Title | : | السنجة |
Author | : | |
Rating | : | |
ISBN | : | - |
ISBN-10 | : | 9789992195741 |
Language | : | Arabic |
Format Type | : | Paperback |
Number of Pages | : | 266 |
Publication | : | First published January 1, 2012 |
في الصفحات التالية سوف نقوم بعمل بطولي. نحاول أن نعرف سر اختفاء المدعو عصام الشرقاوي. هذا يقتضي أن نبحث كثيرًا جدًّا إلى أن نجد خيطًا، وربما لا نجد.
السنجة Reviews
-
عن الثورات التي لا تنجح ابداً..عن الفقر في أقبح صوره..عن الجرافيتي المتغير دائما على جدران مصر..عن الدحديرة عندما تتحول لاسلوب حياة..عن سنجة الترام التي لا يعني جذبها الا الثورة🚊
عن النهايات الصورية "لبشر" انتهوا فعليا" منذ عقود
عن السنجة
او السرنجة
او السرجة
او ..او.. لا يهم المسمى..فالكوارث تتشابه
تساءلت كثيرا لماذا اختار د.احمد الاسكندرية كمقر لدحديرة الشناوي؟..تلك العشوائية ذات الاسم المعبر عن الانحدار..و التي نحاول جاهدين الالتفاف من حولها و تجاهلها بكل من فيها
عند كل مصري الإسكندرية هي عروس ترمز لكل ما هو🌊
جميل و منعش و راقي..و لكنها بخلاف باقي المحافظات مقسومة طوليا بقضبان القطار..نصف بحري براق يروق للجميع..و نصف قبلي لا يعرفه سوى سكانه ..و هكذا جسد د.احمد من خلالها التناقض الصارخ الذي صارت تغرق فيه البلاد
اكبر عدد من شهداء يوم الغضب عبر الجمهورية كان من نصيب الاسكندرية..بسبب هذا التقسيم
في الرواية الأكثر جرأة واختلافا و ثراءا في تاريخ توفيق..و باسلوبه الساخر المعتاد 🔶
و عبر نماذج عديدة من المهمشين نبحر مع البطل عصام الأديب المجهول الذي يتجه للدحديرة بحثا عن الإلهام و هناك تجذبه "عفاف" التي ترمز لفتيات الطبقة الكادحة "هذه كانت لحظاتها السعيدة..تتجمل ثم تخرج لتعذب الشباب طويلا...تدرك انها فقيرة بشكل مستفز..لا يصدق..يلا شهادات..و ليس لديها الا جسد رائع. .ستبيعه بشكل شرعي"ا
لخص حياتها في سطور..و في سابقة لم يكررها نجدها تعمل في محل دواجن..او بائعة خردوات او كوافيرة💇..لا يهم ..لا تركز ..فهي ترمز لكل فتيات المحلات اللاتي يملان كل شوارع مصر ..باحلامهن المجهضة..ووجوههن المرهقة..و أرواحهن الجريحة
ا"سيفترسك تساؤل خبيث قرب النهاية..هل تحولت عفاف لنوال"؟
إبراهيم المنفصل عن الواقع.. جمال..عباس. .عصام
المصير الذي آلت إليه كل الشخصيات كان منطقيا
..واقعيا
حتميا ..
حتى لو لم يرق لنا -
معقود اللسان ، مضطرب اليدين ، بحاول أكتب رأيي في رواية قالت رأيها فيها !!!
لو طلب رأيي في كلمة هتكون "مذهلة".. الذهول.. أيوة هو ده شعوري دلوقت...
أية مشاعر وحيوات تمكن الكاتب من حشرها في 266 صفحة ؟؟؟ مجموعة من اللوحات والبورتريهات سريعة متعاقبة عن شخصيات ومواقف في إطار سريع محموم مصاب بالذهان بيخلط بين الماضي والمستقبل.. فلاش باك بس لقدام !!! بمعني آخر ، هي تجسيد لفكرة أينشتين عن تحدب الزمن.. الماضي يقابل المستقبل ومش بعيد يقعدوا علي قهوة يشربوا شاي بنعناع مع بعض ويدخنوا أحجار المعسل !!!
الإهداء جاء بأسلوب راقي لدرجة تخليك راضي عن الحياة مع رؤية إن لسة في ناس بتشجع ناس وتلهمهم...
عصام ، اللي المفروض بطل الرواية ، بيجسد حالة الاندماج في القصة حتي يصير جزء منها. فين دحديرة الشناوي فعلا ؟ فين شريط القطر ده ؟ هل كانت سنجة أو سيجة أو سبحة أو سرنجة أو سرجة ؟ عفاف تبقي مين فعلا ؟ هل كانت شخص ؟ هل كانت فكرة أو شريحة كاملة في مجتمع وقع في الهاوية من دهور ولسة جاي ف باله إنه هيقع ؟ نوال عاوزة عود كبريت ، حد معاه ؟ مين عباس وصابحة وصلاح ، عم مصطفي وعلاء وحسين وجابر وبلبل وأمه ؟ إبراهيم مات ولا بيحلم ؟ ولا بيحلم وهو ميت بحياة مانكتبتلهوش ؟ وبعدين مين حماصة ؟ هو المسجون ولا السجان ؟ هو مين من الشعبين يا خال ؟ "إحنا شعبين شعبين شعبين ، شوف الأول فين والتاني فين ، وآدي الخط مابين الاتنين بيفوت"
ثم ييجي آخر فصل.. اختفاء عصام.. ومراد يسرق روايته وينشرها بإسمه بعد مايقراها وتعجبه ويقول نفس اللي جه في بالي وأنا باقرأ وكنت بفكر أكتبه هنا ، بس خلاص انكتب ضمن الحبكة.. عصام ما يظهرش.. عصام المفروض مايظهرش.. أصله راح لحماصة عشان يعرف هو مين من الشعبين.. ويعرف أخيرا هي كانت سنجة ولا سيجة ولا سبحة ولا سرنجة ولا سرجة...
كام تعقيب عالسريع :
1. علي الرغم من إن أحداث الثورة اتحفرت في ذهني ، لكن المنظور الذهاني ده فتح عيني علي حقيقة الشعبين.. فتح عيني علي بعد جديد نسيته أو تناسيته...
2. شخصية إبراهيم د. أحمد خالد كان قدمها في قصة قصيرة قبل كدة من مجموعته القصصية "الآن أفهم" ، وفعلا أجاد استخدامها وتطويعها هنا.
3. الرواية دي من نوع الحياة.. نهايتها مش فارق معاك ، ده حتي كاتبهالك عالغلاف إن عصام اختفي.. الرواية نفسها في الرحلة بين الصفحات.. ف�� تقلب المشاعر المضطربة...
4. بعد رواية يوتوبيا الكابوسية اللي شخصت مجتمع لابد كنا هنوصله ، وبعد حدوث ثورة قد تكون منعت سيناريو يوتوبيا أو أخرته ، كان لازم سيناريو تاني يجمع بين سوداوية يوتوبيا وانهيارها المجتمعي اللي بشايرها بانت بشدة خلال آخر 12 سنة أهوه ، وبين أحداث الثورة وكل التقلب والتغير والتبدل في الحيوات والشخصيات والطموح والآمال. وهنا تيجي أهمية رواية "السنجة".
5. قد تكون جرعة الجنس زيادة شوية ، بس ذكرها كان بتحفظ بالغ ، وللأسف واقعية مليون في المية. وصف واقع لا أكثر ولا أقل.
6. طبعا لا يخفي علينا ولع د. أحمد خالد توفيق بتسمية أصحاب أدوار الشر الراقي ب إسم مراد.. هتلاقيها كتير في مقالاته.. دايما مراد بك ده شخص فاسد.. يمكن عشان كدة سمي صديق عصام اللي سرق تعبه بالإسم ده.. ماعرفش هل الإسم ده ليه علاقة بحادثة في الماضي مع الدكتور ، لكن هو فعلا إسم لايق... :)
رواية للتاريخ.. أنصح الكل يشتريها ويقرأها... -
رواية بها السبكى يسعد و لها قلبه يطرب !!
.
طول الرواية لازمنى احساس بأنها متلفقة (اى كلام فى اى حاجة فوق بعضها اترصت عملت رواية !)
اضافة الى الملل بسبب تكرار بعض التشبيهات (بالنص)اكتر من مرة فى الرواية
دة غير الجزء الى مصر على تكراره كل فصلين تقريبا .. و قد رأينا واحد زيه فى اسطورة النافاراى لكنه كان اكثر عمقا من ده
“عندما تغرب الشمس..
عندما يكف الأصحاب عن تقديم عزائهم لك..
عندما تستطيل الظلال قبل أن تفنى..
عندها يبدأ موعد سجنك الخاص..”
.
و اقحامه للثورة بشكل اقرب للابتذال .. سبب اخر من اسباب الملل حسيته اكتر جزء سخيف فيها فعلا
.
احداث تروى من كذا وجهة نظر و محدش متأكد من روايته فتجد نفسك تايه و زهقان فى نص الرواية اللى هاتفضل طول مانتا بتقراها بتحاول تكتشف هى السنجة و لا السيجة ولا السرنجة ولا السبحة ؟!
.
النهاية هى النهاية المعتادة فى كذا ميت الف فيلم اجنبى .. القصة كلها اصلا بتدور فى خيال البطل .. و ربما صاحب البطل كمان !!
.
فيه خلط فى التسلسل الزمنى للاحداث ماتعرفش مين مات قبل مين و مين شاف مين قبل ما يموت و عبارة الجيش و الشعب ايد واحدة اللى مكتوبة على جدار قبل ماتقوم الثورة !! ازااااى .. سبحان الله
و عشان يبرر الموضوع دة قاللك دة الغلط من عند البطل .. الى هو اصلا كاتب الرواية !! استكمالا لحاله التوّهان المصاحبة لقراءة الرواية بقى
.
شئ كمان اثار حفيظتى ...
اقتباس من الرواية
"“كيف تبصر الحب في عين امرأة تعرف أنّك لن تحميها ؟”
.........؟؟؟
كان الاولى يحط الاقتباس من امل دنقل- لا تصالح مباشرة
كيف تنظر فى عينى امرأة انت تعرف انك لا تستطيع حمايتها !
.
.
