Title | : | مثل إيكاروس |
Author | : | |
Rating | : | |
ISBN | : | 9770933252 |
ISBN-10 | : | 9789770933251 |
Language | : | Arabic |
Format Type | : | Paperback |
Number of Pages | : | 294 |
Publication | : | First published January 1, 2015 |
تدور أحداث الرواية عام 2020، وتمتد إلى المستقبل ثم تعود إلى الماضي لتجتمع كل الخيوط فى حجرة داخل مصحة للعلاج النفسي يمكث فيها رجل قادر على قراءة أحداث الماضى والمستقبل، قبل أن يجبر نفسه على الصمت.
رواية شائقة للروائي أحمد خالد توفيق تأخذ القارىء لعالم غامض وتعود به محملاً بكثير من الأسئلة وربما ببعض الإجابات ولكن هل نحن مستعدون ومتأهبون للمعرفة؟
...
"لقد مات محمود لأنه اقترب من الحقيقة أكثر من اللازم، فلم يتحمل واحترق وذاب جناحاه ..هوى من حالق ليغرق وسط محيط ثائر .. مثل إيكاروس".
أحمد خالد توفيق - تصدر عن دار الشروق - معرض القاهرة الدولي للكتاب 2015
مثل إيكاروس Reviews
-
الجهل قد ينقذك
ما لا تعرفه لن يؤذيك
الظلام يفيد
هل تعرف محمود السمنودي؟نعم اعرفه..وقد مات أبشع ميتة لأنه عرف أكثر من اللازم..لم يتحمل؛واحترق و ذاب جناحاه..مثل :ايكاروس
يا الله..خمس صفحات دموية بدأ بها د.توفيق روايته...بدأ بالدم المسفوك و العظام المهشمة لمحمود السمنودي و انتهى بها بعد 333صفحة
بأسلوبه المعهود..و مع كمية لن تصدقها من التفاصيل ..الأساطير..النبوءات..يخبرنا ببساطة ماذا سيحدث لك اذا عرفت اكثر من اللازم🔴
..اذا اطلعت على السجلات الاكاشية للعالم كله؟
هل المعطيات تقود لنتائج حتمية؟
و لكن هل سنتعرف حقا على السمنودي؟ لا ..سنتعرف على خمسة منه على نمط "حكايات الغريب"..و هذا سيغيظني
طيب..هل سنتعرف على كل ما عرفه ؟
لا..بالطبع لا..فقط سنجوب معه العالم..و سنعرف غرائب عن الماضي و المستقبل..و هذا سيغيظني اكثر
لماذا سنقراها اذن؟ و قد قتل بطله. .و حكم علينا منذ البداية اننا سنلقى مصيره لو عرفنا ما عرفه...لان الرواية ستظل استثنائية في تاريخ د. توفيق؛ كان حماسه بالغااااَ..احتشد فيها ذكائه و ابداعه مع ثقافته الموسوعية و رؤيته السوداوية.. في رواية اسطورية مرهقة لمن كتبها و لمن سيقراها ..و لا أنصح بها لمن لم يجرب أدب د. توفيق من قبل🌊
ا"إنا لفي زمن لفرط شذوذه -من لا يجن فيه ليس بعاقل" مقولة مناسبة جدا لحالتنا بعد
مثل ايكاروس فهي رواية تمنحك مزيجا فريدا من الحكمة و الدهشة..و غيظ بلا حدود
و لكن لا يهم فمحمود يؤكد لنا: "انفجروا او موتوا"ا -
ه�� تعرف يا صديقي أسطورة إيكاروس؟
البطل الأغريقي الذي صرعه فضوله؟
مثل محمود السمنودي..والذي كان مصرعه أبشع
هل تعرف ياصديقي محمود السمنودي؟
الغريب ،جذبته شمس المعرفة مثل أيكاروس
ولكنه وجدها بالسجلات الأكاشية..وماأدراك ماهية
هل تعرف ياصديقي أسطورة ال"أكاشا"؟
هي سجلات الكون منذ ميلاده وحتي تقوم الساعة
هي الماضي والحاضر والمستقبل..وما أدراك ما المستقبل
رعب أكبر من هذا سوف يجىء
لن ينجيكم أن تعتصموا منه بأعالى جبل الصمت
أو ببطون الغابات
لن ينجيكم أن تختبئوا فى حجراتكم
أو تحت وسائدكم، أو فى بالوعات الحمامات
لن ينجيكم أن تلتصقوا بالجدران، إلى أن
يصبح كل منكم ظلاً مشبوحاً عانق ظلاً
لن ينجيكم أن ترتدوا أطفالاً
لن ينجيكم أن تقصر هاماتكم حتى تلتصقوا بالأرض
أو أن تنكمشوا حتى يدخل أحدكم فى سمّ الإبرة
لن ينجيكم أن تضعوا أقنعة القردة
فانفجروا أو موتوا
انفجروا أو موتوا
هذا من أسطورة الشاعر صلاح عبد الصبور إذا كنت تعرفه يا صديقي ..لقد كان محمود السمنودي يعرفه جيدا
هل قرأ صلاح عبد الصبور شيئا من السجلات الأكاشية ليخرج منه مثل ذلك الشعر السوداوي؟
ولكن هل تعرفها ياصديقي؟ السجلات الأكاشية؟
هي عقل الكون وسجلاته وكتبه..ماضيه وحاضره ومستقبله
لقد تخيلنا يوما مستقبلا باهرا ... يساعد العلم فيه علي رخاء العالم
ولكن عوضا عن ذلك قتلنا أنفسنا ودمرنا بيئتنا، وأخترنا الفساد أو رضيناه
وهذا ماتراه اﻷن تلك السجلات
سجلات لها أسطورة خاصة يعرفها البعض في الثقافة الغربية قد تكون خرافة ولكن من يدري, ربما لها مسميات أخري في ثقافات مختلفة
ولكن كيف تصل إلي تلك السجلات ياصديقي؟
قد تكون مرتبطة بذلك الجسم الصنوبري بالمخ وهو القادر علي أن يصل أليها ,إلي سجلات التاريخ الماضي أو المستقبل, كما قرأت في رواية العنكبوت لد.مصطفي محمود
ريفيو العنكبوت
قد تصل لها بالعقاقير الكيميائية الغريبة كعقاقير الهلوسة كما ذكرت بعض الروايات
أو كما قرأت في رواية أطفال قرئتها -وهذا جعلني أزيد تقييمها حيي ظننتها من شطحات فانتازيا المؤلفة فحسب-عن كونها مكتبة في السماء يحميها العناصر اﻷربعة الكونية ، ولتدخلها يجب ان تكون في حالة من الغيبوبة -اي كما سبق ايضا بنفس الفكرة- لتعرف وتتطلع علي أسرارها، ولم يدخلها وفق تلك الرواية سوي النخبة مثل كليوبترا
ريفيو كتاب الظلال
لِم لا, قد تكون فعلا كليوبترا كما تدعي الرواية أطلعت علي سجلات أكاشا فأختارت ما أختارته كوسيلة للموت بدلا من ويلات الحروب
أو كما تقول أسطورتنا هنا بهذا الكتاب -مثل إيكاروس- قد يكون من المطّلعين علي تلك السجلات المتنبي الشاعر الذي استقبل مقتله برضاه ، موتسارت الذي مات فقيرا محموما، سقراط الذي كان سعيدا بحكم الضغاه ﻷعدامه ،فان جوخ الذي قبل أن ينتحر بالرغم من تحسن نفسيته قال أن الحزن يبقي للأبد، ماياكوفسكي، رجائي عليش الشاعر المنتحر كمثل كثير من اﻷدباء سبقوه، جمال حمدان الذي مات محترقا
محترقا
مثل إيكاروس
مثل محمود السمنودي
هل تعرف ياصديقي أسطورة محمود السمنودي؟
لا؟ ، حسنا، هو يعرفك جيدا..هو يعرف، هو يراك رغم هذه العصابة التي علي عينيه، يسمعك رغم السدادات التي في أذنيه
هو يعرف لأنه أطلع علي السجلات الأكاشية..أطلع عليها ﻷنه وحيد، ﻷنه مضطهد، ﻷنه غريب
لم يجد أبا يمنعه من عدم اﻷقتراب من الشمس مثل أيكاروس
هو لا يتنبأ...فالمستقبل بيد الله، فقط نحن من يصنعه...هو فقط صعد علي جبل ليري ما نخطوه إليه
لقد لجأ محمود السمنودي ليري فظائع العالم التي ستأتي أذا ما أستمرينا علي حالنا....وهو ما حرقه
فنيران السجلات اﻷشاكية أفظع من نيران شمس التي أذابت أجنحة إيكاروس
نيران معرفة ما المستقبل
بل وبعد ماأطلع عليها و رأي من الفظائع ما رأي وجد نفسه محاطا بكل أنواع البشر يريدون معرفه مستقبلهم
أذا كنت تعرف محمود السمنودي ياصديقي فبالتأكيد تعرف من أقترب منه ليعرف المستقبل
مصطفي ابو الحسن..المسلم الطيب الذي أنخدع مع جماعة الأخوان المسلمين .. في رحلة منذ استخدام العسكر لهم في السبعينيات وحتي ماحدث في يوليو 2014
د.بارتريدج الدارويني المتشدد..الذي يريد معرفة سر نطرية التطور قبل وفاته..هل نتطور فعلا؟
هل المستقبل بذلك الظلام عن التطور الذي وصفه زيجر وإيفانز في تلك الأغنية الكابوسية ؟
In the year 2525, if man is still alive
If woman can survive, they may find
In the year 3535
Ain't gonna need to tell the truth, tell no lie
Everything you think, do and say
Is in the pill you took today
In the year 4545
You ain't gonna need your teeth, won't need your eyes
You won't find a thing to chew
Nobody's gonna look at you
In the year 5555
Your arms hangin' limp at your sides
Your legs got nothin' to do
Some machine's doin' that for you
In the year 6565
Ain't gonna need no husband, won't need no wife
You'll pick your son, pick your daughter too
From the bottom of a long glass tube
ريتشارد دواير كاتب الخيال العلمي الذي يبحث عن أسوأ ماقد يهدد بلده أمريكا ليتجنبه نظامهم
لم يعلم أن النظام الأمريكي يخفي الكثير..لم يعلم أن نظريات المؤامرة حقيقية
وأحداث 9/11 ليست كما تبدو
B-87ay فقط لا تحاول البحث وراء آل بولسون ,رجال زيتا أو الشريحة
وألا ستكون أقتربت كثيرا من النار
مثل إيكاروس
ولكن فعلا أثناء قراءة الرواية ستجد نفسك تتوق لمعرفة المزيد عن المستقبل بالرغم من الكابوسية والسوداوية التي تراها
لقد قتلتني تلك الرواية ألف مرة بينما أتخيل الفظائع التي تنبأ بها, لأني للاسف لم أراها بعيدة
إنا لفي زمن لفرط شذوذه- من لايجن به فليس بعاقل
ضريبة الهواء..ساعة المزاج
أما الأسوأ علي الأطلاق فهو كيف أن الفساد في 2020 كما هو وأكثر مما نواجهة الأن
بفضل قيادة الرئيس القائد منصور احمد الديب..وكلاب نظامه
وفضل النظام الأمريكي المستبد الذي يطمح لركوب العالم
وجدت نفسي أردد دعاء ربي الاصر ثقيل لا تحتمله كتفاي مع محمود السمنودي أكثر من مرة معه
لم يتحمل السمنودي
فمن زبانية نظام الحكم المصري أو الأمريكي لم يجد مفرا
بالضبط مثل إيكاروس الذي حُبس ظلما بمتاهة بسبب الملك الضاغية..حتي هرب وأبيه
ولكن إلي أين يهرب محمود السمنودي؟
في الشارع الف عاهرة اتي بهن للعالم الف مغتصب صنعهم الف متحرش بالاطفال
رعب أكبر من هذا سوف يجىء
*****************************
النهاية
-------
هل تعرف يا صديقي أسطورة أحمد خالد توفيق؟
المؤلف الوحيد الذي ستجد في رواياته ألف أشارة لأدباء وأعمال أدبية, فنانين في مختلف المجالات وأعمال فنية
أحداث حقيقية سواء مؤكدة أو نظرية مؤامرة
أحداث وحقائق غريبة ذكرها البعض كهيلين بلافاتسكي صاحبة كتاب الغقيدة السرية أوادجار كايس
أماكن وحقائق جغرافية وتاريخية كجبل شاستا بكاليفورنيا و الليموريين
ألف أشارة وأشارة برواية محبكة جيدا, متناغمة ومنتظمة تجعلك تبحث بحثا وراء كل معلومة وتستمتع بتذوق كل عمل فني
الرواية قد تكون سوداوية , مقبضة وكئيبة..أكثر بكثير من يوتوبيا ولكنها صادمة
هي لا تتنبأ كالعرافين والدجالين..هي فحسب تخبرنا ما قد يحدث أذا ما أستمرينا علي حالنا
حادث قطار دمنهور في الرواية ما كان ليحدث أذا ما أنتبهت السلطات
أعجبني الحيادية في تقديم عيوب النظام الأخواني والنظام العسكري..تم تقديم الأمور بواقعية شديدة
أعجبتني الرواية بقوة
أعجبني حبكتها
أعجبني لغتها والأسلوب المشوق
أعجبني الغموض ولو أنها ليست رواية بوليسية ياسيدي المحقق , أقصد يا صديقي
هي أسطورة
مثل إيكاروس
هل تعرف يا صديق�� أسطورة إيكاروس؟
محمد العربي
من 31 يناير 2015
إلي 2 فبراير 2015
-
ما يحمي الدكتاتور حقيقة ليس حراسه ولا جهاز أمنه ولا المدرعات التي تحيط بقصره، بل هي طبقة المنافقين والمنتفعين وترزية القوانين من حوله. هذه الطبقة السميكة تدافع عن وجودها نفسه وعن ثرائها ونفوذها ومستقبل أولادها، وبالتالي تفديه بالروح والدم فعلا وهو هناك في القلب. هذه الطبقة صادقة جدا عندما تهتف بإسمك .. لا أحد لا يفدي ثروته وثروة عياله بالدم. عندما يكون دخلك بالملايين وتضمن لذريتك أفضل الأماكن في البلد، وعندما يكون ملف فسادك ذَا رائحة نتنة يخفيه الزعيم في خزانته، ثم يأتي شاب مخبول يحمل علم ويطالبك بأن تسقط الزعيم وتتقاضى عشر راتبك ويصير إبنك مواطنًا عاديًا كأي شاب آخر، ثم تلوح بهذا العلم من أجل الحرية.. أول شيء ستفعله هو أن تدس سارية هذا العلم في مؤخرة الفتى المخبول. لا شك في هذا...
