادئ. إنها تستخدم تلك الكلمات فحسب لتحكم باسمها. يتذرع السياسي بالأمانة ليصنع ستارا سميكا يخونها من ورائه. يرفع راية الشرف لكي تظلله و هو يفقد الشرف في كل لحظة. يتشدق بالأخلاق و المبادئ كحلة أنيقة يرتديها ليعوض بها غياب الأخلاق و المبادئ من نفسه.
شعبنا يا صاحبي طيب و في حاله و لا يهمه من الذي يحكمه لأنه في النهاية يفعل ما يشاء و الحكومة هي الأخرى تفعل ما تريد. في مصر من يركب لا ينزل أبدا إلا إذا مات هو أو نفق البعير من تحته.
أيقنت أن شخصية حسن ولد أبي ضب القديم. الحرامي النتن رد السجون. قد انمحت. و حل محلها لص كبير واعر. لص شرعي يحميه الشرع يستره القانون يعطيه كل يوم ما يسرقه. عجبت من تصاريف هذه الدنيا العجيبة الغريبة بأوضاعها المقلوبة. لكنني فرحت مع ذلك يا خال. و قلت لنفسي: مالي أنا؟ هل أنا المسئول عنها؟ إن اسمها دنيا. يعني من الدناءة. و لا يمكن أن تكون الدنيا دنيئة و الزمن خوّان كما يقول المثل الشائع و أكون أنا من دون الخلق نبيلا أصيلا. ألسنا نحن أولادها و هي أمنا الرءوم؟ دناءة بدناءة فالشاطر هو الفائز أما الخاسر فلا عذر له. و لا عزاء للشرفاء التعساء الواهمين يا خال.
بني هذا الوطن و بنوه
ماعدش باقيلكوا شيء تبكوه
إذا كان الميزان مقلوب
فيبقى العدل حقه الدم
و لو منفعش حدف الطوب
فتبقى البندقيه أهم
على هذا الوطن مكتوب
لا يؤخذ عن طريق الفم
يا إما تشمروا الإكمام عشان تاخدوه
يإما توطوا على قدام عشان تاخدوه
بني هذا الوطن و بنوه
و هذا هو نهاية ما وقفنا عليه من سيرة أبي ضب في الجزء الثالث من ثلاثية الأمالي بعد ما قرأت الجزء الأول
أولنا ولد و الجزء الثاني
و ثانينا الكومي -
"السياسة ضد الأمانة على خط مُستقيم! ضد الشرف ضد الأخلاق ضد المبادئ إنها تستخدم هذه الكلمات فحسب لتحكم باسمها! يتذرع السياسي بالأمانة ليصنع ستاراً سميكاً يخونها من ورائه!! يرفع راية الشرف لكي تُظلله وهو يفقد الشرف في كُل لحظة! يتشدق بالأخلاق والمبادئ كحلة أنيقة يرتديها ليعوض بها غياب الأخلاق والمبادئ من نفسه!! هم جميعاً هكذا يا صاحبي والجو السياسي نفسه موبوء واسأل بربش يقول لك أسراره التي يعرفها جيداً! جراثيمه قوية لا يصمد أمامها أي مقاومة! وإذا اتضح لها أن الشخص أمين حقاً شريف حقاً صاحب خلق ومبادئ حقاً فإنها توقعه في مُصيبة!! لابُد أن يتكاتف عليه الجميع حتى يطعنوه في أمانته في شرفه في أخلاقه في مبادئه! لأنه نشاذ بينهم! مرفوض! في عالم السياسية يا صاحبي لا مُتستقبل إلا لغير الأمين غير الشريف مُنعدم الأخلاق والمبادئ! عليك أن تضع هذه النصيحة في أذنيك".
انتهت السيرة الشعبية.. انتهت ولكن سارد السيرة لم ينتهي، فقد أصبح بالنسبة لي على الأقل من كُتابي المُفضلين الذين سأسعى لقراءة كُل أعماله.. فـ"خيري شلبي" سارد وقاص من الدرجة الأولى.
ذمة ودين يا بوي.. هذا الجزء هو أقل الأجزاء في كُل شيء.. وذمة ودين يا بوي لولا الكتاب الرابع المُلحق في أخر الكتاب لكان تقييمي سيكون أقل من هذا.. فهُناك خلل زمني في خط مُهم مثل: خط حنة.. وهُناك خلل في التشويق وملل ساد صفحات طويلة عن أوراق التاروت المصري ورمزياته.. وبعدما خاب أملي كثيراً لأني لا أحب أن تنتهي هذه الثلاثية البديعة بهذه الطريقة، فوجدنا الخلاص في آخر ما كُتب لتعود السيرة من جديد بنفس الثوب الأول، بنفس التشويق، وعادت شخصية "حسن أبو ضب" كما أحببناها.
"إن من يولد ويرى كُل شيء مُيسراً حوله لن يشعر بالامتنان والشكر لأحد!! لا يشعر بالامتنان مُطلقاً إلا من كان في احتياج لشيء وعثر على من عاونه في تحقيقه أو حققه له!! أما المولود بغير احتياجات على الإطلاق فأنه لو شكر الله يكون عُملة نادرة".
في إقتباس بسيط وصغير يُقدم لنا عم/ خيري العبرة من السيرة.. فبعد تلك المُغامرات التي خاضها بطلنا من شرق إلى غرب ومن مال حلال إلى مال حرام ومن أقل المناصب حتى أعلاها وأفخمها ومن نومة في وسط الخلاء لنومة في وسط كُل مُسببات الراحة.. يٌقدم لنا عم/ خيري الخلاص بأن نرضى بحالنا.. فما الذي خسره حسن أبو ضب ليكسب كُل تلك المكاسب؟ خسر الكثير والكثير.
ختاماً..
كانت رحلة مُمتعة واجبة على كُل قارئ.. فتلك السيرة سلبتني أياماً من حياتي أفكر فيها وتفاصيلها وسرد عم/ خيري البارع والجميل والمليء بالتفاصيل المُدهشة.
يُنصح بالثُلاثية بكل تأكيد. -
فيديو عن الثلاثية
يالله! كيف أُلهم خيري شلبي لكتابة شيءٍ كهذا؟ يجب أن تكون شياطين الإلهام كلها تلبسته ليكتب هذه الملحمة! حكاية تنتهي لتبدأ حكاية وتنتهي وتبدأ أخرى... حكايات لا عدد لها وحياة أخرى ممتلئة بالشخصيات الحيّة التي نراها في أرض الواقع ونسمع عنها دائمًا، عالم آخر من الجوع والفقر والشقى والنهب والفساد مليء بالتناقضات نعيشه في هذه الثلاثية. أنّى لهذا الرجل بهذه الحكاوي؟ كيف يصيغها بهذا القدر من التفصيل والبساطة في آنٍ معًا؟ لا يحكي هذه الحكايات بهذا الأسلوب والتفصيل سوى شخص عاشها.
أنا على استعداد أن أجلس ساعات وساعات أمام عم خيري ليحكي لي ما يريد ويأخذني معه لأي مكان.. إن هذا الرجل (حكواتي) عظيم.
في البداية أعتقد أن خيري شلبي أزمع كتابة رباعية وبدأ الجزء الرابع لكنه وجده صغيرًا فضمه إلى الجزء الثالث؛ لأن الطبعة التي أقرأها هي طبعة الهلال الأولى (1995) يوجد بها بعد (284) صفحة فاصل وورقة مكتوب فيها "الكتاب الرابع: الفورة"، لم أرَ طبعة الشروق فلا أعرف هل هذا يوجد فيها أم لا، لكني وجدت الثالث موصول بالرابع في النسخة المتوفرة من أعماله الكاملة على النت.
الرواية محبوكة بعبقرية، أراد خيري شلبي جر رجل القارئ من الجزء الأول خلال تكثيف الحكايات وبساطتها، فنعيش في هذا الجزء حياة الصعيدي ومشقات الحياة والعمل في القاهرة ثم بعض السرقات الصغيرة للعيش، ستجد عشرات الحكايات الساحرة في هذا الجزء.
الجزء الثاني يصبح السرد أكثر تفصيلًا ويبهرنا عم خيري ببراعته في الحكي أكثر، مع كشف بعض الورق، وهو الجزء الأفضل في نظري.
الجزء الثالث أسهب في بعض المناطق بشكل لم يكن له داعٍ، وصفه للورق في المرتين اللتين قرأت فيهم الشيخة سعادة الورق كان أكثر من اللازم.لكن في هذا الجزء انكشفت الأوراق، أوراق السر الأعظم والأصغر، أصبحنا نفهم ما يريده عم خيري تحديدًا، أصبحت اللهجة السياسية عالية وحادة في نقدها للنظام الاشتراكي وحكم السادات والجماعات الجهادية والإخوان، أصبح الحديث عن الفساد أكثر وضوحًا خاصةً وأن حسن انخرط في اللعبة السياسية وأصبح من كبار الحرامية، وهذا الجزء هو الأنضج أو زُبد ما أراد أن يقوله من خلال هذه الثلاثية.
أسلوب خيري شلبي هو فصحى معشقة بالكلمات الصعيدية والأمثال العامية، اختار خيري شلبي الأسلوب الأدبي الفصيح مع مراعاة نبوعه من البيئة التي يتحدث عنها، خصوصًا وأن السارد هنا هو حسن أبو ضب الصعيدي الذي يحكي حكاياته.
هذه الثلاثية واحدة من أفضل الروايات بناءً للشخصيات رأيته في رواية عربية، وربما الأفضل، شخصيات كثيرة وكل شخصية منهم -أساسية أو ثانوية- هي كتاب يفتحه لك خيري شلبي لتنظر بداخله وتعاني ما يعاني، شخصيات تفور بالإنسانية بتناقضاتها وتقلباتها فترسم لك حال مجتمع، بداية من حسن أبي ضب فإنه ليس مجرد شخصية روائية بل حالة إنسانية ومجتمعية فريدة في رسمها يستطيع أي ناقد أن يبني عليها بحثًا كاملًا لتحليلها، وهكذا "الشلة الوسخة" كما يدعوهم حسن في الرواية وهم أصدقاءه الذي بدأ معهم من السرقات الصغيرة حتى أصبح برلماني من الحرامية الكبار، و رسمه للسادات بشخصيتين: رجل الأعمال وتاجر الآثار الذي عرفه في جلسات التحشيش، والرئيس، ينطوي على الكثير من المعاني. وشخصية سعدية وتطوراتها، كل الشخصيات دون استثناء عظيمة في رسمها.
خلف البساطة والانطلاق في الحكي تكمن قوة البناء والعظمة في بناء الشخصيات،. مع حسن أبي ضب نعاصر حال مصر اجتماعيًا وسياسيًا واقتصاديًا ودينيًا من بداية الملكية مرورًا بالاشتراكية وحتى مقتل السادات، ستقرأ عن كثير من الشخصيات التي تعرفها والتي لا تعرفها في تاريخ مصر، شخصيات حقيقية وأخرى من خياله، تطرح أمامك الواقع والخيال ممتزجين حتى لا تستطيع التفرقة بينهما.