رواية مُــحــبــطــة .. مش دة الى توقعته من احمد خالد توفيق -
السنجة
هل تعلم ان تلك الرواية كان مقدرا لها ان يكون كلمة عنوانها بالغلاف بدون نقاط علي الحروف؟
ضع لها النقط في الاحرف الذي تراها مناسبة
السنجة--السبحة--السيجة
وربما تشعر ان السنة بعد حرف السين هي راء فتتحول الكلمة الي
السرجة--السرنجة--ال..كتير اوي،صح؟
للاسف فكرة كلمة دون نقاط علي الحروف لم تسمح بها دار النشر لأمور تسويقية
انا اخترت السنجة، لانها رمز الثورة في الرواية
والرواية نفسها تعبر عن الثورة كرموز من خلال العديد من الشخصيات
فأهلا بك في دحديرة الشناوي
********************
رواية مثيرة للجدل الرهيب..حاله من التوهان الشديد ..التخبط..ربما تتخبط مع عصام قليلا و تحتار في سر عفاف..تجهل تمييز الخيط الرفيع بين الحلم والكابوس لانك نائم كشخصية أخري..مجرد غافل..فانت تحلم تارة و يصيبك الكابوس تارة اخري..فقدت القدره علي تمييز الواقع , الذي قد يكون هو الكابوس
لان ماهو الواقع..هل الواقع شخصية تبحث عن ولعة سيجارة بدون حياء من زبون لاخر..هل هو بلطجي او ثورجي..مضاد للداخلية ,ولايراعي الاخوية؟ ام ان مفهوم الاخوية انتهي
دحديرة الشناوي هي منطقة حقيقية أم حتة ارض خياليه؟ ام هي بالفعل تعبر عن مساحة تشغل 75% من المنطقة المسكونة بجمهورية مصر العربية؟
السنجة ولا السيجة ..السرنجة ولا السبحة..الا تكون هي السرجة؟
السرجة كانت نهاية ولا بداية
هو حقيقي كلام مراد في النهاية "مش حتعرف مين مراد ده بجد الا في النهاية" هو
الأحداث أتلخبطت ليه؟ اية اللي جه الاول واية اللي جه الاخر
الثورة ثم الفساد أم الفساد ثم الثورة؟ أم فساد ثم ثورة ثم فساد؟
وهو ده حالنا..الثورة خلصت ولاشغالة؟ الثورة انفضت ولا مستمرة؟ ولا فاصل ونواصل“الكتابة على الجدار تتغير بلا توقف .. مثلا هذه المرة كان هناك علم مصر, و عبارة "الجيش و الشعب إيد واحدة" و هي التي ستتحول بعد أشهر إلى "يسقط يسقط حكم العسكر" و ربما تصير "يسقط حكم الإخوان" بعد فترة.”
مش عارف الرد بس اللي اتاكدت منه في النهاية ....الثوره هي بطلة الرواية.. في تصوير موفق جدا
اكيد حتختلف معايا
في كتير حيقولو الثورة مكنش ليها لازمة تظهر في الرواية
لكن لا انا شايف انها البطلة...بنفس التخبط بنفس عدم الفهم هية اية بالظبط..بدأت ازاي وانتهت ازاي ولا تكونش لسه منتهتش
بصراحة كدة
مش ممكن تكون عفاف واللي تحولت بعد كدة لنوال؟
طريقة السرد
***********
احمد خالد توفيق يعود بطريقة الرواية المتعددة الرواة "افتكر اول رواية قرائتها له ماوراء الطبيعة - 9 - اسطوره لعنة الفرعون" كانت بهذه الطريقة
لكن هذه الرواية كانت اصعب فعلا وغريبة وبها شئ من السريالية...بالظبط كالرمز الاساسي بها..بالظبط كالثورة
فقد تم تقديمها بطريقه النسوة يرحن و يجئن في الغرفة..يتكلمن عن مايكل انجلو
تلك الجملة التي ستتفاجأ عندما تبحث عن اصلها بالجوجل وتجد أصلها
ولكن هذا هو الاسلوب الغامض الساخر الجميل لاحمد خالد توفيق
والذي يستخدم تلميحات من الأدب العالمي والفن ايضا يجعلك نهما لقراءة المزيد عنه
والذي سيظل يحيرني ويمتعني بطرق السرد المختلفة
"والتي قمت بالتطرق اليها في تحليلي لسلسلة ماوراء الطبيعة والذي ساستكمله قريبا"
لم ترق لي الرواية في بداية نصفها الأول ,إلا انها شدتني جدا بعد ذلك..ذكرتني بذكري الرواية التي تعبت في انهائها قبل ذلك
The Casual Vacancy
وذلك من حيث عدد الشخصيات و الواقعية المفرطة في القبح احيانا..وربما اللغة التي تتخللها بعض الالفاظ "القبيحة" التي يستخدمها كاتب او كاتبة اثق فيهما عدم اقدامهم علي ذلك "سواء جي كي رولينج في روايتها الاخيرة او د.احمد خالد في هذه الحالة" الا ان فعلا الامر في كتابة الواقعية قد يستلزم احيانا هذه الالفاظ واللغة التي للاسف لم تعد غريبة عن واقعنا ومجتمعنا ايا كان
وربما يخفف الأمر عدم الفجاجة كغيره من الكتّاب
ليظل..رغم واقعية وقبح الدحديرة محترما..ادبيا كما عهدته
رواية "مختلفة" بالتاكيد تستحق القراءة بتمعن
محمد العربي
من 20 نوفمبر 2013
الي 21 نوفمبر 2012 -
❞ عندما تغرب الشمس.
عندما يكف الأصحاب عن تقديم عزائهم لك.
عندما تستطيل الظلال قبل أن تفني.
عندها يبدأ موعد سجنك الخاص ❝ .
يكتب لنا العراب بقلم جديد نوعاً مختلفاً من الحلم البعيد ، حيث يختلط الواقع بالسحر البديع.
يختار لنا الدكتور أحمد أسلوباً لاتينياً واقعياً ، حيث تتضافر إبداع التشبيهات ، و غموض الأحداث ، ليخرج لنا منتجاً أدبياً يطوف بك بين طيات النفس الدقيقة ، و أحداث العالم الكبيرة.
طيات النفس حيث الطمع و الشهوات و الأحقاد ، و أحداث العالم حيث الواقع المؤلم متمثلاً في حارة ( الدحديرة) المقيتة ، مضيفاً لمسة ثورية تاريخية معهودة.
علي منضدة القهوة المهترئة يجلس صديقنا الكاتب ( عصام الشرقاوي ) متسائلاً مع أهالي الحارة عن سبب انتحار (عفاف).
ظهرت من العدم و ألقت بنفسها أمام القطار ، بعدما رسمت كلمة علي جدار قديم ، و كأنها أبت أن تختفي من العالم دون أن تروي سبب مغادرتها له.
و لكن ما كتبته كان لغزاً جسيماً و لم يجلب إلا الخلاف ، كان لغزاً يحمل أكثر من جواب.
في إطار غامض و خيوط قصصية مختلفة نقضي الليالي الثقال لنعرف سر الكلمة التي تركتها (عفاف) ، و نحاول أن نكتشف مسعي (عصام) من وجوده المريب بالحارة.
القصة بها رمزية عن واقع نلمسه و حلم نطمع فيه ، و تضع أمامك أسئلة مفتوحة ، بها مواقف مؤلمة جارحة قد لا يحبها البعض ، و لكن كانت النهاية مُرضية جدا بالنسبة لي. 💫
تعليقي الوحيد أن الشخصيات كلها - علي كثرتها - كانت بصفة واحدة متشابهة و هي البؤس أو الفساد .
الغلاف مبدع جدااا.
رحم الله العراب 💖
" ... كانت تمضي كسفينة انقطعت حبال مرساتها و مضت بلا مرفأ في المحيط. لا تقصد جزيرة و لا أرضاً ، و لو أرادت فلن تجد ." -
السنجة: رواية أحمد خالد توفيق المظلومة. إلي متي ندفن رؤوسنا في الرمال؟
أثارت هذه الرواية وقت صدورها موجهة من الغضب من قرّاء أحمد خالد توفيق، ربما يرجع ذلك إلي التحول السريع الذي تبناه العراب من كاتب سلاسل الجيب المحافظ لروائي يناقش قضايا يتجنب البعض الحديث عنها، ويعتقدون أنه لا مكان تحت الشمس إلا لمجتمعاتهم. التوقيت كان له دور أكبر، فبعد روايته ا��أولي السوداوية والكئية يوتوبيا والتي حذر فيها من انقسام خطير يهدد المجتمع جاءت ثورة يناير لتزيل هذه المخاوف، وتعطي الجميع أملًا في مستقبل أفضل. ظن الجميع أن الأمور استقرت ليفاجئهم برواية أكثر سوداوية وكآبة. علي ندرتها يعرف المتابع للقاءات الكاتب الإعلامية في هذه الفترة أنه لم يكن متفائلًا علي الإطلاق، وقد أثبتت الأيام أنه كان علي حق، وأن شكوكه كانت في محلها. وعليه لا أتفق مع الآراء القائلة بأن الكاتب أقحم الثورة في الرواية، بل هي التطور الطبيعي والمنطقي لهذا السياق.
الرواية تنتمي لأدب المكان، الدحديرة هي البطل. الحارة التي تقع خارج إطار القانون والزمان والمكان. الحدث الرئيسي للرواية هو إقدام فتاة تدعي عفاف علي الانتحار أمام عجلات القطار -والذي ترمز خطوطه للخط الفاصل بين عالمها والعالم الأخر- تاركة رسالة مبهمة وغامضة. لماذا تقدم فتاة متوسطة الثقافة من دحديرة الشرقاوي علي الانتحار؟ يحاول الصحفي عصام البحث عن إجابة هذا السؤال فيغوص في تاريخ هذه الفتاة. بأسلوب سردي غير خطي ينتقل بين قصص متداخلة في محاولة معرفة سبب انتحارها ورسالتها الغامضة، ومع كل قصة يقرأ الرسالة بشكل مختلف، تارة هي السنجة التي استخدمتها للدفاع عن نفسها ضد أول محاولة للتحرش بها. وتارة هي السيجة التي كانت تلعبها حين غادرت عالم الطفولة وعاقبها أبوها بجنون لأن هذا حدث أمام شهود ذكور. وتارة يقرأها السرجة، ومع قصة أخري تصبح السرنجة وفي أخري هي السبحة. كان مقرر أن يكون اسم الرواية خليطا من هذه الأسماء لكن لأسباب تسويقية تقرر أن يكون لها اسم واحد. ولأن السنجة قد أحكمت قبضتها علي مصر وأصبحت لغة العصر، فقد وقع الاختيار عليها.
رواية كابوسية سوداوية، لكنها في الوقت نفسه جرس إنذار. قد يكون الكاتب قد بالغ قليلا، لكن الواقع أسوأ وأشد قسوة وعنفا وإثارة للاشمئزاز. وكما وصفها أحد المراجعون بتقرير طبيب شرعي كلف بمعاينة جسد مجتمع مغتصب. يمكنك أن تتفق أو تختلف، لكن لا يمكنك أن تنكر حقيقة وجودها. -
كيف يمكنك صنع رواية من لاشىء؟
الإجابة بسيطة ومتجلّية لأي قارىء متمرّس في سلسلة ما وراء الطبيعة
عليك أولاً أن تخلق الأسطورة..تُحدّث الرفاق عن شىء ما يحدث غير أنه لم يحدث فعلاً,وفي بدء الحكاية تلقي إليهم بتساؤلٍ ما,تقول لهم :تذكروا هذا السؤال جيداً,سنعثر على الإجابة فيما بعد.