مثل إيكاروس الرواية الثالثة للدكتور أحمد خالد توفيق
لغة أدبية راقية وعالية المستوى
تصلح لأن تكون فيلم خيال علمى رائع
فى المجمل فالرواية ساحرة
تاخدك الى عوالم غامضة تدور أحداث الرواية عام 2020
وتمتد إلى المستقبل ثم تعود إلى الماضي لتجتمع كل الخيوط
فى حجرة داخل مصحة للعلاج النفسي يمكث فيها
رجل قادر على قراءة أحداث الماضى والمستقبل، قبل أن يجبر نفسه على الصمت.
يرتفع "محمود" حتى يرى جسده على الفراش، وقد فتح ذراعيه وقدميه ليبدو كأنه حرف X كبير، أو كأنه برص عملاق سقط فوق الفراش على ظهره.
“المعرفة ليست مفتاح السعادة في كل الأحيان كما يعتقد الفلاسفة، بل هي كرة نار تحرق من يمسك بها. ثمة أسرار من الخير لها أن تبقى مغطاة مسربلة في إزارها.. إنك إن كشفت عورتها أصابك الهلع والاشمئزاز.”
للحقيقة ثمن، وللمعرفة ثمن، وقد دفع "محمود السمنودي" مقابل معرفته نبذا وألما ومعاناه، منذ طفولته كطفل غريب الأطوار بين أقرانه وكرجل لا يرغب أحد فى الإقتراب منه.
لقد مات محمود لأنه اقترب من الحقيقة أكثر من اللازم، فلم يتحمل واحترق وذاب جناحاه ..هوى من حالق ليغرق وسط محيط ثائر .. مثل إيكاروس".
أحمد خالد توفيق
رعب أكبر من هذا سوف يجىء
لن ينجيكم أن تعتصموا منه بأعالى جبل الصمت
أو ببطون الغابات
لن ينجيكم أن تختبئوا فى حجراتكم
أو تحت وسائدكم، أو فى بالوعات الحمامات
لن ينجيكم أن تلتصقوا بالجدران، إلى أن
يصبح كل منكم ظلاً مشبوحاً عانق ظلاً
لن ينجيكم أن ترتدوا أطفالاً
لن ينجيكم أن تقصر هاماتكم حتى تلتصقوا بالأرض
أو أن تنكمشوا حتى يدخل أحدكم فى سمّ الإبرة
لن ينجيكم أن تضعوا أقنعة القردة
فانفجروا أو موتوا -
من المرات القليلة التي أقول فيها (لم يعجبني) فيما يتعلق لكتاب يكتبه أحمد خالد توفيق..
تركني في حيرة من أمري.. شتت أفكاري وآمالي ��خيب ظني بتلك النهاية الباهتة التي كُتبت سريعاً لغرض إنهاء الرواية بأي شكل من الاشكال..
أين روح الرواية أين مغزاها أين هي تلك الاسئلة العظيمة التي تم طرحها لماذا ترك النهاية كما بدأها كل تلك الاسئلة تطن في رأسي بلا إجابات..
حسناً،، فيما يخص حديثه بتلك الطريقة عن الجنس وأستعمال اللغة المربكة لم يختلف فيها عن أحمد مراد قيد أنملة بل كان مثالاً سيئاً له فيما أعتقد..
ياسيدي دع أحمد مراد فهو له أدبه الخاص .. أريد أن أقرء ل أحمد خالد توفيق دع قلمك يكتب روائع أدبك الذي عودتنا عليه وعشقنا أسلوبك في تأليف القصص وجعلها في مقام العاليمة.. كان بودي أن تكتب أفضل وأن أرى عملاً أقيمه ب 5 نجوم وأنا غير متردد
لا بأس دعنا الأن نشعل لفافة تبغ وننفث دخانها ونتحدث عن بعض محاسن الرواية في رأيي و التي ينغبي ذكرها..
1 - شخصية محمود السمنودي الغريبة والخطيرة في آن واحد،، من النادر أن نرى هكذا شخصيات في الروايات وكذلك أن نرى أنصافاً لذلك النوع من البشر..
2 - طرح أسئلة منطقية ومهمة وخطيرة تخطر على بال أي مخلوق وإن كان طريقة التعامل معها لا يلبي رغبة القارئ..
3 - الانتقال بين الاحداث مصر وأمريكا كان جيداً ومرتباً حسب رأيي ولم يكن ذلك مربكاً ولا جالباً للملل..
4 - الفكاهة الذي تعودناه منه ظهر في بعض الاحيان بصورة قاسية وأحيانا جميلة ومضحكة..
5 - الجو الكئيب الذي رسمه بطريقة لا بأس بها وتدخل القارئ الى صلب الرواية من دون الحاجة إلى قتل الاحداث والتشويق..
على كل الرواية تستحق كل إحترام ولكن كنا ننتظر شيئاً أفضل من ذلك من هدا الأديب الذي أحبه وأكن له كل أحترام وتقدير.. -
أنت تعرف ذلك الشخص المنبوذ من الجميع الذي كان يعتدي عليه زملائه الأقوياء في المدرسة وعندما كبر وعلى عكس الجميع كان لا يُريد الزواج حتى أنه أُجبر على الزواج من عائلته.. أنت تعرفه.. رُبما هو جارك أو قريب لك أو مُجرد شخص من المعارف.. فهو ليس صديقك.. فهو لا يمتلك أي أصدقاء.. أنت تعرف ذلك الشخص؟ ذلك الشخص هو بطل روايتنا.. محمود السمنودي.
كيف أصبح ذلك الشخص هو محور أحداثنا؟ ومحور اهتمام العالم كُله بحكوماته؟
لأنه أمتلك الشيء الذي يرغب الجميع في امتلاكه.. امتلك المعرفة.. هو يعرف كُل شيء عن أي شيء.. لقد تمكن من قراءة السجلات الأكاشية وهي سجلات لكُل شيء يحدث في العالم.
إذاً فهو يعلم متى ستتزوج؟ هل تُحبك حبيبتك أم تخونك؟ هل ستُصبح غني في المُستقبل؟ هو يعرف من سيهزم الولايات المُتحدة؟ هو يعرف متى سينتهي العالم؟ هو يعرف الأرهابيين جميعاً ولديه أرقام تليفوناتهم لو أحببت التأكد من أنهم أرهابيين.. هو يعرف كُل شيء.. إذاً ستتكالب الحكومات عليه.. هذا كنزاً لا مثيل له.. هذا سلاح أكثر خطورة من أقوى سلاح نووي.
وبالفعل، نعيش رحلة في حكومات مصر والولايات المُتحدة.. ونظرة مستقبلية كابوسية لمصر لا تختلف كثيراً عن حاضرنا.. ولمسة د/أحمد السياسية والسُخرية والحوارات الأكثر من رائعة.. التي ستجعلك تُريد أن تُزين غُرفتك بكل تلك الأقتباسات الذكية التي زينت الرواية.
ولكن أحذر من كبير البصاصين الذي سُيمزقك هو والقائد المُفدى!
الإسقاطات السياسية جريئة وذكية وتجعلك تبتسم لا إرادياً حين تربطها بالواقع والحاضر.
يرتفع محمود حتى يرى جسده على الفراش، وقد فتح قدميه وذراعيه ليبدو كأنه حرف "إكس" كبير، أو كأنه برص عملاق سقط فوق الفراش على ظهره. عيناه مفتوحتان زجاجيتان تحدقان في السقف ولا تريان.
يبحث بين الأرفف عن المزيد.. أكاشا.. أكاشا..
بالطبع شخص كهذا سيجذب إنتباه ذلك العالم الدارويني وذلك المُتدين وذلك الكاتب للخيال العلمي وتلك الفتاة التي تُريد أن تعرف هل حبيبها سيخونها أم لا.. كانت تخنقهم الأسئلة التي بلا جواب.. فهل عندما عرفوا الجواب استطاعوا التنفس؟
يظل محمود طوال أحداث الرواية يؤكد أنه لا يوجد شيء اسمه التنبؤ.. هو فقط سبقنا.. هو فقط تقدم عننا.. هو فقط صفت نفسه وروحه.. فاستطاع أن يرى بوضوح.. فأحياناً تكون الحقيقة أمامنا.. ولكننا عُمينا عنها أو نجعل نفسنا عُميان عنها.
طريقة السرد طوال أحداث الرواية جذابة باختيار مُنمق للكلمات والتعبيرات.. سرد لا يمكن أن تجده إلا عند د/أحمد.. كلمات جذابة وسخرية مُحببة وأسئلة تخنقنا بلا جواب.
الذي أفقد الرواية نجمتها الخامسة هي النهاية.. فقد شعرت أنها ليست بنفس قوة الرواية.. كنت أعلم أن محمود سيموت بالطبع من أول فصل في الرواية.. ولكن الطريقة التي مات بها لم تُقنعني.. لم تُرضيني.. ولم تكن بنفس قوة الرواية.. فلماذا هذه النهاية؟ وحده د/أحمد من يعرف.. محمد تخنقه أسئلة بلا جواب.
هل لاحظت أن عدد صحفات الرواية 333 صفحة والرواية مُهداة إلى أحمد مُراد الذي جاء بعد عامين ليقدم لنا "موسم صيد الغُزلان" والتي تحمل نفس عدد الصفحات وتدور أحداثها في المستقبل الكابوسي الأسود أيضاً.. هل تعتقد أنها صُدفة؟ أم أنه مُجرد هذيان من عقلي؟
في المُجمل، كانت تجربة جيدة للغاية مع كاتب تحبه مع موضوع شائك وأسئلة بلا جواب وسرد ��ائع.. فأنا مُمتن لـ "د/أحمد" على هذه الوجبة الدسمة المُمتازة. -
هل من الممكن أن تكون المعرفة خطراً , هل من الممكن أن تكون حارقة كما كانت الشمس علي جناحي ايكاروس ؟
محمود السمنودي رجل لديه القدرة علي معرفة الكثير فتجد الناس من كل حدب و صوب يتهافتون لنيل تلك المعرفة
فماذا سيعرفون و هل ستكون المعرفة عند محمود السمنودي شفاءً لسقم الغفلة و الجهل ؟
كانت الرواية خليطاً من فلسفة عميقة و قصة سريعة حزينة .
بالرواية قصة اساسية و بعض القصص الاخرى المسايرة لتتجمع الخطوط جميعها في قالبٍ واحد من الحيرة و السراب و السعي وراء الحقيقة.
أعجبني جدا تنوع القصص فكانت كل قصة منها لها معني و قيمة .
فتجد من يسعي وراء الحقيقة و تجد من يحاول الهروب منها .
ذلك التباين المتشابه و التشابه المتباين كانا رفيقاي في الرواية .
كانت رواية دسمة بالكثير من الحقائق التاريخية و بعض الخرافات كذلك فكانت الرواية عن يميني و ويكيبيديا عن يسارى 😁 .
الاسلوب كان رائعا كعادة العراب .