في الجزئين الأول والثاني لم تكن النبرة السياسية واضحة لكنه كان ينتقد الاشتراكية بشكل متواري يسمح به سياق الحكاية دون الخروج عنها فهذا النقد من صُلب السرد وليس فز��كة خارجية لا داعي لها، ومثل هذا عندما كان حسن يبيع السمك للناس في السوق بزيادة طفيفة عن التسعيرة القليلة ودخلت عليه الحكومة واجبرته على البيع بالتسعيرة وأقل قائلين: ده بتاع الناس.. وترديد حسن نفسه لنفس الجملة في أماكن أخرى، وفي الجزء الثاني تصاعدت هذه النبرة حسب تصاعد حسن وفهمه للمجتمع ومعاصرة الناس.
وفي الجزء الثالث أصبحت واضحة خاصة مع دخول حسن في السياسة وأصبح صاحب شركات ومن كبار البلد. في قراءة الشيخة سعادة لأوراق التاروت الإحدى وعشرين زائد ورقة المهرج -كأن خيري شلبي أراد أن يكشف لنا ورق لعبه صريحًا وأن يقرأ لنا ما يهيئ له منذ بداية الثلاثية، في هذه التحليلات للورق رسم خيري شلبي الجاضر الذي كان يعيشه وقت كتابة الرواية مع الإشارة إلى الفترة التي تدور فيها أحداثها وقت عبد الناصر مع بعد النظرات التي يراها للمستقبل بناءً غلى الماضي والحاضر، وبالفعل نحن إلى الآن نعيش في كثير مما كتبه عن للمستقبل، فيتحدث عن عناصر الفساد من الطاغية وضياع الأخلاق وسيادة الهزل والتهريج وسموم الإعلام التي يبثها في أذن الخلق، ورخص الآدمي وإنعدام الإنسانية والمتاجرة في الأعراض وفي الدين وفي التاريخ، وموت الشرفاء كمدًا واللصوص والقوادين يرتعون في الأزقة، وضياع معنى الوطن ونشأة الأطفال الفاسدة منذ الصغر وكل هذا يُبث لنا من خلال الصندوق السحري الصغير الذي يتحكم فيه الطغاة. وفي ظل سيادة التهريج لن يكون هو عصر العفاف بل عصر الإسفاف بالنسبة للنساء، فتختفي الملكة التي برقعها الحياء وتسود التي لا برقع لها! وفي ورقة الإمبراطور يحكي حكاية مصر من بعد الملكية إلى اليوم باختصار. وانعدام الحب وتسيد جواز الصالونات الذي تباع فيه المرأة لمن معه المال، فيصبح حب الفقير هو حب مؤقت ينتهي مع قدوم الرجل القادم من الخليج ليشيل الليلة بأمواله.
هذه تنبؤات بضعة أوراق فقط، وفي كل ورقة يعرضها بعد هذا يدوس بها على جرحٌ متقيح في جسد المجتمع، مع وجود عامل تحريضي يدعو للتخلص من هذا الفساد.
ثم في حديثه عن جماعات الجهاد والإخوان الذين أصبح لهم دور كبير، وكانت كبيرتهم هي أخته التي كانت حاكمة للجبل الذي يأوي المطاريد بعد أن مات زوجها، ومع الوقت أتجهت لقراءة أوراق التاروت والتنبؤ وأصبحت من الشخصيات المرموقة، ثم اتجهت لإنشاء مليشيات وقوات جهادية تجهزهم في الجبل لتصنع بهم قوة ضاربة لا يعلم أحد عنها الكثير.
وتنتهي الرواية مع موت السادات واعتزال حسن السياسة وتوبته، لم يعد يقلقه شيء سوى هذه الجماعات الجهادية التي رآها في الجبل الذي تسعى لإعادة مصر إلى العصور الجاهلية.
"آه لو اصبحت لصًا محترفًا! إذن لعرفت كيف أحكم هذا البلد!"
رحمة الله عليك يا عم خيري! -
وا..آآ.ااه يا بووي، لقد كانت رحلة عظيمة بكل معنى الكلمة، مليئة بالحكايات والحواديت الساحرة؛ تحلف اليمين يا خال أني ما قرأت مثل هذه الثلاثية من قبل، فهي فريدة من نوعها حقًا، وبها متعة ذات مذاق مختلف عن أي عمل أدبي قرأته من قبل، ذمة ودين يا خال أني اندمجت في هذه الثلاثية بكل كياني، ولولا بعض الظروف الطارئة التي عطلتني عن القراءة أكثر من مرة أثناء قراءتها، لكنتُ أنهيتها في أقل من أسبوع رغم ضخامتها ودسامتها. تحلف اليمين يا خال أن عم خيري شلبي حَفَر لنفسه مكانة خاصة في قلبي بعد رحلتي معه في رحاب هذه السيرة الشعبية الساحرة .
وانتهت الأمالي، وانتهت سيرة "حسن أبو ضب"، وأجدُ نفسي بعد الانتهاء من قراءة ما يزيد عن الألف صفحة أحاول استعادة كل خيوط الحكاية من أول صفحة في أول جزء"أولنا ولد" وحتى آخر صفحة في جزءنا هذا، و والله إني لأتعجب كل العجب من براعة خيري شلبي في خَلْق هذا العالم الروائي الضخم الغزير الأحداث والشخصيات والحكايات . تحلف اليمين يا خال أني كنت خائفًا وحزينًا في نفس الوقت وأنا أهُمُّ بالبدء في قراءة الجزء الثالث هذا، فالخوف ناتج عن قلقي من ألّا تسير الأحداث كما أتمنى وكما أتخيل وبالتالي يكون احتمال انتهاء الثلاثية بخيبة أمل أمرًا واردًا وبقوة، والحزن ناتج بطبيعة الحال من فراقي الوشيك لهذا العالم الذي أشكُّ أني سأجد مثله مرة أخرى بسهولة .
في الجزء الأول والثاني من الثلاثية كانت الأحداث والحكايات والتطورات كلها تسير في فلك واحد، ألا وهو كفاح " حسن أبوضب" في الحياة ومعاناته وتقلباته في قاع الفقر، ثم صعوده من الوحل رويدًا رويدًا والبدء في تذوق النعيم، انتهاءً بالوصول لحالة غير متوقعة من الثراء والغنى الفاحش والعيش بالطول والعرض. كان السحر في الجزءين السابقين منبعه روح الكفاح والصبر والمثابرة المغلفة للحكاية كلها، السحر كان في وصف جوع حسن، ووصف شقاء حسن، والقدرة على جذب تعاطفك ودمجك مع الحكاية بكل الطرق الممكنة ؛ السحر كان منبعه اللعب على وتر العاطفة، والهدف الأساسي كان استعراض سيرة شعبية مليئة بالمعاني والدروس والعِبَر. أما هنا في الجزء الثالث وختام الحكاية فالأمور اختلفت بالكامل، فبعد أن وصل "حسن أبوضب" لمبتغاه وصار من أغنى أغنياء القوم وله شركات ومشاريع وأراضي وخلافه، نجد أن خيري شلبي جعل من " حسن أبو ضب" وسيلة للوصول لهدف آخر، وسيلة لتدخل خيري شلبي في مجريات الأحداث، وسيلة لاستعراض آراء وأحكام عم خيري السياسية وبالتحديد في ثورة يوليو وعبد الناصر والسادات وحكومتهما وحكمهما للبلاد .
لو سألتموني عما توقعته في الجزء الثالث بعد أن انتهيت من الجزءين السابقين، فإن آخر ما كان يجول بخاطري أن تتحول دَفّة الحكاية وتنقلب السيرة الشعبية إلى منصة يعتليها خيري شلبي ممسكًا بالميكروفون ومخاطبًا جماهيره من القراء كي يقول لهم آراؤه وتوجهاته السياسية! . لم أتخيل هذا ولم أرغب في هذا على الإطلاق، فأنا أكره السياسة وعاهدتُ نفسي ألا أقرأ أي عمل أدبي سياسي منعًا لفقع مراراتي ورفع ضغطي وإدخالي في حالة من الوجوم والحيرة والغضب لا طائل منها، وهو ما حدث هنا بالفعل . ولكن، هذا ماحدث ، ولا أملك سوى أن أعبر عن ضيقي من تحول الرواية من حكاية وسيرة شعبية إلى محاكمة سياسية لعهدي عبد الناصر والسادات .
ولكن بالرغم من السياسة وكرهي لها، أعترف أن عم خيري خفّف من قُبْحها بفضل أسلوبه وحَكْيه.. أنا لستُ غاضبًا يا سادة لأن الرواية انقلبت لرواية سياسية، لستُ غاضبًا بسبب السياسة نفسها، إنما أنا غاضب من التحول نفسه الغير متوقع والغير مرغوب فيه من وجهة نظري المتواضعة، وغاضب من عدم إكمال الرواية حتى النهاية باعتبارها "سيرة شعبية" فقط .
هل انتهت الثلاثية بنهاية مخيبة للآمال ؟
لا لم تكن نهاية مخيبة للآمال، ففي آخر مائة صفحة هنا بدأت الأمور تعود لسابق عهدها وعادت الحكاية لتتركز بشكل أساسي على مسار حياة " حسن أبوضب" وتركز على مرحلة الهروب من الجحيم بأحداثها الغير متوقعة والمبهرة في نفس الوقت، وستعلمون ماذا أقصد بالـ"جحيم" عندما تقرأون الثلاثية. طبعًا من مميزات الجزء الأخير هو قلة عدد جلسات شُرب الحشيش والأفيون واختفاء سحابة الدخان التي كادت أن تكتم أنفاسي في الجزء الثاني؛ على الجانب الآخر نجد أن مشكلة الإسهاب في الوصف حاضرة هنا كما كانت حاضرة في الجزء الثاني، وأضيف هنا أن الوصف كان في غير محلّه أحيانًا، ففي الجزء الثاني كان الوصف - رغم زيادته عن الحد - إلا أنه وصف لأشياء تستحق الوصف من الأساس، كوصف الأماكن والحارات والبيوت و وصف الطعام والشراب وخلافه؛ أما هنا فالوصف كان لأشياء لاتستحق هذا الوصف التفصيلي من الأساس، كوصف الرسومات المرسومة على أوراق التاروت التي كانت تملكها الشيخة سعادة، كان وصفًا مملًا وكنتُ لا أقرؤه في الغالب بصراحة .