بعدها يتوجب عليهم تصديقك..الأمور هكذا دائماً,وهم دائماً مايصدقون
بعد هذا كل مايتوجب عليك فعله هو إغراق رفاقك بوابل من الشخصيات وسلسلة لا تنتهي من الأحداث,في نهاية الأمر ستخبرهم انها مجرد اسطورة من اختلاقك..لن يصدقوك,ربما لأن الرواية اكثر واقعية من أن تكون من وحي الخيال
أو ربما لأنك أقل من أن تزرع فكرة بدواخلهم وتجعلها قابلة للتصديق بهذا الشكل
حيلة قديمة برع فيها أحمد خالد توفيق كهادم لأساطير هو من اختلقها في المقام الأول,أتحدث عنه في سلسلة ما وراء الطبيعة.
والآن يبقى السؤال..هل فعل هذا حقاً في روايته؟
الإجابة القطعية هي لا..
لنرى ما حاول تطبيقه أحمد خالد توفيق في الرواية
في بادىء الأمر يحدثك عن عصام الشرقاوي وعن اختفاءه..يحدثك أنه آخر مرة قد شوهد في دحديرة الشناوي,وأن في الصفحات القادمة سنعرف سوياً أين اختفى عصام الشرقاوي بالتحديد.
ينتهي تمهيده للرواية هكذا ثم ما يلبث أن يقحمك في دائرة لا تنتهي من شخصيات الحارة,عباس الدلجموني..حماصة..حسين..صلاح..ابراهيم..والأهم من كل هؤلاء هي عفاف
كل هذا جميل..ولكن ما كان يُفترض حدوثه هو أن يندمج القارىء مع تفاصيل حياة عفاف والمحيطين ويتغافل تماماً عن عصام الشرقاوي,فما ا�� يفاجئك به الكاتب في النهاية وأنه لا توجد في الأساس دحديرة الشناوي وأن كل الشخصيات من اختراع عصام,بل والأكثر من هذا أنك تتحرك داخل عقل عصام منذ البداية,يحدث ماكان يفترض حدوثه للقارىء من اعجاب بالفكرة.
ولكن تلك الخدعة لم تحدث بشكل فعلي,أو ربما السحر انقلب على صاحبه
فالفصول البسيطة التي كان يتعرض فيها لجوانب من حياة عصام _والتي كان من المفترض بها أن تكن وسيلة خداع أو تمويه_كانت السبب الأول الذي جعلني اتساءل عن دور عصام في كل هذا بدلاً من أن اتناساه تماماً وأندمج مع عفاف وتعدديتها!
أراد أن يلقي إليك بطعم تلتقطه..فتحول الطعم لنقطة ضعف,أو لعلنا نقول طرف ا��خيط الذي يكشف لك حيلة الساحر كلها!
ـــــــــــ
كان هذا بالنسبة للحكاية ..الرواية ,والحبكة التي كان من المفترض أن تماثل في دقتها حبكة رواية نادي القتال ..على اختلافيهما بالطبع!
ولكن الفكرة تحتسب إليه على كل حال
أما بالنسبة للسرد,فحدّث ولا حرج ..
جرعة كآبة مفرطة تجاوزت حدود كآبة يوتوبيا,جعلتني أستشعر انه استدعى كل غضب العالم أثناء كتابته لتلك الرواية..ساخط على كل شىء وأي شىء..وبالطبع لابد من إقحام عبثي للثورة والنظام القديم ومسئوليته عن كل ما يحدث
عن حياة عفاف البائسة..عن ضرب أبيها المبرح لها في حادثة بلوغها الشهيرة..عن حادثة التحرش بها في السوق وهي طفلة,لم أنتظر سوى تحميله النظام السابق مسئولية الإسهال الذي أصاب نوال وهي في شقة عصام..
أتدرون؟ ربما هو مسئول عن هذا بالفعل!!
انتهيت من الرواية وقد خيّمت عليّ حالة من الوجوم كفيلة بإصابة البقرة الضاحكة بالاكتئاب.
ــــــــــــ
أما عن البنية ..
فالرواية مفككة برغم كل محاولات الكاتب لجمعها في قبضة واحدة,لم تنل أية شخصية حقها الكافي من رسم لأبعادها وكتابتها..,لم أستطع التركيز في كل الشخصيات أو حتى
التركيز في شخصية واحدة,حتى أنني أحياناً كنت أتساءل في بلاهة "هو مين بيكلم مين؟"
لا يوجد حتى وتيرة ثابتة للسرد أو عمود فقري تتوالى عليه الأحداث بالتبعية
رواية من طراز . كل حاجة فيها سليمة بس لوحدها -
قبل أعوام أصدر الأديب الشاب محمد الفخرانى روايته "فاصل للدهشة" واستقبلها القراء استقبالا حافلا وأعيدت طباعتها عدة مرات رغم أن الفخرانى كان آنذاك إسما غير معروف بعد للقارئ، وكانت أحداثها -الرواية- تدور فى عوالم العشوائيات التى نمت وتنمو بغزارة حول القاهرة والمدن المصرية الكبرى، وقد أجاد الكاتب فى نقل صورة واقعية شديدة الصدق لهذه العوالم بكل ما لها من خصوصية، وكان ذلك قبل ظهور الفرح وساعة ونص وحين ميسرة وموجة أفلام المهمشين التى ضربت السنيما قبل خمسة أعوام..
فى روايته الأخيرة "السنجة" يحاول د. أحمد خالد توفيق خوض تجربة مشابهة، وهى محاولته الثانية بعد "يوتوبيا"، ولكن من حيث نجحت تجربة الفخرانى قبل أعوام حملت تجربة أستاذنا د. أحمد خالد قدرا ملموسا من الإخفاق.. القصة فى "فاصل للدهشة" جاءت بسيطة بقدر ما استمدت عمقا كبيرا من مصداقية شخصياتها، بينما نجد القصة فى "السنجة" أكثر تعقيدا وغموضا بشكل أثر عليها بالسلب، ولم تفلح الشخصيات فى معالجة هذه الثغرة، حيث شكلت الشخصيات فى حد ذاتها أحد الثغرات الضخمة فى هذا العمل، فكلهم واحد لا تكاد تجد ما يميز شخصية عن أخرى، وثمة بعض شخصيات ربما لو نزعتها من العمل لما تأثر أو اختل..
المشكلة الأكبر هاهنا هى الإسلوب.. د. أحمد خالد فى "السنجة" هو د. أحمد خالد فى "ما وراء الطبيعة" رغم بون المسافة بين العالمين والنوعين الأدبيين، وهو فى العمل الجديد يصف عوالم وشخصيات لم يعايشها ورآها من بعيد فقط، فيصفها وصفا أكاديميا وكأنه أستاذ جامعى يلقى محاضرة عن عينات بشرية ذات سلوكيات وخصائص اجتماعية وسايكولوجية معينة، وساهم فى تفاقم الأزمة إصراره -د. أحمد- على الالتزام باستخدام اللغة الفصحى فى الحوار مع الحرص على استخدام الحد الأدنى من الشتائم (التى هى كالماء والهواء فى تلك البيئة وسواها) الأمر الذى صنع حاجزا ضخما يخصم من مصداقية الشخصيات، وهى المشكلات التى تجاورزها الفخرانى فى تجربته فجاءت على قسوة وصفها وألفاظ حوارها ناجحة وأكثر مصداقية بمراحل..
د. أحمد خالد توفيق الأديب الرائد الكبير وصاحب الفضل على أكثر من جيل من القراء والكتاب بحاجة إلى ثورة حقيقية على نفسه وأسلوبه الذى احتفظ به على مدى عقدين من الزمان مادام ينوى اقتحام آفاق جديدة مختلفة عما ظل يرتاده ويألفه منذ العام 1993 والأهم من ذلك الثورة على قرائه الذين صاروا أقرب إلى مريدين لا يرون فيما يقدمه إلا جواهر أدبية بالرغم من أنها للأسف أبعد ما يكون عن ذلك.. أقول هذا وأنا أعتبر نفسى واحدا من عشاق د. أحمد خالد وبمعنى أصح أقول هذا لأننى من عشاق د. أحمد خالد -
الروايه جيده
لكن معجبنيش فيها بعض المصطلحات , مش ده اسلوب دكتور احمد اللي متعودين عليه
كمان تعدد الشخصيات , انا كنت ساعات بتلغبط مين ده ومين ده وبحاول افتكر ده كان بيعمل ايه -
"كيف تبصر الحب في عيني امراة تعرف انك لن تحميها؟"+
(الدحديرة) هي بشكل ما اللفظة العامية لكلمة المنحدر..نعم..نعيش في منحدر و نوشك ان تزل اقدامنا فنتدحرج الى ما لا نهاية..نأمل أن ترتطم اجسادنا بأرض ما حتى و إن تمزقت أجسادنا جراء ذلك..لكن وضية اللانهاية هذه قاسية..مأساوية..
أما السيجه فيه لعبة..براءة..طفولة..خطوط متقاطعة خطوط كف تشي بمستقبل غامض..
قطرات دم على السيجة..نبوءة اكاد ابصرها على تلك الخطوط ..مستقبل دام لبطلة (عفيفة).. بطلة قديمة و جديدة..بطلة تمتهن كل المهن الحلال..بطلة تعيش في كل الازمنة الحرام..ان كان هناك شيئا كهذا..
و السبحة هي سباحة في ملكوت الله..طهارة..نقاء..حب شريف وسط النظرات الجائعة و اوهام الرجولة..
و السنجة ثلاث.. سنجة قطار ،يعني خلعها الثورة..
و سنجة ميزان يعني اختلاله حب الانتقام..
و السنجة سلاح...قضى بنصله على حياة استمد حقها بأمر الهي..
و القطار...القطار رحله تحمل دنيا صغيرة ..تطء اخيرا بكل ثقلها و برودتها على جسد عفاف..وطئتها الدنيا حية و ميته.. و مازال الرعاع يبحثون عن احد اعضاءها الحميمة ممزق هنا او هناك!
و رجل يرش القضبان ليمحو الخطايا بالسواد..
و سرنجة تععني حياة لبعض.. و ادمان لبعض.. ونهاية لمن اراد من حياته خلاصا..
ايا كان ما كتبته عفاف..سرنجة-سنجه –سبحة...الخ..فقد عنته حقا..حتى نهايتها في السرجة..
عفاف هي وطن لم يجد من يحميه..لم يكف الجميع عن مشاهدته ينتهك ثم عاد يحلم بنصيبه من هذا الانتهاك..
خليط من مدمن مخدرات و مدمن تبول و مدمن موت و ماسوشي و ميت يحلم ..و للاسف..مقف يحلل ثم يعد الى مهجعه لا يؤرقه الا التحليل و التحليل فقط..
و اخيرا يختفي المحلل ..و تموت الفتاة..
و يبقا في السرجة حماصة....البلطجي الذي سيجد اتفاقية ما مع من يتولى القيادة..هو الفائز برغم كل شيء..
رواية قاتمة...نعم
مشتته؟... تشتت عن عمد..هذا ما شعرت به حقا..