مالم أحبه بالرواية كان أنها لا تقدم أجوبة علي تساؤلاتك بل تتركك بمزيد من الاسئلة .
بالنهاية فهي ممتعة و تستحق جائزة أفضل رواية عربية بمعرض الشارقة بالامارات عن جدارة . -
"أقسم لكم بمغلظ الأيمان أيها السادة أن شدة الإدراك مرض , مرض حقيقى خطير , إن إدراكاً عادياً هو ,من أجل حاجات الإنسان, أكثر من كافٍ ! "
دوستويفسكى
قد أعتبر هذه الجملة العبقرية من دوستويفسكى , هى بشكل ما ملخص رائعة أحمد خالد توفيق الجديدة . لا شك أنى أكثر الناس سعادة بهذه الرواية إذ أنه يتفق معى فى أن المعرفة تعاسة , وأن فى سعى الإنسان الدائم نحو إدراك الحقيقة حُمق .
قديماً قال المتنبى : تصفو الحياةُ لجاهلٍ أو غافلٍ , عمّا مضى فيها وما يُتوقّعُ !
وهنا يخبرنا أحمد خالد توفيق أن الحقيقة شمس يحترق من يقترب منها ..
بسم الله الرحمن الرحيم "كلا لو تعلمون علم اليقين , لَتروُنّ الجحيم " -
" يا بني أنصحك بالطيران المتوسط بين البحر والشمس لأنك إذا طرت منخفضاً أثقلت الرطوبة جناحيك , وإن حلّقت عالياً أذابتهما الحرارة ، طر بجانبي و سوف تسلم"
image hosting over 5mb
الحقيقة شمس يحترق من يقترب منها..
الحقيقة طريقٌ لن تحب أن تقطعـه..
الحقيقة مُجهدة.. الحقيقة مخيفة.. الحقيقة تقتل..
**************
لم يعلم "محمود" هذا وهو يصعد ذلك الجبل ليرى أبعد.. لم يكن يعلم عواقب فعلته الوخيمة.. اقترب حتى احترق، ولا رجعة بعد احتراق..
لا عجب أن الأنبياء هم المختارون.. لا أحد يتحمل نيران الحقيقة، وجهل من حوله إلا نبى..
**************
يرتفع "محمود" حتى يرى جسده على الفراش، وقد فتح ذراعيه وقدميه ليبدو كأنه حرف X كبير، أو كأنه برص عملاق سقط فوق الفراش على ظهره.. عيناه زجاجيتان مفتوحتان تحدقان فى السقف ولا تريان..
picture uploading
**************
مستقبل الأمم وحياة الأشخاص وموتهم.. كوارث حلّت وأخرى ستحلّ .. جيوش تختفى تحت الرمال وقنابل نووية تُلقَى من حالق فتذيب الأرواح..
شاب من الرعاع يطلب الأميرة لفراشه وشبابٌ يرفعون وجوههم ليتنشقوا حشيشًا نقيًا..
رجل يبحث عن دلائل على نظريته العلمية قبل أن يهلكه السرطان.. كاتب خيال علمى يرسم سيناريوهات لصراع الدول وحروبهم.. زوجان يبحثان عن السعادة فى طفل لا يريد أن يُولد.. شيخٌ يبحث عن إجابات يُسكِتُ بها شكًا ينهشه..
**************
"محمود" يقول: "أنا لا أتنبأ .. لا أحد يستطيع التنبؤ.. أنا، فقط، صعدت الجبل فرأيتُ أبعد"..
**************
الآن أنت فى الصورة.. الآن ترى غرابة كل هذا..
رواية غريبة بحق..
تدور أحداثها فى المستقبل.. ثم تعود للحاضر وتنتقل منه للماضى، ثم تقفز إلى المستقبل مرة أخرى، وهكذا..
اسقاطات أحمد خالد توفيق على الواقع غاية فى الوضوح: العصر الذى نعيشه وحالنا فيه، ثم حُكّامنا وقرآن حكمهم.. قناعات المواطن العادى وأفكاره التى تراوده..
الفكرة تدور فى محيط "يوتوبيا".. ليست غريبة عنها.. نفس التشاؤم والنظرة السوداوية للمستقبل.. ويبدو أن الكاتب قلقٌ كثيرًا من الغد وما سيأتى معه..
الكاتب لا يتّعظ.. وعلى غرار البطل، يبحث الكاتب عن الحقيقة..
لن أتحدث عن لغة ولا أسلوب.. أحمد خالد توفيق وكفى..
ليست بجمال "يوتوبيا" .. لكنها جميلة بما يكفى -
هل تعرف محمود السمنودي؟
محمود السمنودي غريب
محمود السمنودي خطر
محمود السمنودي يحمل عينين لائمتين علي الدوام كأنه يعرف، بل إنه يعرف
محمود السمنودي يعطيك انطباعا بأنه صاحب عاهة ما،
كأنه فقد عينه الثالثة أو قدمه الرابعة
محمود السمنودي مُخيف..
-----------------------------------------------------
الجهل قد ينقذك، ما لا تعرفه قد لا يؤذيك..الظلام يُفيد
-----------------------------------------------------
أكان ليتراجع إن أخبره أحد بتلك الحكمة قبل أن يعرف ما عرف؟؟ أم أننا مسيّرون نحو أقدارنا كأبطال الأساطير الإغريقية؟؟
رواية سوداوية كئيبة مخيفة، أجواء يوتيوبيا جديدة
يوتيوبيا توفيق لم تكن عن الواقع ببعيدة، هل يتكرر الأمر ثانية؟
-----------------------------------------------------
يقول محمود السمنودي بغضب: "أنا لا أتنبأ .. لا أحد يستطيع التنبؤ.. أنا، فقط، صعدت الجبل فرأيتُ أبعد"
----------------------------------------------------
محمود السمنودي يعرف الكثير، محمود السمنودي يحترق بما يعرفه، محمود السمنودي يفضل أن يصمت و أن يكتم ما يعرف رأفة بالأبرياء الجاهلين طالبي المعرفة، محمود السمنودي يعرف مصير كل من يعرف،لا يتحدث تحت أي ضغط، لا يتحدث إلا حينما يريد..
نقلات بين الحاضر و المستقبل، الملفات الأكاشية، ليموريا المفقودة، البنتاجون، عالم يحكمه الصراصير و يختبئ فيه البشر، نظرية التطور، هل نتطور أم نتحور لمرحلة جديدة، من قتل السادات، ماذا حدث في 11 سبتمبر، دولة تحرق حكومتها الحشيش في الهواء كي يواصل المواطنين الإنتاج، أميرة يطلبها أحد الرعاع في فراشه و لا تقوي علي الرفض طبقاً للقوانين.
هل أنت علي ثقة أنك ستتحمل معرفة كل ذلك؟
أن عقلك لن يحترق بما يعرفه؟؟
الإنسان فضوليٌ أحمق، منذ بدء الخليقة و الإنسان فضوليٌ أحمق..قبل بحماس و ترحاب الأمانة التي أبت الجِبال حملها، إنه كان ظلومًا جهولًا..
هل تعرف قصة إيكاروس؟؟
إنسي بجناحين من شمع طار بهما حتي بلغ الشمس، دنا و اقترب..
عرف، ذابت جناحاته
سقط
مات..
اقرأ عن محمود السمنودي و اهرب، انبذ كل معرفة زائدة عن حاجتك
اهرب كأنما الجحيم يطاردك، لم يعلم أي من أبطالنا هنا أن المعرفة قاتلتهم..
رواية شديدة الغرابة مقبضة، أصبت بالملل في بعض اجزائها السياسية
لكنها جميلة..جميلة للغاية
هل تعرف محمود السمنودي؟؟
أعرفه و أعرف أنه مات لأنه دنا من الحقيقة أكثر من اللازم، لم يتحمل و احترق و ذاب جناحاه..
مثل إيكاروس
-
"ثمّة أمور يُستحسن أن تبقى تحت غطاء، والخطر كل الخطر أن يراها أمثالك، ولربما كان ثمن الحقيقة نهايتك لأن الشمس إصرٌ على كاهل الواهنين."
مرة أخرى، رواية عن الحقيقة القاتلة، المعرفة المطلقة لكل ما يحدث بالكون.. المعرفة التي تحرق عارفها.. الحقيقة الكاملة التي لو عرفناها لن نستطع أن نبقى يوماً أحياء مثل إيكاروس!
رواية جديدة بمعلوماتها بالنسبة لي، وتتناول موضوع الوعي الكوني أو الأكاشا وهي ذاكرة كونية تحتوي على جميع المعلومات المتعلقة بالأحداث والأفعال والأفكار والمشاعر وغيرها من انطباعات بشرية مختلفة حصلت منذ بداية الوجود. قالوا أن جميع هذه المعلومات المتنوعة محفوظة في حقل معلوماتي عملاق، ضوء خفي يوصفه بعض الروحانيين بأنه نوع من الأثير، مادته مجهولة، يكمن ما وراء حواس الإنسان.
تدور أحداث الرواية في عام 2020، عن رجل يُدعى محمود السمنودي، الرجل الذي عرف أكثر مما ينبغي لبشرٍ أن يعرفه.. وتتوالى الأحداث وتتقاطع القصص في إطار تشويقي مثير وغريب..
شخصياً، أحب أسلوب الدكتور أحمد خالد توفيق، وطريقته في السرد والقص، فمهما كانت القصة طويلة أو مُع��ّ��ةً، فإنني لا أشعر سوى بالبساطة والاندماج الكامل مع الأحداث. أحببت فكرة الرواية الجديدة عليّ كلياً، والربط الذكي بين الأسطورة الإغريقية: احتراق جناحي إيكاروس الذي اقترب من الشمس أكثر مما ينبغي وبين بطل الرواية محمود السمنودي.. وأحببت أيضاً اللازمات المتكررة في الرواية كقفلة في سيمفونية موسيقية:
"يرتفع محمود حتى يرى جسده على الفراش، وقد فتح قدميه
وذراعيه ليبدو كأنه حرف إكس كبير، أو كأنه بُرص عملاق سقط فوق الفراش على ظهره. عيناه مفتوحتان زجاجيتان تُحدقان في السقف ولا تريان. يبحث بين الأرفف عن المزيد.. أكاشا.. أكاشا.."
"اسمها سلوى عمران يا سيدي المحقق"
"كبير البصاصين الذي سيشنقني على باب زويلة بعد ما ينتزعون لساني ويقطعون كفي"
... -
كعادة أحمد خالد توفيق -المحببة بالنسبة لي- بيتناول موضوع غريب و كأنه مش غريب! و في وسط الكلام بتتسلل السخرية المحببة لمحبين أحمد خالد توفيق. الرواية حلوة، مش ممتازة ك"يوتوبيا" مثلاً، لكنها حلوة. طريقة السرد كانت جيدة، و رغم كثرة خيوط الرواية- اللي هتخليك متوتر من نسيان أي منها- لكن تم تجميع الخطوط دي و وضع نهاية مناسبة لكل خط بدون أي كروتة.
ملحوظة ملهاش علاقة بالرواية:
إشتريت الرواية من معرض الكتاب أول م نزلت، روحت في اليوم اللي كان فيه حفل توقيع لأحمد خالد توفيق، طبعاً كان فيه أمم عند دار الشروق و الناس -حرفياً- بتخطف الرواية. و في وسط الزحمة و أنا بحاول ألحق نسخة منها لقيتني في وش الرجل اللي بيوزع النسخ و بيناولني نسخة و بيقول: حطك يا عم آخر نسخة.
جدير بالذكر إن الفلوس اللي كانت باقية معايا كانت قد ثمن الرواية بالظبط. -
ممكن لو قولت لحد اني عمري ما قريت لاحمد خالد توفيق الا رواية السنجة مايصدقنيش
ولا قراتله اي رواية من سلاسله المشهور بها جدا
ربما لهذا لا اشعر بتعاطف او حنين حين اقرا له
لكني اعرف حجم كاتب مثله وحجم ابداعه وقوة مقالاته كذلك
اعتقد ان حظي معاه سئ فانا ربما اختار له كتبه الاقل في المستوى
مثل ايكاروس مبدئيا العنوان ما عجبنيش وماشجعنيش اقرا الرواية....ولاننا حنناقشها في نادي اسكندرية للكتاب اعارتها لي صديقتي فوجدت نفسي مضطرة لقراءتها
بعد ان انهيتها شعرت ان العنوان كان مناسب جدا
الغلاف ايضا مقبض وغريب لكن معبر عن الرواية الحقيقة
استغربت جدا في الاهداء ان احمد خالد توفيق بيتعامل مع احمد مراد كأنه مثله في نفس العمر والقوة الادبية ولكن قلت في نفسي هو تواضع كبير من استاذ
لكن كانت صدمتي كبيرة حين وجدت الاستاذ يحاكي اسلوب التلميذ ليبيع!