ختامًا
سيرة الأمالي يا بووي وماأدراك ما سيرة الأمالى ، بشخصياتها وحكاياتها وسحرها ، هي سيرة عن الشعب المصري الحقيقي، بكل أطيافه وكل توجهاته وطباعه وعاداته وتقاليده، وضحكه وحزنه، وصبره و غضبه ... هي قطعة أدبية أصفها كما وصفت من قبل رواية " خان الخليلي" لعم نجيب بأنها: أنتيكة أدبية فائقة العذوبة والجمال
تحلف اليمين يا خال ، أني أحببتك حبًا جمًا يا عم خيري
تمت -
هذه أمالي الحاج "حسن أبو علي" الشهير بحسن أبي ضب
هي سيرة شعبية تحكي من خلال حياة حسن عن مصر ما بين القاهرة وأسيوط في الصعيد.
يبدأ حسن حياته من أدنى نقطة في القاع حتى أصبح حاكمًا بأمره في يده السلطات ومصائر العباد.
تتزامن تلك الفترة التي ترويها السيرة مع حكم عبد الناصر ثم تستمر حتى اغتيال السادات.
ما الذي لم يحدث في حياة حسن؟ أو ما الذي لم يجربه ويختبره؟ لم أجد شيئا.
سيرة حياته كانت مرهقة في قراءتها لهذا أتعجب من قدرة خيري شلبي المبهرة على خلق مثل هذا العالم المعقد المتكامل.
الوصف كان ساحر ودقيق كأنه صورة حية، سواء للآثار الفرعونية والمقابر وأوراق التاروت أو للأحياء الشعبية في مصر عتيقة أو عندما يصور بيوت أغنى أغنياء القاهرة المتسترين خلف لباس التقوى والزهد.
شخصيات هذه الثلاثية تختلف عن كل الشخصيات التي قرأتها سابقا حتى لخيري شلبي نفسه.. كان تفردهم نابعاً من كونهم مجرد "ناس" ليس هناك تلك الشخصية النبيلة أو شخصية الثائر أو النظيف بل كان لكل منهم طريقته التي يتحايل بها على المبادئ والأخلاق.
شيء آخر في الشخصيات هنا أني بوصولي لنهاية السيرة لم أحب أي شخصية أبدًا وصدمت في بعض الشخصيات، قدرة خيري شلبي على كشف كل شخصية أمامك بشكل كامل أمر يشبه تجربة قراءة الأفكار التي تبدو مثيرة في البداية ولا تلبث أن تتحول لتجربة مرعبة ويتقزز الشخص من كل ما يراه في نفوس الآخرين وإن قرأ نفسه قد يجن..
من الشخصيات المثيرة في الرواية هي شخصية "بربش"
كان شخص مخيف في طموحه وطريقته الانتهازية في الوصول لما يريد.ذلك هو بربش يا خال، معلمي ورائدي وصاحب أكبر فضل في بزوغ نجمي؛ ولولا نصائحه وتوعياته وخططه وعلاقاته الواسعة ولباقته في الحديث وقدرته على إتقان شخصية محبوكة منضبطة تقنع من يراه بأنه زعيم سياسي بالسليقة والفطرة
الجزء الأخير في الثلاثية هو جزء "الورق" تقرأه الشيخة "سعادة" وهي شخصية نسائية قوية (رسمها خيري شلبي ببراعة كعادته) نتابع منعطفات حياتها وتظهر في الكتاب الثاني وتكون مسموعة الصوت بين أهل الجبل في أسيوط كما بين الضباط الأحرار وكبار رجال القاهرة.
طول ما أنا باقرأ عنها بيكون لسان حالي (يا جبروتك يا شيخة سعادة!)
لن أتمكن من الحديث عن كل ما أعجبني وصدمنى ودفعني للتفكير في هذه الثلاثية لأن المراجعة ستطول أكثر لكن قراءتها بالتأكيد تجربة فريدة ومختلفة..
الطابع السياسي يغلب على الجزء الثالث(شخصية السادات نفسها كتبها خيري شلبي بعبقرية ومهد لها في الأجزاء السابقة بطريقة ذكية)، القراءة عن هذا الكم من الفساد والظلم في حقبة ناصر والسادات كانت مؤلمة ومحزنة.
[image error] -
ع اللي اتغرب بعيد و لا جاللي...
اللي غاب عن عيني...متى يا ناس يجيني؟
بحنانه يغطيني...يشوف اللي حصللي
خد معاه الغلاية...يسوي فيها الشاي
رح يوانسه هوايا...مين يا ناس يجولي!
راح مع الرجالة و لا مع الجمّالة؟
تاه من الدلّالة...و مين يا ناس يجولي!
..........................................................
" ظلُّوا طوال عمرهم يقرأون شهادات المثقفين، فلعلّه قد آن الأوان لأن يستمعوا إلى شهادات العامة من أفواه المواطنين."
....................................................
" بني وطني، اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة و الفساد و عدم استقرار الحكم، و قد كان لكل هذه العوامل تأثيرٌ كبيرٌ على الجيش و قد تسبب المرتشون و المغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين، و أما فترة ما بعد هذه الحرب، فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة على الجيش وتولى أمرهإما جاهل أو خائن أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها.
وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي وطنيتهم ولا بد أن مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب.أما من رأينا اعتقالهم من رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب.
وإني أؤكد للشعب المصري أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجرداً من أية غاية وأنتهز هذه الفرصة فأطلب من الشعب ألا يسمح لأحد من الخونة بأن يلجأ لأعمال التخريب أو العنف لأن هذا ليس في صالح مصر وأن أي عمل من هذا القبيل سيقابل بشدة لم يسبق لها مثيل وسيلقى فاعله جزاء الخائن في الحال. وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاوناً معالبوليس. وإني أطمئن إخواننا الأجانب على مصالحهم وأرواحهم وأموالهم ويعتبر الجيش نفسهمسئولا عنهم والله ولي التوفيق."
...........................................................................................
" و قدْ اتخذتُ قرارًا أريدكم جميعًا أن تساعدوني عليه، لقد قررت أن أتنحى تمامًا و نهائيًّا عن أي منصب رسميّ و أي دور سياسي و أن أعود إلى صفوف الجماهير أؤدي واجبي معها كأي مواطنٍ آخر، إن قوى الاستعمار تتصور أن جمال عبد الناصر هو عدوهم، و أريد أن أكون واضحًا أمامهم أنها الأمة العربية كلها و ليس جمال عبد الناصر، و القوى المعادية لحركة القومية العربية تحاول تصويرها دائمًا بأنها امبراطورية عبد الناصر و ليس ذلك صحيحًا..... "
........................................................................................
" فقدتْ الجمهورية العربية المتحدة و فقدت الأمة العربية و فقدت الإنسانية كلها رجلًا من أغلى الرجال، و أشجع الرجال، و أخلص الرجال، هو الرئيس جمال عبد الناصر، الذي جاز بأنفاسه الأخيرة في الساعة السادسة و الربع من مساء اليوم ٢٧ رجب ١٣٩٠ الموافق ٢٨ سبتمبر سنة ١٩٧٠، بينما هو واقف في ساحة النضال، يكافح من أجل وحدة الأمة العربية و من أجل يوم انتصارها....."
...........................................................................................
" يعجز لساني و قد اختنق بما تموج به مشاعري أن أنعي إلى الأمة المصرية و الشعوب العربية و الإسلامية و العالم كله، الزعيم المناضل البطل أنور السادات، اُستشهد الزعيم الذي تعلقت بحبه ملايين القلوب....."
........................................................................................
يه يه يا خاااااال! لا أستطيع أن أكتم دهشتي و شدة سعادتي بقراءتي هذه الثلاثية و الكتابة بأسلوب بارد رصين، لا لا، هذا من المحال، قبل كل شيء أود أن أوضح نقطة هامة و هي أنّي لم أستسغ قطُّ الاعتراف بوجود كاتب له المقدرة على التعبير عن هذه الجوانب الشائكة من المجتمع المصري و في تلك الحِقَب بالذات سوى عم نجيب محفوظ و خصوصًا في ثلاثيته و رواية الحرافيش، فالأمر بالنسبة لي كان مقضيًّا حتى و لو لم يكن قد فاز بنوبل، اللغة و الأسلوب و كل الأبعاد الفلسفية الكمينة في شخصية المصري آنذاك، لا يمكن أن يقتنع عقلي بأي كاتب مساوٍ له، و لكن خيري شلبي فاجئني و أفحمني، لا يمكن المقارنة بينهما أصلًا، فكلٌّ منهما يسير في طريق مغاير للآخر، و هذا تصحيح وجب توضيحه بعد أن اتهمت خيري شلبي بعد قراءتي لوكالة عطية منذ عام أو أكثر أنه محاكٍ لنجيب محفوظ، و هذا تعسُّف مني و أتعجب من نفسي الآن أشد التعجُّب، فقد قرأت ثلاثية نجيب محفوظ و أتذكرها جيدًا و قد انتهيت لتوي من ثلاثية عم خيري...فما الفرق؟
roll a dice google
أعتقد أن نجيب محفوظ لم يبالِ بمصر أو بظروف المجتمع السياسية قدر ما كان يبالي بتصوير المعاني التجريدية كالحب و الكره و الحقد و الحسد و السادية و الخضوع و النفاق و الازدواجية في شخوص أفراد الطبقة المتوسطة المصرية التي بزغت بظهور في بداية القرن العشرين، لذلك تلحظ بوضوح جانبًا فلسفيًّا كبيرًا، الكثرة من المونولوجات الداخلية الكاشفة و العاكسة للعلاقات المتشابكة المعقدة بين أشخاص الرواية، نجيب محفوظ كان يعكس لنا شخص المصري من داخله، يربطه بحروبه الداخلية، و ربما أشار بشكل عَرَضي للحقبة السياسية، و ربما لا مثل أولاد حارتنا، فنحن في ثلاثيته كنّا نركز على تطور شخصية السيد أحمد عبد الجواد، أمر داخلي، كنّا نرى مصر من الداخل، أما خيري شلبي فهو يحكي لنا حكاية مصر، يرمي بكل كتب التاريخ التي نحفظها عن ظهر قلب، بل تراه يهزأ بمسلمات مصرية تعتبر من أشد ثوابت فكرنا التاريخي العسكري كحرب أكتوبر! إن خيري شلبي لا يحلل و لا يفلسف، لا يقف كي يفسّر لنا دوافع حسن ولد أبي ضب، بل يحكي، و يتدفق في الحكي بلا حدود تعرقله، يُجلسك أمامه كي يحكي لك حكايات هؤلاء الذين تُمتَص دماؤهم على مرّ التاريخ بلا انقطاع، يحكي لك عن صانعي التاريخ الأسود الفعليّ لمصر، إذن ثلاثية عم خيري سياسية أكثر منها نفسية أو تحليلية، عم خيري يغسل العقول و يصرخ بداخلها أن أفيقوا، ليست " بهية " كما تظنون!