كثيره الشخصيات.. لابد و ان تكثر الشخصيات في رواية كهذه..
لا ارى مشاهد جنسية فظة..لا اعلم مصدر تلك الشكوى المتكررة من الرواية..
لا ارى اقحاما للثورة في الرواية..الثورة هي اساس الرواية كما اراده الكاتب..
احببت يوتوبيا أكثر..مجرد ذوق خاص...لكن هذه الرواية لم تترك في فمي المرارة التي تركتها يوتوبيا..
في انتظار روايتك القادمة يا د.أحمد
(كتبت الريفيو على انها رواية فقط..حاولت ابعد عن كون كاتبها استاذي او ان له اعمال سابقة علشام مظلمهوش) -
بكيت ساعتين بعد انتهائي من قراءة الرواية و ليس أثناء قراءتها..ثم صمتت..لا أزال في حالة غير طبيعية من المشاعر المتداخلة..لن أبالغ لو قلت أن هذه الرواية تمثل الثورة ذاتها لي..فمثلها تركتني كما فعلت مع الكثيرين في نفس الحالة من المشاعر المتداخلة..حزن-إحباط-اكتئاب-استخفاف-لا مبالاة-تشاؤم مطلق و تفاؤل حذر لا يتعدى الواحد %...يلعب د.أحمد على التفاصيل مرة أخرى..تفاصيل الشخصيات التي ربما لا يهتم الكثيريين بهم..حتى في الأدب المصري و العالمي يتم تناول الشخصيات المهمشة بشكل أحادي اللون..إما الأبيض أو الأسود..إما الفقير الطيب الذي يُعلي من قيمة الفقر أو الفقير الشرير الذي أخذ الفقر ذريعه لشره..هنا لا يحدث هذا..جميع الشخصيات رمادية اللون..جميعها تستطيع أن تحبها و تكرهها..جميعها صادفتها كثيراً ولم تهتم بملاحظة بؤسها الخفي أو حتى خشونتها الظاهرة..أعرف أماكن بنفس وصف دحديرة الشناوي في بلدي طنطا..ربما لهذا تخيلت جيداً مزلقان القطار و الجسر و القمامة على الجانبيين و عربة الفول الواقفه و الرجال الذين يقضون حاجتهم و ظهرهم للقضبان أمام الجميع...فتحة السور التي تسمح بالمرور لشارعين لا يفصل بين بؤسهما سوى قضبان القطار..بل و عشت فترة في شارع مجاور جداً لمثل هذا المكان في بيت جدي القديم ..أعرف تماماً عم يتحدث الدكتور..لذا كان حزني مضاعفاً..ربما قابلت عفاف في محل الطرح أو الكوافير أو محل تنظيف الدجاج بالفعل..ربما لم أعرها اهتماماً بل و تحدثت بصورة غير لائقه عن بهرجة حجابها و ضيق التنورة و عبوسها الدائم..ربما لم أهتم بمعرفه شيء عن أحزانها و قهرها الدائم المختفي خلف كلمة و تنويعاتها..السنجة-السرنجة-السيجة-السرجة..
أحببت خط إبراهيم أبو غصيبة كثيراً..قرأت نفس الخط في قصة قصيرة للدكتور نُشرت بالدستور القديم بعنوان "طفق ينتظر"..كانت هذه القصة الأشد رعباً على الاطلاق..ربما لفرط واقعيتها..لم تنشر بعد ذلك ولم يقرأها أحد بالاهتمام المناسب ..كنت أنتظر يوم أن يعيد نشرها الدكتور أو تنشر على نظاق أوسع و قد فعل..في رأيي تصلح كرواية مستقلة ولكن وجودها كخط في رواية السنجة لم ينتقصها..الرجل الذي يعيش حياتين لا يعرف أيهما واقعه من حلمه..رباه لو كنا جميعاً كذلك فإنا لهالكون..هذه من أكثر التخيلات رعباً للنفس ولا أدري كيف أستطاع د.أحمد تحمل الفكرة دون أن يصاب بالاكتئاب المزمن مثلما حدث لي..
هذه رواية عظيمة..رواية مرهقة كتابةً و قراءة رغم أسلوبها السهل الممتنع كعادة الدكتور..رواية تستحق أن تصبح من أهم الروايات التي كتبت عن ما قبل و ما بعد و أثناء الثورة رغم عدم خوضها الشديد أو الميلودرامي داخلها مثلما فعل الآخرون.. -
الـسـنـجـة .. عن الألم الذى لا ينتهي
هكذا يعود د.أحمد خالد توفيق ��عد اربع سنوات و نصف من رواية يوتوبيا ، لكي يطرح عبر دار بلومزبيري مؤسسة قطر للنشر روايته الجديدة السنجة ..
اربع سنوات و نصف ظل قراء د.احمد يحاولون تخيل احداث روايته الجديدة ، فى ندوة بمكتبة بدرخان سنة 2009 تحدث باقتضاب عن صداقته لعامل تحويلة قطار فى احدي الاحياء الفقيرة و انه اصبح صديقه و ان الرواية سوف يكون اسمها التحويلة ، مرت ثلاثة اعوام كاملة على هذا الحديث قبل ان تطرح الرواية
تدور الرواية فى بيئة معدمة باحدي العشوائيات المصرية ، يحدث فيها حالة انتحار سريعة و غامضة ، بالتزامن مع وجود كاتب مغمور يدعى عصام الشرقاوي هجر حياته و قرر الاقامة فى هذا الحي العش��ائى من اجل الظفر بقصة ما من هذا الحي .
يخيل لى ان عصام الباحث عن فكرة لروايته الجديدة فى هذا الحي العشوائى هى شخصية استوحى المؤلف فكرتها من رحلة بحثه عن فكرة لهذه الرواية داخل احدي الاحياء العشوائية التى يمر بها القطار ، كلام د.احمد فى مكتبة بدرخان سنة 2009 يوحي بهذا ، بالطبع لا يوجد اى تطابق يذكر بين شخصيتي احمد خالد توفيق و عصام الشرقاوي ، بل على العكس .. رسم الاول شخصية الثاني بشكل متناقض تماما ً لتركيبة شخصيته .
عبر رحلة عصام الشرقاوي لمعرفة لماذا انتحرت عفاف ، يقدم لنا د.احمد وصفا ً استثنائيا ً لطبيعة الحياة داخل هذه البيئة العشوائية ، تركيبة افردها و العلاقات التى بينهم ..
على ما يبدو انها سمة الأدب فى عصرنا هذا ، ان الاعمال الادبية تحتوي شخصيات قد يعتبر البعض انها غير موجودة فى عالمنا ، و لكن تجربة المؤلف تؤكد العكس ، يدعمه القراء الذين اختلطوا ببعض هؤلاء ، هؤلاء – و يا للكارثة – موجودين فى عالمنا بالفعل ، شخصيات الفقر و الجهل و المرض جعلتهم مشوهين نفسيا ً الى اقصى درجة ، لدرجة تجعلك تتساءل كيف استطاعوا التماسك بهذا الشكل دون ان يتحولوا الى وحوش آدمية حقيقية ..
ضحايا منسيين لسنوات القمع ، مهمشين فى حزام عشوائيات يطل على كل منطقة راقية فى بلادنا .. فى هذه المجتمعات ، لم يكتفى د.احمد خالد توفيق بوصف العذاب الذى عانوه .. تكيفه معه شكلا ً ، و قضى على آدميتهم موضوعا ً ، بل يغرز المؤلف نصل قلمه فى عمق الجرح ، لنجد ان الحياة القاسية التى عانوا منها .. هي الكوابيس التى تزورهم فى قبوهم ..
هل هنالك ما هو اسوا من ذكريات هذه الحياة لكي تكون عذابا ً لهم فى قبوهم ؟؟ .. هل هنالك ما هو اسوا من ان تكون كوابيسك فى قبرك هى حياتك المعذبة ؟؟
وانت تقرأ الرواية سوف تجد عشرات المتناقضات فى النص ، و الثغرات ايضا ً ، ثم تكتشف رويدا ً رويدا ً ان هذا مقصود ، لا يوجد إخلال حقيقي بالبناء الدرامي للرواية عبر هذه المتناقضات ، و لكنها لعبة ادبية على الهامش برع فيها د.أحمد و اعطت جو نفسي مريب للرواية حتى السطر الاخير .
بالعودة الى ابطال الرواية ، برع د.احمد فى وصم كل فرد منهم بعلة نفسية او شخصية ما ، تمثل الانهيار الاخلاقى و النفسي و العصبى و الاقتصادي و الاخلاقى الموجود فى عالمنا ، دون ان يبدو الامر مفتعلا ً او مركزا ً كأن المؤلف يقوم بتعبئة تركيبة شخصياته بامراض المجتمع باسلوب الاسقاط المباشر ، بل اتى الامر طبيعيا ً ، مقدمات الحياة القاسية التى شرحها تقدم اسباب منطقية للنتائج التى ظهروا عليها جميعا ً فى الرواية.
لم ينس المؤلف ان يخرج بعصام الى عالم�� الادبي لكي يقدم لمحة عن الهراء الجارى فى الوسط الثقافى المصري ، الندوات و الخطب و كل هذا الصخب المزيف ، ثم يعود به مرة اخرى الى الحى العشوائى المنهار .
اقتحم د.احمد خالد توفيق الثورة باحداث روايته بجرأة موفقة ، لم يخشى ان يقال ان الكاتب الذى بدا كتابة الرواية بقرابة عامين من قيام الثورة قد غير بعض الاحداث من اجل الرواية ، لم يخشى ان تأتي المعالجة اقل من الحدث الجلل الذى جرى فى شوارع مصر ، الميزة الاساسية فى الرواية و فى اسلوب الكاتب هو الثقة العامة فى اقتحام عوالم مختلفة و الخلط بينها ، نفس جرأة اقتحام عالم الموتي الذين يحلمون ، مع اننا جميعا ً نعرف انه لا يوجد اى نص ديني – او حتى غير ديني ! – ذهب الى هذا الامر .
يمكن القول بلا جدال ان الرواية منقسمة الى قسمين ، قسم أول قبل الثورة ، ثم القسم الثاني اندلاع الثورة ، فى هذه المنطقة ، لم ينتصر احد ، و لم تصل انتصارت الثورة الجزئية اليها ، بالعكس ، يقتل احدي ابناء المنطقة فى ميدان التحرير ، اما خطيبته ، عفاف ، فتغتصب جنسيا ً اثناء الانفلات الامني من عصابة البلطجي الذى يسيطر على المنطقة منذ سنوات ، و تقرر بعد كل هذه الاخفاقات ان تنتحر .
مشهد الاغتصاب هو المشهد الاساسي فى الرواية ، ليته وصف لنا ما حدث و لم يترك لنا خيالنا يصور المذبحة التى جرت ، اكتفى الكاتب باسلوبه المعروف بين قراءه ببث بضع صور و لحظات و مشاهد من المشهد العام الدموي الجارى ، دمج بين عفاف و هم يذبحون كرامة جسدها ، و بين ذكرى ختانها ، مشهدي الاغتصاب يجرى امامك بالتوازي ، يوم وأدت صغيرة و يوم ذبحت كبيرة ..