لو مسحت كلمة احمد خالد توفيق على الغلاف وكتبت احمد مراد لوجدت الرواية مستساغة جدا ولتقبلتها بصدر رحب
بعد اللون الجديد الذي ادخله احمد مراد على سوق الكتب اتجه كتاب شباب كثيرين لمحاكاته ليثبت اسمهم في اذهان القراء خصوصا ان عدد الكتاب الان صار اكبر من عدد من يقرا
وكنت اجد هذا طبيعيا
لكن الغير طبيعي طبعا ان احمد خالد توفيق شخص كتبه مباعة من قبل صدورها بالاساس....شخص مثله لا يحتاج اسم ولا شهرة ولا اي شئ....بل ان اسمه في الغلاف الخلفي لاي كتاب كفيل بان يعطي الثقة لقارئ الكتاب
فوجدت انه من المؤلم جدا ان يفعل هذا كاتب بحجم احمد خالد توفيق....ولو انه مجرد راي قد اكون مخطئة فيه
بالنسبة للرواية نفسها....لو انها لكاتب في بدايته لقلت انها مبذول فيها مجهود كبير....لكن ايضا مشكلتي ان كاتبها استاذ نتوقع منه الكثير
الرواية نفسها كفكرة وكحبكة جيدة جدا....بعض الاجزاء في تناولها كان عبقري خصوصا في الجمل الفلسفية وتوصيف الحقائق بشكل ادبي جميل
الغريب مع هذا اني لم استمتع بها قط بل على العكس طوال الوقت كنت اتمنى انتهاءها بسرعة....والاغرب اني شعرت بتقزز غير عادي وطعم مر في حلقي وانا اقرأها
كثير من الحكايات والشخصيات حقيقة لم اشعر بقيمتها او تأثيرها في فكرة او حبكة القصة...او حتى في الافكار الفلسفية للقصة
دخول كاتب راقي مثل احمد خالد توفيق في دوامة السير مع الموجة وشتيمته في الاسلاميين اثار سخطي واشعرني انه مفيش فايدة...اليس فيكم رجل رشيد؟ فصول كاملة عن الموضوع ده مالهاش اي تلاتين لزمة ولا حتى ليها دور فالحكاية ولا فالحبكة....مع ان مقالات احمد خالد توفيق كانت تتسم بالكثير من التعقل صراحة لست ادري ما الداعي لحشو جزء كهذا في روايته؟ ارضاء الاسياد مثلا؟
حديثه عن الموت اعجبني وعن الشر واعتقد انه كان افضل ما في الرواية....لكن وصفه لشخصية السمنودي الحقيقة كان اوفر اوي وفي اوقات كتير كان بيزعجني انه البطل
اكتر حاجة آلمتني في الرواية لانها حقيقية جدا هي وصف مشاعر الراوي اتجاه زوجة السمنودي...كيف كان طوال الرواية هائما ��يها يتمناها ومحاولاته لاستمالتها واستمالة قلبها واعجابه الحقيقي بها....وما ان مات زوجها وصار من الممكن لها ان تبادله المشاعر...وتعلقت به فعلا حتى زهدها وتهرب منها!
ما آلمني في الوصف اجزاء كثيرة وجمل خصوصا حين قال فيما معناه اصعب شئ ان تتخلص من وجود امراة جيدة في حياتك لانك مش حتعرف تلاقي عليها حاجة تتخلص منها بيها فحتتخلص منها ازاي؟
وكان بيوصف ان الرجل الغبي اللي يستسلم لمشاعر الحب والاعجاب ويكللها بالزواج لان الزهد والملل حيجيله اكيد بعد الزواج وساعتها حيكون خلاص دخل القفص ومفيهوش رجعة
ما آلمني اني حسيت ان الكلام ده معبر بشكل كبير جدا عن مشاكل كل العلاقات الحالية...الرجل يسعى وراء المراة حتى يملها فيرميها...رايت في شخصية الراوي رجال كثيرين جدا في الواقع مع الاسف
ربما هذا ما صدمني جدا وجعلني اشعر برفض نفسي تام للرواية
احيانا تكون الحقيقة احقر من ان نقدر على تقبلها
اسلوب الكتابة كان حاد جدا وكان بيؤثر على استمتاعي بها لكنه كان مناسب جدا لمحتوى الرواية
المشكلة ان دي رواية فعلا يصعب جدا الحكم عليها وبالرغم اني انهيتها من اسبوع كامل كنت عاجزة عن كتابة اي حرف عنها....بل الغريب اني كنت اشعر اني لا اريد ان اقول لاحد اني قراتها ولا اريد الحديث عنها!
مشاعر غريبة ومتضاربة حدثت لي مع هذا الكتاب
في كل الاحوال لا استطيع ان اعطيه نجوم لاني فعلا لا اعرف كيف احكم عليه -
لم أستطيع تحديد إيكاورس الذي يقصده الدكتور، هل هو ايكاروس الإغريقي الذي سقط لأن الشمس أذابت جناحية ، أو ايكاروس التلسكوب العملاق الذي يرى أبعد مما نرى .
الرواية مشوقة ، سوداوية ، مستقبلية ، وحشية ، أبطالها سوداويون ، قاتمين ، يربطهم جميعاً الهوس والسادية.
اجمل مافيها ، الشخصيات التى اضافها الكاتب للإستشهاد بها ، أعتقد أنه نسى إضافة سبارتاكوس ليكتمل المشهد .
أسوء مافيها تكرار وإعادة الجُمَل بشكل مبالغ فيه .
ثم إنه "ستحكمنا الصراصير" هذا مايؤكده د.احمد خالد توفيق في هذا الكتاب .
د.أحمد توفيق قد يكون بارعاً جداً، لكني لم أصل بعد، إلى براعته حتى الان مما قرأت له . -
بدون حديث عن التفاصيل أو الحبكة، هذه الرواية هي أغرب ما قرأت للعزيز أحمد خالد توفيق.
عبقرية في فكرتها، فوضى منظمة في حبكتها، مقبضة، مثيرة، مرعبة
تتأرجح بين الحقيقة والخيال بمهارة، وبين العقل والجنون بخفة.
تريد أن تعرف أكثر؟
اقرأ.. لكن احذر أن يحترقك جناحاك، وأن تصير مثل إيكاروس.
تمت. -
اعتقد ان ملخص الرواية هو : الجهل نعمة . بس .
-
عن العراب الذي لم يمت
——————-
مكنتش متخيل ان هاييجي اليوم اني اكتب عن وفاة الدكتور احمد خالد توفيق. السبب اللي مخليني أكتب، هو ان في الكتابة نوع من العلاج النفسي. خصوصا اني في حالة صدمة حقيقية عملت جوايا شرخ مؤلم جدا و باحاول اتعافى منه من خلال الكلمتين غير المرتبين دول.
دكتور احمد خالد توفيق بالنسبة لي مزيج معقد من صديق و اخ و استاذ و أب. لما بأكون قاعد معاه في مكان بأكون مدرك تماما انه مش مجرد صديق، بل مش مجرد الشخص اللي قاعد قدامي دلوقتي، لكنه اكبر من كده بكتير. هو طفولتي اللي بدأتها و انا باقرا رواياته، و هو القيم اللي اترسخت جوايا من خلالها، و هو الإلهام اللي دايماً قدامي لما بافكر في علاقته الحميمة مع القرّاء و إخلاصه و تفانيه في اللي هو بيعمله.
مفيش في حياتي شخص اعتبرته استاذ اتعلم منه و أستشيره مهنيا و علميا، و مثل اعلى أتطلع له، و في نفس الوقت صديق حميم اكشف له أعمق أسراري.. إلا انسان واحد، و الانسان ده رحل النهارده. عمود من أعمدة حياتي -ببساطة- معادش موجود فجأة و المفروض أتصرف!
منذ فترة قصيرة قال لي الدكتور حرفيا "جسدي يتخلى عني" و انه اضطر لإلغاء ندوة في معرض الكتاب و زيارة لمعهد اللغات الشرقية في فرنسا لمناقشة يوتوبيا، تمنيت له السلامة و قلت له انه موجود في كل مكان و لا يحتاج للذهاب شخصيا، فكتاباته تجعله يصل لنا جميعا دون ان يتحرك من مكانه و يرهق نفسه.
و الآن اقولها لكم ايضا يامن تتألمون مثلي لرحيله: الدكتور احمد خالد توفيق لم يمت. خذله جسده لكن أفكاره لازالت حية تنبض في داخلي و داخلك. هو القيم التي غرسها فيك، و هو لحظات السعادة التي تشعر بها و أنت تقرأ رواياته، و هو المعرفة التي ملأت عقلك عبر السنين.. بل هو الألم الذي يعت��ر صدرك الآن تعلقا به. هو الإنكار الذي شعرنا به جميعا حين سمعنا الخبر لانه لازال ينبض بالحياة في وجداننا، بأفكاره و قيمه و احلامه و مشاعره و كل ما يمثله لنا من خير و حق و جمال.. لازال حيا مؤثرا مادام له قراء مخلصون و كتب تطبع، كلنا امتداد له بشكل من الأشكال، و لا ينبغي ان ننسى بصمته التي ستعيش في قلوبنا ما حيينا.
سلام يا دوك. هاتوحشني و الله العظيم. كان نفسي اشوفك قبل ما اسافر، لكن انت سافرت قبلي. اهم حاجة تكون مستريح دلوقتي.
—-
ملحوظة جانبية، أتمنى ان يقوم احد بتمويل (او جمع تمويل) فيلم سنيمائي لأحد اعمال الدكتور، لانه طالما تمنى رؤية احد رواياته كعمل سنيمائي، و معلوماتي انه قد كتب سيناريو جاهز بالفعل. دي كانت أمنية حقيقية عنده. -
منذ طفولته كان يعطي انطباعًا أنه صاحب عاهة ما..
كان صحيحًا تمامًا ..كان سليمًا، كانت نظراته حادة مرعبة، أصبح الاطفال يخافون بعد أن كانوا يُخيفونه، كَبُر وكبُرَت معه حدة نظراته، زادت وحدته والظلام من حوله تفاقم، وكأن الحياة تُعده لما سيأتي، كانت حياته خاصة غامضة إلى أن تزوج..
إسمها سلوى عمران وهي على قدر من الجمال، ابنة الطبقة المتوسطه التي تخلت عن مبادئها فيما بعد، لم يكن الزوج الأمثل.. يمكننا القول أنه لم يكن زوجًا على الاطلاق، كانت -سلوى عمران- تتحير من غموض زوجها من انعزاله الدائم، كان يقرأ كُتبًا غريبة، بعضها بالإنجليزية واللاتينية، هي لا تعرف اللغات الا قليلا لكنها تعرف أشكال الحروف الفرنسية وقد فطنت أن هناك عددًا من الكتب بهذه اللغة، كانت الكتب كبيرة وكثيرة وقد امتلئت بالطلاسم والأشكال المرعبة، كانت خائفة وقد عرفت ان زوجها ليس بالشخص العادي على الاطلاق.
حاول الانتحار أكثر من مرة لكنه فشل، لا، هو لا يطيق أن يُطلق عليه كافر، ولا يريد أن يدلي كل ذي لحية برأيه بعد موته، وأيضا هو ليس من هذه الفئة المراهقه التي تنتحر لأن هذا هو "موضة" العصر، إنه يريد الموت لأن خلاياه العصبية لم تعد تحتمل، كان يعاني كل ثانية وهو على قيد الحياة.
إسمها سلوى عمران أتت به إلى المصحة بعد أن أرهقها تدهور حالته، قد شاب شعره وزحفت التجاعيد إلى وجهه النحيف، هناك خيوط لزجة تكسو وجهه وتغلف جفيه، لم يكن مجنونًا ولم يكن يهذي ..كان يرى ..كان يعرف.. كان يسمع..لم يكن يتنبأ، فقط كان يصعد الجبل ليرى أبعد قليلا ..اسمه محمود السمنودي.
_________________________
تمت.
٦ أكتوبر ٢٠٢٠ -
مثل إيكاروس: أحمد خالد توفيق يحتاج أن يحلق للأعلى دون أن ينظر وراءه!
بقلم: محمد جمال
رواية "مثل إيكاروس" للأديب الدكتور أحمد خالد توفيق والصادرة مؤخرا عن دار الشروق.. مثلت بالنسبة لي (كمحب ومتابع لـ د. أحمد وكتاباته) خيبة أمل لا مثيل لها! وسأقوم في السطور القادمة بعرض سريع لأحداث الرواية, ثم سأبين بالتفصيل أسباب ذلك الاحباط الذي أصابني.