roll a dice google
أوضحتُ في مراجعتي للجزء الأول أني لن أستطيعَ الحكم بصورة نهائية إلا بعد الجزء الثالث و الأخير، و كنت أضمر شعورًا أني سأُفاجئ بمستوى أقل بكثير عن الأول ثم الثاني، و لكني وجدتُ نضجًا و تركيزًا أكبر على غرض الثلاثية الأساسي منذ أول جزء، الثلاثية لم تُكتب لتحكي لنا عن حسن ولد أبي ضب و كفاحه المظلم، بل هي منذ الجزء الأول تقف بك عزيزي القارئ عند الملكية المصرية المستبدة و طغيان الإنجليز الذي يطحن الجميع لتحقيق مصالحه، تأتي لك أسرة نمطية من الصعيد الجواني المصري، أين؟ محافظة أسيوط، عند كفر غنايم بالتحديد، قرب جبل المطاريد الذي يحوي من الأسرار الإجرامية ما لا يمكن إدراكه، لصوص و قتلة و تجار مخدرات و قوادين و كل الأعمال الشيطانية التي خلقت مجتمعًا لا يمت بصلة لمجتمع القرية، من هناك تبدأ قصة حسن ولد أبي ضب، الولد الأكبر لخمس بنات و طفل رضيغ و أب في فقر مدقع يُهان يوميًّا لتوفير أقل القليل لهذه الأسرة الضخمة ثم يموت! فيضطر حسن لمواجهة مصيره بلا أي زاد ديني، فهو فقط يريد البقاء و جني الأموال لحماية أسرته التي أصبحت تراه بديلًا عن الأب، و يوجد خلف حسن أم لا تني عن تشجيعه بأن يبدأ حياته كسارق صغير و بالتأكيد سيغفر الله له، فما الضرر يابني إن كنّا نعاني العوز و لا نسبب الضرر لأحد؟
roll a dice google
بهذه الفلسفة يجد حسن نفسه في مصر، مُبتغى كل الهاربين من فقر الصعيد في تلك الحقبة، لا يملك تعليمًا و لا دينًا و لا مالًا، في عاصمة لا يعرف ساكنوها سوى المال كلغةٍ للتفاهم، فما الذي تتوقعه منه؟ من هنا تبدأ رحلة حسن و أماليه و أمانيه التي لا حدَّ لها، و هي تذكرنا نعم بشخصية روائية عانت نفس الأهوال و بنفس الخلفية و لكن شتّان بين ڤينيتو كورليوني و بين حسن ولد أبي ضب، العرّاب كان واعيًا لكل حركة و كان عقله يعمل في اتجاه محدد رسمه لنفسه و لعائلته منذ قدومه إلى نيويورك، و لكن حسن لم يكن واعيًا و لم يكن يقف ليفكر في عواقب أي جريمة يتورّط فيها، كان حسن منجرفًا في تيار لم يخطط فيه لأي شيء، بل كان ورقة في رياح الرغبة و حب المال و التملُّك، في الجزء الأول نجد قلة للأحداث و قصر الرواية النسبيّ، و يلفت انتباهنا أن الراوي كان حسن نفسه و كان يروي على ابن أخت له عاش معه لظروف دراسته، لم يكن حسن يروي بندم أو خوف، بل كان صريحًا مع نفسه بكل تلقائية، و يجد ثقةً كبيرة في عفو الله له، عم خيري لم يحكِ لنا قصة مناضل أو بطل مصري أو حتى شخصية مثالية تحاول مكافحة الفساد عن طريق رواية هذه الأحداث بندم، بل كان يحكي لنا قصة مصر الحديثة التي كانت تُولد ولادة بطيئة مع تطور شخصية حسن،فيجب أن نلاحظ أن كلما ازداد حسن في مستواه الماديّ كلما صاحب هذا تغيُّرًا الوضع السياسي لمصر.
roll a dice google
ثم تنقلب الأحوال و تأتي ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ لتصبح مصر جمهورية! هاه؟ جمهورية مين يا ولاد؟ و مين عبد الناصر؟ هكذا شخصية حسن، لا يعي أي شيئ، هو فقط يريد أن يأكل و يحشش و يسرق كي يرسل الحوالات لأمه، الانقلاب الذي صاحب هذه الثورة هو زواج خرابة من سعدية، الأخت الصغرى لحسن و التي ستمثل أهم شخصية ثانوية في بقية الثلاثية، سعدية الزوجة المخلصة التي أخذت بثأر زوجها من الحكومة بكل قوة و جرأة لتنقلب إلى سيدة الجبل، و من هنا تتطور الأحداث و يتعرّف حسن على شلة النحس كما كان يدعوهم، ثم الشيخ أحمد السني الذي يمثل بؤرة مركزية للفساد المستتر خلف المظاهر الإسلامية الخادعة، تجارة في السلاح و في الآثار و كل ما يمكن تخيله، تتطور أحلام حسن و يبدأ في النمو بسرعة ملحوظة و بدعم من ملكة الجبل، ثم يتم التعارف بين حسن و شخصيات بارزة من مجلس قيادة الثورة و خصوصًا شخصية محمد بك أبو شناف، الذي يماثل أنور السادات في كل شيء، المظهر و طريقة التحدث المميزة و حسن ينتهي به الحال في الجزء الثاني بحادثة الولاعة الذهبية.
يأتي الجزء الثالث الذي أظن أن عم خيري قد أهداه إلى أنور السادات، هذا الجزء لا يحكي عن أي شيء قدر ما يحكي لنا عن هذه الشخصية الغامضة التي حازت محبين و كارهين، فسنجد أنّ المزج الغريب بين شخصيتي السادات و أبي شناف معناه التعريض الخفي من قبل خيري شلبي لبعض الجوانب الخفية التي لا نعلمها في شخصية هذا الرئيس، شخصية حسن قد أصبحت و بشكل رسمي من أكبر الحيتان المصرية، شخصية لها شأنها و قد أصبحت من رأسماليي الحكم المؤسسين للحزب الوطني، أظن أن هذا الجزء كانت كتابته عسيرة لإن تتبع تاريخ المجتمع المصري في تلك الحقبة كان دقيقًا، فمنذ موت عبد الناصر ثم تولِّي السادات ثم تطور الأحداث و ظهور حركة الانفت��ح الاقتصادي التي أح��ثت صدعًا في خطط ثورة عبد الناصر الاشتراكية، ثم قيام السادات بثورة التصحيح كما أسماها و استمالته للإخوان المسلمين و محاولة إرضاءهم و وضع البلد في حالة حرية و انفتاح لا حدود لهما، ثم الانقلاب المفاجئ و حبس أي مواطن لأي فرصة اشتباه، ثم ظهور حركة الجهاد لنكتشف أن وراءها الشيخة سعادة أخت حسن!
roll a dice google
في لحظة اختلطتْ الأحداث في رأسي و تخيلت لوهلة أن هذه الرواية لا تضيف أبعادًا درامية بل إن كل هذا كان واقعًا بالفعل، حاولت تذكر أسماء المقربين من السادات و الأسماء القابعة خلف حركة الجهاد، كانت هذه الرواية صدمةً لي، فقد تبين لي أن التاريخ لا يحكي سوى ما أراده الآخرون أن يُحكي، حتى شخصيات المثقفين و الفنانين المصريين، كلهم أصبحوا دُمى في أيدي غيرهم، ثم ظهرت رائحة النفط، هذا الإله الجديد الذي أصبح الجميع عبيدًا له في خضوع مطلق، الجميع يريد رضاء كهنة هذا الإله، كل هذا و نجم حسن يزداد في طلوعه و في قربه من الرئيس، لتكتشف أن مُحركي البلد الرأسماليين يمتصون دماء الشعب بكل برود و ثقة أن لا حساب، الفساد قد حوّل بهية إلى عطب أبديّ لا أمل في التخلُّص منه.
بالنسبة لي، هذه الفقرة تعكس نظرة هؤلاء للناس المقهورين تحت رغباتهم و سلطتهم السوداء:
" و كانت الشمس تحاول أن تشرق و لكن الضباب الكثيف يكتم أنفاسها بشبورة خانقة. و الناس تمشي في الشوارع الطافحة بالمجاري لاهثة شاردة كئيبة، تتراص على محطات الأتوبيس، و السيارات تمرق من أمامهم لتهيل عليهم الغبار و الأوحال. "
و أريد أن أسلط الضوء على فلسفة حسن الذي يمثل كل رجل أعمال كان من حاشية الرئيس وقتذاك، حسن ولد أبي ضب الذي أملى علينا أماليه:
" عندما رأيت ملامح التأثر بادية على وجوه المستمعين يا خال، و أنهم ينصتون باحترام كبير، و أيقنت أن شخصية حسن ولد أبي ضب القديم، الحرامي النتن رد السجون، قد انمحت، و حل محلها لص كبير واعر، لص شرعي يحميه الشرع يستره القانون يعطيه كل يوم ما يسرقه، عجبت من تصاريف هذه الدنيا العجيبة الغريبة بأوضاعها المقلوبة، لكنني فرحت مع ذلك يا خال، و قلت لنفسي: مالي أنا؟ هل أنا المسئول عنها؟ إن اسمها دنيا، يعني من الدناءة. و لا يمكن أن تكون الدنيا دنيئة و الزمن خوانا كما يقول المثل الشائع و أكون أنا من دون الخلق نبيلًا أصيلًا. ألسنا نحن أولادها و هي أمنا الرءوم؟ خلاص! دناءة بدناءة فالشاطر هو الفائز أما الخاسر فلا عذر له، و لا عزاء للشرفاء التعساء الواهمين يا خال..."
انسيابية في السرد و بساطة في الوصف تجعلك في وسط حكاية، ملحمة مكتملة قد توجّها لنا عم خيري بمشهد المواجهة بين التيار اليميني الأصولي المتطرف المتمثل في شخصية الشيخة سعادة و بين التيار الحاكم الرأسمالي المتمثل في شخصية حسن الشقيق الفعلي للشيخة سعادة، فكلاهما في حالة تصارع قوية لا سبيل لإيقافها، و تنتهي بانتصار الشيخة سعادة كي يصف لنا الكاتب مشهد المنصة الذي لن يُمحى من ذاكرتنا المصرية، لا أريد التحدث عن الجوانب الفنية في بناء هذه الرواية لإني لا أراها تقل عن حفلة التيس ليوسا و ربما قد تناولتا نفس الموضوع و لكن بأسلوب مختلف، تعلّقتُ بهذه الثلاثية و لم أرد أن أنتهي منها و لا أن يسكت صوت حسن ولد أبي ضب.
