هذا أول كتيب للفتيات المرشدات (الكشافة) التي انشات فرقتهن في مصر عام 1929، وشعارهن الرسمي:
كوني مستعدة!
والكتيب يوضح لها معنى شعارها ..
معنى "كوني مستعدة" أن تعد المرشدة نفسها لأن تقوم بواجباتها في الحياة، مبتدئة بواجباتها المنزلية، وأن تكون دائمًا على تمام الاستعداد لتأدية ما يتطلب منها من خدمات نافعة، كتقديم معونة أو إسعاف أو إزالة خطر، وليس معنى هذا أن تقوم بهذه المساعدة إيا كانت مضطرة لأن المبدأ يختم عليها ذلك، بل يجب أن تؤديها عن طيب خاطر على الوجه الصحيح حتى تكون هذه المساعدة نافعة مجدية، وإلا أضرت من حيث أرادت نفعًا ..
وقبل أن تصير الفتاة مرشدة يجب أن تأخذ على نفسها ميثاقًا لا تحنث فيه مطلقًا، وهذا الميثاق هو:
1-
أداء الواجب نحو الله والملك والوطن
2-
مساعدة الناس في جميع الظروف
3-
العمل بقانون المرشدات
يتضمن الكتيب صفحات عن تعريف بطبيعة عمل المرشدة، ووصف ردائها الرسمي، وكيفية ربط (رباط الرقبة)، وتعريف دور قائدة الفرقة، وأيضًا ردائها الرسمي (وصف تفصيلي + صورة فوتغرافية له)، وكذلك الأمر في باقي درجات المرشدات، من مساعدة القائدة والوكيلة ورئيسة الفرقة ..
وتفصّل نظام الفرقة، من حيث تسجيلها وتنظيمها، وتكوين (العلم) و(شعارها) أو الرمز الخاص بها، كالكناريا أو البلبل أو العصفور الدوري
ويصف بالرسم (عقدة الكف) والمعلومات التي يمز إليها وطريقة وضعه، وإنشاء محكمة الشرف، التي تشرف على سير الفرقة، وتنظر في جميع أمورها وأحوالها، وأن اجتماعات المحكمة يجب أن تبدأ بحلف الأعضاء بالقسم القانوني واقفات مؤديات السلام النصفي، وهذا القسم هو:
"أقسم بشرفي ألا أبوح بشيءٍ مما يدور في اجتماع المحكمة إلا ما تقرر المحكمة إذاعته"
وحينئذٍ تجيبهن القائدة:
" إني أثق بشرفكن أن تبررن بهذا القسم"
ثم يأتي فصل اسمه (الحركات النظامية للفرقة) وهو يوضح بالرسم كيفية التحرك ومواضع الوقوف، وتشكيل الصفوف، ويتحدث عن العلم، وفرقة العلم، وكيفية وقوفها والسير به، وما هي الإجراءات الواجب إتباعها عند نشر العلم على السارية ورفعه ثم إنزاله وطيه، وكيفية أداء التحية الملكية بالعلم في حضور أحد أفراد الأسرة المالكة
ثم أن قانون المرشدات، جميلٌ جدًا:
(1) شرف المرشدة يمين وثيقة
وإذا حنثت المرشدة في قسمها أو قررت غير الحقيقة فإنها بذلك تهدم ركنًا أساسيًا مهمًا من الأركان المشيدة عليها حركة المرشدات، وتصبح معرّة لفرقتها ولجميع مرشدات بلدها، وإذا ثبتَ لقائدة الفرقة حنث المرشدة بقسمها، يجب أن تعاقبها بأشد العقوبات حتى ولو أدى الحال إلى طردها من الفرقة
ومن قانون المرشدات أيضًا
(4) المرشدة صديقة الجميع وأخت لكل مرشدة أخرى
...
وبالاختصار يجب أن تكون المرشدة صديقة الإنسانية!
والقانون الثامن
(8) تبتسم المرشدة للشدائذ وتقابلها بصبرٍ وثبات
وإذا كانت المرشدة متألمة لسبب ٍما، وجب عليها أن تتشجع وتخفي ذلك ما أمكنها، وألا تظهر شيئًا من الملل أو الغضب، بحل يجب أن تكون دائمًا هاشة باشة لا تفارق الابتسامة ثغرها، حتى تكون دائمًا مصدر سرور لها ولمن حولها
:)
(10) المرشدة نقية السريرة، طيبة القول، كريمة الفعل
يجب على المرشدة ألا تنطق بفاحش القول وبذيء الألفاظ، بل تترفع عن كل نقيصة وفعل خسيس، وتكون بعيدةً عن غلطات اللسان، حية الضمير، طيبة القلب
ثم يأتي فصل (ألعاب مطبقة على القانون)، وذلك لمساعدة المرشدات الجدد على حفظ القوانين، فمن هذه الألعاب لعبة اسمها (الدوائر والقانون)
- تقف المرشدات صفوفًا كل قسم في صف على حدة ثم تعطي لهن أرقام متسلسلة وواحدة في جميع الأقسام، ويرسم أمام كل صف بعيدًا عنه بنحو عشرة أماتر داشرة بالطباشير كالمبين بالرسم
- تذكر القائدة أية مادة من مواد القانون، أو جملة تتضمن مفعول مادة من مواد القانون، فتجري المرشدات اللاتي يطابق رقمهن رقم المادة التي ذكرت، لتقف كل واحدة في الدائرة الخاصة بقسمها، ومَن تصل أولا إلى دائرتها يحصل قسمها على نقطة
- القسم الذي ينال أكبر عدد من النقط يكون الفائز
!
الكتيب يهتم بالمرشدة الحديثة، أي الحديثة الانضمام لحركة الفتيات المرشدات، فما يهم ذكره هو القوانين والزي الرسمي، وكيفية أداء التحية باليد، ونبذ عن اجتماعات الفرقة المختلفة، وطريقة تنظيم حفلة قبول عضو جديد ..
و
يجب أن تقدم المرشدة يوميًا خدمة للغير مرة على الأقل، ولا تحتقر ما تقوم به من مساعدة مهما كانت صغيرة، ويجب ألا تنتظر أية مكافأة على ما تقوم به من خدمات وإلا أصبحت هذه الخدمات عديمة القيمة، ولو أن كل مرشدة قدمت عملا خيريًا كل يوم لانتفعت الأمة بمجموع هذه الأعمال التي يقمن بها واستفادت منها فائدة عظيمة ..
ويجب أن تقيد المرشدة في مذكرتها العمل الخيري الذي قامت به في كل يوم من أيام الأسبوع، ثم تخبر به رئيسة قسمها عند اجتماع الفرق، فإن وجدت الرئيسة شيئًا من هذه الأعمال ذا أهمية، أخبرت القائدة لتعلنه لأفراد الفرقة مع كلمات التشجيع للمرشدة التي قامت به، ويجب أن تلاحظ القائدة بدقة وعناية الأعمال التي تقرر المرشدات أنهنَّ قمن بها ومقدرتهنَّ على القيام بها، حتى لا تجعل لهنَّ سبيلا للكذب طمعًا في شهرة أو كلمة شكر أو ثناء
الزمن الجميل!، ليس جميلا فقط لأنه بات تاريخًا ماضيًا!