.........
.........
هذه المرة لم يقل لك د.احمد خالد توفيق ان القارعة سوف تحدث مستقبلا ً ، بل يؤكد لك بشكل غير مباشر ان الكارثة جارية الان ، و ان الواقع هو الجحيم ذاته ، ثم يأتى الفصل الاخير بعبقرية لكي ينهى تساءل طرح فى الصفحة الاولي ، تكون قد نسيته طوال فترة الخوض فى تفاصيل الحي العشوائى و شخصياته و عالم البلطجة و الثورة ..
ختاما ً .. جولة ادبية ناجحة لـ د.احمد خالد توفيق ، ورواية ثانية توضع جنبا ً الى جنب مع يوتوبيا ، و اتوقع لها نجاحا ً يفوق الرواية الأولى ، و قد طرحت الطبعة الثانية بالفعل عقب اقل من اسبوع من طرح الطبعة الاولي بالمكتبات المصرية. -
ما يميز اى روائى هو اسلوبه فى السرد و هو اول ما يقع القارئ فى حبه عند قراءته الاولى له
حتى و ان كانت القصة ليست جيدة ف لغة السرد عند الكاتب احيانا تجعلك تغفر له
لكنى هنا لامست شئ جديدا عل واحد من كتابى المفضلين " احمد خالد توفيق " اسلوب لا يمت له ب صله
هذة اول مرة احس عند قرائتى له انها رواية مدسوسة و دخيله عليه .
ليس موضوعها الشائك كان السبب لانى اعشق الديستوبيا و اراها الواقع الدميم الذى نخفى به اعيننا
ليست الشخصيات الذى تمرمغت فى قاع القاع لانى لامستها و اراها واقعية ب نسبة كبيرة
ليست اللغة الجريئة التى تناولها الكاتب لاول مرة بعد قراءات كثيرة له
المشلكة فى انها كانت " ملخبطة" بالظبط كدة
تتابع الفصول يجعلك تتوه بين الاحداث و تداخل الماضى مع الحاضر ف يفصلك من الجو العام للرواية
ايضا الشخصيات تم تناولهم سريعا ف احتجت كثيرا من الوقت حتى اتعرف عليهم و ان كنت اتعرف عليهم من حكاياتهم اكثر بعيدا عن شخصية عفاف و عصام .“هل كُتب لهذا البلد التعس أن ينهض .. أم أنه سيظل في المستنقع وكلما حاول النهوض لم يجد ما يتمسك به؟”
البعض يراها رواية مظلومة , الاخر يراها عبقرية و لكن الاكيد ان " دحديرة الشناوي " ستظل عالقة فى الاذهان
و سيظل اصلا تساؤلنا هل كانت " السبحة ولا السنجة ولا السيجة ولا السرنجة ولا السرجة "و هل تحولت عفاف لنوال !!
نجمة للغلاف المميز و لا اخفى احباطى الشديد لرواية عل النقيض تماما من يوتوبيا -
أهي السبحة، أم السيجة، أم السنجة، أم السرنجة، أم السرجة ؟!
مشكلتي مع هذه الرواية لم يكن في موضوعها، بل في مستواها الأدبي الركيك .
فخروج الكاتب من فكرة الأدب التوجيهي الذي يخاطب فئة محددة، والذي جلَّ همه فيها هو التسلية والإفادة، إلى مناقشة مواضيع أخرى ناضجة وطرحها باسلوب جرىء وصادم بالنسبة إلى الكثيرين، فهذه نقطة تحسب للكاتب.
وإن كانت يوتوبيا هي الخطوة الأولي في هذا التحول، لكن شتان بين يوتوبيا والسنجة.
وللأسف، الكاتب ظل محتجزًا في اسلوب كتابته لقصص الجيب .. فكان الناتج رواية مشوهة تفتقر إلى اللمسات الأدبية لنعدها في تيار الروايات الجيدة.
الاسلوب ركيك وغير ناضج وكما أوضحت سابقًا أنه محتجز في عالم ما وراء الطبيعة ولم يستطع الخروج منه بعد . فنجد الكثير من الـ " أوووووووع " و " فس س س س " والمفردات الركيكة، والتعبيرات السيئة، والتركيبات الشنيعة .. كما لا أعرف لمَ لمْ يكتب الحوار بالعامية بدلًا من الفصحى المشوهة المختلطة بالمفردات العامية؛ مكونة خليطًا بشعًا لم أستطع تقبله تمامًا .
لغة دكتور أحمد جيدة لكن لا أعرف لمَ يصر أن يقحم الكلماات العامية في أثناء السرد مما يجعل اللغة ركيكة.
سرد مشتت وتداخل في الازمنة، وهو ما علق عليه الكاتب على لسان مراد في النهاية.. ويبدوا أن الكاتب أراد هذا.
الشخصيات جيدة البناء وتحليل رائع للنفس البشرية على طريقة دوستويفسكي، أخص منهم ثلاث شخصيات، عفاف، حسين عبد الرحمن، إبراهيم أبو غصيبة؛ تم بناءهم بإتقان شديد.
أما أسماء الشخصيات فكانت سيئة للغاية ومفتعلة، لم أستطع تقبلهم نهائيًا.. وشاركت في عدم تذكري لشخصيات الرواية إلى أن تعديت مئتيّ صفحة.
الحبكة جيدة، وتدخل الثورة في الرواية كانت شيءً لا محالة منه بالفعل، وتم توظيفها بشكل جيد.
أحداث الرواية مأساوية لكنها تناولت العديد من مشاكل المجتمع، وتعمقت في خباياهم.
نهايتها كانت غير متوقعة وتركت الكثير من التساؤلات .. لكنها نهاية موفقة .
أخيرًا، الأدب تتحدث فيه بلسان المجتمع وليس بلسان الفضيله؛ لا يوجد منطق يقول أنه عند تناول مجتمعنا ألا تتحدث عن مساوئه الكثيرة، بل وتتحدث بطريقته، فأنا لا أرى مشكلة في أن الرواية بها كلام خارج؛ لأنه حدث في سياق الرواية، ولم يكن مجرد حشو لزيادة عدد الأوراق.
نصيحة يا عزيزي، إن كنت تبحث عن أحمد خالد توفيق، لا تبحث عنه هنا؛ فلن تجده ! -
السنجة؟ لا عيب متقولش كدا تقصد تقول السبحة؟ لا ياعم سبحة ايه؟ انا كنت بقول السرجة خوفتني وانا اللي كنت فكرك بتقول السيجة
ممكن نقول كلام ع البناء الدرامي للقصة
واجزاء الثورة اللي ولا ليها اي ستين لزمة ف الرواية
بس انا عاوز اتكلم اكتر عن د.أحمد خالد
هو فين ف الرواية دي؟
فين بصامته المحفورة ف كل خلية فينا؟
اسلوبه المميز؟ كلامه الخاص به هو فقط
تركيبات جمله اللي خلتيني أتكلم زي رفعت أسماعيل لفترة
فين؟؟؟
لغاية صفحة 200 مكنتش قادر أصدق ان د.أحمد هو اللي كاتب
رواية عادية جدا جدا
طيب هو انا كنت متوقع ايه؟؟
ولا اي شئ
انا بسيب نفسي دايما للقصة تتحكي ليا
بس انت تخيل كدا
انت اتعودت تسمع قصة الف ليلة ليلة ف الراديو لكام سنة
وفجاءة يقرورا يذيعوا مهرجان الوسادة الخالية فجاءة ف نفس المعياد
اعتقد انك مش هتعرف تعمل شئ غير انك هتستني وتقول بعد المهرجان اكيد هيجيبوا الحلقة
فتكتشف ان المهرجان ف وسط المهرجان تحديدا تمت اذاعة الحلقة
فين د.أحمد خالد؟؟؟ فين حكيه؟؟؟
الرمزية كانت بالنسبة ليا مش ملائمة بالذات ليه هو تحديدا
وحتي الرمزية جه ف الاخر هدمها وقال ان دا وهم او انه ممكن يبقي حقيقي
عفاف اللي هي الشخصية اللي بتدور حواليها الاحداث
والاحداث اصلا فعلا نقدر نستخدم لفظ او صفة " الدوران " بشكل التسليم والتسلم كل شخصية بتوديك لسكة فرعية ونرجع للسكة الاصلية ولا نجد جديد او عدم ترابط هو حتي ف الجزئية دي علق عليها
حسيته حل سهل قوي فكرة عدم الترابط اللي قدمه ع لسان " مراد " صديق عصام اللي كتب الرواية اللي هي كل شخصياتها بتدور جواه
او بره عنه
كان نفس الاحساس اللي موجود ف مسرحية ف انتظار جودو
اللي مجاش وهنا جودو بقي حماصة
البلطجي المرعب اينعم هو معملش شئ تدل ع دا بس هو مرعب
تداخل احداث الثورة بشكل غريب
معرفش حسيت ان فيه مقاطع مقطوعة من مقالات د.أحمد خالد
جزء الثورة كله أضعف شئ ف الرواية
مش علشان المبرر
ولا ايه لزمته
ولا لو انت قررت انك تشيله مش هتحس بفرق
لكن حتي الحكي عن الموضوع جه مقتضب وتقريري
مش د.أحمد اللي يكتب كدا
حسيت بلحظات يأس كتيره للدكتور أحمد خالد ف النص كتير قوي
يمكن مستوي جديد من اليأس غير يأس يوتوبيا
يأس يتلخص ف عبارة
" هنعمل ايه تاني؟؟؟ "
كان فيه عبارة بتقول
" هل كتب لهذا البلد التعس أن ينهض أم أنه سيظل في المستنقع وكلما حاول النهوض لم يجد ما يتمسك به؟
لا يعرف بالفعل لا يعرف
علمته تجارب شبابه أنه لا شئ يحدث أبدا والحق لا ينتصر أبدا ودماء من يموتون تذهب هباء والغد أسود من اليوم دائما فهل حان الوقت لهذه العقيدة المشؤومة أن تزول؟ "
بالنسبة ليا الرواية ليس أفضل ما كتبه د.أحمد خالد توفيق
يمكن علشان دايما كنت بحسه مصدر ألهام ف الحياة قبل الادب
يمكن علشان متوقع دايما انه لما هيجي يحكي حكاية ليا هعرف افكر واسرح
وابكي واضحك وحالتي تتغير
يمكن اكون انا اللي جتتي نحست او مش واخد بالي
ومع الوقت لو قريتها تاني اكتشف زوايا جديدة
يمكن جدا
بس ما بين الصفحات
معرفتش الاقي
د.أحمد خالد توفيق -
لا زال فى مصر كتاب محترمون
��م أتوقع أن تكون رواية «السنجة» بهذا الشكل من الروعة والغرابة فى آنٍ معا، فلا العنوان ولا الغلاف ولا الجزء المكتوب على ظهر الرواية يدل على محتواها. ولكن للحق أقول إننى بعد الانتهاء منها أريد أن امنح جائزة لأحمد مراد، مصمم الغلاف.