الرواية التي تقع في 333 صفحة من القطع المتوسط, ويمكن اعتبارها مزيج من التراجيديا والخيال العلمي, تتحدث عن "محمود", الشاب غريب الأطوار الذي يستطيع الاتصال بما يسمى "السجلات الأكاشية", وهي عبارة عن مكتبة خفية مزعومة تحتوي ملفات تسجل كل شئ حدث أو سيحدث في الكون.. يمكن لمحمود بقدرات ذهنية خارقة أن يخترق الحواجز الميتافيزيقية التي تفصلنا نحن البشر العاديين عن الوصول لمثل هذه المكتبة, والتجول فيها, والإطلاع على تفاصيل أي شئ قد مضى, أو تفاصيل أي شئ في طريقه للحدوث في المستقبل.
محمود الذي قضى طفولة انطوائية ومعذبة, ينغلق على نفسه في شرنقة, لا يفعل سوى أن يلتهم مئات الكتب ويتعلم اللغة الإنجليزية, ويلتهم مئات الكتب الأخرى المكتوبة بالإنجليزية.. يتخرج من كلية الحقوق.. ويتزوج تحت ضغط الأهل من "سلوى", المحامية الجميلة الناجحة.. ومع استمرار غرابة أطوار محمود, وصمته الطويل, وانغلاقه في عالم الكتب, وبناء المزيد من الجدران بينه وبين الخارج, لا يمكننا تخيل شكل العلاقة التي تجمعه مع زوجته.. ولا كيفية التواصل بينهما.. كل ما نعرفه أن سلوى تفاجئ بأن محمود يبدأ بالتنبأ بأشياء.. وأن تلك الأشياء تحدث بالفعل.. وتبدأ تغيرات تظهر على ملامحه.. يغزو اللون الأبيض شعره, وتبدأ خيوط مخاطية غريبة تنغزل حول تلافيف وجهه, وكأنه يدخل شرنقة –أو يخرج منها-, وكأنه يتحول من طور إلى آخر.. ثم تصدم بأنه يحاول الانتحار مرة بعد أخرى.
يتم إيداع محمود مصحة نفسية.. ويشرف عليه أحد الأطباء.. وتستمر النبوئات في الإنهمار من "السجلات الأكاشية" عبر محمود.. تتقاطع مسارات عدة قصص أخرى مع مسار قصة محمود المسكين.. فبداية من أجهزة الدولة الأمنية –التي يحكمها ديكتاتور عسكري, في زمن الرواية التي تقع أحداثها في العام 2020- والتي تبحث عن محمود ليستطيع التنبؤ بأي محاولات محتملة لاغتيال للقائد المفدى.. ومرورا بأجهزة حكومية أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية المهتمة بوضع تخيل لسيناريوهات مستقبلية كارثية قد تواجه أمريكا –مثل سيناريو 11 سبتمبر-, وتريد أيضا الاستعانة بمحمود.. وانتهاء بعالم أمريكي أخرى مهتم بنظرية التطور, ويحاول استشراف كيف سيبدو البشر بعد عدة ملايين من السنين؟ وما الطفرات التي ستحدث لهم!
وعبر تلك التقاطعات.. نجد محمود وقد اعتقلته الأجهزة الأمنية وقامت بتعذيبه من أجل إمدادها بالمزيد من النبوءات.. ونجده يفر من الجحيم المصري إلى الولايات المتحدة ويلجأ لجبل منعزل في ولاية كاليفورنيا, ويذيع صيته وسط المعذبين وأصحاب الأسئلة وسماسرة البورصة ولكل من له حاجة في استقراء المستقبل, ويصبح كهفه قبلة لكل أولئك.. يزداد شعره شيبا, وتزداد الخيوط العنكبوتية ظهورا حول ثنايا وجهه..
يرى محمود كل شئ تقريبا.. يعرف من قتل كينيدي ومن اغتال السادات, وما هي تفاصيل عملية 9/11.. ويعرف كيف ستتحرك أسهم شركة ما على البورصة.. وإذا ما كان على زوجين أن ينفصلا أم يظلا معا.. يعرف كيف سيتطور الإنسان؟.. وما هي الكائنات البدائية التي ستحكم العالم بعد ملايين السنين, والتي ستتخذ من الإنسان فريسة لها..
ومثل إيكاروس في الميثولوجيا اليونانية, الذي ينتشي بقدرته على الطيران عبر جناحي الريش الملتصقان إلى جسده بالشمع.. ولا يلقي بالا لتحذيرات أبيه.. ولا يستطع مقاومة اغراء الارتقاء والارتفاع ناحية الشمس.. حتى تذيب الشمس الشمع فيهوي من حالق.. "مثل إيكاروس" يقترب محمود من الحقيقة أكثر من اللازم, فلا يحتمل.. يذوب جناحاه, ويحترق!
قسوة الحقيقة, وفشله في التعامل مع فكرة الانتحار, يجعلانه يقرر القيام بأكثر الأمور قسوة.. يقوم بقطع لسانه حتى لا يتحدث أكثر من ذلك.. ويهشم يديه حتى لا يضطره أحدا للكتابة.. يضع محمود مصيره بنفسه, لكن الفصل الأخير لم يكتب بعد.
يهرب محمود من قبضة الأجهزة الأمنية الأمريكية, ويعود إلى مصر بطريقة غامضة.. ثم تجمعه لقاءات بطبيبه النفسي السابق.. وبالوقت يستطيع محمود أن يستخدم قدميه في الكتابة.. ويجد الطبيب نفسه أمام سيل عارم من نبوءات المستقبل.. يُصدم الطبيب عندما يخبره محمود بمستقبله التعيس, ويتمنى لو لم يكن قد أزيح عنه الغطاء ورآه.. فقط ذلك الطبيب النفسي يدرك أن معرفة المستقبل هو أمر بالغ البشاعة, يقتل في الناس الأمل, ولهفة انتظار الغد.. يجعلهم يفقدون الإيمان بقدرتهم على الاختيار.. بعدما يكتشفون أنهم مجبرون على السير لمصائر محتومة سلفا.. ماذا سيفعل العلماء عندما يدركون أن الصراصير هي التي ستحكمنا في المستقبل.. وماذا سيفعل البشر عندما يدركون أنهم سينهون حضارتهم بقنابل متطورة شديدة الدمار! يقرر الطبيب أن يقتل محمود, ويسكت نبواءته للأبد. هكذا استكمل محمود احتراقه, مثل إيكاروس.
القصة مكتوبة بنفس الطريقة النمطية المتبعة في معظم قصص الدكتور أحمد خالد توفيق.. لا وجود لدراما حقيقة.. وخط طويل متصل من الصراع.. قصص مبتسرة هنا وهناك تحاول تقديم فكرة فلسفية معينة (في حالتنا, فكرة مواجهة الإنسان لمصيره البائس, والتساؤل حول طبيعة هذا المصير).. البطل دائما هو الفكرة, أما باقي الشخصيات فلا يبذل فيهم د. أحمد الجهد الكافي لينحت لهم أشكالا مميزة.. تجد معظمهم يتكلم بنفس الطريقة المتفلسفة.. معظمهم واسعي الإطلاع, يستعرضون معلوماتهم الغزيرة طوال الوقت بسبب وبدون.. ويقومون بالاستشهاد بكتاب وروائيين وأفلام أجنبية وكلمات من أغاني.. وكأنهم نفس الشخص ولكن بأسماء مختلفة.
ربما لأن د. أحمد حديث التجربة مع الرواية الطويلة (له تجربتين فقط, يوتوبيا الصادرة عن دار ميريت في 2008, والسنجة الصادرة عن مؤسسة قطر للنشر في 2012), ومعظم كتاباته القصصية داخل مجال سلاسل الجيب.. مشكلة سلسلة الجيب أنها تعتمد على شخصية رئيسية, تنحت معالمها ببطئ عبر أعداد طويلة من السلسلة, بينما تمر باقي الشخصيات حوله بشكل عابر, وتختلف من عدد لآخر, فلا يكون هناك مجال –عبر صفحات العدد المحدودة, متوسط العدد 50 صفحة فقط (الصفحة القياسية 250 كلمة)- في التعمق في رسم الشخصيات ومزاجها وطريقة حديثها وتفاعلها مع البطل وباقي الأحداث.. كما أن شخصيات سلاسل د. أحمد الثانوية معروفة سلفا, فهم أبطال روايات عالمية أخرى (كما في حالة فانتازيا), أو من أبطال أساطير وحكايات رعب معروفة (كما في حالة ما وراء الطبيعة).. وهكذا! (ولذلك طالما أعجبت بمقالات د. أحمد السياسية, لأنه يجد نفسه مجبرا للتفاعل مع أحداث وشخصيات حقيقية ليس عليه تخيلها, وبالتالي تنهمر من مخيلته الأفكار والرؤى والحكمة البالغة بسهولة أكبر.. وياللسخرية, حين يصير الواقع مثير للإبداع أكثر من الخيال!)
فكرة الرواية في حد ذاتها شيقة, وتثير العشرات من الأسئلة التي يمكن للرواية والشخصيات أن تتناولها بعمق أكبر.. صحيح أن فكرة مصدر المعرفة الأزلي الذي يحاول البطل التواصل معه لمعرفة مصيره قد تم تناولها في أعمال أدبية وسينمائية مختلفة (قد يكون أخرها فيلم Interstellar والذي يمتلك فيه البطل القدرة على الإطلاع على أي حدث في الماضي أو المستقبل, عبر ألة مستقبلية عجيبة أشبه فعلا بحجرات مكتبة يستطيع التنقل في��ا, ليتنقل في المكان والزمان), وحتى في تناول الكتب السماوية المقدسة, التي يحاول تيار من العلماء استنباط أحداث المستقبل عبر أكواد خفية يزعمون أنها موجودة بداخلها.. إلا أن ذلك لا ينفي أنه كانت لدى د. أحمد أحمد الفرصة ليغوص أكبر في ماهية تلك السجلات الغريبة.. كيف بدأت ونشأت؟.. ومن الذي جعلها تظهر للوجود؟.. وما هي أسباب وجودها أصلا؟.. وكيف يتماشي وجودها مع فكرة الاختيار لدى البشر؟.. هل نحن مسيرون لمصائر مكتوبة سلفا بالفعل؟.. وكيف يتماشى ذلك مع فكرة وجود إله ووجود رسالات واختبار بعد الموت.. الخ؟.. كيف أمكن لمحمود الاتصال بتلك السجلات؟ هل هناك من اتصل بها قبله؟ وماذا فعل بها؟ وكيف كانت ردة الفعل من المجتمعات المحيطة بأولئك؟.. كيف ستكون الصدمة على المجتمعات الواسعة إذا ما أدركت وجود مثل تلك السجلات, وما بداخلها من وصف تفصيلي لمصائر البشرية المحتومة في المستقبل؟
لا يتناول د. أحمد أيا من ذلك بالعمق الكافي, ويدور في فلك فكرة "السجلات" الغامضة التي أسرت كيانه.. وبالمناسبة قمت بالبحث على الإنترنت حول الـ Akashic Records.. ووجدت أن مفهوم غامض يتحدث فيه أشخاص من أنصاف المتكلمين ومدعي العلم وأشباه المشعوذين.. وأنه لا يمت للعلم التجريبي أو النظري ولا للفلسلفة الجادة بصلة.. بالضبط مثل مفهوم "قانون الجذب" والذي أثار موجة واسعة من ردود الفعل بعد صدور كتاب وفيلم The Secret.. والذي لا أراه إلا محاولة سخيفة وإستهلاكية لتفسير أمر علمي جاد لا مكان للتعامل معه إلا في مختبرات الجامعات ومراكز الأبحاث المحترمة.
يستخدم د. أحمد نفس التقنيات التي اعتدنا عليها في السلاسل.. تكرار جملة محورية كل بضعة صفحات.. في "مثل إيكاروس" استخدم جملة مثل "يبحث بين الأرفف عن المزيد.. أكاشا.. أكاشا.." والتي تكررت كثيرا في الرواية بدون فائدة فنية واضحة في معظم مواضع تك��ارها.. مما يبعث كثيرا على الملل.
واستخدام مصطلحات غريبة غامضة.. مثل "أكاشا".. و"الليموري".. دون أن يوازي هذا الاستخدام المحدود والسهل, غموض حقيقي في مسار القصة وأحداثها.. يحرق د. أحمد نهاية القصة والعديد من أحداثها منذ الصفحة الأولى, فنعلم أن البطل سيصل لذروة معرفة الحقيقة, ثم سيموت.. وبذلك فقدت القصة نصف تشويقها.. وبقى النصف الآخر المتمثل في "كيف سيعرف الحقيقة, وكيف سيموت؟".. وحتى ذلك الجزء تم تناوله بالكثير من النمطية والاختزال!
أيضا.. الاستعانة بترجمة طويلة لأغنية أمريكية كلاسيكية ما.. تتكرر من حين لآخر أيضا.. لإحداث تأثير حميمي ما! تقنية يستخدمها د. أحمد كثيرا في قصصه, ولا أجد داعي لاستخدامها مرة أخرى في "مثل إيكاروس"!