و قد استرعى انتباهي بشكل خاص اختيار الكاتب لعناوين الفصول، فكثيرًا ما كنت أقف أمام كل فصل و أحاول تكوين روابط بين الجو العام للثلاثية و موضوع الفصل و العنوان و أجد أن عم خيري لم يترك وسيلة إلّا و قد استغلّها ليخلق عالمًا مصريًّا أصيلًا و ماتعًا في نفس الوقت، حتى في اختيار عناوين الأجزاء الثلاثة، التي أخذها من لعبة الورق و اختار الترتيب المُوحي بكل حدث في كل جزء.
و تجب الإشارة أن خيري شلبي في رسمه للوحة العمل السياسي آنذاك لم يرحمْ أي اتجاه من اللوم و التقريع القاسي، خصوصًا و أن بعض المتناولين دراسة تلك الحقبة نراهم ينضمون لصفوف التفكير الإخواني كضحايا قد تجنّى عليهم السادات، و لكن هنا و بعينيّ حسن أبي ضب، نتذكر الموقف الفعلي لكل فريق، و بالذات في الحوارات التي جمعت بربش بحسن، خيري شلبي كان غاضبًا من الجميع و تخلّى عن دوره الروائيّ كثيرًا كي يتحول إلى قاضٍ يكشف كل الحقائق و لو بصور ملتوية و غامضة مثل الشيخة سعادة، و هذا أعجبني و احترمتُه في هذا العمل، فهناك حقائق لا يجب أن تُنسى، و كما كان الاشتراكيون يحاولون جذب الشعب بشعاراتهم المثالية الماركسية، فإن كل جماعات اليمين المتطرفة لم تنِ عن استغلال العامل الديني و الجهادي لخلق أسطورة واهية تدعمها قنوات خارجية معادية.
لا أنكر أني قد شعرتُ بملل في فصول قراءة بطاقات التاروت المصري و لكن تبين لي أن قراءتها كانت تمثل جوهر العلاقة الحساسة بين أبي شناف و أنور السادات، فكلاهما كان حيلة من الكاتب كي يكشف تناقض هذا العصر، حتى تنتهي الرواية و القارئ يجد نفسه في أرض ضبابية بين الواقع و الخيال و لا يستطيع أن يحدد أبعاد موقفه الحقيقي و لكنها رحلة طويلة و مضنية، سطرها لنا عم خيري شلبي باللهجة المصرية الصعيدية التي زادت من استمتاعي بالرواية و وضحت شخصية حسن أكثر و أكثر، كانت الثلاثية تحكي لنا تاريخ مصر غير المقروء، تحكي تاريخ المُهمَّشين، إذا كانت ثلاثية بين القصرين تحكي لنا تاريخ الحارة المصرية فإن ثلاثية الأمالي لحسن ولد أبي ضب التي يحكيها لنا خيري شلبي تحكي لنا تاريخ مصر كلها في واحدة من أهم الحِقب التي غيّرت مصيرها أبد الدهر.
١- مراجعة الجزء الأول:
https://www.goodreads.com/review/show...
...............................................
٢-مراجعة الجزء الثاني:
https://www.goodreads.com/review/show...
تمّت.
١٨ يوليو ٢٠١٩ -
مرة اخيرة الى مصر العتيقة
مرة اخيرة اعود الى الترحال مع المعدمين و المهمشين
مرة اخيرة يرينا خيرى شلبى بلمسته المعهودة عالم الاوباش و الحرافيش لكن انتقل بنا من قاع القاهرة الى قصورها .
الجزء الثالث بدا مع نهاية الستينات حتى نهاية حكم السادات و الانفتاح الذى ادى الى انهيار البلد و انتشار الفاسدين و الانتهازيين ف الجزءالاخير لم يكن بنفس قوة الجزء الثانى لان خيرى شلبى انتقل بنا من حوارى مصر الى السياسة و القصور , ارتفع شأن حسن ولد ابى ضب الى ان اصبح من سادات القوم مالاً و سلطة , اظهر خيرى شلبى الفساد لكن بين الحاكمين , انتقل الى اللصوص الاكبر , الفاسدين الذين يتحكمون فى البلد و كيف انتفع " حسن " و شلته منهم من تجارة فى كل انواع الفساد .
ازداد ايضا دور الشيخة سعادة بعد ان كانت هامشية فى الاجزاء السابقة و هيبتها التى اصبحت تطول الجميع و قرائتها لاوراق التاروت الذى لا انكر الملل الذى اصابانى فى هذا الجزء ف قد تم تخصيص ما يزيد عن 70 صفحة له و كان تطويل لا داعى له لوصف كل الاوراق و خاصة عندما تتنبأ بالمستقبل ف لا اخفى امتعاضى لانه دعاية للدجل و الشعوذة خاصة ان الكاتب جعلها لا تخطئ ابدأ .
الجزء الاخير كان سياسى بحت و راينا وجهات نظر كثيرة تناولها خيرى شلبى من وجهة نظر من اول انتقاده المستمر لاشتراكية ناصر ثم الجماعات الجهادية و الاخوان المسلمين فى عصر السادات و المعارضة ايضا فى وجة اتفاقية السلام , اراء كثيرة وزعها خيرى شلبى فى سياق القصة و احداثها و لا ادرى لماذا رايت ان اراء " بربش " كانها صرخة من خيرى شلبى ل رأيه هو السياسى .
الجزء الثالث لم يكن المتوقع خاصة مع بداية اوراق التاروت المملة الى السياسة التى اخرجتنى من جو السيرة الشعبية الذى احببته جدا فى الاجزاء السابقة و لكن اتت اخر 100 صفحة مع بداية الكتاب الرابع " الفورة " لترجعنا تانى ل حسن ابو ضب و حكاياته الشعبية الجميلة و لولا هذة النهاية لم اكن لاشفع عن خيرى شلبى عما ألت الية الرواية فى هذا الجزء .
تظل الثلاثية روعة من حيث السرد و الشخصيات و اسلوب خيرى شلبى يظل متفرد بين العامية و الفصحى الذى جعلنى اعشقها .
سلام يا خال و الى لقاء قريب فى عالم اخر من المهمشين المولع بهم . -
عندما قرأت ثلاثية محفوظ (الخالده) أيقنت أننى لن أقرأ ما يشبهها .
وعندما انتهيت من ثلاثية الأمالى لخيرى شلبى وجدتنى أقارن بينهما لا أدرى السبب.
فى ثلاثية محفوظ ركَز الضوء على أسرة قاهريه من عيون المجتمع القاهرى (القديم) ليلقى الضوء على التحولات الفكريه والثقافيه والاجتماعيه التى انتابت أفراد هذه الأسرة.
فى رقى لغوى وأحداث من أروع ما يكون.
أما فى ثلاثية الأمالى فاختار خيرى شلبى صعلوك ليلقى الضوء على حياته والتطورات التى طرأت عليه.
لابد لنا الاعتراف ببراعة خيرى شلبى وتمكنه من أدوات العمل الروائى المختلفه.
لغته بديعه ومتماسكه وراقيه حتى ولو استخدم بعض العاميه فيها
تشبيهاته ظريفه . ووصفه ممتع.
وصفه لوجبات الطعام جيد جدا يشعرك بمصرية العمل.
ووصفه (للحشيش) من أمتع ما يكون وصادق جدا
فى المجمل عمل ممتاز وثلاثيه تزيد متعه كثيرة لمن يقرأها -
وثالثنا الورق … وها قد صلنا للنهايه ، لختام ثلاثية الأمالي للقائد العام للحكائيين المصريين والعرب ورئيس أركان السرد الروائي الجنرال خيري شلبي حيث يختتم رحلة بطل الامالي ونجمها الأوحد حسن أبو ضب الذي بزغ ولمع في عهد الرئيس المؤمن ابن الحظ والقعده الحلوه محمد بك أبو شناف المعروف اعلاميا وسياسيآ بمحمد أنور السادات.
يجسد حسن أبو ضب نموذج للمصريين في عهد الانفتاح الرشيد المجيد السعيد الذي صعد بنجوم كثيره إلي عنان السماء وهوي بنجوم أكثر إلي أسفل السا��لين حيث القاع الذي يفتقد إلي أرض صلبه بل هو قاع هلامي يخفي تحته قيعان كثيره لا تلبث أن تظهر كلما مضي بك قطار الانفتاح من محطه الي أخري.
حسن أبو ضب بدأ من حيث بدأ الكثيرين وبه ومن خلاله رسم خيري شلبي مسار شخصيات كثيره صعدت علي أكتاف المصريين ورقابهم وحياتهم وحياة جيل كامل ساهموا بشكل أساسي في سحق وجودهم وحرمانهم من حياه كريمه تشبه الحياه وعنوا فقط بتكديس ثرواتهم في الداخل والخارج منشبثين بذيل السلطه النجس ومنحصنين بعضوية الاحزاب والهيئات البرلمانيه وما شابه متناسين بداياتهم البائسه وهم في ذلك لا يتناهون عن منكر فعلوه بل ويحسبون أنهم يحسنون صنعآ.
ركز خيري شابي أيضآ علي ظهور المد الوهابي المدعوم بأموال النفط والذي غير من شكل المجتمع المصري وزرع بذور الفتنه والكراهيه والقتل والارهاب في أرض مصر بأيادي المصريين ليحصدها المصريين لاحقآ علي مدار مواسم حصاد متتاليه لا تزال تظهر وتنثر ثمارها العفنه بين الحين والآخر.
حسن أبو ضب … خيبة الله عليك يابوي -
(مصر في رواية!!)
-
* السياسة ضد الأمانة على خط مستقيم! ضد الشرف ضد الأخلاق ضد المبادئ، إنها تستخدم هذه الكلمات فحسب لتحكم باسمها! يتذرع السياسي بالأمانة ليصنع ستاراً سميكاً يخونها من ورائه !! يرفع راية الشرف لكي يتظلل بها و هو يفقد الشرف في كل لحظة! يتشدق بالأخلاق والمبادئ كحلة أنيقة يرتديها ليعوض بها غياب المبادئ والأخلاق من نفسه.