توقعت من الكلام المكتوب على الغلاف الخلفى أن أقرأ عن معاناة أديب مع الكتابة وأشياء من هذا القبيل، فامتلأتُ حماسة، ولكنى لم أجد مرادى. ومع ذلك، ظللتُ أسيرًا للرواية حتى أنهيتها فى زمن قياسى.
أريد أن يكون كلامى محددًا فى ثلاث نقاط: الخط السردى (الروائى)، والصوت السردى (الراوى)، والكتابة عن الكتابة (الميتافيكشن). ولا بأس برأى شخصى أخير.
تملأنى الحيرة حين أذكر أن هذه «رواية». هى رواية، ولكنها رواية «ما بعد حداثية»، حيث يتعين على القارئ أن يبقى متيقظًا طوال الوقت حتى يحافظ على الخيط الذى يربط الأحداث معا. تختلط الأمور فى بعض الأحيان، فيبدو هناك التباسًا زمنيًا ما، وهو ما يعلق عليه د. أحمد بنفسه فى النهاية. وهذا مما يجعله كاتبًا مميزًا أيضًا، حيث يسخر من نقاط ضعفه هكذا على الملأ.
أما عن الصوت السردى، نجد أن تعدد الرواة يكسب الرواية بُعدًا وعمقًا، وربما كان سببًا فى حصول الرواية على جائزة فيما بعد. هناك نقلات مفاجئة أحيانًا فى الأصوات السردية، فنجد الراوى يكلم القارئ ثم يكلم نفسه، وهكذا. ويبدو أن عصام (شخصة الأديب فى الرواية) يروى أجزاء مطولة من الرواية، ثم يعلق الراوى الأساسى (غالبا د. أحمد نفسه) على أحداث أكثر، وهكذا. تتحدث الشخصيات أحيانًا بما يدور فى ذهنها بصيغة المخاطَب، وهو ما يعطى ملمحًا إنسانيًا لتلك الشخصيات. وفى رأيى حدث بعض الضعف فى روى الأحداث، واختلاط زمنى، وهو أيضًا ما انتقده د. أحمد بنفسه على لسان شخصية ثانوية فى الرواية.
الكتابة عن الكتابة (الميتافيكشن) تستهوينى جدا، وأعجبتنى هنا تلك المشاهد التى يحاول الكاتب فيها (عصام) أن يخط أفكاره على الورق. استخدم د. أحمد فكرة الكتابة عن الكتابة فى إشراك القارئ فى حل لغز ما، وقد أعطى الكثير من التفسيرات لكلمة «السنجة». ربما أراد أن ينقل لنا حقيقة مهمة: لن نصل أبدًا إلى المعنى الحقيقى لما حدث؛ كل شىء وله تفسيره المنطقى؛ ربما تكون كل التفسيرات صحيحة، لأن لا أحد يعلم حقيقة ما حدث. الحقيقة تذهب مع من يذهب؛ وربما أراد أن يخبرنا أننا لن نعلم أبدًا حقيقة ما حدث فى الكواليس أثناء الثورة.
تعليق أخير: انطباعى إيجابى جدًا عن الرواية، وبخاصة مع أسلوب دكتور أحمد المميز، والذى يجعلك تبكى وتضحك بشكل جنونى. هو يسخر من كل شىء، كعادته، ولكن ربما كان من الأفضل ألا يلقى بدعابة أثناء مشهد موت أحد الشخصيات، فلا بأس ببعض الدراما فى الرواية، بدلا من السخرية حتى فى أحلك المواقف. كذلك لاحظت أنه أمسك العصى من النصف، حين أخذ يسرد شتائم الشباب بشرحها بالفصحى، فلا هو كتبها بشكل صريح كما يفعل معظم الكتاب (الذين لا أحب وقاحة أسلوبهم صراحة) ولا هو استغنى عنها بنقاط. كنت أفضل أن يضع نقاطًا، حتى يكون الكتاب والكاتب آية فى الرقى. أعرف أنه وضع نقاطًا فى معظم المواقف، ولكنى أتحدث عن موقف بعينه. سيقول قائل إنه يعكس الواقع. أعرف هذا، وأتأذى منه كثيرًا. ولكنى اعتبره من القلائل المحترمين الباقين هذه الأيام.
أحمد عادل
الخميس، 25 أكتوبر 2012 -
قرأتها للمرة الثانية ،، لا جديد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مراجعة المرة الأولى :
كنت أحسب أن د.أحمد خالد توفيق قد تعلم الدرس وأنه لن يكرر التجربة التي عبرها د.نبيل فاروق من قبل ،، كنت أتمنى أن لا يكتب د.أحمد خالد لمجرد أنه يجب أن يكتب ،، أن يكتب لأن دور النشر تريد أن تطبع
في بداية الرواية يتوجه د.أحمد خالد بالشكر لأسماء يقول أنها شجعته على إكمال الراوية ونشرها ،، في الواقع - وبعد قراءة الرواية - لا أرى سبباً مقنعناً لهذا الشكر ،، فالرواية محبطة لدرجة كبيرة خاصة وأنها أتت بعد مجموعة أعداد أخرى محبطة من سلسلة ( ما وراء الطبيعة ) و ( سافاري ) ،، وبعد رواية رائعة كرواية يوتوبيا ،، للأسف لم يكن هناك داعي لنشر هذه الرواية
هنا لن تجد رواية بل هي مسودة أو مشروع رواية لم تكتمل ،، وفكرة لم تختمر ،، فخرجت رواية ماسخة لا تسمن ولا تغني من جوع ،، رواية هي تجميعة لتيمات وأفكار وتعبيرات ( بالنص أحياناً ) استخدمها د.أحمد خالد من قبل في قصصه أو مقالاته ،، بداية من ذلك التمهيد في البداية والمقاطع المتكررة في أكثر من فصل والتي تشبه ما كتبه في ( أسطورة النافاراي ) ،، ومروراً بالتيمة الأساسية لرواية التي تشبه تيمة ( أسطورة العلامات الدامية ) ،، حتى النهاية الشبيهة بنهاية ( أسطورة شبه مخيفة )
نصيحة لكل من يحب د.أحمد خالد ،، لا تقرأ هذه الرواية ،، الرواية فيها خيبة أمل قاتلة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نصيحة لكل من يحب د.أحمد خالد ،، لا تقرأ هذه الرواية ،، الرواية فيها خيبة أمل قاتلة -
استعنا ع الشقا بالله :D
>
مشكلة أن الرواية توصلك متأخر + كونك مشترك ع الجودريدز = ريفيوهات بتظهرلك ع السطح وأنت مش عايز.
وينتقل إليك الطابع العام والذي هو بالطبع سلبي.
وتتوجس خفية من قراءتك للتأثر بكل تلك الهالة السلبية، ومحاولة أن تصفي نفسك وتكون حيادي وتقرأ، وتبدأ الملحمة، وتنتهي الملحمة. ذا ايند :D
" مقدمة رغاية تنتهي بنتيجة.. تلك الأراء صحيحة في الغالب.
لنبدأ الريفيو إذن.
\\
لب\ مركز الرواية
كلنا نعلم أن د.أحمد خالد توفيق قارئ عبقري وموسوعي في المقام الأول،ولحسن حظي تصادف أنني قرأت "ضحكات كئيبة" قبل السنجة مباشرة، وعندما تحدث عن تجربة "الهاتف الصيني" تأكدت أن تلك الفكرة تروق له، لدرجة أن يستخدمها كتيمة أساسية في روايته السنجة.
فمن حادثة واحدة وهي انتحار عفاف - لنقل أن تلك الحادثة هي لحظة الانفجار العظيم- لنبدأ بعد ذلك إعادة تفاصيله بكاميرا ديجيتال من جميع الزوايا وبالحركة السريعة والبطيئة والزووم إن والزووم أوت، وكل هذا من خلال عيون العديد من الشخصيات التى رأت الحادثة " نظرية الهاتف الصيني"، فلا أحد يجتمع علي أنها تعمل في مهنة واحدة، بل هي عاملة الكوافيرة وعاملة في محل طرح، وكذلك تعمل في مجزر، وفي مكان رابع أخير.. أنها مرتبطة بمكان عمل مع عيون شخصية ما.
لدينا المبدأ، وهو جد جميل، لنصنع رواية إذن.
هناك شيئين يحركان أي كاتب في الوجود لكتابة قصة، فكرة متيم بها، أو شخصية متيم بها. وأكاد أجزم أن د.أحمد متيم بفكرة الهاتف الصيني.
\\
2- الشخصيات
الشمندوري، الدلجموني، ولابد للصبي أن يكون اسمه بلية، وهذا لابد أن يكون عباس الضبع، ومنصور الستاموني وحماصة..إلخ.
لمن قرأ الرواية سيدرك أن هناك اسماء مصطنعة من عندي هنا، ولكن لابد منها، رغم أنها لا تمثل لي أي مشكلة، ولكن لا أدري لماذا يصر د.أحمد على تلك الاسماء، في الواقع هذه الاسماء اصبحت نادرة جدًا، لديه منطق أن لو لم يكن البلطجي اسمها حماصة أو دبش فهو لا يصلح أن يكون بلطجي على الاطلاق.
تلك القناعة تثير جنوني في كثير من الاحيان.
.
.
علي أيَا.
الشخصيات كثيرة جدًا..جدًا حتى لو قرأت الرواية في جلسة واحدة، فهي كثيرة وأغلبها غير مميز - بالنسبة لي-
هناك حيلة يلجأ إليه بعض الكتاب في هذه الحالات حتى يذكر القارئ بالشخصية ولا يخلطها بأخرى، وهي أن تميزها بشيء ما.
عليك أن تجعل شخصية تعشق التبول ع الحائط > سيتذكرونها بوضوح.
وشخصية غائبة بين الواقع وفانتازي البرشام > سيتذكرونها
وشخصية عاشقة لحضور غسل الميت > لاشك أنهم سيرونها مريضة ولكنهم سيتذكرونها كذلك.
حيلة لا تخيب وسيتابع القارئ معك خيوط الرواية حتى النهاية، ولكن القلق كله سيتمثل بعد أن يغلقها عندما يسترجع الشخصيات ويفكر فيها، فسيتذكر هذه الصفة أو الأخرى.
.
.
ولكن لنقل من كل هذا الكم الماهول من الشخصيات هناك شخصية واحدة مميزة جدًا وعالقة معايا جدًا، وربما هي السبب في أنني لم اترك الرواية واستسلم لخيبة الأمل وهي "إبراهيم أبو غصيبة" الشخصية جد مثيرة وهي كفيلة برواية لوحدها.