أيضا.. نفس قصص الحب نصف المستحيلة.. ونصف المعذبة.. ونصف المكتملة.. التي نجدها بين د. رفعت إسماعيل وماجي.. وبين ود. علاء عبد العظيم وبرنادت.. وبين عبير وشريف.. الخ.. نجدها هنا بين الطبيب النفسي وبين زوجة محمود.. وبين أستاذ جامعي وطالبة فاتنة.. الخ! هناك لعنة غير واعية تطاردنا جميعا بسبب عدم الارتواء العاطفي والجنسي الذي يعاني منه أغلبنا –وهي خاصية طبيعية لمجتمعنا المحافظ, اعترفنا أم لم نعترف- لكنها تظهر في كتابات د. أحمد بشكل مستفز!
لغة العمل تقليدية للغاية.. ليس فيها أي محاولة للتجديد.. لا تقارن بلغة علاء الأسواني السينمائية الرشيقة, ولا لغة يوسف زيدان التراثية الراسخة, ولا بلغة المخزنجي الرهيفة المليئة بالتجريب, ولا لغة المنسي قنديل الموسيقية الجياشة, ولا لغة ربيع الجابر أو انعام كجه جي العصرية البليغة, ولا حتى لغة أحمد مراد الطازجة. (وأغلب هؤلاء بدأوا كتابة الأدب أصلا, بعد د. أحمد).
الحقيقة أنا حائر للغاية.. هذا رجل يمتلك موهبة أدبية فذة –كلنا شعرنا بها منذ أن قرأنا أول حرف كتبه-, لكنه يخشى أن يستخرجها كاملة من أعماقه, ويكتب بها عملا روائيا فريدا.. لماذا؟؟ لا أعرف..
لكني أظن أن هذا الرجل قرر أن يسجن نفسه في محيط بالغ الإنغلاق, ربما كان هذا ما ساهم في تقييد موهبته.. نفى نفسه اختياريا في طنطا (بعيدا عن رحابة وحرية التجوال والتجربة.. د. المخزنجي قال لي يوما أن "نجيب محفوظ" قد "عربد" يسارا ويمينا حتى يصل لمثل هذا العمق في تجربته).. وفي مهنته (التي لا يزال يمارسها إلى الآن, مقتطعة من وقته وصفاء ذهنه واهتمامه).. وفي شكل اجتماعي محافظ (تظهر طبيعة د. أحمد المحافظة للغاية في أعماله وأسلوب حديثه في الندوات, على الرغم من أن لسانه يخونه في بعض الأحيان بما يجيش في عقله وقلبه, اقرأ على سبيل المثال ما اعترف به لسوزان شاندا في كتابها "أدب التمرد" بأنه "لا أدري" Agnostic- ص 178-!!*, وأشك أنه قادر على الاعتراف بنفس الشئ لقراءه بهذه السهولة, وأعتقد أنه لم يكن ليتوقع أن يتم ترجمة كتاب شاندا من الألمانية للعربية أصلا!).. وتحت سيطرة هيام مبالغ فيه بالثقافة الأمريكية (راقب هوسه بالاقتطاف من أفلام أمريكية, وروايات أمركية, وأغنيات أمريكية, ونمط الحياة الأمريكية.. الخ)!
هذا رجل مأزوم ويحتاج لأن يتحرر..
يحطم كل الحواجز.. ويخرج للهواء النقى.. ويراجع تجربته الذاتية من جديد..
لن أكرر كلاما محفوظا حول فضل د. أحمد خالد توفيق ود. نبيل فاروق على قطاع واسع من أبناء جيلنا.. هما من علمانا القراءة.. وهما من علمانا الكتابة.. ومعظمنا بدأ الكتابة بأسلوب أحدهما قبل أن ينضج له أسلوبه الخاص..
لكن..
بعد ثلاثين أو أربعين سنة من الآن, لن يتذكر أحد د. أحمد خالد توفيق بسلاسل قصصه القصيرة.. لن تجد جيلنا –والذي سيكون قد هرم ساعتها- يضع صفوف تلك القصص في مكتبته.. ويسعى لأن يورثها لأحفاده..
لن تتذكر الأجيال القادمة د. أحمد إلا بروايات عبقرية خالدة عليه أن يشرع في كتابتها إن أراد يترك بصمة حقيقية في عالم الأدب فعلا..
"مثل إيكاروس" ليست إحداها بكل تأكيد.. الرواية مكتوبة بشكل أشبه بـ "سلق البيض", لكي تلحق بـ "معرض الكتاب".. أو بشئ من هذا القبيل!.. وأرى أنها تمثل إهانة كبيرة لجمهور د. أحمد!
الغريب أن د. أحمد يشكر في مقدمته ثلاثة أشخاص (أحمد مراد, د. أيمن الجندي, د. رائف وصفي).. لجهدهم في مراجعة العمل وتقديم النصح.. ولا أعلم أي مراجعة أو نصح قاموا بتقديمه!!.. وإلا فإن المعنى الوحيد أن المخطوطة الأولية كانت أشد سوءا من الكتاب المنشور!
لم يجذبني في الرواية سوى اسمها الأنيق للغاية (و د. أحمد بارع ومبدع في اختيار أسماء أعماله), والرسم العبقري على الغلاف للفنانة التشكيلية الجميلة/ شيماء عزيز.. والذي لم يرق للفنان/ وليد طاهر (مصمم الغلاف) أن يضع الرسم مكتملا, وقرر أن يقوم بقصه دون رحمة من أعلى وأسفل (بدون سبب فني واضح).. وأن يضع عنوان الرواية بخط (فونط) تقليدي للغاية, دون أن يكلف نفسه بكتابة العنوان بريشته الجميلة, مثلما متعنا من قبل بصريا عبر أغلفة عبقرية لأعمال مثل "ألم خفيف كريشة طائر تنتقل بهدوء من مكان لآخر" و "حبة هوا" و "سبع أرواح" و "أثر النبي"!
يدرك د. أحمد أنه لم يصل بعد للمستوى الذي يطمح إليه –وذلك شئ جيد في حد ذاته-.. ودائما ما يتحفظ على صفة "العراب" التي يطلقها عليه محبوه –راجع لقاءه مع القراء في مكتبة الشروق في الزمالك بتاريخ 17/12-, ويقول أنه ليس بمتواضع وليس بمبالغ, وأنه يعلم قدر نفسه بالضبط..
إذن, يا د. أحمد.. ماذا تنتظر؟.. لتنتقل بعبقريتك إلى المستوى الذي تستحقه؟
إن كنت ترضى أن ترتكب في حق نفسك خطئا كبيرا.. فنحن لا نرضى لك ذلك.
http://kotobna.net/book_likeEcaros.htm -
تيمة الرواية بسيطة لكن اختيارها عبقري، في هذا التوقيت تحديدًا، حيث لم نعد نعلم شيئًا علم اليقين، على الإطلاق:
يرصد الكاتب "المعرفة" وكيف تختلف عن الحكمة، فالحكمة تأتي لمن يبتغيها حقًا .. لمن يريدها حقًا، شريطة أن يستحقها حقًا.. فهل استحققنا الحكمة؟ في الواقع: لا! ثمة أمور يحسن أن تبقى تحت غطاء، والخطر كل الخطر أن يراها أمثالنا؛ فلربما كان ثمن الحقيقة نهايتنا لأن "الشمس" إصر على كاهل الواهنين، تنسف حياتنا نسفًا، تفتك بالأمل، تفتك بلهفة انتظار الغد، تفتك بقدرتنا على الحلم.. الحقيقة هى أن العالم غير مؤهل للمعرفة، وبالتالي غير مؤهل لمحمود السمنودي ولا إلي ما يعرفه محمود السمنودي.. وأمثال محمود السمنودي.. أمثال إيكاروس
لا أعلم أى سحر يمتلكه د. أحمد خالد توفيق لنتعلق في رقبته كالعيال الصغيرة هكذا! ونستمتع إلي هذا الحد بطريقته في الحكي، كأنما نلتف حول الجدة لتقص علينا الحكايات في ليالي الشتاء. هذا الرجل ذا كاريزما هائلة.. وأسلوب ماركة مسجلة.. أظن أن الله أنعم على موهبته باتوفيق والخلود.. له من اسمه نصيب! قلمه موفق وسيُخلد، لا شك في ذلك؛ كونه ذا خصوصية كبيرة، لا يشبه أحد بل يحاول الكثيرين التشبه به ويفشلوا فشلًا ذريعًا
لم يفتني أن الحظ عدم ارتباطي عاطفيًا بأيًا من شخصيات الرواية، على نقيض إحساسي بـ (يوتوبيا) أو سلاسل روايات الجيب (سافاري وما وراء الطبيعة بالأخص). وهذا شىء غريب جدًا في عالم العراب، حيث تتعاطف وتحب وتتعلق بشخصياته جدًا في العادة! لا أعلم ما السبب هذه المرة
بخلاف أن فكرة الرواية أثارت حنقي وغيظي جدًا، لأنها لمست وترًا حساسًا فيّ؛ أردت أن أعرف.. أن أعرف كل الحقائق، ومتُ بفضولي -
لوحة سقوط إيكاروسإيكاروس في الميثولوجيا اليونانية، ابن ديدالوس. تحكي أسطورة يونانية قصة “إيكاروس“، الذي كان محتجزا و أباه في متاهة جزيرة “كريت” عقابا لهما من “مينوس“، ملك الجزيرة. للهرب من عقاب مينوس، استعان الإثنان بأجنحة ثبّتاها على ظهريهما بالشمع.
أثناء هروبه من منفاه المتاهة، حلّق الإبن إيكاروس قريبا من الشمس، متجاهلا نصيحة والده، فهوى في البحر وغرق بعد ان أذابت أشعة الشمس الشمع المثبّت لجناحيه. فتقازفت الأمواج جثته إلى ساحل الجزيرة التي عرفت في ما بعد بجزيرة إيكاريا
المقتبس من كتاب:
معجم أعلام المورد
محمود السمنودي، مثل إيكاروس، عندما إقترب من الحقيقة، إحترقت جناحيه، بل إحترق تماما. -
-لقد مات محمود لأنه إقترب من الحقيقة أكثر من اللازم، فلم يتحمل و إحترق و ذاب جناحاه.. هوى من حالق ليغرق وسط أمواج محيط ثائر صَمْ أذنيه - "مثل إيكاروس"
-
سمعت عن هذه الرواية للمرة الأولى في برنامج كان الأستاذ ضيفا فيه..قال حينها حين سأله مقدم البرنامج عن الإسم أنه سيكون "مثل إيكاروس" غالبا..قلت حينها أنها شطحة من شطحات الأستاذ و لن يلبث أن يدرك أنه لا أحد يطلق على رواية ما أسما بهذا الثقل.. لكنه فعلها !
لا أذكر أنني علقت من قبل على أسم كتاب في مراجعتي له ، لكن هذه المرة لن أعلق على الإسم فحسب ، بل على الغلاف أيضا..أنا لا زلت متمسكا برأيي ، فأسم الرواية ثقيل جدا يعيق تداوله..كان يمكن أن يسميها "زي إيكاروس" ، و "زي" لفظة عربية فصحى لا تشوبها شائبة ، او "إيكاروس" فحسب..أما الغلاف فهو أزمة أخرى..الغلاف يظهر رسمة سريالية لمن يمكن أن يكون عرافا أو ابنا للفنان أو مريضا بالجذام أو تمثالا إغريقيا..و أنا ��م أدع قط أنني ممن يقدرون الفنون السريالية هذه..الرسمة و الإسم منفران جدا ، و لولا أسم الأستاذ على الغلاف لما طبعتها الشروق ، و لتقاضى المؤلف - أي مؤلف آخر - اجره علب سجائر أو شطائر فول...
هذه نقطة..
بالنسبة للرواية نفسها..فمن المتفق عليه أن صدور رواية لأحمد خالد توفيق يعتبر حدثا ينتظره الكثيرون بشغف حقيقي..هو يعرف الأنغام التي تسكر أرواحنا و يجيد عزفها ببراعة منقطعة النظير بين كتاب جيله ، سواء في سلاسله أو في مقالاته..ربما لأنه هو من عزف هذه الأنغام في الأصل حتى أعتدنا - و احببنا - أن يسكرنا بها..
أما هذه الرواية فهي شئ آخر..
هذه الرواية ليست عملا أدبيا أو فن��ا بفدر ما هي مجرد تفريغ لصديد يملأ وجدان الأستاذ..الرجل غاضب قلق مكتئب متشائم ، و يود أن يوصل أنينه المؤرق هذا لجمهوره..كل هذا طبيعي ، و هو حق له..لكني سأسمح لنفسي بالزعم بأن التوفيق قد خانه ، و إلى حد بعيد...