* إن من يولد و يرى كل شيء ميسراً حوله لن يشعر بالإمتنان و الشكر لأحد !! لا يشعر بالامتنان مطلقاً إلا من كان في احتياج لشيء و عثر على من عاونه في تحقيقه أو حققه له!! أما المولود بغير احتياجات على الإطلاق فإنه لو شكر الله تعالى يكون عملة نادرة !! -
“ان مصر هي الداء و الدواء يا خال”
انتهت ملحمة الامالي وسيرة حسن ابو ضب
لم اتوقع اتخاذها هذا المنحى الجبار من الأحداث المرعبة التي تشبة كل عصور مصر السياسية حتى وقتنا الحالي
على الرغم من اعتراضي على الكثير والكثير والكثير من المشاهد وبعض الملل وايضا كونه جعل اهل مصر جميعا يتدنوا لهذا المستوى حتى يصبح الشعب بالكامل حفنة من العاهرات والمدمنين لكل الموبقات“والشعب المصرى - عدم المؤاخذة يا بوى- يموت عشقا فيمن يغدق عليه
مستعد هو ليغفر لك كل ما تقدم وما تأخر
كن سفاحا يقتل القتيل ويمشى فى جنازته
كن لصا يسرق الكحل من العين
وثق انك واجد من يغطى على سوءاتك ويدافع عنك بحماسه كبيرة مادمت تدفع
وكلما دفعت تحصد يا خال”
هذا الجزء عبارة عن ورق يتكشف للجميع
ليعري السياسي والمواطن والمتدين والفاسد والمرتشي واللص والمستقيم
تخلله الكثير من الملل لكنه واقع مرير عجيب“إن الفيصل في حكم مصر يا بوي هو مدى قدرة الشلة المسيطرة على شكم غيرها من الشلل الطامعة في سرقة السيطرة،ومدى قدرتها على التبجح وإنكار التهم وإخفاء الحقائق وطمس نور البصر عند الناس ومسح أمخاخهم.”
احترت كثيرا في التقييم لا اعلم كيف اختار بين ثلاث او اربع نجمات ليستقر الرأي على أربع نجمات لجل عيون مصر وما تراه من الجميع“السياسة ضد الأمانة على خط مستقيم!ضد الشرف ضد الأخلاق ضد المبادئ إنها تستخدم هذه الكلمات فحسب لتحكم باسمها!يتذرع السياسي بالأمانة ليصنع ستارا سميكا يخونها من ورائه!يرفع راية الشرف لكي تظلله وهو يفقد الشرف في كل لحظة!يتشدق بالأخلاق والمبادئ كحلة أنيقة يرتديها ليعوض بها غياب الأخلاق والمبادئ من نفسه!هم جميعا هكذا يا صاحبي والجو السياسي نفسه موبوء”
شكرا صديقتي العزيزة بسمة عمر على الرحلة الجميلة والممتعة بوجودك فيها -
.
انتهت ثلاثية الأمالى
انتهت رحلة المتعة والإبداع
انتهت سيرة شعب كامل متخبط بين الدين والفقر والفساد
انتهت سيرة حسن ولد ابي ضب
سيرة شعبية بكل ما فى الكلمة من معنى
سيرة تروى حكاية شعب بأكمله
شعب تخبط بين اشتراكية عبد الناصر وقمعه وانغلاقه
وبين رأسمالية السادات وفساده وانفتاحه
سيرة شعب يقنع نفسه انه زاهد بإختياره ، ولكنه مجبر على هذا الزهد
شعب يخلق الفساد لنفسه لأنه يريد ان يكون فاسدا
شعب يكذب وينافق ويبرر لنفسه هذا الكذب وهذا النفاق
شعب يتاجر بكل ما لديه
بثقافته ، وحضارته ، وأحلامه ، ومبادئه ، وإنتصاراته إن تمكن
سيرة شعبية تروى رحلة صعود من الحضيض وعيشة المطاريد فى الجبل
إلى قمة السلطة والنفوذ فى البلاد
سيرة تروى رحلة شعب بأكمله تحت حصار اقتصادى وسياسى وامنى
يتسرب من بين أنيابه وازع دينى منافق
لا يريد إلا ان يواجه السلطة ويصارعها ، ويتحداها
إن لم تكن تلك الرواية من أروع ما قرأت
فهي بكل تأكيد أروع ما كتب خيرى شلبى
وان لم يكتب خيرى شلبى غيرها ، فهي تكفيه
ليدخل تاريخ الأدب المصرى والعربى من أوسع أبوابه
وسيقى اسمه مخلدا فى تاريخ ثقافتنا المصرية إلى الأبد
. -
وبعد الإنتهاء من المحطة الأخيرة في هذه الرحلة العامرة في سيرة حسن أبو ضب، الشخصية التي صنع لها خيري شلبي عالماً بأكمله مازجاً فيه الأحداث الواقعي منها بالخيالي، حتي تكاد لا تميز أحدهما من الآخر من قوة الحبكة التي إستطاع أن ينسجها بحرفنة!
في تقييمي للجزءين الأول والثاني سبق أن تحدثت عن مدى إنبهاري بلغة خيري شلبي و حكاياته وسلاسة السرد. لكن في الجزء الثالث إذا غضضنا النظر عن المنحنى الذي إتخذته أحداث القصة بعيداً عن قصة كفاح حسن أبو ضب في الحياة ووصوله إلي قمة الثراء لنجدها تأخذ منحنى سياسياً تصب تُكيل فيه اللعنات لحكومات كل من عبد الناصر وأنور السادات وقيادات ثورة يوليو وإتفاقية السلام والميليشيات والجماعات الإرهابية التي تكونت وقصة طويييييييييلة عريضة حلقت بنا علي مدار 300 صفحة من الجزء الثالث حتي يهبط بنا مجدداً في آخر 100 صفحة إلي سياق السيرة الأصلية لشخصية حسن.
في كل هذه الرحلة كان هناك الكثير من الأمور التي لم يكن لها من داع، مثل الوصف المبالغ فيه للأماكن، الوصف المفرط للديكورات التي بداخل الأماكن، الوصف المفرط لجلسات الحشيش، الوصف المفرط لأوراق التاروت الذي تكرر مرتين، وفي المرتين تجاوزت قراءته لأنه لم يكن له من داع ولم يخدم الأحداث في أي شئ .. بعض الأحداث والشخصيات التي تهمشت تماماً في هذا الجزء مثل حادثة الولاعة الذهب التي وجدها حسن في نهاية الجزء الثاني! مثل قيام حسن بسرقة الآثار من الحاج نوار السني.. ألم يكتشف هذا الأمر؟ ! مثل أم حسن التي لم يأت علي ذكرها إلا في أخر صفحات الرواية عندما ماتت! مثل نهاية الشلة الوسخة التي كانت تحيط بحسن؟ أين كل هذا من وقع النهاية الشبيهة بالطالب الممتحن الذي لم يتبق له سوى عشر دقائق علي جمع الورق فقام بتلفيق أي إجابة لكي لا يترك السؤال فارغاً!
مايقارب الـ 1000 صفحة من الحكايات وإن لم تكن كلها بنفس المتعة، إلا أنها كشفت جانباً من الجنوب المصري والصعيد الذي لم يأت أحد علي ذكر خفاياه بهذه الدقة، والمتعة الشبيهة بحكايات السيرة الهلالية.
رحمة الله عليك يا عم خيري، وعاشت حكاياتك أبداً في القلب والذهن.
كنت ومازلت أحد كُتابي المفضلين. -
"أفتنتظـر منـى يابوى أن أعيش بيـن هؤلاء القـوم دون أن أكـون مثلهم ؟! كيف يابوى ؟ أتلقينى بين الثعابين السامـة وتطلب منـى أن أكفيهـا شـر أذيتى لهـا والأذية ليسـت مُتوقعـة إلا منهـا ؟ كيف يابوى ؟ ألست أنت يابوى القائـل دائمـًا فى كـل وقـت : إن لم تتذأب أكلتك الذئـاب ؟ وأن هـذا مثل وارد فى الكتـب مثلا الآيـات القرآنيـة ؟ ها أنذا أعمـل بنصيحتـك وأتأكـد أن البركـة فى هـذا المثـل ، وعمـا قـريب أغـدو أذأب واحـد فى البشـر "
هكـذا يصـرّح حسـن أبو ضب فى الجزء الثانى من ملحمتـه.. ثم يطبـق هـذا الكلام بحذافيـره فى الجـزء الثالث.
وهكـذا يتحـول أبو ضب من لص حقيـر يسـرق الأفـراد إلى لص كبيــر يسـرق الشعـوب !
هكـذا ينسى ماضيـه القـذر ليتجه لمستقبل أكثـر قذارة
هكـذا يتحول من أبو ضب الصعيدى ( القحف ) إلى عضـو برلمان ورجـل اعمال وصاحب رأس مال !
تحليـل سياسـى دقيـق لفتـرة ما بعـد عبد الناصـر ... السادات وانفتاحه الاقتصـاده !
علاقـة السلطـة برأس المـال !
فسـاد أثـار غثيـانى حتـى كـدت أن أتقيـأ فى نهايـة الروايـة
المؤسـف أن كل ما قيـل حقيقىّ 100 % .. لا كـذب هنـا !
إنهـا مصـر يا سادة.
ملحمـة تاريخيـة بكـل معنـى الكلمـة ، ملحمة تؤهـل خيـرى شلبـى _ حقـًا _ للالتحاق بقائمة أعظـم الكتـاب المصريين على مـر العصـور.
بالمناسبـة .. تم ترشيح خيـرى شلبـى لجائـزة نوبل.. وروايته ( وكالة عطيـة ) هى الثامنة والثلاثين ضمن أفضل مئة روايـة عربية. -
انتهت الملحمة ،ملحمة صعود حسن ايو ضب الاسطورية
الجزء الاخير حافل بالاحداث السياسية ووجهة نظر عم خيري في ثورة الضباط الاحرار وفي الاشتراكية
وسياسات جمال عبد الناصر والسادات من بعدة وتحول البلاد الي الرأسمالية وما صاحبها من ارتفاع وعلو طبقة من الاثرياء
بعد الانفتاح الاقتصادي ودخول البلد في منعطف خطير ينزر الاجيال القادمة بتحمل فاتورة هذا التغيير السريع
من سلع فاسدة وغلو في الاسعار واقتصاد هش غايتة الكسب السريع دون الاهتمام بالجودة او الاستمرارية لتنمية
الاقتصاد بشكل حقيقي
انتهت الرواية بشكل سريع جدا وبشكل مباغت بعد موت السادات واعتقد ان السبب الرئيسي من عدم استكمال الاحداث هو خشية عم خيري من الخوض
في السياسة في فترة مبارك والله اعلم
هذا الجزء بالذات اثبت لي ان لعبة السياسة لعبة قذرة لن تتوقف مهما تغير الاشخاص والزمان
تبقي هذ الثلاثية من افضل للاعمال التي قرأتها حتي الان -
وانتهت حكاية حسن بعد صعود وهبوط و سكته الشمال ف شمال .. كانت تجربة جميلة جداااا واسلوب خيري سحرني .
استخدام العامية ف مناطق صح محستش انها فصيلة والحدوتة كلها راكبة صح
اكتر جزء عجبني اول جزء واقل جزء بسبب المط ف بعض الاحيان والشخصيات الكتيرة اوي لكن محافظ على اسلوب السرد كان الاخير
شكرت "سارة سمير" حبيت القراية جدااا معاكي ومناقشاتنا لكل جزء بنقراه سوا كان اكتر حاجة ممتعة♥️ -
ثلاثية الأمالي يحكيها لك أبو علي حسن ولد أبو ضب عن حياته، وأخباره، وأفراحه وأتراحه، في جو يشبه المواويل الصعيدية.