غيرها لربما لا يوجد غير عصام، الكاتب المتلصص المتخشب، الذي يظن أنه بمجرد متابعته لأهالي الدحديرة ومراقبتهم فهو سيتمكن من كتابة رواية عبقرية ستخلد اسمه في الأفاق، ولكنه لا يدرك أن المراقبة ليست كفيلة، وأنني أعني بذلك د.أحمد أيضَا، فليس معنى أنك ترى الفقر، ليس معنى أنك تمتلك ذكريات عن كيف يكون عليه السوق في القدم والباعة الجائلين، وحتى سلوكيات السواقين والتبعين، هذا لا يكفي لكتابة رواية عنهم. هذا يذكرني بمقالة أخرى له في كتاب "ضحكات كئيبة" وهي "لن أخدع بسهولة" لتعاملاته مع الصنايعية، فهو لا يريد أن يخدع بسهولة، لذلك يقرر أن يحفظ بضعة كلمات عن عالمهم، ويذكرها مع الكل ..السباك، الكهربائي، النجار..إلخ.
والنتيجة هي ضحكات من وراء الظهر، ويخدع تمامًا، هذا يلخص كل ما أريد قوله بالسطور القليلة في الأعلى.
.
*
3- البصمات أو اللازمة.
“عندما تغرب الشمس..
عندما يكف الأصحاب عن تقديم عزائهم لك..
عندما تستطيل الظلال قبل أن تفنى..
��ندها يبدأ موعد سجنك الخاص..”
"النسوة يرحن ويجئن في الغرفة ويتكلمنا عن مايكل انجلو"
حكاية قديمة حكها لنا د.أحمد ربما في ما وراء الطبيعة أو فانتازيا عن مارك توين عندما قرر أن يلقي بنكتة في مكان ما، ولم يضحك أحد، فإعادها مرة ثانية وثالثة حتى يضحك الجميع.
وهذا ما يحدث مع البصمات أو اللوزام والحبشتكنات أعلاه.
ستبتسم رغمًا عنك في النهاية، لأنك تعلم أن هذه هي أحدي علامات د.أحمد خالد توفيق الاثيرة
*
4- النهاية
عندما نصل إلي النهاية سنعود إلي الرواي العليم، ستجد تلمحيات تدل ع عجائبية النص فمن الجيد أن يكون النص عجائبي سيخبرك أن هناك ألف ثغرة في الرواية، ولهذا لن نلتفت إليها فأننا نركز حقًا ع المكان والحدث، ولنلعب في الزمان.
لا بأس باللعب في الزمان، ولكن حقًا..هناك من يلعب لمجرد اللعب والتجريب وهناك مع يعبث بالزمن للعبثية وهناك من يفعل ذلك لأنه يريد فعل ذلك، وهناك من يفعل ذلك لأن هذا يخدم نصه كثيرًا، وسأعود بالتخمين إلي أن د.أحمد متيم بالتلاعب بالزمن أيضَا.
،
النهاية عجائبية أيضَا، وهذا ما يريده تمامًا وما يريد أن يقتنع به القارئ.
وصيحة إعجاب في النهاية " واو، يا للروعة".
عذرًا هذا لم يحدث معي، فالنهاية لم تسبب لي الصدمة، وأغلقت الرواية ولم أشعر بأي شيء على الإطلاق.
5- لماذا الرواية مخيبة للآمال!
.
.
لو كانت هذه الرواية لأي كاتب أخر..أي كاتب لا يحمل اسم د.أحمد خالد توفيق لأعطيتها 3 نجوم ، فهي جيدة ولا بأس بها، ولكن لأنه د.أحمد خالد توفيق، ولأنه أديبنا الخاص ولأنه جزء من وجداننا ولأنه بالاساس من شكل طريقة تفكيرنا فأنني كنت أتوقع أكثر من ذلك منه، لأننا عندما نسمع أنه يكتب رواية بعيدًا عن السلاسل فأنها لن تكون رواية عادية. لهذا سأنتقص تلك النجمة الثالثة منه.
وأتمني أن تكون روايته الثالثة رعب حقيقي ..تلك الرواية التي ستخلده في أدب الرعب بجوار لافكرافت وكينج.
،
شيء أخير، قبل الانتهاء.. كلنا نعلم عشق د.أحمد خالد توفيق، وكلنا قرأنا أن هذا العمل يشبه أعمال خالد يوسف.. ولن أجد من تعليق على تلك الجزئية غير أنني اتمني في داخلي آلا يكون كتب هذه الرواية لأجل ذلك السبب.
إذ تبًا لخالد يوسف :D
..
تحديث قصير.
.
.
الكاتب لا يتردد أبدًا، إن أراد خوض التابوهات الثلاثة، فليخض، ولكن لا يضع رجل في الداخل ورجل ف الخارج. ولا اعني بذلك الجنس قطعًا، ولكنني أتحدث عنها عن عقدة د.أحمد تجاه اللغة العامية، كلنا نعلم أنه يضع الكلمات العامية بين الاقواس، وها هي الرواية تدور ف العشوائيات بحديث فصحي "لول".. ليست بصورة واقعية ع الاطلاق، أما أن تكتب ما تريد الشخصية قوله أو لا تكتب على الاطلاق، ولكنك قررت الترجمة لنا، وهذا يقلل الاثر أو قوة الرواية.
جدار لا داعي لوجوده أصلا. -
ما هذا العالم الذي يأخذنا اليه أحمد خالد توفيق مره أخري ؟!! هل هو الواقع اليومي الذي يعيشه كثير من المصريين يفصلهم خط بطول نهر النيل عن الفقر و مساحات واسعه بعرض الصحراء عن الآدميه ؟!!
ربما أكون تسرعت في اصدار حكم علي الروايه انها الجزء الثاني من "يوتوبيا"،،،حقيقة الأمر أنها الجزء الأول الذي صدر متأخرا،،،،الجزء الذي مهد للثوره و مازال مستمرا ،،، الحقيقة التي تفتح عينيك عليها بعد ان تفرغ من القراءة،،تتركك مذبهلا و مصدوما و مأخوذا بكل الافكار و الحالات التي رأيتها متجسده أمامك،،، تحدث في الحقيقة بينما انت جالس علي كرسيك تقرأ،،ربما علي مسافة عدة أحياء من منزلك،،،بينما أنت تصارع من أجل أفكار و مبادئ و نظريات،،، يوجد من يصارع من أجل البقاء يوما آخر في هذه الغابه،،، "سوف نحتاج أعوام من الصراع" من أجل الديمقراطيه،،،،هل تكون هذه الأعوام هي التي ينفذ فيها صبر هؤلاء البشر فتأتي ثورة أخري،،،ثورة جياع !! ما زال التساؤل قائما.
ماذا يمكنني أن أقول،،،هو "الإبداع عندما يصل قمته"...أحمد خالد توفيق استطاع ببراعة شديدة ان يجعلك تتوحد مع الزمان والمكان والأشخاص،،،ان تكون انت الراوي و البطل ،، الراوي الذي اختفي لكن لا يهم،، فانت الراوي ،،البطل الذي تكرر عدة مرات بصور مختلفة تمثل شريحه كبيره من مجتمع مطحون،،، "عفاف" تبيع الدجاج،،تعمل في الكوافير،،تبيع الطرح،،، من "عفاف"؟؟ لا يهم،،،انت الآن تعلم من "عفاف"،،، القصة المختلفه التي يحكيها الاسبراي علي الحائط كل مره،،،،كل قصه بطلتها "عفاف"،،،كيف استطاع أحمد خالد توفيق ان يسرد الاحداث بهذه البراعه و هذا الاختلاف المتناسق! ! "
"الكتاب الجيد هو الكتاب الذي يخبرك ما كنت تعرفه بالفعل" مقوله شهيرة،،،، لكن الكتاب الرائع هو الكتاب الذي يجعلك تعيش و تدرك الواقع من حولك،،،
"عندما تغرب الشمس،،،عندما يكف الأصحاب عن تقديم عزائهم لك،،،عندما تستطيل الظلال قبل أن تفني،،،عندها يبدأ موعد سجنك الخاص" -
الرواية مشكلة حقيقية لمن يبحثون عن اجابات, لا أنصح بها لهؤلاء.
فالمؤلف كما عودنا فى السابق, لا يكتب بشكل تجارى يحاول به ابهار جميع الاذواق بسهولة مثلما يفعل الكثيرون. لذا وجد ذلك الاختلاف الشديد فى الاراء الذى أعتبره سمة تميز الأعمال الفنية الجيدة عموما لما بها من احادية فى الرؤية والفكر و التجربة الشخصية بعيدا عن التأثر بالذوق العام ( الذى هو فى الغالب متدنى أساسا)
لذا أدهشنى مقارنة الرواية بأفلام خالد يوسف التجارية التى يجتهد فيها ليرى جمهوره ما يريدون رؤيته, لا ما يحتاجون رؤيته!! أرى النقطة الوحيدة المشتركة بينهما هى البيئة : العشوائيات. فقط لا غير!
-رواية من النوع الذى يجبرك على انهائها فى جلسة واحدة على أمل أن تستطيع التقاط انفاسك بعد نهايتها, و قد تعجز عن ذلك حتى بعد انهائها!
-كالعادة تحمل قدرا وافرا فى التجديد على مستوى السرد و الأحداث, حتى فكرة الكتابة عن (كاتب يبحث عن أفكار للكتابة) قد استهلكت من قبل و لكن -مثل ابراهيم فرغلى فى رواية أبناء الجبلاوى- يتناولها د.أحمد بشكل مختلف تماما و جديد, فالبطل يتوه بين الواقع و الرواية و يتوحد مع روايته و بنهايتها يصير جزء منها أو لا يصير, أحد الاسئلة الكثيرة..
-أعجبتنى النهايات المفتوحة بشدة. لا أعرف ان كانت فكرة أن عصام و مراد هما شخص واحد قد خطرت لأحدكم أم لا, لكنها ألحت على بشدة. و ان كنت راضيا بعدم التأكيد عليها. ففكرة البطل المصاب بالشيزوفرنيا تجارية قتلت استخداما, لكن احتمال ان مراد الكاتب عاش حياة كاملة فى العشوائيات بشخصية عصام و اختفاءها مع قرب انتهاء الرواية قد تكون اجابة لأسئلة كثيرة. احتمال أوقع من الاحتمال الخيالى بدخوله الفعلى داخل الرواية على الأقل. أعتقد أنه أحد الالغاز التى لم تحل على أى حال.
-اسلوب الخلط الزمنى و التباين فى الأحداث ذاتها (الذى لم يعجب الكثيرين) أراه هو الرمز العبقرى فيها من وجهة نظرى, والذى يرتبط بالثورة أيضا, و أشار المؤلف الى جزء منه بشكل مباشر حين تحدث عن القصة التى تتعدد الألسنة التى يحكيها واحد لاخر حتى تتحول الى قصة مختلفة تماما, ينطبق هذا على واقعنا المعقد المتشعب الرمادى الذى يصل لذروة تعقده فى العشوائيات, و فى الثورة أيضا.. محاولة تحذير لما ستؤول اليه الثورة فى كتب التاريخ بعد عشرة أعوام من الان.. بل الان الان! التشويه والتغيير الذى لا يوقفه فيديو أو صورة أو خبر.. فأحداث الرواية, كأحداث الثورة, كأحداث سبتمبر, كبن لادن..كالاعلام.. كالكثير من الألغاز التى تحمل أسئلة بلا اجابات تجعلك لا تستطيع الحكم الصائب على الاشياء و الاشخاص.