أولا..شعرت أن جو الرواية قريب من ما وراء الطبيعة ، و هي نقطة كانت ستحسب في صالح الرواية ، لكن يبدو أن الأستاذ كان - أثناء الكتابة - يذكر نفسه كل ثلاث دقائق بأن هذه رواية و يجب أن تكون مليئة بالأحداث..ما وراء الطبيعة كانت مليئة بالأحداث ، لكنك كنت تشعر أن هذا طبيعي و متصل بالسياق بشكل تلقائي غير مفتعل..أما هنا فتشعر أن الرواية محشوة حشوا بالأحداث...
ثانيا. أسلوب الكتابة يبدو عليلا ! تشعر أنه تقليد محترف جدا لأسلوب الأستاذ ، لكنه يخلو من أصالته..هناك الكثير من التشبيهات - لو سمحتم لي - السخيفة و المفتعلة ، و هناك الكثير من المط..كما أن الحوار لا يتناسب مع الشخصيات..لا يزال رفعت إسماعيل و رفاقه مسيطرين على طريقة الحوار ، بالرغم من أن أبطال الرواية بعيدين كل البعد عن رفعت إسماعيل..
ثالثا. الشخصيات ! لم أحب أي شخصية..كلها شخصيات بغيضة..حتى محمود ، لا أزعم أنني تعاطفت معه..كان يفعل ما يفعل بإرادته و لم يجبره أحد..هناك حد معين من التمادي في الغباء يمكن أن تتعاطف معه ، بعد هذا الحد فسحقا للأغبياء..
هناك زوجته التي تفنن الأستاذ - أو تعمد - في أن يجعلني أكرهها..هناك الطبيب الذي لا تدري لم فعل ما فعل..هذا الطبيب بالذات أكثر شخصية حيرتني ، فاللامنطقية التي تصرف بها تجعله أقرب لعيب خلقي في الرواية منه لشخصية الراوي و الرجل الذي ينهي الأحداث..و لكني أعتقد أنها ليست لامنطقية ، بقدر ما هي إمعانا في السوداوية من الأستاذ..يا سيدي هون على نفسك ، هناك بضع أشياء لم تصل بعد لهذا الدرك من السوء في الحياة !!..
رابعا. الحبكة..لم تعجبني فكرة كتب السحر التي بنيت عليها معارف الأخ محمود..كما أنها كتبت على عجلة ! من النادر أن يجد المرء كتبا تتحدث عن وسيلة تعرف بها بالتفصيل الممل قصة الحياة تحت حاشية الفراش ! لو كانت هذه طبيعة الأمور لما كان هناك داع لكتابة الرواية من الأساس !! لم يبذل الأخ محمود أي جهد في العثور على الكتب ، و هو شخص خال من المواهب كخلو الصخور من المشاعر..هذا الجزء كتب على عجل ، و كأن ذهن الأستاذ كان مركزا فقط على "كيف نجعلها رواية كئيبة سوداوية لعينة" فحسب ، بإهمال كامل للحبكة..كتب سحر تحت حاشية الفراش بحق الجحيم !!
خامسا، هناك فقرات عديدة مفقودة..مثلا ، لا نعرف ماذا قال محمود لمصطفى - الذي أوجع الأستاذ به رؤسنا ف��لا طويلا غاية في الإملال ، فقط ليقول كم أن الإسلاميين في ضياع و مستحقين للشفقة - و لا ماذا قال لبارتريدج..هذا لم يضايقني كثيرا ، لأنه يتعلق بما لا يستطيع الأستاذ أن يخوض فيه..رفض الأستاذ أن يخوض في شئون مثل شكوك المتدينين التي قد تقودهم للإلحاد ، و مثل قضية تطور الإنسان..لكنه بالرغم من هذا ضرب بالتصور الديني لنهاية العالم عرض الحائط ، إمعانا في السوداوية..كان يستطيع أن يجتهد في وضع تصورات مسلية لإجابة هذه التساؤلات ، و لكن الموضوع تم على عجل و ذهب ضحية رسالة الرواية" و هي المصير الأسود و التشاؤم" ، التي أودت بالرواية نفسها !
سادسا..عادة ، لا أحب الروايات الواقعية..أعتقد أن الروايات ليست إلا مهرب من هذا العالم ، بقسوته و جحوده و مآسيه ، و واقعيته ، إلى عالم رحب من خيال المؤلف ..نوع من أنواع العلاج النفسي الذي يمنحك إبتسامة في يوم قائظ أو في وسط ملاحم العمل و الإمتحانات..الرواية الواقعية في تقديري كالإستجارة بالنار من الرمضاء..لا يوافقني الكثير من رفاقي في هذا الرأي الذي يرونه رومانسيا جدا ، و لكنه شأني أنا..يمكن للأستاذ أن يكتب من السواد ما يشاء و يمكنني أن أسب هذا السواد كما أشاء..
يجب أن تكون رسالة أحمد خالد توفيق أن يبعث الأمل..هذا الرجل يعرف الكثير جدا ، حكيم بما لا يقاس ، و هذه الصفات صارت نادرة ، شحيحة، في زمن صارت فيه الكلمة المسموعة للرويبضة ، بعد أن آثر الرجال الحقيقيون الأدثار..او الخيار الأسهل ، التشاؤم و الاكتئاب..يجب أن تكون رسالة أمثال الأستاذ أن يحيوا فينا الأمل ، لا أن ينضحوا بالتشاؤم..لا أرى من حولي ممن هم في مثل سني من هو مفعم بالآمال في غياب عن الواقع ، كي تكون مثل هذه الرواية بمثابة صدمة تعيده إلى أرض الواقع..بل إن الرواية نفسها ليست على إتصال بالواقع لينقل هذه الرسالة بالتأثير الكافي..الرجل يقول "أنا متشائم ، القادم أسوأ" دون أن يربط هذا بالواقع ، دون أن يسقطه على الأحداث الجارية..فقط صور شديدة القتامة عن المستقبل ، تستند لما لدى النفس بالفعل من تصورات متشائمة مشئومة ، فما الداع إذن ؟!..
سابعا..للأسف ، يظن الأستاذ أنها ما دامت رواية ، فلابد أن يذكر فيها الجنس/العلاقات الجنسية/ ما لا يقل عن عشرين مرة..لم أجد داعيا لهذا ، في سياق الرواية..لماذا استسلمت سلوى للطبيب ؟! لماذا خلعت الحجاب ؟! لو كانت الحياة هكذا لأحترق العالم آلاف المرات..الأخلاق/التدين هو إحدى آخر الشعرات التي يستمسك بها الناس حتى لا تفقد عقولها و تفقد آخرتها بعد ما فقدت دنياها...
أطلت كثيرا..و هذا ليس كل ما كنت ألاحظه أثناء قرائتي..أعتقد أن الأستاذ ظلم نفسه كثيرا حين ظل طوال قرابة العشرين عام أسير روايات الجيب..هذا الرجل بركان لا أعتقد أنه أنفجر أبدا..يجب أن يكون أكثر صبرا و عطاء في كتاباته ، و من واجبه - و من حقنا عليه - أن يكون أكثر تفاؤلا...حتى لو ظل متشائما في قرارة نفسه ، فهو يحمل رسالة لقرائه - و تلامذته - و لابد أن يضطلع بها حتى النهاية...
إيكاروس سقط لأنه أصر أن يعلو و يعلو حتى يرى و يعرف..و ما كان له أن يحقق بمعرفته شيئا..على الأستاذ أن يحلق بنا في إعتدال دون مخاطرة حتى لا نحترق أو نسقط ، مثل إيكاروس.. -
استمتعت جدا بالرواية، لكن بعد ما قفلتها حسيت إنها مش من أفضل ما كتب العراب، أو مش من الروايات المفضلة بالنسبالي، غالبا عشان فيها حاجات كتير اتسابت مفتوحة، كان لازم تتساب مفتوحة عشان هي ببساطة ملهاش حل
أنا شخص إلى حد ما واقعي، والنوع دة من الروايات لا يستهويني، حتى لو بنتكلم في المستقبل والخيال العلمي أو الرعب أو حتى خلق العوالم الموازية، بحب يكون في قوانين تحدد العالم اللي انتا خلقته في روايتك، أما لما بحس إن كل حاجة مفتوحة بقفل شوية
الرواية بتحكي عن محمود السمنودي، الشخص المنطوي الذي أمضى جزء كبير من عمره يطالع الكتب الغريبة، إلى أن امتلك القدرة على رؤية الحقيقة المختبئة في المستقبل، وما شاهده كان صادماً لدرجة مدمرة، اقترب من الحقيقة فحرقته الصدمة ودمرته، مثل أسطورة إيكاروس الذي اقترب من الشمس فأحرقته -
حسنًا ، لقد وضعني العراب أمام تساؤلٍ لم أجد له إجابة واضحة ، هل علي الكاتب أن يتطور ما دام يكتب ؟ أم أن هناك حدًا للتطور يُرضي القُراء ويُرضي الكاتب نفسه ؟
في الواقع لا أعلم ، ولكن ما أعلمه جيدًا أن العراب في أوج تألقه ، يكتب كما لم يكتب من قبل
من أفضل ما كتب العراب إن لم تكُن الأفضل .
" الجهل قد ينقذك، ما لا تعرفه قد لا يؤذيك..الظلام يُفيد " -
“ما يحمى الديكتاتور حقيقةً ليس حراسه ولا جهاز أمنه ولا مدرعاته التى تحيط بقصره ، بل هى طبقة المنافقين و المنتفعين و ترزية القوانين من حوله”.
إيكاروس الذي تجرأ وطلب تعلم ما لا يحق له أن يتعلمه ، فاقترب من الشمس حتى أذابت جناحيه
بتحكي رواية "مثل إيكاروس" عن محمود السمنودي الشخص الذي عانى كثيراً في حياته وخصوصاً في طفولته وذلك جعله يتجه للعزلة و التزود بالعلم بديل عن العالم لغاية ما وصل لحالة من الفجّار الحسي يمكّنه من إختراق ما يسمى بالسجلات الأكاشية وهي صورة غربية عن كتب في مكتبة الكون بتحكي فيها كل شئ الذي حدث والذي يحدث والذي سيحدث ..
وبعد ذلك محمود السمنودي بيقدر يفهم قدراته ومعرفته بشكل أكبر وتنكشف قدراته هذه لأُناس كثير في العالم منهم جهات سيادية بتحاول تُطوع وتُكرس محمود ومعرفته لخدمتهم.
وأصبح محمود السمنودي محط أنظار العلماء والسياسيين والكُتّاب وحتى المواطن العادي.
فما هو مصيره وسط هذه الأطماع التي حوله ؟
وما هي الأسرار التي سيكشفها لنا من خلال معرفته بالسجلات الأكاشية ؟
رواية "مثل إيكاروس" هي رواية واقعية بتدل على عوالم ديستوبيا و المستقبل السوداوي القادم للبشر وإن التطور و التقدم التكنولوجي لا يزيد البشر إلا تعقيداً في الدموية و العنف و آلية و صعوبة الحياة فيما بعد.
أسلوب السرد وإختيار الشخصية الراوية للحكاية في نظري كان موفق جداً.
لإن الشخصية التي تروي الحكاية هي دكتور المستشفى التي يتعالج فيها محمود السمنودي
وهنا كان موفق لسببين.
السبب الأول
الإبتعاد عن سرد الأحداث من وجهة نظر بطل الرواية لإنه يشار إليه كثيراً إنه مريض نفسي ، وهذا لا يُريح أي قارئ إن مريض نفسي أو يقال إنه مريض نفسي يقوم بسرد الأحداث بالإضافة إن هذا شئ يصيب أي شخص بالريبة والشك طوال الوقت.
السبب الثاني
لإن شخصية الدكتور ساخرة و ذكية و صريحة في نقل الأحداث و هذا أعطني جرعات من الكوميدية وسط الأحداث السوداوية و اعطني رؤية خالية من التشتت والريبة وسط الأحداث.
بالنسبة لخطوط الصراع في الرواية فهي خطوط صراع متعددة.
الخط الأساسي والذي يمتد من البداية للنهاية وهو الصراع النفسي بين محمود السمنودي ونفسه.
بدايةً من محاولاته المتعددة للإنتحار.
لإختباره لمدى دقة معرفته الحقيقية للأحداث.
للرغبة في سرد كل الذي يعرفه للناس لكن فقط الذين يستحقوا منهم
الصراع النفسي يمتد لثلاث أشخاص آخرين والذين يحاولوا الفهم من محمود حقائق أمور عذبتهم كثيراً.
وهما
الكاتب داوير.
العالم بارتريدج.
الدكتور مصطفى.
رغم إنهم بيظهر��ا إنهم شخصيات لقصص متفرقة إلا إنهم يرمزوا لأشياء أبعد من شخصياتهم
العلم ، السياسة ، الدين ... والتذبذب والشك فيهم.