إن كنت لا تعرف صعيد مصر فاذهب مع خيري شلبي في جولة حافلة بالعجائب من أفعال حسن والمطاريد، وكيف تعايش الناس هناك بمشاكلهم منعزلين عن القاهرة وما يحدث فيها من حرب أو كوارث، كل ما يصل إليهم هو أبو عامر فعل، أبو عبدالناصر سوى، لا يهمهم سوى قوت يومهم وكيف سيعيشون لبقية الموسم.
يحدثك أيضاً عن الآثار أو كما يسمونها "المساخيط" وكيف تجدها بين يدي كل طفل. ويمكنك أن تحصل عليها بكلمة "شاطر يا ولد" فهي بالنسبة لهؤلاء الاطفال مجرد لعبة يُعثر عليها تحت أي حجر في الصحراء المترامية حولهم، تربطهم بها علاقة غامضة، توارثوا أسرارها جيلاً بعد جيل ويعرفون أماكنها بالحدس وتجد حسن يخبرك حسن أن أخناتون بلدياته وتجمعه به صلة دم في الواقع.
يسافر حسن إلى القاهرة ويصطدم بالواقع المرير الذي يتحتم عليه مواجهته والتفاعل معه ليحصل على المال، وفي أثناء ذلك يلتقي بأصدقاء يتغير معهم مجرى حياته من لص صغير تسجنه الشرطة مع أقل خطأ، إلى لص كبير تحتفي به الحكومة وتدخله مجلس الشعب وتتشرف بصداقته.
أما عن حسن فهو يمثل الإنسان بإنسانيته المليئة بالتناقضات وصراع الخير والشر. فهو تارة لص محترف وتارة أخرى يخشى عواقب أفعاله ويعود إلى الله ويتعهد بالتوبة وأنها على حد قوله "آخر مرة" ولكنها لا تكون الأخيرة أبداً.
فيما بعد تتوثق علاقة حسن بالحكومة والرئيس السادات شخصيا الذي حيّره كثيراً لدرجة أدارت رأسه ولم يعرف أهو هو حقاً أم شخص آخر؟
تعجبني الشخصيات النسائية التي يكتبها خيري في قوتها وقدرتها غير العادية مثل شخصية "سعدية" التي فعلت ما لم يستطع فعله أحد غيرها في القرية.
في المجمل هي سيرة حياة مصر وليس حسن، كيف عاشت مصر بين طاغيتين كل منهما كذب على الشعب بطريقته الخاصة واحد بالثورة والآخر بالانتصار الزائف والوعود الكاذبة.
تجربة أكتر من ممتعة مع ثلاثية من أجمل ما حكى الأدب العربي الحديث مع كاتب كانت تجربتي الأولى معه ولن تكون الأخيرة. -
و و وه يا بوي!
حاجة تهوس و الله يا خال!
كيف استطاع خيري شلبي أن يرسم شخصية "حسن بن أبو ضب" بهذه الدقة علي مدي الثلاث أجزاء من "ثلاثية الأمالي"؟ صور مراحل تطور "حسن" من لص صغير يسرق جيوب الناس، إلي لص كبير يسرق أمة بأكملها...
"حسن" ما هو إلا رمز للفاسدين، و اللصوص الكبار
تحلف اليمين يا بوي أن خيري شلبي جعلني أعيش مع "حسن" و أراقب تطور شخصيته، و الله يا بوي خيري شلبي ده راجل مفيش منه اتنين
مساء الفل! -
وانتهت ثلاثيه الأمالى للمبدع خيرى شلبي
مثلما قام عم نجيب محفوظ بكتابة ثلاثيته الخالده والتى قام من خلالها باعاده قراءه الواقع والتاريخ خلال فتره ماقبل ثوره يوليو من خلال عائلة السيد احمد عبد الجواد وما طرأ على المجتمع المصرى من أحداث سياسيه واجتماعيه.........فعل كذلك خيرى شلبي في ثلاثيه الامالى والتى تتبع سيره حسن ابو ضب ونشأته الفقيره في الصعيد وسفره للقاهره الى تحوله الى أحد أشهر رجال المال والسياسه في عصر الانفتاح...من خلال هذه الحكايه يتتبع خيرى شلبي ويرصد جميع المتغيرات التى طرات على مصر عقب ثوره يوليو مرورا بالنكسه وعصر الانفتاح في عهد انور السادات....يرصد من خلال سيره ولد ابى ضب عن مدى الفساد الذى استشرى في مصر حتى أصبحت التعاملات الفاسده هي الأصل.......أصبح الأساس هو ان الغايه تبرر الوسيله في كل الأمور...حتى حرب اكتوبر التى انتظرها المصريون سنينا كى يأخذوا بثأر ابناءهم ويبدأو التطلع للمستقبل بعد سنين عجاف انتهت بهزيمه مريعه وهى ثغره الدفرسوار وقبولنا بسلام مهزوم في صوره اتفاقيه كامب ديفيد.....كذالك يرصد بدقه مصر عقب عصر الانفتاح وما ارتبط به من فساد وسياده مبدأ الغلبه لمن يملك القوه والمال ..لم يؤدى ذلك في النهايه سوى ان يزداد الاغنياء غنى والفقراء فقر وبدايه اختفاء الطبقه الوسطى .....ليصل الأمر بالبعض اما بركوب عجله الفساد او بالانضمام الى حركات الجهاد التى نمت بذورها في صعيد مصر وجباله تحت وطاه الهروب من المجتمع الكافر الداعر الى ان يشاء الله بقتل الظالمين واقامه دوله الاسلام ......الى ان وصل بنا الامر بالنهايه الى هذه الدائرة المغلقه التى ندور بها الان من تطرف دينى وفساد وتمزق.....
قام خيرى شلبي بأسلوب بارع باعاده قراءه هذا الواقع مره اخرى ...ربما نفهم من خلاله قليلا بعض الأسباب التى ادت بمصر الى مانحن فيه الان
رغم وجود بعض المط والتطويل نتيجه الوصف الزائد في الثلاثيه الا انها عمل يستحق القراءه بشده... -
ذهول
متعة
صدمة
شيء لا يوصف بجد
من الروايات القليلة بل النادرة الي بحس بعد ما انهي قراءتها انه حابه اقعد مع نفسي شويه في دقائق صمت .. -
إن مصر هي الداء والدواء يا خال....
اخيرا خلصت الثلاثية جميلة وممتعة وغريبة بقدر ما فيها من شخصيات متنوعة عجيبة التلون في الحياة من بداية الشلة والشيخة سعادة وهليل ورجال الأعمال وحتى رئيس الدولة وبالطبع على رأسهم ( حسن ابو ضب ) اللي احترت كتير في تركيبته هل هو شخص طيب ساذج ام ورع تقي ام لص مخربش ام وطني محب لبلده.
اللى ابتدأ من تحت الصفر لحد لما وصل أنه بقى حوت من حيتان البلد في النهب والسرقة والغش
وان كلها شخصيات لها ميت وش تفهم ألاعيب السياسة والحكم والحياة.
ووصف الحياة السياسية ابتداء من ثورة يوليو لعصر الحرب والانفتاح وبداية تكون الإرهاب.
كان ممكن اقيم كل جزء ب ٥ نجوم لولا الحشو الزائد والتفاصيل الكتير زي وصف ورق التاروت أو رص احجار الشيشة.
في النهاية الثلاثية قيمة جدا و تستحق القراءة جدا جدا. -
وثالثنا الورق
ختام ثلاثية الأمالى...ختام عبقرى
فى الجزء الثالث والأخير من ثلاثية الأمالى يصحبنا كبير الحكائين فى رحلة حسن أبو ضب
ومرحلة الصعود الى القمة فى كل شيئ
قمة الثروة...والخسة والندالة
وكانت الرحلة فى الجزء الأخير عبر حياة مصر السياسية الإجتماعية فى فترة مابعد الثورة والنكسة وحتى إغتيال الرئيس السادات
رحلة جمع الثروة بكل الطرق الممكنة والغير ممكنة
والصعود السياسى بطرق أغلبها غير مشروع بمساندة كل من له مصلحة مباشرة أو غير مباشرة فى صعود البطل والصعود معه...للتسلق على كتفه والوصول مباشرة فى النهاية
حسن أبو ضب....الصعيدى البقف كما يطلق عليه طوال الثلاثية
نجح وبإقتدار فى إستغلال كافة الظروف والأشخاص بكل إمكانياتهم للوصول إلى مقعد أكثر أهمية من مقعد البرلمان...ألا وهو جليس الرئيس
ولكن لكل صعود هبوط
وكان الهبوط سريع...مفاجئ...وغير متوقع
والنهاية مبهرة
حسن أبو ضب نموذج مصغر للسارق الصغير الذى يسرق فردا...ثم يتطور ليسرق شعبا بأكمله
ونجح كبير الحكائين فى وصف كامل لكل الشخصيات المحيطة بالبطل
ووصف أكثر من رائع للتغيرات النفسية
وبسرد شديد السلاسة يغوص بنا العظيم خيرى شلبى فى تفاصيل تفاصيل المجتمع المصرى
ووصف شديد الروعة لكل منطقة والتطور العمرانى الذى تم فيها
فيه مشاهد عبقرية ف الرواية
بالتحديد فصول قراءة أوراق السر الأعظم والسر الأصغر
قراءة متأنية ووصف دقيق جدا لأحداث سياسية تحدث حولنا الأن
ولولا ان العزيز فى محكم كتابه قال...كذب المنجمون ولو صدقو
لقلت أن الكاتب يتنبأ بالمستقبل...أو ان التاريخ يعيد نفسه كما يقال
الفصول دى تحديدا لازم تقرأ على مهل...لان حقيقى عبقرية الكاتب متجسدة فيها بشكل يفوق الوصف
وأخيراً
صدق من لقب خيرى شلبى ب كبير الحكائين
لانه من القلائل الى بيوصف تفاصيل تفاصيل التفاصيل...من غير م تحس بملل ولو لحظة واحدة
دايما بتحس إنك بتشوف فيلم...مش بتقرأ رواية
وحقيقى
من لم يقرأ ل خيرى شلبى فاته الكثير
ومن لم يقرأ الثلاثية...فلم يقرأ ل خيرى شلبى
رفيو هزيل ل رواية تفوق الوصف
وهدية غالية بعتز بيها فعلاً
خمسة نجوم هزيلة لرواية تفوق الروعة
انتهى الرفيو
#الكتاب_رقم_18_لسنة_2018
#ثلاثية_الامالى -
نهاية ثلاثية الأمالي.
بعشق فكرة اني أسمع القصة من وجهة نظر مختلفة، عمرك سمعت القصة من وجهة نظر المسؤول الغشاش اللي بيتاجر بحياة الناس مقابل ثروته؟
ده اللي حصل المرة دي، تقريباً الكتاب بيوريك ايه اللي هيحصل لو تجرد الانسان من الأخلاق والمبادئ تماماً.