و يقارن المؤلف بخبث روائى ذكى ثورة يناير بثورة الخبز و ايام عبد الناصر و نتائجها.
أرى أن الحالة الرمادية الوسطيةالتى يقع فيها جميع الابطال هى السبب فى بلبلة القراء و استفزاز بعض -المتحفظين منهم. فالمصريون اعتادوا مؤخرا الابيض و الاسود, مع أو ضد فقط لا غير. رغم الدين الذى يدعو للوسطية, فالاسود فى الرواية قليل سطحى تمثل فى لمحة سريعة نظام مبارك و أعوانه فقط, بينما يغرق باقى شخوص الرواية فى الرمادى, فهم مطحونون و خطاياهم مذللة من الصعب عدم التعاطف معهم بعقدهم النفسية الناتجة عن مجتمع مشوه
و أراها عبقرية من المؤلف ألا يصف أبطال روايته على الاطلاق, و رغم ذلك يجعلك تراهم أمامك فقط من خلال أفعالهم!
بالمناسبة. اشتكى الكثيرون من وصف المشاهد الجنسية فى الرواية, و لكنى -وصححوا لى- لم أجد أى وصف لا مبالغ فيه و لا أى وصف أصلا ! المؤلف فقط ذكر (أنه حدث) ليث أكثر.. و ان كان حدث كثيرا, فلنكن على قدر من الصراحة مع انفسنا فنحن فى مصر و هذا واقع, و احداث الثورة مع مشهد اغتصاب عفاف (لاحظ دلالة الاسم) مع فلاش باك لختانها يحمل رمزا لما ال اليه حال الاناث فى مجتمعناالذى كشف عن عذريتهن أثناء انشغالنا فى الثورة.
- ما لم يعجبنى فى الرواية, كيوتوبيا, القصر الشديد و التلخيص! دائما نشعر أن هناك المزيد كان من الممكن قوله, و ان كنت أعتقد أن التلخيص غالبا يرجع لملل المؤلف من الاطالة عامة و خوفه من ملل القراء, هى نقطة ايجابية طبعا لكن أراها زائدة عن اللازم, أو ربما أنا متوهم و اريد فقط قراءة المزيد للمؤلف لا أكثر
من غير المعتاد لى ألا أكتفى بالتقييم العام بالنجوم و أكتب, و لكن الرواية, و التعليقات عليها, دفعتنى للكتابة دفعا.. أسف على الاطالة و ان كان فى ذهنى المزيد -
السنجة.. السبحة.. السرنجة...السرجة..
أيهم كتب على ذلك الجدار الموشى بخليط من كتابات مختلطة بنقوش او بقع بولية بحسب نظرتك للجدار و للبقع
يظل هذا السؤال معلقا فوق رأسك بعد الانتهاء من الرواية.. حقا ماذا كتب؟! أيهم كان الأكثر تأثيرا في نفس هذه المسكينة التي قتلت ألف ألف مرة قبل ان تنتحر
هل لميت أن ينتحر؟! و كيف يكون حسابه في هذه الحالة؟! هل يعد هذا قنوطا؟! ام استسلام لواقع الموت المبطق على رقبته طوال ما كان يحاول ان يقنع نفسه به بأنه حياة؟!
هل حقا يمكننا ان نطلق على ما يدور في الـ"دحديرة" حياة؟ قبل ان نحاسب او نحكم على سكانها.. هل انا أكيدة من انهم أحياء؟!
هل كان عصام هناك حقا؟!
و ابراهيم... هل يحلم الأموات حقاً؟! و ان صح هذا الأمر، كيف لي أن اعرف ان كان ما أمر به الآن حقيقة ام حلم أموات؟
كابوس..
الرواية كابوسية الطابع.. عشقتها لسبب لا أعلمه.. ربما لأني من الموتى الحالمين انا ايضا فوجدت تشابها بيني و بين شخوصها.. ربما لأن هناك نفس تكرار المقاطع الذي حكم حياة عفاف يحكم حياتي مع فارق التجارب و الحروف..
من تلك الروايات التي سنتنهي منها و انت تفكر. .تفكر حتى ينتشر النمل على خلايا مخك فتنتفض لتنفضه و تعود لجهلك و اغلاق عينيك عن حقيقة السؤال "هل انا ميت أحلم؟ ام حي ��حلم بموت؟ ام ميت يحلم بحياة؟!" -
كاتب يمتلك الجمهور والأسلوب فماذا ينقصه ليخرج عمل جيد؟
ربما أحد أسباب خروج هذه الرواية هكذا كان المقدمة. ربما هؤلاء الذي أعجبهم عمل لم ينضج بعد.
الرواية ماتت أدبيا عندما علق الأديب على الخلل الزمني وعندما مارس تعليقاته في أخر الصفحات قي أسلوب مقالي فرغ كل ما بني طيلة الرواية وتركه جثة نص فقد ظله.. ورواية فرغ منها الكاتب قبل أن ينهيها وقبل أن يجف الحبر على الورق.
دراما ذبحت بتذيليها بمقاطع كتبت على عجالة للصق رأس الثورة في جسد النص بأي ثمن.. الرواية بها مغالطات فادخة من كاتب يمتلك الجمهور والأسلوب فماذا ينقصه؟
ما الذي أتى بتشبيهات أغريقية في جسد نص يتوغل بحثا في عشش المهمشين في قاع المجتمع؟ هل مازل أحمد خالد توفيق لم يخرج بعد من مرحلة الكتابات السابقة عن الأساطير؟
ما الذي يأتي بتشبيهات من المجتمع الأمريكي لتدس في النص هكذا ودون أضافة ودون معنى؟
كيف تم تصوير مشهد قتل حسين بالسنجة في سطرين لاغير.. هل يعقل في مشهد كهذا أن يتم تشبيهه بالديفوه مع لصق وصف السجادة.. ذروة درامية تقعر هكذا؟
لم يكن بالرواية وصف جيد سوى رسم شخص عفاف أما الباقية فهي شخصيات متواترة وتم قتلها جميعا وأخفاء الروائي لا لخدمة التشويش ولا لقيمة فلسفية فى المضمون بل لأن "الكاتب أراد ذلك"
تحميل مفردات الرواية لترميزات كثيرة لم يضيف بالنسبة لي شئ... أما فسسسسس وأووووع فكانتا ذروة التجسيد لهذا.
ربما سيختلف معي الكثيرون وهذا حقهم ولكني على يقين أن أحمد خالد توفيق كاتب رائع لم يقدر نفسه أو نصه حق التقدير عندما ذبح هذه الرواية بهذه الصورة وعلى عجالة.
ربما السنجة ببساطة كانت أقوي مفرادات الرواية.. السنجة كانت تستطيع القيام بدور البطل وحدها.. فهي في حد ذاتها قوية ومعبرة وبها كل المغزي.. السنجة أقصد بها السلاح نفسه وما يحمله من رمز وليس الرواية نفسها التائهة التي كانت تبحث عن نفسها. -
هى ليست بالرواية او المقال او الخواطر
هى اقرب الى تقرير طبيب شرعى كًلف بمعاينة جسد مجتمع مغتصب
كلنا عفاف وكلنا تبولنا على الحائط وكلنا تمتعنا بالعاهرة التى تبيع جسدها من اجل ان تتذوق ساندوتش الفاهيتا ثم ضربناها وعايرناها باننا اكثر تدينا منها
شكرا لدكتور أحمد خالد توفيق على هذا الكابوس الحقيقى -
روايه انهكتني.. انهيتها بأنفاس متلاحقه
خيوط متاشبكة وعوالم متداخله.. بالتأكيد اسلوبها جديد ومختلف
كمبضع جراح بارع يشرح مجتمعنا ويكشف مشاكله بوضوح وبشاعه تصدمني
قمة النضوج الروائي.. مع عشقي له.. لم اتخيل ان يكتب يوما مثل هذة الروايه
زلزلتني وشعرت بكثير مني في الروايه.. عشت بداخلها ساعتين بتوقيت الواقع وسنين بتوقيتها.. وان لها لعمرها الخاص لو تعملون.. ببساطة
عبقريه! -
عالم متشابك شديد الروعة.. أعجبتني فكرة حلم ابراهيم ابو غصيبة و كون الشخصيات مرسومة بهذه الدقة و هذا البعد الإنساني النفسي.. لو قلنا أن الدكتور أحمد خالد توفيق كاتب رعب, فهذه أروع رواياته تحت هذاالتصنيف لأنه يصف حياة حقيقيةواقعية لأناس يعيشون هكذا بالفعل, فليس الأمر خيالا من عالم آخر... أعجبتني الرواية و أقرؤها للمرة الثانية حاليا, وأرشحها لكل من يريد أن يقرأ للمؤلف بعدما كنت أرشح يوتوبيا.
-
أنا مبهوره....
لحد دلوقتي لسه بتسائل عن أي خبره و أي خيال و أي مجهود وصله للتحفه دي؟
واقعيه لدرجة الحزن..
عفاف
و نوال
و جمال
و عصام
و..و...و...,
انت ما تعرفش حد شبههم؟؟ دول مش ناس مألوفه بالنسبه لك؟
قلبك ما وجعكش و انت بتتخيل قد ي في ناس بجد عايشه أكتر من كده و الدنيا عامله فيهم كده و زياده؟
و الكلمه....
اللي محدش عمره هيعرفها ,عشان الدنيا كده,مش هتفهم :)
هتعيش طول عمرك من غير ما تفهم...
هذه الروايه مظلومه ..اقرأوها بدون توقعات , بدون ظلم ..
هي الحياه كما هي و ليس كما ينبغي أن تكون :) -
فى حد ضحك عليا و قالى ان دى رواية د/أحمد خالد توفيق! طب فين الأمارة؟! انا لا غرقت فى الرواية ولا خلصتها فى قعدة واحدة و لا كان على وشى الإبتسامة اللى بتكون موجودة و انا بقراء كتب أحمد خالد توفيق! هى الرواية ممكن تكون مش وحشة فى حد ذاتها بس لو كانت لكاتب تانى و يمكن ده علشان انا حطيت توقعات عالية كعادتى مع كتبه! فكرة تعدد الشخصيات مكنتش موفقة قوى كان فى لبس بيحصل كتير لحد ما تفتكر دى انهى شخصية و النهاية جت مفتوحة بس مكًنتش المتوقعة , انك تقفل الرواية و تعًد تفكر من كتر الدهشة و الابداع )محسًتهاش).
بس اعجبت بالمشهد الأخير بتاع عفاف حسسنى بالظلم و القهر اللى وقع عليها على الرغم من انها كانت الحاجة الوحيدة الكويسة فى دحديرة الشنًاوى
كنت مستنية حاجة أحسن بكتير من كده للأسف.