دكتور بارتريدج رغم إنه عالم دارويني متعصب لكنه فعلاً يريد أن يعرف هل الإنسان تتطور وبيتطور وسيتطور أم لا ؟
داوير كاتب البنتاجون الذي تشتت تفكيره عن مهمة البنتاجون لمعرفة حقيقة أحداث 11 سبتمبر خاصةً إن زوجته توفت بطريقة صعبة.
مصطفى الذي حارب في السبعينات للصحوة الإسلامية وبعد إنتهاء شهر العسل ما بين الإسلاميين والحكومة رأى تغيير في كل الناس التي كانت شبه قيادات وأمثلة عليا بالنسبة له وحدثت له تشككات في الناس الذين كانوا معه والفكرة التي كان يحارب من أجلها.
وأهميتهم بتوضح أكثر من خلال مساعدتهم لمحمود السمنودي فيما بعد.
الصراع الخارجي المتمثل في رغبة إستخدام السياسة له بداية من مصر والرئيس المفدى "منصور الديب" لإجهزة الإستخبارات الأمريكية التي بحاجة إنها تعرف أكثر عن المستقبل بدقة وتتعرف على الأشياء التي ممكن تُخرج العالم عن سطوة وهيمنة أمريكا عليه.
من مزايا الرواية هي إستخدام أبيات شعر للشاعران أمل دنقل و صلاح عبد الصبور بعناية وتكرار رائع جداً ومساند للسوداوية بشكل كبير.
رعب أكبر من هذا سوف يجىء
لن ينجيكم أن تعتصموا منه بأعالي جبل الصمت
أو ببطون الغابات
لن ينجيكم أن تختبئوا فى حجراتكم
أو تحت وسائدكم ، أو فى بالوعات الحمامات
لن ينجيكم أن تلتصقوا بالجدران ، إلى أن
يصبح كل منكم ظلاً مشبوحاً عانق ظلاً
لن ينجيكم أن ترتدوا أطفالاً
لن ينجيكم أن تقصر هاماتكم حتى تلتصقوا بالأرض
أو أن تنكمشوا حتى يدخل أحدكم فى سمّ الإبرة
لن ينجيكم أن تضعوا أقنعة القردة
فانفجروا أو موتوا
انفجروا أو موتوا
رغم إعجابي بالرواية العبقرية المنقطع النظير إلا إن بها نقاط سلبية لا أقدر أن أتغاضى عنها.
النقطة الأولى
بالنسبالي هي طبيعة إقامته في كاليفورنيا والمعرفة التي يُوضحها هناك إلا إنه دخل في منطقة المنجمين التي كان يتحاشها ويتميز بها من أول الرواية.
الذي كان يميز محمود السمنودي عن جميع المنجمين إنه رغم غموض كلماته إلا إنها دقيقة إذا فُهم معناها وبيبعد تماماً عن الأشياء الرمزية التي تحتمل أكثر من معنى.
النقطة الثانية
النهاية الذي كان دافعها ضعيف.
النقطة الثالثة
عندما كان محمود السمنودي يُسأل دائماً هل هو يعرف الغيب ؟
كان دائماً يرد ويقول”لا أحد يعلم الغيب أنا ارتقيت التل فرأيت أبعد“
على الرغم إنها من العبارات الرائعة جداً في الرواية وتشبيها بليغ جداً إلا إن من رأيي لا تتماشى مع طبيعة معرفة محمود السمنودي بالفعل.
لإننا عندنا ثلاث أنواع من الغيب
غيب زماني
غيب مكاني
غيب زمكاني
ومحمود السمنودي يعرفهم كلهم وهذا كان تبريره غير مقنع من دكتور أحمد.
رواية "مثل إيكاروس" (معمولة على نار هادية عشان كده) هي قوية و متينة و قوية في التأثير.
ده غير أسلوب دكتور أحمد خالد توفيق الذي جمع بين السوداوية والسخرية في مزيج رائع جداً.“من مكان ما ظهر رجل عسكرى، كان يقبع فى صفوف الجيش، وسرعان ما تعالى التهليل ووجد من يبايعه. هذا عهد جديد يبدأ ولا شئ ينبئ أنه سيكون أفضل مما سبقه. لا أحمل آمالًا كبرى لهذا البلد التعس.. أعتقد أنه يحمل جينات انتحار أو فشل فى خلاياه، ولا أحد يستطيع الاستقلال عن جيناته، لا أحد يفر من القدر المدون فى خلاياه.
لا أطلب من هذا البلد سوى ألا يعتقلنى ، وأن أظل حيًا وآكل وأتنفس وأقبض راتبى وأستمتع بالفنون عشرين عامًا أخرى ..
فليتركنى وشأنى عشرين عامًا، ثم فلأمت ولتذهب الأجيال القادمة للجحيم.
أنا لستُ حارس أخـى ..”. -
مثل أحمد خالد توفيق
هل الفكرة جديدة؟ لا
هل الأسلوب بديع؟ بالطبع
ينطبق السؤالان والإجابتان على أغلب أعمال حبيب الشعب أحمد خالد توفيق. سأسلك: هل سمعت قصة أو حكاية شعبية أو موعظة دينية عن رجل أراد أن يعرف أكثر مما يعرفه البشر وكانت عاقبته الندامة؟ قد يكون رجل دين، مشعوذاً، مغامراً أو طالب علم؟ سواءً أجبت بنعم أو بلا، في كلا الحالتيّن ستستمتع بهذه الرواية التي ستأخذك إلى عالم مجنون مفعم بالغموض والنبوءات التي لا تؤول إلى خير. تتعدد الشخصيات والأماكن في تنوع مذهل، ويبقى التأثير الأمريكي هو الأبرز على كل حال. اعجبتني فكرة الاستخبارات الأمريكية التي استعانت بكاتب خيال علمي ليتخيل المخاطر المحتملة التي قد تنهي سيادة الولايات المتحدة على العالم. هناك تحليل للتاريخ، تشريح للمجتمع والعلاقات البشرية والكثير من التشويق.
أتمنى أن يطل علينا أحمد خالد توفيق برواية رعب لا رواية خيال علمي أخرى. فبالرغم من أنه اشتهر بكتابة الرعب أكثر من شهرته في أي مجال آخر، إلا أنه –برأيي- لم يستثمر تلك الموهبة في عمل روائي صلب يخلد أسمه في عالم الرعب. -
مثل إيكاروس اييييه ؟!
بقولك أيام سوووودا !
بس :D
يمكنني أن أكتفي بهاتين العبارتين كمراجعة لهذه الرواية !
أعتقد أن "أيام سودا" اسم مناسب جدًا لها.
وهذه مشكلتي مع د. أحمد خالد توفيق
يوتوبيا .. السنجة .. مثل إيكاروس
كلها تدور في فلك التنبؤ بالجحيم الذي نسير إليه بسرعة الصاروخ.
الحاضر الأسود بالتأكيد يؤدي لمستقبل أكثر سوادًا.
هذا شيءٌ يدركه كل ذي عقل، وكل قارئ مطلع،
وبالتأكيد كل قارئ لأدب د. أحمد.
فأين الجديد في هذه الرواية على مستوى القصة ؟!
أما عن الأسلوب فهو أسلوب د. أحمد المميز -المحبب إلى النفس-
الذي لا يُهمل التفاصيل، ولا يخلو من حس ساخر.
ورغم اعتيادية القصة، تظل هذه الرواية أفضل روايات د. أحمد، وأكثرها تماسكًا. -
من قال أن الجهل مرعب فلم يجرب رعب المعرفة
ومن ظن أن قلة العلم مفزعة فلم يجرب كثيرها...
. . .
هنا، نحن نقرأ رواية تعاكس المُتعود في منطقها، وتخلق لنا من باطن اللامنطق توجهاً تفكيريًّا مختلفًا يجعلنا نقف عنده ونتأمل مظاهره .. هي رواية كئيبة تقبض الأنفاس من فرط سوداويتها اللا معهودة وتجعلنا نتابع بشغف ما سيحدث وما ستحمله الأسطر من قصص وخبايا ..
أحببت طريقة عرض الأحداث الفريدة وعشقت - كعادتي - قلم العراب الذي لا يخط سوى جمل ذات معانٍ فريدة ومغازٍ مميزة .. -
مساكين نحن البشر .. نطارد الاوهام فى كل صوب , ثم نكتشف انها اوهام بعد ثوان نرى اوهاما جديدة فى الافق فنطاردها..
وهذه رواية وهم لم تحقق غايتى مثلها مثل السنجه لم است��يد منها بشى -
للحقيقة ثمن، وللمعرفة ثمن، وقد دفع "محمود السمنودي" مقابل معرفته نبذاً وألماً ومعاناة، منذ طفولته كطفل غريب الأطوار بين أقرانه وكرجل لا يرغب أحد فى الاقتراب منه.
"لقد مات محمود لأنه اقترب من الحقيقة أكثر من اللازم، فلم يتحمل واحترق وذاب جناحاه ..هوى من حالق ليغرق وسط محيط ثائر .. مثل إيكاروس"
الجهل ينقذك ما لاتعرفه أحياناً لا يؤذيك ولا يصيبك بذعر فمن رحمته سبحانه وحكمته أخفى عنا ما هو آتٍ ...
أكاشا أكاشا أكاشا .... المزيد من البحث بين الرفوف
هل تعرف أسطورة إيكاروس والأكاشا ؟
محمود السمنودي كان إيكاروس ذاته الذي اقترب من شمس المعرفة وجذبته حتى احترق بها وأما الأكاشا يقال عنها أنها سجلات الكون منذ الميلاد حتى الساعة هي الماضي والحاضر والمستقبل .
المعرفة ليست دائماً مفتاح السعادة بعض الحقائق إن اكتشفت عورتها ستصاب بالهلع وهذا كان مصير كل شخص طَمَع بمعرفة محمود ورؤيته البعيدة .
بعض الأدباء والمفكرين والمؤرخين قد دخلوا ممرات الأكاشا ولكن ماظفروا به لم يكن العالم على استعداد لاستقبال هذه التحذيرات والتوقعات الخطرة فالمتنبي قُتل والحلاج قُطع جسده وصُلب .. مات موتسارت فقيراً ...قُطع رأس لافوازييه ...شرب سقراط سماً ...فان جوخ انتحر فما بالك بمحمود الذي امتلك الرؤية الأوسع والأشمل والأبعد لكل ماهو آتٍ .
شب السمنودي ذو الطفولة الغريبة والحياة الزوجية الأغرب بصحبة الكثير من الكتب التي ورثها عن أجداده لكن ليست كباقي الكتب كانت طلاسم شيفرات رموز عصية على أي شخص طبيعي عدا محمود ،محمود ليس بعراف أو كاهن ولا من جماعة أشتاتاً أشتاتاً والدخان ولا رهبان التيبت والهند . كانت شخصيته وطباعه تلفها الغرابة والذعر هو شخص شفّ حتى يرى جوهر الأشياء وبُعدَها المستقبلي .
أكاشا أكاشا .... أكاشا باحثاً عن المزيد بين الأرفف عن أكاشا
أسلوب محمود في تلقين الرسائل كان بغموض حيث يهذي بكلمات غير مفهمومة ومنمقة مفلسفة وأرقام مختلفة طبعاً بعد بحث طويل ومراقبة وقراءة الكتب تعلمت زوجته سلوى عمران بمساعدة الطبيب النفسي الذي وافق محمود على استشارته لتخليصه من عذابه والذي يتكلم بلسانه أحمد خالد في الرواية استطاعوا الربط و فك الشيفرات ومحاولة الاخبار قبل وقوع الحوادث .
يدخل السمنودي بحالة لاوعي واقعياً تمتد لساعة ولكن في دماغه الرحلة تستغرق أياماً وأحياناً شهر كما يزعم يستيقظ على نفسه وهو بوضعية حرف اكس على فراشه صارخاً أكاشا أكاشا فيبدأ بالهذيان والكلام الغير مفهوم والأرقام وهم يسجلون ما يتكلم عنه وبعدها يبدأ الطبيب بفك الشيفرات .
باختصار الرواية كانت على زمن 2020 مابين مصر والولايات المتحدة واقعياً أما في دماغ السمنودي تعدت القصص هذه الدول ، تتسرب أخبار محمود للحكومات وتستعين به وتبدأ الصراعات مابين الأطراف الطاغية على الحكم فيهرب بعد موته المزعوم بمساعدة كاتب خيال علمي كانت قد ندبته المخابرات الأمريكية لمقابلته في مصر ، تساعده الحكومة الأمريكية بحجة أن مايحمله كنز ثمين من المعارف للتنبؤ بمستقبل أمريكا وأحداث برج التجارة ..
لن أقوم بحرق الأحداث لأنها مشوقة فعلاً وقصص الأشخاص الذين اصطدموا بمعرفة محمود الحارقة ومسهم جنونها سأتركها مفاجئة لمن سيقرأ الكتاب ، اًرحمك الله أيها العراب .... أبهرني الكتاب فعلاً ... فلتكن السماء بنجومها لك 💛💛
#عثة_الكتب