الكتاب ده في مستوى الجزئين التانيين، مشاكلي معاه اني كنت متشوقة جداً لمعرفة تفاصيل أكتر عن شخصية "سعدية" اللي أخدنا عنها فكرة صغيرة في نهاية الكتاب اللي فات، وكان عندي نفس التشوق ناحية شخصية "هليل" لكن تطور شخصياتهم كان محبط وساذج بشكل كبير.
كمان حسيت ان في تفاصيل مش مهمة جت على حساب تفاصيل مهمة، يعني مش فاهمة ازاي فوت وصف شعور الأبوة مثلاً عند شخصية زي حسن ده؟
أما بقا جزء قرائة الورق اللي جه في النص ده كان بالنسبالي أكاديمي جداً ومش مشوق نهائي.
ده أقل جزء حبيته، لكني استمتعت برحلتي مع حسن أبو ضب وأكيد هفتقده. -
تحلف اليمين يا خال ، لم أقرأ في عمق وبساطة مثل هذه الرواية
كتبها بروح صعيدي قح وبقلم عالم اجتماع وخبير سياسي
الجزئين السابقين كانوا رائعين يا ابوالعم لكن هذا الجزء له روحه الخاصة به
يكفيه جزء الشيخة سعادة وهي تقرأ لنا بخت البلد في أوراق التاروت اللي بتقول عليها يا خال
كأنه يتنبا بما سيصير إليه البلد
أنا أعلم يا خال أنه كان يتحدث عن عصر السادات
لكن الغريب يا أبو العم إن ما حدث يتكرر بكل تفاصيله وكل ورقة قرئت تستطيع أن تجد لها حدث في العصر الحالي
الرواية عميقة اوي يابوي وخاصة في حياة السياسة وأبو خالد والسادات
خلاني أشوف الجوانب التانية ليهم
شهادة واحد كان من نفس الزمن يا خال
واااه يا بوي... من لم يقرأ هذه الرواية فقد فاته الكثير
-
انتهت ثلاثية الآمالي.. انتهت سيرة حسن أبو ضب.. سيرة التقلبات والصعود.. من صعلوك قاطع طرق إلى عضو في مجلس الشعب.. سيرة تتخللها أحداث المجتمع السياسية والاجتماعية.. بوصف بديع ومكثف خصوصاً في وصف حالة السطل والحشيش..! ثلاثية عظيمة.. تشبه كثيرا ثلاثية القاهره لنجيب محفوظ.. عمل ممتع جدا.
-
ها قد وصلت إلى آخر اجزاء الثلاثية ورحلة عم حسن ابو ضب يا خال من اسيوط لمجلس الشعب ومن الفقر إلى الغنى الفاحش ...
هو احلى اجزاء السلسلة من وجهة نظري
المساحة السياسية وتحليل الموقف السياسي كان مميز جدا
اجزاء سعدية كانت فوق الممتاز هى الامتع على مستوى كل الثلاثية كلها ... ودائما فترة ناصر والسادات والانتقال من الإشتراكية إلى الرأسمالية والانفتاح الاقتصادي تكون مادة خصبة للعديد من الروايات -
الجزء الثالث امتداد للجزأين السابقين يسير بالقصور الذاتي على منحنى هابط نحو قاع أدبي مظلم. يستمر شلبي بنفس اللغة المزعجة المائعة بين الفصحى الركيكة والعامية الصريحة ساردًا مغامرات بطله المفككة، لكن يبدو أن قرر أن يحاول لم شتات النص حين أدرك أنه لن يستطيع ختامه بغير ذلك، فقرر أن يدخل البطل، أخيرًا، في إطار الأحداث السياسية الدائرة ويجعل هناك تأثيرًا متبادلاً بينهما. المشكلة أنه حين قرر ذلك فقد فعله، كعادته، بشكل اعتباطي دون تأسيس كاف، وبنمطية وسطحية شديدتين.
ينبغي أن نقول كلمة عن التأسيس عند شلبي، فهو حين يحتاج من بطل من أبطاله صفة ما فإنه بدلاً من أن يؤسس لها في الرواية قبلها بشكل كاف، بحيث يأتي تصرف الشخصية تطورًا طبيعيًا غير مفتعل، فإنه يزرع الصفة زرعًا في الشخصية من خلال مقطع أو مقطعين في نفس الفصل، ويتجلى هذا العجز التأسيسي بشكل أسلوبي، فنراه "يكتشف" أن فلانًا هذا يفهم في السياسة ويقرأ "كل" الكتب (مغرم هو بالكمال الطفولي، "أبي أقوى من "كل الناس" ويعرف "كل شيء" ويقرأ "كل الكتب"... إلخ) أو "يفاجأ" أن أخته عالمة متبحرة، وما شابه.
حاول شلبي أيضًا أن يضفي شيئًا من "الرؤية" إلى روايته، فجعل شخصية الشيخة سعادة، أخت البطل، تتحول إلى قارئة لمستقبل الناس، وعارفة بأوراق التاروت، لكن يبدو أنه وقع في غرام جزئية أوراق التاروت هذه حتى خصص عشر صفحات كاملات يصف فيها ستًا وخمسين ورقة (أربع مجموعات، في كل أربع عشرة ورقة) ورقة ورقة، بأسلوب لا يرد في أكثر التقارير مللا.
مثلا، يقول:
"أما الورقة الرابعة عشرة والأخيرة فمرسوم عليها شاب فتي عاري الساقين يرتدي ما يشبه الفستان لونه أزرق بخطوط حمراء، واضعًا يسراه خلف إليتيه في حركة انثناء رشيقة، وبيمناه أمسك السيف مسكة تشريفية خالصة .. حاجة تهوس يا بوي ... تلك هي المجموعة الأولى يا خال، أما المجموعة الثانية فالورقة ... إلخ
ويستمر في وصفها بكل تفصيل، واضعًا فواصل من تعبيرين نمطيين: "أما الورقة ... يا خال"
و
"حاجة تهوس يا بوي"
ولا أفهم لماذا يفعل كاتب هذا بقارئيه المساكين ثم لا يبني على ذلك شيئًا بل يعتمد في الرواية على بضع ورقات فحسب تتنبأ بها باغتيال السادات!
ولا أفهم أيضًا ما الرؤية التي تعتمد على تفسير أوراق الدجل والشعوذة بأثر رجعي ووصف ذلك بشكل مبهر كأنها كانت نبوءات في وقتها وتحققت. المضحك أن شلبي حين حاول أن يلجأ إلى شيء غريب كأوراق التاروت، لإضافة نكهة مختلفة، لم يكتف فقط بأن سكب وصف الأوراق سكبًا في مفهوم غريب لمعنى "البحث" الخاص بالعمل الروائي، لكنه كذلك قال كلامًا عجيبًا من قبيل:
أما هذه الأوراق فاسمهاأوراق السر الأعظم!! أثبتت فيها أجدادي ما سيقع في الحياة وفي البلاد على امتداد واحد وعشرين قرنًا من الزمان تبدأ بميلاد المسيح يعني ألفين ومئة سنة! مضى منها ألف وتسع مئة وواحد وتسعون فيبقى عشر سنين
!!
معلوماتي، التي أتمنى أنها لم تتغير، هي أن:
1. ألفان ومئة طرح ألف وتسع مئة وواحد وتسعون تساوي مئة وتسع سنوات
2. السادات، الذي تنبأت الأوراق باغتياله في ذلك المشهد من الرواية، اغتيل في 1981 وليس في 1991
ثم يتم شلبي المأساة بأن يعتمد في تحليله السياسي على النظريات الشائعة، فلا يرى في اغتيال السادات سوى جماعات متشددة غاضبة عليه، ويهمل الكثير من البيانات المتوفرة منذ وقت بعيد والتي تكشف تفاصيل أكثر بكثير
باختصار، الثلاثية تضييع جسيم للوقت، وتجربة من المعاناة الحقيقية مع أدب ركيك، ولولا أني لم أرد أن تكون رؤيتي ناقصة لما أكملت الجزء الأول أصلا. بل إني لا أراها تستحق كتابة هذه الكلمات مني لولا أني أردت استنقاذ من يقرؤها فلا يضيع وقته معها -
خلصت الثلاثية !! :(
من أول ما بدأت الجزء الأول "أولنا ولد" وكنت قلقان إني ممكن مكملهاش أو أكسل أو انشغل عنها بكتب تانية بس الحمد لله خلصتها بسرعة يعتبر، خيري شلبي خطفني غصب عني مع حسن ولد أبي ضب وبربش وبسبوسة وغزولي وهندي وسعدية والشيخة سعادة وحنة والمعلم شندويلي وهليل ومحمد بك أبو شناف والحاج أحمد نوار الدين السني وخرابة وغيرهم كأنهم ناس حقيقين أعرفهم وشفت حياتهم وبيوتهم وإزاي بيفكروا ويعيشوا ويتصارعوا مع الدنيا .. بأسلوبه اللي مبيسبش تفصيلة صغيرة وصف قعدات الشرب والتحشيش لدرجة إني كنت حاسس بالدخان حواليا..
كنت ومازلت باشوف الوصف الزيادة ممكن ينفر القاريء بس مع خيري شلبي بيكون الأمر مختلف بالذات بعد ما جربته في صهاريج اللؤلؤ اللي كنت منسجم معاها أوي ومع حدوتة عبد البصير الصوفاني بس أهو بعد سنين من قراءتي ليها مش بافتكرها كرواية قرأتها لكن كحدوتة كنت أنا شاهد عليها وحاضر أحداثها كلها بل ساعات والله بييجي في وداني موسيقى باحسها من عزف عبد البصير الصوفاني ع الكمان!
حدوتة حسن أبو ضب المخربشاتي ولغته اللي عملت ميكس محصلش من الفصحى واللهجة الصعيدية حاجة تانية.. سيرة شعبية فعلا زي سيرة أبو زيد الهلالي وقصص ألف ليلة وليلة.. هنا فيه عالم كامل بيبدعه عم خيري من الخيال والحقيقة سوا..
عظيم يا عم خيري والله أنت عظيم.. ربنا يرحمك. -
".. يطرأ على البلاد رواج كاذب تكثر الدراهم في الأيدى وتنعدم في الحال قيمتها يعز القوت يرخص الآدمى تتدهور الكرامة يتاجر الناس في شرفهم في أعراضهم في دينهم في تاريخ بلادهم تأكل ا��أم من فرج ابنتها يموت الشرفاء والوطنيون كمدًا وقهرًا يرتع اللصوص والقوادون في جميع الأروقة يعم الفساد يضرب في نخاع السقف يدب السوس في أوصال الأسس المتينة الراسخه يزلزلها."
